"نعمة ومحمود وأسنا".. المؤثرون في احتجاجات طلاب أميركا؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
على خلفية الاحتجاجات الداعمة لفلسطين بالجامعات الأميركية برزت أسماء عدة ولاعبون مؤثرون في هذه الحالة غير المسبوقة في الولايات المتحدة منذ عقود.
أسماء مثل نعمت مينوش وأسنا تبسم ومحمود خليل، وكيانات ومجموعات تتزاحم في الأذهان في ظل أحداث سريعة وغير متوقعة ارتبطت بأحداث غزة المشتعلة منذ أكتوبر الماضي.
هذه الأحداث لم تقع على هذه الشاكلة بالولايات المتحدة منذ حرب فيتنام خلال الستينيات من القرن الماضي وتتشابك عدة عناصر فيها لتشكل أزمة تزداد اشتعالا مع مرور الوقت.
ماذا حدث؟
منذ 7 أكتوبر الماضي تتواصل الاحتجاجات المطالبة بإنهاء الحرب ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل خاصة بين شريحة الشباب والطلاب. دعا الطلاب المتظاهرون إدارات جامعاتهم لوقف التعاون مع الشركات التي تدعم إسرائيل خاصة شركات الأسلحة. جماعات وكيانات يهودية أكدت أن الخطاب المناهض لإسرائيل يتعمق ويغذي الكراهية ويدعوا للعنف ولا يجب التسامح معه. في 17 أبريل نصبت مجموعة من الطلاب خيامهم في ساحة جامعة كولومبيا احتجاجا على الحرب في غزة مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب. في نفس اليوم استدعت شفيق للإدلاء بشهادتها أمام لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأميركي. عقدت اللجنة ولجان فرعية أخرى بالمجلس ما لا يقل عن 4 جلسات فضلا عن أنشطة أخرى ركزت على نشاط الطلاب المرتبط بغزة. الاستدعاء كان حول مزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي، ولعبت خلالها النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك دورا رئيسيا. خلال شهادتها قالت نعمت: "من المحزن أن يتصرف البعض في مجتمعنا بطريقة لا تتفق مع قيمنا". مينوش قالت أيضا إن: "الطلاب يعلمون جيدا أن انتهاك قواعدنا سيكون له تبعاته". مينوش ادعت في اليوم التالي أن الطلاب اعتدوا على الممتلكات واستدعت شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء الاعتصام، حيث جرى اعتقال العشرات. القرار أشعل الاحتجاجات في عدة كليات بجميع أنحاء الولايات المتحدة. تقدمت مجموعة مؤيدة لفلسطين بشكوى تتعلق بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا بسبب سماحها بدخول الشرطة لحرم الجامعة. لجأت بعض إدارات الجامعات للتفاوض مع المحتجين، واختارت أخرى طلب المساندة من قوات الأمن لقمع الاحتجاجات. مع تصاعد الأحداث اعتقلت قوات الأمن رئيسة قسم الفلسفة نويل مكافي، وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين، في جامعة إيموري بعد مشاركتهما في مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل. في غضون ذلك استقالت كلودين غاي من منصب رئيس جامعة هارفارد، ووليز ماغيل من منصب رئيس جامعة بنسلفانيا بعد تعرضهما لانتقادات بسبب شهادتهما أواخر العام الماضي أمام اللجنة. دهمت شرطة نيويورك مساء الثلاثاء 31 أبريل جامعة كولومبيا، مركز التعبئة الطالبية المؤيّدة للفلسطينيين لإخلاء مبنى احتلّه هؤلاء المحتجّون منذ ليل الإثنين. اقتاد عناصر الشرطة عشرات الأشخاص إلى حافلات لتوقيفهم وكان المعتقلون يعتمرون الكوفية. أعادت هذه الاحتجاجات إلى الأذهان ذكرى التظاهرات التي عمّت الولايات المتّحدة في نهاية ستينيات القرن الماضي تنديداً بحرب فيتنام.أهم الجامعات
تتواصل الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات الأميركية للتنديد بالقصف الإسرائيلي والمطالبة بسحب الأموال من الكيانات المرتبطة بإسرائيل، ما أدى لاعتقال المئات من الطلاب في جميع أنحاء البلاد.
أما أهم الجامعات والكليات التي شهدت الاحتجاجات فهي:
جامعة ولاية أريزونا. كلية بارنارد. جامعة كولومبيا. جامعة دنفر. جامعة إيموري. جامعة جورج واشنطن. جامعة ولاية أوهايو. جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. جامعة جنوب كاليفورنيا. جامعة تكساس في أوستن. جامعة فرجينيا للتكنولوجيا. جامعة ييل.اللاعبون المؤثرون في الحالة الاحتجاجية:
كيانات:
مجموعة نزع الفصل العنصري بجامعة كولومبيا
طلاب من أجل العدالة في فلسطين والصوت اليهودي من أجل السلام في جامعة كولومبيا
مجموعتان مناهضتان للصهيونية والاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. تأسست المجموعتان المناهضتان للصهيونية والاحتلال العسكري الإسرائيلي قبل عقدين من الزمن. لهما فروع بأنحاء الولايات المتحدة. شكلت المجموعتان العنصر الرئيسي في تنظيم الاحتجاجات بالجامعات الأخرى.لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب
عقدت اللجنة ولجان فرعية أخرى بالمجلس ما لا يقل عن أربع جلسات فضلا عن أنشطة أخرى. ركزت اللجنة على النشاط الطلابي الناشئ من الصراع في غزة. لعبت النائبة الجمهورية البارزة إليز ستيفانيك دورا رئيسيا في جلسات اللجنة. رافقت رئيسة لجنة التعليم والقوى العاملة فيرجينيا فوكس رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، في زيارة لجامعة كولومبيا في 24 أبريل. فوكس قالت في تصريحات لها بالحرم الجامعي "جامعة كولومبيا في حالة سقوط حر".أشخاص:
نعمت مينوش
هي نعمت شفيق وشهرتها مينوش مصرية من مواليد الإسكندرية 13 أغسطس عام 1962 وتحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية. تركت عائلتها المصرية في ستينيات القرن الماضي وعاشت بالولايات المتحدة وهي طفلة. عادت لمصر بعد ذلك لتتخرج من المدرسة الثانوية. التحقت بالجامعة الأميركية بالقاهرة وبعد سنة ذهبت إلى جامعة ماساتشوستس - أمهرست حيث أكملت شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة. عملت على قضايا التنمية في مصر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مكتب القاهرة. حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد ثم الدكتوراة من كلية سانت أنتوني جامعة أكسفورد. أصبحت أصغر نائب رئيس للبنك الدولي في سن 36 عاما. وشغلت مناصب بارزة في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا. عادت إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017 كرئيسية كلية لندن للاقتصاد حتى 2023. تولت رئاسة جامعة كولومبيا في يوليو 2023 برز اسم رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية نعمت "مينوش" شفيق خلال الأيام الماضية على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الجامعة.أسنا تبسم
مسلمة من عائلة جنوب آسيوية. اختارتها جامعة جنوب كاليفورنيا لتكون الطالبة المتفوقة التي تلقي الخطاب التقليدي في حفلة التخرج. كانت قد نشرت رابطا لصحفة مؤيدة لفلسطين على حسابها على انستغرام. بعد نشر الرابط أعلنت الجامعة في 15 أبريل أنها لن تسمح لها بإلقاء الخطاب مشيرة إلى مخاطر أمنية. قررت الجامعة بعد ذلك إلغاء حفل التخرج نهائيا بعد اندلاع احتجاجات الطلاب داخل الحرم الجامعي.محمود خليل
باحث فلسطيني يدرس بالجامعة بتأشيرة طالب. يدرس في كلية الشؤون الدولية والعامة بالجامعة. أحد زعماء الاحتجاجات في جامعة كولومبيا. أصبح خليل المفاوض باسم التحالف الطلابي.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نعمت مينوش فيتنام إسرائيل جامعة كولومبيا مجلس النواب الأميركي نيويورك الجامعات إيموري جامعة هارفارد جامعة بنسلفانيا شرطة نيويورك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين شركات تصنيع الأسلحة إسرائيل محمود خليل الإسكندرية جامعة ماساتشوستس مصر جامعة أكسفورد للبنك الدولي المملكة المتحدة كلية لندن للاقتصاد جنوب كاليفورنيا الولايات المتحدة أميركا احتجاجات الطلاب الجامعات غزة نعمت مينوش فيتنام إسرائيل جامعة كولومبيا مجلس النواب الأميركي نيويورك الجامعات إيموري جامعة هارفارد جامعة بنسلفانيا شرطة نيويورك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين شركات تصنيع الأسلحة إسرائيل محمود خليل الإسكندرية جامعة ماساتشوستس مصر جامعة أكسفورد للبنك الدولي المملكة المتحدة كلية لندن للاقتصاد جنوب كاليفورنيا أخبار أميركا الولایات المتحدة جامعة کولومبیا
إقرأ أيضاً:
اعتقال إمام أوغلو يشعل احتجاجات واسعة.. تركيا بين مفترق الطرق.. هل يقضي اعتقال معارض على الديمقراطية أم يعزز قوة الرئيس التركي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد تركيا اضطرابات سياسية جديدة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس رجب طيب أردوغان، والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأثار الاعتقال موجة واسعة من الاحتجاجات في المدن التركية الكبرى، إلى جانب انتقادات حادة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
الاحتجاجات في المدن التركية
انطلقت الاحتجاجات فور إعلان اعتقال إمام أوغلو، حيث تجمعت الحشود في منطقة سراحانه بإسطنبول، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة تحت إجراءات أمنية مشددة.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزل، خلال كلمته أمام المتظاهرين: "لم نأتِ هنا لعقد تجمع، بل لإجراء احتجاج وتحقيق نتائج، وأقسم أننا سنستعيد تقسيم".
وفي أنقرة، منعت الشرطة طلاب جامعة الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ) من مغادرة الحرم الجامعي للمشاركة في الاحتجاجات.
وبينما شهدت مدينة إزمير اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، بعد محاولة طلاب الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية.
رد الحكومة التركية
أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن الاعتقال جاء نتيجة تحقيقات تتعلق بالفساد ودعم الإرهاب، مشيراً إلى أن حزب الشعب الجمهوري لم يقدم ردوداً مقنعة على الاتهامات.
وصرّح قائلاً: "لقد حصلوا على الشهادات بجهد وعرق، ولا يستطيعون القول إنه لا يوجد فساد في البلدية، بل يحاولون خداع الشعب بالشعارات."
كما أكدت قيادات حزب العدالة والتنمية أن القضاء يعمل باستقلالية وأن الاعتقال ليس موجهًا سياسياً ضد إمام أوغلو، بل هو جزء من التحقيقات الجارية بناءً على معلومات قدمها حزب الشعب الجمهوري نفسه.
الاتحاد الأوروبي يندد ويهدد بمراجعة العلاقات
أعرب المجلس الأوروبي عن قلقه العميق من اعتقال إمام أوغلو، مشيراً إلى وجود "عناصر من الضغوط السياسية" ضد أحد أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية.
وأعلن المجلس الأوروبي أنه سيطرح القضية في اجتماع مؤتمر السلطات المحلية والإقليمية المقرر عقده يوم 24 مارس، لمناقشة إجراءات عزل رؤساء البلديات في تركيا.
وفي بيان مشترك، دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، والمفوضة الأوروبية لشؤون التوسع مارتا كوس، الحكومة التركية إلى "ضمان الشفافية الكاملة ومتابعة الإجراءات القانونية بشكل صحيح."
كما أكدا أن احترام الحقوق الأساسية وسيادة القانون ضروريان لعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ردود فعل أمريكية وانتقادات حقوقية
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، إن واشنطن تشجع تركيا على احترام حقوق الإنسان ومعالجة قضاياها الداخلية وفقاً للمعايير الدولية.
كما وصفت منظمة العفو الدولية اعتقال إمام أوغلو بأنه "تصعيد خطير في حملة القمع ضد المعارضة السلمية،" معربة عن قلقها من استخدام "ادعاءات غامضة بمكافحة الإرهاب" كأداة لقمع المجتمع المدني.
انتقادات أوروبية وتحذيرات من التأثير على الديمقراطية التركية
وصف المستشار الألماني أولاف شولتز اعتقال إمام أوغلو بأنه "حدث مؤسف"، وأكد أن "المعارضة السياسية لا يجب أن تُحاكم."
فيما أشار المتحدث باسم الخارجية الألمانية إلى أن ما حدث يعد "انتكاسة خطيرة للديمقراطية التركية."
وفي باريس، أعرب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف ليموان عن "قلق عميق"، محذراً من أن "اعتقالات اليوم سيكون لها عواقب وخيمة على الديمقراطية التركية."
وعلى مستوى أوروبا، شارك نواب في البرلمان الأوروبي مقطع فيديو يظهر تضامنًا من رؤساء بلديات عدة مدن أوروبية، معلنين دعمهم لإمام أوغلو ولديمقراطية تركيا.
تغطية إعلامية مكثفة من الصحافة العالمية
حظي اعتقال إمام أوغلو باهتمام واسع من الصحافة العالمية، وصفت صحيفة ذا جارديان البريطانية الخطوة بأنها "تحرك سياسي واضح" من أردوغان ضد منافسه الرئيسي، وكتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إمام أوغلو يُعد "أحد أبرز المنافسين لأردوغان."
كما أشارت صحيفة فايننشيال تايمز إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تقدّم إمام أوغلو على أردوغان، بينما وصفت صحيفة لو موند الفرنسية ما حدث بأنه "انقلاب على الديمقراطية."
تحليل الوضع السياسي التركي
فيما تعتبر الحكومة التركية أن التحقيقات تُجرى وفق القانون، ترى المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان أن الهدف الحقيقي هو منع إمام أوغلو من الترشح للرئاسة مجدداً.
ومع تصاعد الاحتجاجات واستمرار الإدانات الدولية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة التركية من احتواء الأزمة الداخلية وتحسين علاقاتها مع أوروبا وأمريكا، أم أن هذه الأزمة ستُشكّل نقطة تحول خطيرة في مسار الديمقراطية التركية؟