الحيض والاكتئاب عند المرأة.. دراسة تحدد المرحلة الصعبة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
وجدت دراسة طبية حديثة أن خطر الإصابة بالاكتئاب لدى النساء يزيد بقوة أثناء فترة الانتقال لانقطاع الطمث المعروفة باسم perimenopausal.
وكشفت الدراسة التي أجريت في بريطانيا أن النساء في هذه المرحلة أكثر عرضة بنسبة 40 في المئة تقريبا للتعرض للاكتئاب مقارنة بالنساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث Premenopause والأخيرة مرحلة تمتد لسنوات قبل انقطاع الحيض.
ولم يرصد الباحثون في الدراسة، التي شملت أكثر من 9 آلاف امرأة، زيادة كبيرة في خطر ظهور أعراض الاكتئاب في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، مقارنة بالنساء قبل انقطاعه.
وتقول الدراسة التي نشرت في مجلة الاضطرابات العاطفية إنه من "المهم معرفة أي مرحلة من انقطاع الطمث ترتبط بأكبر قدر من خطر الإصابة بالاكتئاب حتى تتمكن من التدخل. فترة الانتقال لانقطاع الطمث هي المرحلة المرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب".
وتعني perimenopausal "جوار انقطاع الطمث"، وتُعرف باسم المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث، وتسمى كذلك لأنها تحدث قبل انقطاع الطمث، وعادة قبل حوالي ثلاث إلى خمس سنوات، وفق "سي أن أن".
وتقول جونز هوكبينز إن perimenopausal هي الفترة القريبة من انقطاع الطمث عندما يتوقف المبيضان عن العمل تدريجيا. وهذه عملية طبيعية تسبب أعراضا جسدية وعاطفية، ويمكن أن تتقلب مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى تقلب المزاج وعدم انتظام الدورة الشهرية وأعراض أخرى مثل الاكتئاب.
أما Premenopause فتعني مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ولا تشمل أعراض الفترة الانتقالية أو انقطاع الطمث. ويكون الحيض في تلك الفترة مستمرا وتعتبر المرأة في سنوات الإنجاب، ولا توجد تغييرات ملحوظة في الجسد.
وفي بيان صحفي، قالت الدكتورة إيمي سبيكتور، المشرفة على الدراسة، وهي أستاذ في علم النفس السريري في جامعة كوليدج لندن: "تظهر النتائج التي توصلنا إليها مدى تأثير الصحة النفسية للنساء في فترة الانتقال لانقطاع الطمث. نحن بحاجة إلى مزيد من الوعي والدعم لضمان حصولهن على المساعدة والرعاية المناسبة سواء طبيا أو في مكان العمل أو في المنزل."
وقالت ياسمين بدوي، مؤلفة الدراسة المشاركة، إن العوامل الثقافية أو تغيرات نمط الحياة تستخدم في بعض الأحيان لتفسير أعراض الاكتئاب التي تعاني منها النساء خلال السنوات التي تسبق انقطاع الطمث، لكن البيانات المجمعة من الدراسات العالمية تشير إلى أن النتائج لا يمكن أن تعزى إلى تلك العوامل وحدها.
ووجد الباحثون أن هرمون الإستروجين، على سبيل المثال، يؤثر على استقلاب الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورإبينفرين والإندورفين والسيروتونين، وكلها لها دور في الحالة العاطفية.
وقالت ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث ومديرة مؤسسة بيني وبيل جورج: "يبدو أن التباين في مستويات الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض لدى المعرضات للخطر. ومن المحتمل أيضا أن تلعب الوراثة والبيئة ومستوى التعليم والحصول على الرعاية والمحددات الاجتماعية الأخرى للصحة ومستوى الدعم الاجتماعي دورا".
وتقول فوبيون إنه بالنظر إلى عوامل الخطر هذه "من المهم أن يضع الأطباء في اعتبارهم أن النساء اللاتي ينتقلن إلى مرحلة انقطاع الطمث قد يعانين من أعراض الاكتئاب، وأن يسألوا المريضات عن حالتهن المزاجية. وهذا ضروري بشكل خاص إذا كانت لديهن مشكلات سابقة تتعلق بالمزاج مثل الاكتئاب، أو مشكلات المزاج المرتبطة بالهرمونات مثل تلك التي حدثت في مراحل ما قبل الحيض أو ما بعد الولادة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لانقطاع الطمث انقطاع الطمث قبل انقطاع
إقرأ أيضاً:
دراسة: المراهقون الذين يعتادون على النوم مبكرا يتمتعون بمهارات إدراكية وعقلية أفضل
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي كامبريدج وشانغهاي، أن المراهقين الذين يعتادون على النوم مبكرا ويحصلون على قسط كاف من النوم يتمتعون بمهارات إدراكية وعقلية أفضل مقارنة بمن ينامون في أوقات متأخرة.
وشملت الدراسة، التي تعد الأكبر من نوعها في مجال تطور الدماغ عند المراهقين، أكثر من 3 آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما، حيث تم تتبع أنماط نومهم باستخدام أجهزة متخصصة، وإخضاعهم لسلسلة من الاختبارات المعرفية وفحوصات الدماغ.
وكشفت النتائج أن المجموعة التي اعتادت على النوم مبكرا (نحو 37 بالمائة من المشاركين) تميزت بأداء أكاديمي وإدراكي أفضل، حيث تفوقت في اختبارات القراءة وحل المشكلات والذاكرة. كما أظهرت فحوصات الدماغ أن أفراد هذه المجموعة يتمتعون بحجم دماغي أكبر ووظائف عصبية أكثر كفاءة.
ومن جانب آخر، أشارت الدراسة إلى أن معظم المراهقين لا يحصلون على القدر الكافي من النوم الذي يتراوح بين 8 إلى 10 ساعات يوميا وفقا للتوصيات الطبية، حيث بلغ متوسط نوم أفضل مجموعة مشاركة حوالي 7 ساعات و25 دقيقة فقط.
وأوضحت الباحثة باربرا ساهاكيان، إحدى المشاركات في البحث، أن الدماغ يقوم خلال النوم بعمليات معقدة لتنظيم الذاكرة وتقوية المهارات المكتسبة، ما يفسر الارتباط الوثيق بين جودة النوم والقدرات العقلية.
ونصح الباحثون المراهقين الراغبين في تحسين أدائهم العقلي بالالتزام بعدة إجراءات منها: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على جدول نوم ثابت حتى في أيام العطل.
وتقدم هذه الدراسة دليلا إضافيا على أهمية النوم الكافي خلال مرحلة المراهقة التي تشهد تطورا حاسما في وظائف الدماغ.