اشتهر بمنح إجازة القرآن في الصيدلية.. من هو الدكتور على توفيق النحاس؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يجلس على كرسيه في الصيدلية لساعات طويلة يستمع إلى آيات الذكر الحكيم من تلامذته صغارًا وكبارًا دون ملل، يُصحح الأخطاء ويُثني على القراءات الصحيحة، حتى ينتهي به الحال إلى منح إجازة القراءات العشر لمن يُتم القراءة، وهو ما اعتاد عليه طيلة حياته حتى رحل الشيخ الدكتور علي بن محمد توفيق النحاس عن عالمنا صبيحة اليوم عن عمر 85 عامًا تاركًا ورائه إرثًا غنيًا من الأسانيد الصحيحة.
نحو أكثر من 70 عامًا قضاها الشيخ والعلامة والمقرئ والمسند علي بن محمد توفيق النحاس في خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعليم الناس ونشر الأسانيد، وخدمة طلبة العلم الشريف، فهو طبيب صيدلي، جامع للقراءات العشر، آخر تلاميذ الشيخ عامر عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق الذي كان يراجع ويشرف على تسجيلات كبار القراء في الإذاعة أمثال الشيخ الحصري، كما يعتبر أحد أعمدة الرواية في مصر خاصة والعالم الإسلامي عامة، وأحد جبال العلم في القراءات، فأسانيده إلى ثبت العلامة الأمير ومنه إلى أئمة الإسلام انتهاء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى الرغم من كبر سنه إلا أنّ الشيخ علي توفيق النحاس لم يدخر جُهدًا في تعليم طلابه القرآن الكريم لفترة طويلة تمتد لساعات داخل الصيدلية التي يمتلكها، فيجلس على كرسيه، وأمامه طالب العلم يقرأ عليه آيات القرآن الكريم بالقراءات العشر، فـ يسمعها ويبكي، ويطير قلبه فرحًا بعدما يمنح تلميذه الإجازة، حتى أصبح لديه آلاف الطلاب حول العالم، إلا أنّه لم يكن يتقاضَ منهم أي أجر عملًا بوصية والده واقتداءً بالسلف الصالح الذي كانو لا يتقاضون أجرًا على القرآن الكريم.
وبحسب لقاء مصور للشيخ الراحل عبر يوتيوب، يقول إنّ والده كان أستاذًا في الأزهر، يعمل في معهد بالزقازيق، ثم انتقل إلى القاهرة ليتولى مهمة إدارة مجمع البحوث الإسلامية في ستينيات القرن الماضي، وقد قرأ أمامه القرآن الكريم حتى حصل منه على الإجازة، كما حصل على إجازة القراءات العشر المتواترة من الشيخ عامر السيد عثمان عدا قراءة خلف العاشر، ثم أتمّ القراءات كلها أمام الشيخ عبدالرازق البكري حتى حصل على الإجازة.
ومن أهم مؤلفات الشيخ علي محمد توفيق النحاس: «الوجيز في أحكام تلاوة الكتاب العزيز»، و«تعريف بالقراء العشرة ورواتهم وأصول القراءات العشرة»، و«الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء عن العشرة القراء»، و«القصيدة الحسناء تلخيصا للرسالة الغراء».
الحزن يُخيم على تلامذة «النحاس»كلمات مؤثرة كتبها طلبة وتلاميذ الشيخ علي توفيق النحاس عقب إعلان خبر وفاته عبر صفحاتهم الشخصية على فيس بوك، ينعون خلالها شيخهم الجليل الذي يرجعون إليه الفضل فيما هم عليه الآن، إذ كتب مصلح الدين الشافعي: «اليوم توفى سيدنا الشيخ علي بن محمد توفيق النحاس، كان رحمة الله عليه من علماء القراءات المحققين، ذو إسناد عالِ في القرآن والحديث، وله فضل كبير على كثير من المشتغلين بالإقراء، وكان كثيرا ما يبكي أثناء القراءة عليه، لا يمل من قراءة الطلاب؛ فقد كنت أقرأ عليه في صيدليته ليلًا من الحادية عشرة إلى الثالثة قبيل الفجر، حتى أتعب أنا وهو منبسط منشرح».
أما تلميذه بلال جمعة قال عن شيخه الراحل إنّه كان رحمه الله لا يرد طالبًا ولا يكسر بخاطر أحد ومتواضعًا رغم علو قدره ورفعة مكانته، فكتب على صفحته قائلًا: «تُوِفِّيَ الْيَوم الشيخ العلامة فضيلة الشيخ المقرئ الجامع للقراءات العشر الدكتور الصيدلاني علي بن محمد توفيق النحاس، كان يُراجع ويُشرف على تسجيلات كبار القراء في الإذاعة أمثال الشيخ الحصري وغيره».
ويقول سند بهنسي الذي قرأ عليه قبل أكثر من تسع سنوات في رحيل شيخه: «توفي اليوم علي بن محمد توفيق النحاس، من أصحاب الأسانيد العالية في القرآن والسنة النبوية، فقد تشرفت بالقراءة عليه منذ أكثر من تسع سنوات، وقد أجازني في القرآن، والأربعين النووية، والتحفة والجزرية، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورضي عنه وجزاه عني وعن طلبة العلم خير الجزاء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: علي النحاس القراءات العشر إجازة القرآن تلاوة القرآن القرآن القرآن الکریم الشیخ علی
إقرأ أيضاً:
هل ترك سجود التلاوة إثم وينقص من أجر قراءة القرآن؟..دار الإفتاء توضح
أوضحت دار الإفتاء أن سجدة التلاوة ليست واجبة، لكنها من السنن المستحبة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا وتركها أحيانًا أخرى، تيسيرًا على الأمة ، فمن أتى بها نال أجرًا وثوابًا عظيمًا، ومن تركها فلا إثم عليه، وإن كان قد فاته أجر السجود.
ويشترط لصحة سجدة التلاوة ما يُشترط في الصلاة، مثل الطهارة من الحدث والنجاسة، والتوجه إلى القبلة، والسجود على الأعضاء السبعة، بالإضافة إلى ستر العورة بالنسبة للرجال والنساء، والالتزام بالحجاب للمرأة.
فإذا قرأ المسلم آية فيها سجدة وهو غير متوضئ، فلا يجوز له السجود؛ لافتقاده شرط الطهارة، لكن لا حرج عليه، ويمكنه بدلًا من السجود أن يذكر الله بتسبيحات مثل: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، كما أشار بعض أهل العلم.
وقد ورد عن الصحابة ما يوضح ذلك، ففي إحدى المرات قرأ أحد الصحابة آية سجدة فلم يسجد، فقالوا له: "لو كنت سجدت لسجدنا"، مما يدل على أن السجود ليس ملزمًا، بل سنة مؤكدة.
كما ثبت عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ سجدة من سورة النحل وهو على المنبر، فسجد مرة، ولم يسجد مرة أخرى، وقال: "إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء"، وذلك بحضور الصحابة.
واتفق جمهور العلماء على أن حكم سجود التلاوة كحكم صلاة النافلة، فلا يصح إلا بتوافر الشروط المعروفة للصلاة، مثل الطهارة، وستر العورة، واستقبال القبلة. وقد نقل الإمام النووي هذا الرأي في كتابه "المجموع"، وأيده ابن قدامة في "المغني"، ووافقه عليه المالكية كما ورد في مختصر خليل.
وعلى ذلك فإن ترك سجدة التلاوة لا يُعد إثمًا، ولا يُنقص من صحة قراءة القرآن، لكنه يُفقد القارئ ثوابًا عظيمًا كان يمكن أن يناله لو أتى بها.