دعما للفلسطينيين.. احتجاجات الجامعات في أميركا تمتد للشرق الأوسط وأوروبا
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
في ظل تصاعد حدة الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في الكثير من الجامعات في الولايات المتحدة، امتدت شرارة تلك التظاهرات إلى العديد من الجامعات في دول الشرق الأوسط، وفي أصقاع أخرى من العالم، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ففي لبنان، تظاهر مئات الطلاب، الثلاثاء، في العديد من الجامعات اللبنانية دعما للفلسطينيين، حيث شملت تلك الاحتجاجات الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأميركية، وفرعي الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت والبقاع، وجامعة القديس يوسف في بيروت، وجامعة الروح القدس في جونيه.
وقال بيان صادر عن منظمي الاحتجاج في الجامعة الأميركية في بيروت، إن الطلاب يطالبون بإنهاء جميع العلاقات الاقتصادية "مع الشركات والمؤسسات المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين".
وفي الكويت، نظم الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت وجمعية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، الإثنين، "وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية" في ساحة كلية العلوم.
وحسب وكالة رويترز، تظاهر مئات الطلاب، الإثنين، في جامعات تونسية وشوارع بالعاصمة دعما للشعب الفلسطيني، فيما تظاهر العشرات أمام السفارة الفرنسية وبالقرب من المسرح البلدي.
وفي أستراليا، ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن طلاب جامعة سيدني أقاموا منذ الثلاثاء الماضي، مخيما اعتصاميا يضم ما يصل إلى 60 شخصًا كل ليلة، مع تجمع حاشد، الأربعاء الماضي، اجتذب حوالي 200 شخص.
وانتشرت الاحتجاجات حيث وصلت إلى جامعة ملبورن، الخميس، بينما أقيمت مواقع تخييم، الإثنين، في جامعة كوينزلاند والجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا. ومن المتوقع إقامة معسكر تخييم في جامعة كيرتن في بيرث اليوم الأربعاء.
ويقول المتظاهرون إن المعسكرات ستبقى "حتى تلبية مطالبهم بوقف إطلاق النار في غزة، وقطع العلاقات الأكاديمية مع إسرائيل".
والإثنين، دخلت قوات الأمن الفرنسية حرم جامعة السوربون المرموقة في باريس لإخراج نشطاء مناصرين للفلسطينيين نصبوا خياما داخل الجامعة، في تحرّك يأتي بعد أيام على تحرّك مماثل شهد توترات في جامعة سيانس بو الباريسية.
وذكرت وكالة فرانس برس أن متظاهرين احتشدوا أمام الجامعة بحضور 3 من نواب الحزب اليساري الراديكالي "فرنسا الأبية". وعند عصر ذلك اليوم، كان عدد المتظاهرين نحو 300 وقد طوّقتهم الشرطة.
وقالت الطالبة لوريليا فيرجو في تصريح لفرانس برس: "نحن هنا بعد دعوة أطلقها طلاب هارفارد وكولومبيا".
وفي بريطانيا، نظم طلبة كلية لندن الجامعية وقفة احتجاجية وسط الحرم الجامعي، قائلين إن الهدف منها هو الضغط على إدارة الجامعة لقطع علاقاتها مع شركات السلاح التي يقولون إنها تدعم "الإبادة الجماعية" في غزة.
وفي الضفة الغربية، ذكرت مواقع محلية، أن طلاب جامعة بيرزيت قرب مدينة رام قد طردوا، الثلاثاء، رئيس ممثلية ألمانيا في الأراضي الفلسطينية أوليفر أوفتشا؛ إلى جانب عدد من السفراء والممثلين الأجانب من دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لتلك المواقع، فقد جرى طرد الدبلوماسيين الأوربيين من المتحف الفلسطيني، الذي يقع داخل الحرم الجامعي، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه "صمتا غربيا على الإبادة الجماعية"، التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
مخاوف من "معاداة السامية"من جانب آخر، أبدى طلاب في جامعات أميركية تخوفهم من انتشار معاداة السامية، معربين عن قلقهم إزاء التحرك بحرية في الجامعات.
والإثنين، رفع طالب/ طالبة يهودي مجهول الهوية دعوى قضائية، على جامعة كولومبيا في نيويورك متهما الجامعة التي شهدت احتجاجات ضد الحرب في غزة "لم توفر بيئة آمنة" للطلاب اليهود خلال المظاهرات، وفق ما أوردته شبكة "سي إن إن".
وتقول الشكوى المرفوعة على مجلس أمناء جامعة كولومبيا، إن محتجين مؤيدين للفلسطينيين ارتكبوا أعمال عنف، وضايقوا الطلاب وأعضاء هيئة التدريس اليهود، وحرضوا على خطاب الكراهية وأعمال العنف.
وليل الثلاثاء الأربعاء، دخل العشرات من عناصر شرطة نيويورك وهم يرتدون معدات مكافحة الشغب إلى حرم جامعة كولومبيا، واعتقلوا العديد من الطلاب، بعد إصدار أمر تفريق للمتظاهرين المتجمعين خارج أحد مداخل الجامعة.
اشتباكات في جامعة كاليفورنيااندلعت اشتباكات عنيفة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بين متظاهرين داعمين للفلسطينيين وآخرين مناصرين لإسرائيل، وفق وسائل إعلام أميركية.
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، أن "المتظاهرين المناصرين لإسرائيل وصلوا إلى الجامعة حوالي الساعة ١:٤٥ صباحا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، واقتربوا من معسكر اعتصام داعم للفلسطينيين يتمركز في حرم الجامعة منذ نحو أسبوع".
ولفتت "إن بي سي نيوز" إلى أنه "تم إلقاء الألعاب النارية على مخيم الاحتجاج الداعم للفلسطينيين".
ونقلت وكالة رويترز عن صحيفة لطلاب جامعة كاليفورنيا، أن أنصار إسرائيل "استخدموا العنف لتفريق احتجاج مؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي".
وقالت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، إن "الشرطة تتعامل بشكل فوري مع طلب مسؤولة كبيرة بجامعة كاليفورنيا الدعم في الحرم الجامعي، وسط الاشتباكات"، وفق رويترز.
ولاحقا، أكدت شرطة لوس أنجلوس، أن عناصرها "موجودون حاليا في حرم جامعة كاليفورنيا للمساعدة في استعادة النظام".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جامعة کالیفورنیا جامعة کولومبیا الحرم الجامعی فی جامعة فی بیروت فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يدفع ترامب كاليفورنيا لمسار الانفصال عن أميركا؟
واشنطن- لا يوفر الدستور الأميركي آلية قانونية أو سياسية سلمية للولايات الراغبة في الانفصال عن الدولة الاتحادية، وأكدت المحكمة العليا عام 1869 في قضية "تكساس ضد وايت" أن "الاتحاد غير قابل للانفصال، وأن الولايات ليس لها الحق في الانفصال من جانب واحد أو من تلقاء نفسها".
وتوفر المادة الرابعة بالدستور، في قسمها الثالث، طريقة وشروط قبول ولايات جديدة ضمن الاتحاد، ولكنها لا تتناول طريقة انفصال ولاية إذا ما رغبت في ذلك.
ومن هنا، يتطلب تحقيق ذلك تعديلا دستوريا، وهي عملية معقدة تشترط موافقة ثلثي أعضاء مجلسيْ النواب والشيوخ، والتصديق عليها من قبل 3 أرباع الولايات الخمسين، وهو ما يستحيل عمليا في ظل الاستقطاب السياسي الذي يعصف بالحياة السياسية الأميركية.
غير أن ذلك لم يوقف تطلع بعض الفئات في بعض الولايات لفكرة الاستقلال والانفصال عن الاتحاد الأميركي، وتعزز ذلك بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة حكم ثانية، وتبنيه أجندة يمينية متشددة، مما دفع لتجديد الفكرة عند بعض نخب كاليفورنيا أكبر الولايات وأكثرها ليبرالية للانفصال عن الاتحاد الأميركي.
وعلى سبيل المثال، تهدف مبادرة "كالإيكزيت" إلى وضع قضية انفصال كاليفورنيا ضمن بطاقة الاقتراع بالانتخابات القادمة للتجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني 2026.
إعلان إرث من العداءتتميز العلاقة بين ترامب وكاليفورنيا بالتوتر وبخلافات حول مختلف القضايا، بما يعكس انقسامات أيديولوجية عميقة بين إدارة الرئيس الفدرالية وحاكم الولاية التقدمي جافين نيوسوم.
وتأتي السياسات البيئية والمناخية على رأس القضايا الخلافية، فلطالما دافعت كاليفورنيا عن مبادرات المناخ، وهو ما يتعارض جذريا مع موقف إدارة ترامب، كما برزت مؤخرا خلافات حادة حول التجارة والتعريفات الجمركية إثر فرض تعريفات واسعة النطاق بشكل كبير، بما يؤثر سلبا على اقتصاد الولاية.
وتعد "سياسات الهجرة" و"الملاذات الآمنة" من القضايا الساخنة في مواجهة الطرفين، حيث توفر قوانين الولاية الملاذ الآمن لملايين المهاجرين غير النظاميين، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة ترامب كي تتعاون شرطة الولاية مع سلطات الهجرة بالتشديد وتطبيق القوانين.
ومن جانبه، لا يُخفي الرئيس ترامب ازدراءه لكاليفورنيا وقيمها التقدمية، ويعتبرها يسارية اشتراكية، ويقول بعض خبراء جامعة كاليفورنيا إن ترامب ربما يخطط لهجوم على كاليفورنيا يمتد من قطاعات الصحة العامة والمناخ إلى الهجرة والطاقة والتعليم.
ويملك ترامب القدرة على قطع الأموال للبرامج المهمة للولاية، بهدف الضغط من أجل إجراء تغييرات في السياسة المحلية بكاليفورنيا، بما يسهم في دعم التيارات المحافظة والجمهورية بها.
ويتذكر سكان كاليفورنيا أنه أثناء أزمة حرائق الغابات المروعة التي عصفت بالولاية نهاية العالم الماضي وبداية العام الحالي، قام ترامب بمهاجمة حكام الولاية الديمقراطيين بدلا من تقديم كلمات العزاء والدعم، وألقى باللوم عليهم في اندلاع الحرائق.
وخلال حملته الرئاسية الثانية، اتهم ترامب الديمقراطيين بتدمير كاليفورنيا وجعل سان فرانسيسكو مدينة غير صالحة للعيش، كما أدعى أن سياسة الولاية "المجنونة" تسببت بارتفاع التضخم والضرائب وأسعار الغاز وأعداد المهاجرين غير النظاميين.
تعد هذه الولاية صاحبة رابع أكبر اقتصاد عالمي، إذ بلغ ناتجها المحلي الإجمالي العام الماضي ما يقرب من 4.1 تريليونات دولار، ويأتي ترتيبها بعد كل من الولايات المتحدة والصين وألمانيا، وقبل بقية اقتصادات العالم بما فيها دول ضخمة مثل الهند واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا والبرازيل.
إعلانويقترب عدد سكان الولاية من 40 مليون نسمة، مما يعكس تنوعا سكانيا فريدا، وتمتلك اقتصادا قويا ومتنوعا يشمل الصناعات الرئيسية كالتكنولوجيا والترفيهية والزراعية والتصنيعية.
يُذكر أن كاليفورنيا موطن "وادي السيليكون" مركز الإبداع التكنولوجي الأميركي، وبالإضافة إلى أنها توفر نسبة ضخمة من الإنتاج الزراعي الأميركي، وتلعب موانئها -مثل ميناء لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو- دورا محوريا بالتجارة الدولية.
ومن الناحية السياسية، تصوت كاليفورنيا للديمقراطيين، وفي انتخابات عام 2024 حصل ترامب فقط على نسبة 38% من الأصوات فيها، وبشكل عام تبقى الولاية معقلا للديمقراطيين والتيار اليساري، وهو ما يضعها في مواجهة مباشرة وفي صراع حاد مع كل ما يتخذه ترامب من قرارات ومواقف.
ويرى هنري برادي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيركلي بمنطقة سان فرانسيسكو أن الجمهوريين "يعتبرون كاليفورنيا وحشا ويجب معاقبتها في كل شيء" ورغم أنها انضمت للاتحاد الأميركي عام 1850 فإنه وبعد كل هذه السنوات يرى تيار واسع من سكان الولاية أن كاليفورنيا وأميركا قد انجرفا بعيدا جدا عن بعضهما البعض.
أدوات كاليفورنيا القانونيةخلال فترة ولاية الرئيس ترامب الأولى، رفعت كاليفورنيا أكثر من 120 دعوى قضائية ضد إدارته، متحدية السياسات المتعلقة بالهجرة واللوائح البيئية والرعاية الصحية، وفازت بما يقرب من ثلثي هذه القضايا، مما شكل سابقة لإستراتيجياتها القانونية الحالية.
وقبل أيام، رفع حاكم كاليفورنيا دعوى قضائية لمنع ترامب من فرض تعريفات شاملة. وقال إنه "لن تتأثر أي ولاية أخرى بذلك أكثر من كاليفورنيا" وأضاف نيوسوم أن "الدعوى القضائية تتحدى سلطة الرئيس ترامب في فرض رسوم جمركية شاملة، وهو ما أشعل حربا تجارية عالمية".
وتجادل هذه الدعوى بأن استخدام ترامب قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة -لفرض تعريفات جمركية على المكسيك وكندا والصين بنسبة 10% وعلى جميع الواردات- تصرف "غير قانوني" حيث يمكّن القانون الرئيس من تجميد المعاملات ردا على التهديدات الخارجية، وهو ما يتوفر في الحالة الراهنة.
إعلانوتجادل كذلك في أن سن مثل هذه التعريفات يتطلب موافقة الكونغرس، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذه الدعوى تعد الـ14 من نوعها في أقل من 3 أشهر ترفعها كاليفورنيا ضد إدارة ترامب.
واتجه حاكم الولاية إلى القضاء، بعدما فشلت مطالبته البيت الأبيض بإعفاء صادرات كاليفورنيا من "التعريفات الانتقامية" التي فرضها ترامب.
يتزعم ماركوس رويز إيفانز حركة "كالإيكزيت" الانفصالية التي تشبه مثيلتها البريطانية، والتي سبق أن نجحت في إخراج لندن من الاتحاد الأوروبي.
ويكرر إيفانز أن "قيم كاليفورنيا مختلفة تماما عن القيم الأميركية، وقد ظلت على هذا النحو فترة طويلة".
ويضيف "إذا انتهى الأمر للطرح في بطاقة الاقتراع ووافق عليه الناخبون، فلن يعني ذلك في الواقع انفصال كاليفورنيا الفوري، وسيؤدي ذلك إلى إنشاء لجنة رسمية لدراسة جدوى كاليفورنيا كدولة مستقلة".
وبعيدا عن المسار القضائي، لا يبقى إلا مسار الثورة والانفصال باستخدام القوة، لكن البروفيسور هنري برادي لا يعتقد أن انفصال كاليفورنيا يمكن أن يحدث أو سيحدث في المستقبل القريب. ومع ذلك، يقول إنه "من الناحية الاقتصادية، يمكن لكاليفورنيا أن تكون ولاية غنية ناجحة مستقلة، في حين أنه سيكون ضارا جدا للولايات المتحدة أن تخسر كاليفورنيا".