ناقشت “قمة ايكونومي ميدل ايست 2024″، اليوم، في سوق أبوظبي العالمي، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، الآفاق الاقتصادية للمنطقة، ودور التنمية الإقليمية في النهوض بالاقتصادات المحلية والمساهمة في النمو العالمي.

وتناولت القمة، في جلساتها، مجموعة من المحاور الرئيسية التي تستكشف المشهد العالمي في 2024 وما بعده، وآفاق اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقدرته على التكيف مع الواقع العالمي الجديد.

كما عرضت وجهات نظر مختلفة حول توجهات مشهد التكنولوجيا والابتكار المستقبلي، والحدود الرقمية في مجال التمويل والخدمات المالية، إلى جانب دور السياحة في تحفيز ودعم النمو الاقتصادي، وغيرها الكثير.

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، قطعت أشواطا واسعة في تنويع اقتصادها الوطني، والتحول نحو نموذج اقتصادي مرن قائم على المعرفة والابتكار، حيث يُمثل اليوم القطاع غير النفطي 74% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وهو ما يؤكد أننا نسير بخطوات متقدمة نحو التنوع الاقتصادي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031″، و”مئوية الإمارات 2071”.

وقال معاليه، في كلمته التي ألقاها خلال القمّة : تواصل دولة الإمارات جهودها في توفير بيئة حاضنة لممارسة الأعمال، والأنشطة الاقتصادية، وتوفير التشريعات والسياسات الاقتصادية المرنة والتنافسية، التي من شأنها تعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية، ودعم خلق مناخ ملائم للمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ورواد الأعمال، ومن ضمن هذه التطورات السماح بالتملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وتحديث أنظمة التأشيرات والإقامة واستحداث مساري العمل الحر والإقامة طويلة المدة، بما ساهم في تعزيز قدرة الدولة على مواجهة المتغيرات الاقتصادية العالمية، وترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للأعمال والاستثمار.

وأشار معاليه إلى أن القمّة تُشكل منصة مهمة لتسليط الضوء، على أبرز الديناميكيات الاقتصادية العالمية المتغيرة، وكيفية الاستفادة منها في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، خاصة أن المشهد الاقتصادي العالمي يمر بحالة من عدم اليقين والوضوح.

من جهتها، قالت روبرتا جاتي، رئيس الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي : تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عودة إلى اتجاه ما قبل الجائحة من النمو المنخفض، وذلك في سياق اقتصاد عالمي يتباطأ للعام الثالث على التوالي.

وتوقعت أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي (GDP) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 2.7% في عام 2024، وهي زيادة ضئيلة مقارنة بـ 1.9% في عام 2023؛ وقالت : يغلب على هذه التوقعات الغموض، وسط ما تشهده المنطقة من صراعات وارتفاع مستويات الديون.

وأضافت : يتركز الاقتراض المتزايد بشكل كبير في الاقتصادات المستوردة للنفط، التي لديها الآن نسبة مديونية إلى الناتج المحلي الإجمالي أعلى بنسبة 50% من المتوسط العالمي للأسواق الناشئة والبلدان النامية، مشيرة إلى أن الدول المستوردة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقترض مقابل مستقبل غير مؤكد، وخلال العقد الماضي، لم تتمكن من تحقيق النمو أو حتى التضخم للخروج من الديون، ما يؤكد الحاجة إلى الانضباط المالي وشفافية الديون.

وأوضحت أنه عندما ترتفع مخزونات الديون بسبب الإنفاق غير المباشر، بالنسبة للدول المصدرة للنفط، فإن التحدي هو تنويع الإيرادات الاقتصادية والمالية، ويعزى ذلك إلى التغيير الهيكلي في أسواق النفط العالمية والطلب المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة.

وضمن فعالياتها، استضافت القمة مجموعة من الجلسات الحوارية التي تحدث فيها بدر العلماء، المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار، والمهندس حاتم دويدار منصب الرئيس التنفيذي لـ e&.

كما شهدت القمة عقد ندوات نقاشية متنوعة، ومن بينها ندوة “الحدود الاقتصادية .. التنقل في المشهد العالمي في 2024 وما بعده”، التي تحدث فيها كل من الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة عام 2030 للتنمية المستدامة، والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، وكريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في شركة “ستاندرد آند بورز ماركتس انتليجينس”، وأندرو توري، الرئيس الإقليمي لشركة “فيزا” في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث ركزت الجلسة التي أدارها زياد داود، كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة لدى بلومبرغ على أهمية التنوع الاقتصادي الاستراتيجي، والنظم البيئية للابتكار، والدور المحوري للاستثمارات الأجنبية، إلى جانب تسليط الضوء على الصناعات الناشئة وفرص الاستثمار، ودور الشرق الأوسط في بيئة الأعمال الدولية سريعة التطور.

وشارك في ندوة “آفاق اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، كل من معالي الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر إفتراضيا، وروبرتا جاتي، رئيسة الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، والدكتور ناصر السعيدي، مؤسس ورئيس شركة “ناصر السعيدي وشركاه”، وكبير الخبراء الاقتصاديين والاستراتيجيين الأسبق لدى مركز دبي المالي العالمي، حيث ناقشوا خلال الندوة التي أدارتها الدكتورة روعة الحاراتي، مؤسسة والمديرة التنفيذية لـ “كنز” للاستشارات، تأثير التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ودول البريكس على التغييرات الاقتصادية الإقليمية، وقدرة المنطقة على التكيف مع الأوضاع الناشئة.

كما ناقش كل من إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية لدى سوق أبوظبي العالمي، ورولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد في دولة الإمارات العربية المتحدة، والشرق الأوسط وباكستان، وداميان هيتشين، الرئيس التنفيذي لشركة ساكسو بنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تأثيرات التحول الرقمي في القطاع المالي ودور الأنظمة الرقمية وابتكارات التكنولوجيا المالية في إعادة تشكيل المشهد المالي للأفراد والشركات على حد سواء، وذلك خلال مشاركتهم في ندوة “الحدود الرقمية في التمويل: استكشاف مشهد الخدمات المالية في الغد” التي أدارها جان أبو عاصي، شريك في قسم الخدمات المالية في “بي دبليو سي الشرق الأوسط”.

أما جلسة “السياحة .. دعامة القوة الاقتصادية” التي أدارها سونيل جون، مؤسس “أصداء بي سي دبليو”، والرئيس التنفيذي السابق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لشركة “بي سي دبليو”، فتناولت دور السياحة في دعم النمو الاقتصادي، ومساهمتها في خلق فرص العمل، وتطوير البنية التحتية والشركات الصغيرة وتعزيز الاستثمار الإقليمي وتحفيز التبادل الثقافي، وتحدث فيها كل من سعادة سعيد علي عبيد الفزاري، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والدكتورة سعيدة جعفر، نائب رئيس أول ومدير مجموعة فيزا في دول مجلس التعاون الخليجي، وهيثم مطر، رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات IHG في منطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا.

وأكد جو شدياق، الرئيس التنفيذي وناشر مجلة إيكونومي ميدل إيست أن “قمة ايكونومي ميدل ايست 2024” التي جمعت بين مجموعة من القادة والوزراء وخبراء الصناعة، تحولت إلى منصة للتفكير المبتكر والتعاون وتبادل الأفكار؛ وقال : تعد هذه القمة الأولى ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها مجموعة “جي سي” الإعلامية، بهدف دفع النمو المتسارع في كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث سعت القمة من خلال مناقشاتها وجلساتها إلى تقديم رؤى ثاقبة حول المشهد الاقتصادي الإقليمي، وهو ما يوفر فهما أعمق لطبيعة الفرص وأبرز التحديات التي تواجه المنطقة.

يشار إلى أن القمة عقدت بالشراكة مع سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي الرائد في العالم، كما حظيت بدعم دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وفيزا، الشركة العالمية الرائدة في خدمات الدفع، “ألف للتعليم” و”ستاندرد تشارترد”.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا النمو الاقتصادی الرئیس التنفیذی فی منطقة

إقرأ أيضاً:

بويدن الشرق الأوسط.. 25 عاماً من التميز القيادي في منطقة الشرق الأوسط

الرياض : البلاد

احتلفت بويدن الشرق الأوسط، الشركة الاستشارية الرائدة في مجال تنمية وتطوير الإدارة العليا ودراسات تطوير التنمية البشرية، بمرور 25 عاماً على انطلاق أعمالها في منطقة الشرق الأوسط بفعالية مميزة في المملكة العربية السعودية، تؤكد التزام الشركة الراسخ بالمنطقة. بحضور تشاد هيسترز، الرئيس التنفيذي العالمي للشركة، ونخبة من كبار المديرين التنفيذيين والعملاء المميزين من مختلف القطاعات، احتفى الحدث بموروث بويدن وتميزها في أبحاث تطوير الإدارات العليا والاستشارات القيادية.

كما يتوّج هذا الحدث المهم الإعلان عن بويدن الشرق الأوسط كهيئة قانونية رسمية في المملكة العربية السعودية في عام 2024، مما يعزز حضور الشركة والتزامها بدعم المؤسسات في تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

تقدّم بويدن الشرق الأوسط مجموعة من الخدمات المخصصة لتلبية الاحتياجات القيادية الفريدة للمؤسسات في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. تشمل هذه الخدمات الأبحاث التنفيذية بتركيز خاص على تحديد واستقطاب أفضل المواهب من الكوادر الوطنية والوافدين لتولّي أدوار قيادية في قطاعات حيوية مثل الخدمات المالية، تطوير العقارات، البنية التحتية، الترفيه والعمليات الصناعية. كما تقدّم خدمات بويدن الاستشارية لتطوير القيادات العليا دعماً شاملاً لعلميات التوظيف ودمج المهارات في منظومة العمل، التقييم، تكوين صورة متكاملة للمهارات، وتنمية القدرات القيادية والتحول الثقافي، مما يضمن التوافق بين القدرات القيادية والأهداف الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم بويدن إرشادات متخصصة في تقييم مجالس الإدارة، ومساعدة الشركات العائلية والكيانات العامة في الحوكمة وتشكيل مجالس الإدارة لتعزيز الرقابة التنظيمية.

وفقاً لتقرير جمعية استشاريي البحث التنفيذي والقيادة (AESC)، حققت مهنة البحث التنفيذي والاستشارات القيادية العالمية 16 مليار دولار أمريكي من الإيرادات في عام 2019، مما يمثل زيادة مطردة من 9.7 مليار دولار أمريكي عام 2012. وعلى الرغم من الانخفاض الذي شهده القطاع خلال الوباء والذي بلغت نسبته 12%، انتعشت الإيرادات لتصل إلى 19.9 مليار دولار أمريكي في عام 2021 وزادت إلى 21.1 مليار دولار في عام 2022، مما يسلط الضوء على القيمة الاستراتيجية التي يجلبها مستشارو البحث التنفيذي والقيادة للشركات.

بمناسبة احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين على تأسيس الشركة، صرّح تشاد هيسترز، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بويدن، قائلاً: ” المملكة العربية السعودية سوق حيوي مهم، وهذه المناسبة أكثر من مجرد احتفال بنجاحاتنا، فهي شهادة على الثقة التي يوليها لنا عملاؤنا والمديرون التنفيذيون. يعكس تواجدنا في المنطقة التزامنا بتقديم أفضل الخدمات الاستشارية لتطوير القيادات والبحث التنفيذي على مستوى عالمي لدعم أهداف التحوّل الطموحة للمملكة.”

يستمر الطلب على كبار المسؤولين التنفيذيين السعوديين والمواهب العالمية في النمو، مدفوعاً بالمشاريع البارزة في البلاد والتي تأتي في إطار رؤية السعودية 2030. يؤكد تقرير صادر عن معهد مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون الخليجي أن مؤسسة واحدة فقط من كل عشر مؤسسات تستفيد من وجود ثقافة مؤسسية ملهمة، مما يؤكد على أهمية التحول الثقافي والتنوع في استراتيجيات التوظيف. تلعب بويدن دوراً محورياً في التصدّي لهذه الاحتياجات، بما في ذلك استقطاب كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي لقيادة جهود التحول الرقمي، وتوظيف كبار المسؤولين الماليين ذوي الخبرات الضلعية في الاكتتاب العام لتوجيه الشركات في طرح أسهمها للاكتتاب العام، وتعزيز التنوع في القيادة من خلال وضع آلية فاعلة تضمن أن يشغل الرؤساء والمسؤولون التنفيذيون الأكفاء هذه الأدوار بغض النظر عن الجنس.

ومن جهته، أفاد مجدي الزين، المدير الإداري لشركة بويدن الشرق الأوسط، قائلاً: “الاستشارات القيادية هي جوهر ما نقوم به، ونحن فخورون بتقديم حلول تمكن الشركات في المملكة العربية السعودية من الازدهار في المشهد التنافسي اليوم. تقدّم رؤية السعودية 2030 فرصاً لا مثيل لها لتمكين التحوّل، ويشرّفنا في بويدن أن نكون الشريك الموثوق للعديد من المؤسسات في المملكة لتحقيق ذلك، سواء عبر دعم الجهود لاستقطاب المواهب العليا والحفاظ عليها أو تمكين الشركات من تحقيق أهداف التنوع الخاصة بها. نلتزم بتقديم حلولنا الاستباقية المخصصة لتلبية المتطلبات في المملكة.”

منذ دخولها المنطقة في عام 2000، واصلت شركة بويدن الشرق الأوسط تقديم الدعم المستمر للمؤسسات العامة والخاصة لتحقيق أهدافها القيادية. ومن خلال تأسيسها ككيان قانوني في المملكة العربية السعودية، تعزز بويدن التزامها بدعم التحول الاقتصادي والأهداف الاستراتيجية للمنطقة.

هذا واختتم تشاد هيسترز ومجدي الزين فعالية الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين بكلمات مؤثرة أكّدت التزام بويدن وتفانيها في الجودة وتعزيز الثقة والتميز في الخدمة.

مقالات مشابهة

  • إنشاء مكتب إقليمي للإنتربول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أراضي المملكة
  • فعاليات وإصدارات متنوعة لمركز “المستقبل” في “القاهرة الدولي للكتاب”
  • إنشاء مكتب إقليمي لـالانتربول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السعودية
  • إنشاء مكتب إقليمي للإنتربول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أراضي المملكة
  • وزير الداخلية يشهد توقيع اتفاقية إنشاء مكتب إقليمي للإنتربول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أراضي المملكة
  • “إنفست إندستريال” توقع مذكرة تفاهم مع مجموعة أزاديا لتولي الإدارة المباشرة لأعمال “إيتالي” في الشرق الأوسط
  • بويدن الشرق الأوسط.. 25 عاماً من التميز القيادي في منطقة الشرق الأوسط
  • على مدى يومين... سلام شارك في المنتدى الدولي لمؤتمر حوار الشرق الاوسط
  • إي اف چي هيرميس تحصل على المركز الأول في أسواق رأس المال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024 تتويجًا لجهودها في إتمام كبرى الصفقات بالسوق
  • تيك توك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستضيف الحفل السنوي لتكريم المواهب والإبداعات المتميزة