الإمارات وأمريكا تصيغان قواعد الذكاء الاصطناعي للمستقبل.. صفقات تاريخية
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أوضح سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، أن النفط كان بمثابة الثروة في القرن الماضي، لكن البيانات حلت محله في القرن الحالي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي تصيغه الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدةوكتب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، في مقال نشرته وكالة بلومبرغ تحت عنوان «مستقبل الذكاء الاصطناعي تصيغه الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة»، أن: «عصر الذكاء الاصطناعي قد وصل، وهو لحظة تحولية ستمس كل مجالات الحياة الحديثة والشؤون الدولية.
وأشار العتيبة إلى الصفقات التجارية، مثل تلك التي تم الإعلان عنها هذا الشهر بين مايكروسوفت وشركة G42 في أبوظبي، وقال إنها تعمل على زيادة السرعة التي سيتم بها نشر الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفوائد في جميع أنحاء العالم.
تطوير القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعيوأكد أن الاتفاقية التي تتضمن استثمارا بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة البرمجيات الأمريكية العملاقة في شركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تمثل تتويجا لشراكة استراتيجية شاملة بين الشركتين من شأنها تعزيز حلول الذكاء الاصطناعي الإقليمية وتطوير القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسعة قدرات مراكز البيانات حول العالم.
مزايا الذكاء الاصطناعيولتأمين المزايا التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، دعا العتيبة الحكومات إلى أن تتسابق للتحقق من إمكانات التكنولوجيا والحد من أضرارها.
وتساءل: «من يتحكم في البيانات وقوة الحوسبة؟ ما هي القواعد الضرورية لخلق وصول عادل ومسؤول في كل من الأسواق الناشئة والمتقدمة؟ أين الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات التي تعتبر العقل والعضلات للذكاء الاصطناعي؟»
قواعد تسند مبادئ أساسية تمكن الذكاء الاصطناعي من الازدهارولمواجهة هذه التحديات، قال العتيبة إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين لكتابة قواعد لعب جديدة لهذه التكنولوجيا المتقدمة، مؤكدًا أن هذا يتضمن إعادة صياغة الضوابط الحكومية، والتعاون بين القطاعين العام والخاص، وإعادة تشكيل علاقاتنا في العالم، وهذه القواعد تستند إلى مبادئ أساسية تمكن الذكاء الاصطناعي من الازدهار، في حين تضع إطارا تنظيميا لضمان استخدامه العادل والأخلاقي.
عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر إنصافاوقال: «أولا، يجب أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الحكومات، وفي حالة دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، فبينما نطرح وجهات نظر مختلفة، لدينا توافق أساسي في رؤيتنا للذكاء الاصطناعي، كما نتفق على أن عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أكثر إنصافا».
تضييق الفجوة الرقمية ومنح البلدان المزيد من السيطرة على بياناتهاوأضاف: «يجب تضييق الفجوة الرقمية ومنح البلدان المزيد من السيطرة على بياناتها من الأولويات الرئيسية. وكجزء من هذا، تتعهد دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز مكانتها كمصدر مفضل لـ الحوسبة التي يمكن الوصول إليها - وهو القوة الحسابية والسرعة اللازمة لمعالجة كميات هائلة من البيانات - والنموذج مفتوح المصدر والدعم المالي لدول الجنوب العالمي، ونحن نعمل أيضا مع الولايات المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية ثنائية للاستخدام الأخلاقي والعادل للذكاء الاصطناعي».
حماية البيانات والأمن والموثوقيةوسيتضمن هذا الإطار المشترك بين الحكومتين معايير لحماية البيانات والأمن والموثوقية بالإضافة إلى دعم البحوث المشتركة بين القطاعين العام والخاص والتعليم والتمويل. كما أنه سيخلق أساسًا لمزيد من التعاون التجاري.
وأضاف: «ثانياً، سيتطلب عصر الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الطاقة لمعالجة البيانات وإدارة تدفقها، وهنا يجب ألا نتنازل عن أولويات المناخ في سبيل التقدم التكنولوجي».
تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددةوأوضح: «يقدم التعاون بين حكومة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة نموذجاً من خلال تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون لتشغيل مراكز البيانات المتعطشة للطاقة. ويتم تشغيل البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات بواسطة بعض أكبر المصفوفات الشمسية في العالم وأقلها تكلفة، وبرنامج متوسع للطاقة النووية المدنية، وشبكة كهربائية مصممة خصيصًا لهذا الغرض وخالية من الاختناقات».
وقال السفير يوسف العتيبة: «أصبحت شركة الطاقة المتجددة الوطنية مصدر واحدة من أكبر المستثمرين العالميين في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة».
وأوضح: «ثالثا، ينبغي نشر هذه التكنولوجيا الجديدة بطريقة تعود بالنفع على المجتمع. وهذا يعني تطبيق فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والمناخ. وفي هذا، يجب أن تضمن السياسة العالمية وصول القوى المتوسطة والجنوب العالمي».
وقال، أخيرا، «سوف يتطلب تحقيق هذا التحول رأس مال على نطاق يتطلب التعاون بين القطاعين العام والخاص. وستخصص دولة الإمارات العربية المتحدة مئات المليارات من الدولارات لهذه المهمة».
صناديق الثروة السيادية الرائدة في الإماراتوأضاف السفير يوسف العتيبة: «قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة الدعم المالي لكل من شركات التكنولوجيا القائمة والشركات الناشئة الواعدة، والعديد منها في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، قامت مبادلة، وهي أحد صناديق الثروة السيادية الرائدة في الإمارات، باستثمار لمدة 17 عامًا في شركة GlobalFoundries ومقرها نيويورك، مما ساعد على إعادة تنشيط صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة مع تطوير الخبرة الإماراتية في هذا القطاع».
وأوضح: «تعاونت شركة G42 مع شركة Cerebras Systems في كاليفورنيا لبناء أكبر كمبيوتر فائق السرعة في العالم للتدريب على الذكاء الاصطناعي».
وأضاف السفير يوسف العتيبة إن قطاع الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات يعد من بين القطاعات الأكثر تقدمًا في العالم، قائلًا: «قمنا بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم في عام 2017، كما أنشأنا أول جامعة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي في عام 2020، وأطلقنا Falcon، وهو نموذج لغة كبير مفتوح المصدر وهو من بين الأعلى تقييمًا في العام الماضي، وضاعفت الإمارات القوى العاملة متعددة الجنسيات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي 4 مرات على مدى السنوات الثلاث الماضية».
الذكاء الاصطناعي شريان الحياة للمجتمعات المستقبليةواختتم العتيبة مقاله بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة شريان الحياة للمجتمعات المستقبلية، فتأثيراته العميقة تعمل على قلب القواعد القديمة للعبة بسرعة - وستكون الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة شريكتين في طليعة تقنيات الحوسبة المتقدمة. وكتب: «ولكننا نحتاج إلى أن تجلس الحكومات في مختلف أنحاء العالم معنا على الطاولة إذا أردنا تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي الهائلة لتحقيق الخير. ولضمان مكانة البيانات في العصر الجديد، يجب علينا أن نتكاتف لتعزيز الفوائد الأخلاقية والمنصفة للذكاء الاصطناعي للجميع».
اقرأ أيضاًيكافح الجرائم ويكتشف عيوب القلب.. آخر تقنيات الذكاء الاصطناعي
خطر محدق.. أدوات الذكاء الاصطناعي الغير واضحة
دراسة تحذر: الذكاء الاصطناعي يمكن تدريبه على الكذب بكل سهولة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التحكم في الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي في الإمارات المتحدة العربية المتحدة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة قواعد الذكاء الاصطناعي يوسف العتيبة دولة الإمارات العربیة المتحدة عصر الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی الولایات المتحدة الاصطناعی فی التعاون بین فی العالم فی مجال یجب أن
إقرأ أيضاً:
الإمارات تجري محادثات شاملة ضمن COP29 في إطار التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026
ترأس سعادة عبد الله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، وفد دولة الإمارات إلى مؤتمر الأطراف COP29، في إطار التحضيرات لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 حيث شارك في محادثات شاملة سلطت الضوء على التزام دولة الإمارات بتعزيز قضايا المياه ضمن الأجندة الدولية.
وقام سعادته، من خلال مشاركته، بتسليط الضوء على المبادرات الرئيسة التي تقودها دولة الإمارات للتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.
وشملت الفعاليات التي نظمتها وزارة الخارجية، عقد جلسة حول مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، التي انطلق من خلالها البرنامج الخاص بجناح الإمارات في “يوم الغذاء والزراعة والمياه” في مؤتمر الأطراف COP29.
واستعرضت دولة الإمارات رؤيتها للمؤتمر وعقدت حوارات حول أولويات المياه العالمية، بما في ذلك تعزيز التركيز على المياه ضمن اتفاقيات ريو الثلاث، واتباع نهج شامل عبر القطاعات لدعم الجهود العالمية في مجال المياه.
ترأس الجلسة سعادة عبدالله بالعلاء، وسعادة داوودا نغوم وزير البيئة والانتقال البيئي في السنغال، بحضور ممثلين رئيسين من مختلف القطاعات والمجموعات المعنية، بما في ذلك ماريا فرناندا إسبينوزا، وزيرة الخارجية السابقة في الإكوادور ورئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأستريد شومكير الأمين التنفيذي لسكرتارية اتفاقية التنوع البيولوجي، إضافة إلى وفد رفيع المستوى من حكومة البرازيل، ورئاسة COP29، والبنك الإسلامي للتنمية، واتفاقية رامسر للأراضي الرطبة، وكلية لندن الجامعية، وتحالف الثورة الخضراء في أفريقيا.
وقال سعادة بالعلاء خلال الجلسة :”تهدف دولة الإمارات من خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، إلى رفع الطموحات وإعادة النظر في اعتماد طرق جديدة للعمل في هذا الصدد، وتحديد الحلول المبتكرة والنتائج ذات الأثر الفعال التي تساهم في تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة”.
وشملت النقاشات المتعلقة بمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026 تقديم مقترحات للجهات الفاعلة غير الحكومية حول المواضيع التي من الممكن طرحها ضمن الحوار التفاعلي في المؤتمر، إضافة إلى تنظيم طاولة مستديرة مع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية لمناقشة التحديات المتعلقة بالاستثمار في قطاع المياه.
وشاركت دولة الإمارات ضمن مؤتمر الأطراف COP29 في العديد من الفعاليات لتسليط الضوء على الأولوية التي توليها لقضايا المياه والمناخ، بناء على النجاح الذي حققه مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي أولى اهتماما غير مسبوق لقضية المياه ضمن أجندة مؤتمر الأطراف.
شملت فعاليات المؤتمر إلقاء كلمة رئيسة في افتتاح جناح “المياه من أجل المناخ”، بحضور فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة للمياه، ومبعوث المناخ من هولندا، وسفير المناخ من السويد.
واستعرضت دولة الإمارات مبادرات رئيسة في مجال المياه، لا سيما “مبادرة محمد بن زايد للماء” نظرا لأهميتها في تعزيز الحلول المتعلقة بقضية ندرة المياه.
كما أكدت دولة الإمارات تأييدها لإعلان “المياه من أجل العمل المناخي” في مؤتمر الأطراف COP29، وانضمت إلى إطلاق الحوار الوزاري “حوار باكو حول المياه من أجل العمل المناخي” كآلية لتنفيذ الإعلان، لضمان استمرارية الحوار بين مؤتمرات الأطراف.
وشدد سعادة بالعلاء خلال إطلاق الحوار على ضرورة إدراج المياه في صميم العمل المناخي، وضمان متابعة الحوارات والإجراءات المتعلقة بالمياه من COP إلى COP، وصولا إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، الذي من المقرر أن يعقد في دولة الإمارات.