الكيلاني: مشاركة مصر في "أبوظبى للكتاب" تؤكد قوة العلاقات الثقافية بين البلدين
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أعربت وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني، عن سعادتها لمشاركة مصر ضيف شرف بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وقالت، في تصريحات لفضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الأربعاء، إن وجود مصر ضيف شرف يدل على قوة العلاقات الثقافية المستمرة بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لافتة إلى أن المعرض اختار هذا العام الشخصية المحورية له كاتب نوبل المصري العظيم نجيب محفوظ.
ويشارك أكثر من 1350 ناشرًا من 90 دولة منها 12 دولة تشارك لأول مرة، وافتتح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ33 أبوابه أمام الناشرين والعارضين والزوار تحت شعار "هنا.. تُسرد قصص العالم".
مصر ضيف شرف هذا العام في المعرض الممتدوهذا العام هو استثنائي لأن مصر ضيف شرف هذا العام في المعرض الممتد، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، فيما اختير الأديب المصري الفائز بجائزة نوبل نجيب محفوظ، الشخصية المحورية لهذه الدورة.
يذكر أن الفنانة إسعاد يونس، أعربت عن سعادتها بحضور معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ33، وأثنت على تنظيم المعرض وحضور الشباب به.
وأضافت خلال لقاء لـ"القاهرة الإخبارية" على هامش معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في نسخته الـ33: "أنا مبسوطة جدا، الحضور رائع ومتحضر رغم الزحام الشديد، والمصريين مكتسحين سواء بالمساهمين أو النشطاء، والمعرض منظم للغاية والأجنحة كثيرة للغاية وكذلك المعروضات".
وتابعت: "مصر موجودة بحكم عمرها، وممتنون باهتمام معرض أبو ظبي الدولي للكتاب بمصر، وهو وضع طبيعي بين الأشقاء"، موضحة أن سيرة نجيب محفوظ تعيدنا من جديد، لأن مصر بها قامات ستظل تضع لمصر علامة مميزة مدى العمر وليس فقط في الماضي، وبذلك معاني جميلة للغاية.
تواجد الشباب في المعرض يدل على أن جيل الشباب يرغب في الكتاب الورقي
واستطردت: "تواجد الشباب في المعرض يدل على أن جيل الشباب يرغب في الكتاب الورقي وليس الإلكتروني فقط، لأن الكتاب يعد طقسا حضاريا وثقافيا، ومهما حاولت أشياء أن تتغلب عليه فسيظل طقسا حضاريا".
وأكدت أن الشباب بدأ في الاهتمام بالكتاب لأنهم بدأوا في نشر وكتابة الكتب مهما كان اختلافنا أو اتفاقنا مع مواضيعها، والمهم هو عودتهم للكتاب، "أتمنى أن يكون لدى الشباب ثقافة الكتاب بجوار الثقافة الالكترونية".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزيرة الثقافة معرض الرياض الدولي للكتاب بوابة الوفد الوفد مصر معرض أبو ظبی الدولی للکتاب مصر ضیف شرف فی المعرض یدل على
إقرأ أيضاً:
عادات وتقاليد الاحتفال برمضان.. ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، من بينهم الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة الدكتورة سحر حسن، الباحثة بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.
استعرضت الندوة التطور التاريخي لعادات وتقاليد الاحتفال برمضان في مصر، بدايةً من العصر الفاطمي وحتى اليوم، مشيرة إلى الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الشهر الكريم، حيث لا يقتصر على كونه شهرًا للعبادة، بل يعد موسمًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس روح التلاحم بين المصريين.
وأشارت الدكتورة سحر حسن إلى أن رمضان ليس مجرد أيام للصيام والعبادة، بل هو لوحة فنية تنبض بالحياة، حيث تزين الشوارع بالمصابيح والفوانيس، وتجتمع العائلات في أجواء من الألفة والمودة، مما يعكس خصوصية الاحتفال بهذا الشهر في مصر.
وأكدت الدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، أن شهر رمضان حظي بمكانة خاصة في كتب التراث الإسلامي، حيث وثّقت صفحاته فضائل هذا الشهر وما شهده من أحداث دينية وتاريخية مهمة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
وأوضحت أن المسلمين استقبلوا رمضان عبر العصور بفرحة واستعداد خاص، تجلى في تزيين المنازل والشوارع، وإقامة موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعكس روح التكافل والإحسان التي تميز الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن مظاهر الاحتفال برمضان شهدت تطورات كبيرة عبر العصور، منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية والفاطمية، حيث حرص الحكام على رعاية الفقراء ونُظمت المواكب الرمضانية الفخمة، كما انتشرت أسمطة الطعام في المساجد والميادين. كذلك برزت عادات خاصة بالسحور وصلاة التراويح، التي وإن اختلفت من بلد لآخر، إلا أنها اجتمعت على تعظيم الشهر الفضيل.
وشددت على أن رمضان، رغم تغير الأزمنة، يظل شهر الرحمة والمغفرة، حيث يحرص المسلمون على تكثيف العبادة، وإخراج الزكاة والصدقات، تحقيقًا لمقاصد الإسلام، وترقبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وأوضحت الدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، أن الفانوس الرمضاني يعد أحد أبرز الرموز البصرية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية.
وأشارت إلى أن ظهور الفانوس في مصر يعود إلى العصر الفاطمي، وتحديدًا إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (953-975م).
وأضافت أن هناك عدة روايات حول بداية استخدام الفانوس في رمضان، أشهرها أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز عند دخوله القاهرة ليلًا، وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشموع، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا ملازمًا للشهر الكريم. كما استخدمت الفوانيس لاحقًا لإنارة الشوارع خلال رمضان، حيث كان الجنود الفاطميون يطلبون من أصحاب المتاجر والمنازل تعليقها خارج بيوتهم لإنارة الطرقات.
وأشارت إلى أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس أثناء تجولهم مع المسحراتي وقت السحور، مرددين الأغاني الرمضانية، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم. ومع مرور الزمن، لم يعد الفانوس مجرد أداة للإضاءة، بل تحول إلى رمز احتفالي يصنع بأشكال وألوان متنوعة، ليزين البيوت والشوارع، خاصة في مصر والدول العربية، مما يعكس أهمية الفن الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع.
وتابعت: زينة رمضان تعد واحدة من أبرز العادات الاحتفالية التي تعكس روح الشهر الكريم، وقد تطورت عبر العصور، بدءًا من العصر الفاطمي، حين كانت الشوارع تُضاء بالفوانيس الملونة احتفالًا بقدوم رمضان. ومع مرور الزمن، بدأ الناس في تعليق الأقمشة المزخرفة والمشغولات اليدوية ذات الطابع الإسلامي على جدران المساجد والمنازل. في العصر العثماني، ازدادت مظاهر الزينة، حيث كانت الساحات تزين بالمشاعل والأنوار، وبدأت العائلات تستخدم النقوش العربية والفوانيس المصنوعة يدويًا. أما في العصر الحديث، فقد أصبحت الزينة أكثر تنوعًا، حيث انتشرت الأنوار الكهربائية، والفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة، والزينات الورقية التي تملأ الشوارع، مما يضفي أجواءً احتفالية مميزة تعكس فرحة المسلمين بحلول الشهر الفضيل.
أكد الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، أن شهر رمضان يحمل بُعدين أساسيين: روحي ومادي، حيث تمتزج فيه العبادات بالقيم الأخلاقية، مما يجعله موسمًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
وأوضح أن الاستعداد لرمضان لا يقتصر على الصيام فقط، بل يمتد إلى تهذيب النفس، مشيرًا إلى أن صيام يومي الإثنين والخميس قبل الشهر الفضيل يعد وسيلة روحانية لتهيئة النفس، إلى جانب أهمية تصفية القلوب من الضغائن والحسد واستحضار النية الصادقة لاستقبال هذا الشهر المبارك.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أشار إلى أن رمضان يرتبط بعادات مميزة، سواء من خلال الأطعمة التقليدية أو الأجواء الاحتفالية، لافتًا إلى ظاهرة «الطبق الدوّار» الذي يرمز إلى روح المشاركة بين العائلات والجيران، إلى جانب الألعاب والرموز الرمضانية مثل الفانوس، التي تضفي بهجة خاصة على ليالي الشهر الكريم.
جاءت هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.