هل يجوز أن يدفع الابن كفارة اليمين عن أمه؟ سؤال أجاب عنه الدكتور محمد نجيب عوضين، أستاذ الفقة المقارن بجامعة القاهرة، وذلك خلال لقائه ببرنامج “السائل والفقيه” المذاع عبر موجات إذاعة القرآن الكريم.

وقال عوضين إنه إذا كانت قد حلفت على يمين وحنثت فيه، ولم يكن معه مال يكفى لإخراج كفارة يمين فإذا كان هناك أحد أبنائها أو إخوتها يستطيع أن يقرضها مالا يكون أولى، فكذلك يجوز لابنها أن يخرج كفارة عن أمه إذا حنثت فى يمينها.

وأضاف أن كفارة اليمين هى إطعام 10 مساكين أو صوم 3 أيام، فيجوز لمن لم يمتلك مالا أن يخرج غيره عنه كفارة اليمين ولا حرج فى ذلك.

التصرف الشرعي لمن تراكمت عليه كفارة اليمين
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إنه يجب على المسلم عدم الإكثار من الحلف بالله، لما في ذلك من الجرأة على الله سبحانه وتعالى وعدم هيبته وتعظيمه، فقد قال الله تعالى: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم {البقرة:224}، وقال: واحفظوا أيمانكم {المائدة:89}، وجاء ذم كثرة الحلف في قول الله عز وجل: ولا تطع كل حلاف مهين {القلم:10}.

وأضاف الأطرش لـ"صدى البلد"، في إجابته عن سؤال: “ما حكم تكرار الحلف بالله في كثير من أمور الحياة فما كفارة ذلك إذا تعدد الحلف؟”، قائلا: “القول الأول: أنه يجب على الحالف لكل يمين كفارة، وإليه ذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، وهو ظاهر كلام الخرقي، ورواية المروزي عن أحمد. القول الثاني: أنه يجب على الحالف كفارة واحدة، وبه قال أحمد في رواية ابن منصور، قال القاضي: وهي الصحيحة، وهو قول محمد من الحنفية".

وأوضح أن أحكام كفارة اليمين هي على التخيير بين إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن عجزت عنها جميعا انتقلت إلى الأمر الرابع وهو الصيام، ولا يجزئك البدء بالصيام ما دمت قادرا على واحد من تلك الأنواع الثلاثة.

وتابع: “وإذا جهلت عدد الأيمان التي تلزمك كفاراتها، فلك أن تأخذ بالأقل، فإن شككت مثلا  هل عليك خمس كفارات أو ست؟ فعليك أن تكفر عن خمس؛ لأن الأصل عدم لزوم الكفارة”.

 

خطأ شائع في إخراج كفارة اليمين

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن كفارة اليمين تكون على من حلف على شيء ثم حنث في يمينه، فيجب عليه إخراج كفارة.

واستشهد «عويضة» في فتوى له، بقول الله تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون» [المائدة: 89].

وأشار مدير الفتوى، إلى أن الناس تفهم الكفارة خطأ ومن يحنث منهم في يمنيه يصوم 3 أيام، منوها بأن الآية السابقة جعلت الكفارة في 3 مراتب: «إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يجد فتحرير رقبة، فإن لم فصيام ثلاثة أيام»، فعلى القادر ماليا أن يطعم المساكين ولا يصم، أما العاجز عن إخراج الكفارة فيصوم ثلاثة أيام.

وأوضح أن كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، والإطعام يكون لكل مسكين قدر صاع من غالب قوت أهل البلد -كالقمح أو الأرز مثلا-؛ كما ذهب إلى ذلك الحنفية، ويقدر الصاع عندهم وزنا بحوالي (3.25) كجم، ومن عسر عليه إخراج هذا القدر يجوز له إخراج مد لكل مسكين من غالب قوت أهل البلد، وهذا هو مذهب الشافعية، والمد عندهم ربع صاع، وقدره (510) جم تقريبا؛ لأن الصاع عندهم (2.04) كجم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إطعام عشرة مساکین کفارة الیمین

إقرأ أيضاً:

عودة: نأمل أن تشكل حكومة تعمل بتناغم وعلم وجدية على إخراج البلد من النفق المظلم

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة القداس الالهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل ألقى عظة قال فيها: "تقسم السنة الكنسية إلى أزمنة ليتورجية تدور حول التدبير الخلاصي الذي أعده الرب يسوع ليفتدي الإنسان. فبعدما ودعنا عيد الظهور الإلهي منذ أيام ندخل، بدءا من اليوم، زمنا ليتورجيا جديدا، ذروته الصوم الأربعيني المقدس، الذي يهيئنا بدوره للسجود لقيامة مخلصنا من بين الأموات. في هذا الزمن الجديد، تقرأ على مسامعنا فصول إنجيلية تتمحور حول علاقة الإنسان بالله، وبأخيه الإنسان، كدروس في الجهاد الروحي".

أضاف: "سمعنا اليوم أول أناجيل هذا الزمن، الذي يتحدث عن شفاء البرص العشرة. كان البرص مرضا جلديا خطرا ومعديا، وكان المصاب بالبرص يعتبر بحسب الشريعة نجسا عند اليهود، لذا كان يعزل إجتماعيا ودينيا، فلا يجوز له الإختلاط بالآخرين، ولا زيارة الهيكل للصلاة وممارسة الشعائر الدينية، وكان يعاني جسديا ونفسيا وروحيا. المرض بذاته مؤلم، والمريض يشعر بالدونية والإزدراء كونه ممنوعا من مخالطة الآخرين، وعليه أن يحذرهم من الإقتراب منه. البرص، بالنسبة للذهنية الدينية اليهودية، قصاص إلهي، لذا كان ينظر إلى الأبرص كرجل خاطئ ابتلي بالمرض بسبب معاصيه".

وتابع: "البرص العشرة الذين التقاهم الرب يسوع، كان تسعة منهم يهودا، وواحد سامريا. لم يكن اليهود يخالطون السامريين لخلاف ديني وعقائدي بينهم، لذلك كان اليهود يعتبرون السامريين أنجاسا. في إنجيل اليوم، عاش اليهود مع هذا السامري. وحدهم الألم، فتركوا خلافاتهم العقائدية والدينية جانبا واجتمعوا في مجموعة واحدة منبوذة لكي يعزوا بعضهم بعضا. فيما يسوع داخل قريتهم «وقفوا من بعيد» كما تأمرهم الشريعة، ورفعوا أصواتهم قائلين: «يا يسوع المعلم ارحمنا». إنتظروا رحمة من السيد قد افتقدوها من بني جنسهم. ولأن الكاهن بحسب الشريعة هو الذي يحكم بطهارة الإنسان أو نجاسته (لا 13: 2-8) أمرهم الرب بالذهاب إلى الكهنة ليحكموا بطهارتهم من البرص. آمن البرص العشرة بكلمة الرب ولم يعترضوا على الذهاب إلى الكهنة لإثبات شفائهم، حتى قبل أن ينالوا الشفاء، والدليل على ذلك أنهم انطلقوا «وفيما هم منطلقون طهروا». لقد فعل الإيمان المعجزة، لكن المفارقة أن واحدا فقط من العشرة «رجع يمجد الله بصوت عظيم». كان هذا الشخص سامريا، ويدعوه الرب «أجنبيا» أي غريبا عن الجماعة والدين اليهوديين، مع ذلك عاد وخر على وجهه عند قدمي الرب شاكرا. أدرك أن المسيح ليس معلما أو صانع معجزات فقط، بل هو الرب نفسه. البرص العشرة آمنوا بكلمة الرب فطهروا جميعهم، لكن واحدا فقط عاد وشكر فنال الخلاص. الإيمان قاد إلى شفاء الجسد أما الشكران والسجود فقادا إلى شفاء النفس وخلاصها.  هذا الشفاء الروحي هو هدف صلوات الكنيسة للمرضى وهو أهم من الشفاء الجسدي الذي إن حصل يكون «نعمة فوق نعمة» (يو 1: 16)."

وقال: "غالبا ما يشبه سلوكنا سلوك البرص التسعة. عندما نمرض أو يصيبنا مكروه نهب طالبين معونة الله، سائلين شفاعة والدة الإله وجميع القديسين، وقد نذهب إلى حد نذر النذور. وعندما نشفى وتتحسن ظروفنا ننسى تعهداتنا ونتابع حياتنا وكأن شيئا لم يكن، ظانين أن الشفاء واجب على الله. حتى إننا لا نشكره على العطايا التي منحنا إياها. كان في سؤال الرب يسوع: «أليس العشرة قد طهروا؟ فأين التسعة؟ ألم يوجد من يرجع ليمجد الله إلا هذا الأجنبي؟» شيء من التعجب من موقف الذين لم يأتوا ليشكروا بعدما نالوا طلبهم. لم يكن لديهم أي إحساس بالإمتنان أو عرفان بالجميل. كانوا ناكري جميل فنالوا الشفاء من دون الخلاص الذي هو المبتغى".

أضاف: "في هذا الزمن المبارك، تعلمنا الكنيسة أن الشكر واجب، لا بل هو فرض علينا تقديمه لله. نحن نشكر أي إنسان يقدم لنا معروفا كبيرا أو صغيرا، ونبقى شاكرين له على مر السنين، فكيف بالحري ربنا يسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم على الصليب ومات من أجلنا لننال الخلاص وشفاء النفس؟! الله لا يحتاج شكرنا، لكن شكرنا إقرار منا واعتراف بأنه مصدر كل خير وشفاء ونعمة. ولأن الشكر واجب، لنشكر الله، نحن اللبنانيين، لأنه استجاب طلباتنا فدبت الحيوية في صفوف نوابنا، وانتخبوا رئيسا للجمهورية، وسموا رئيسا لمجلس الوزراء، نأمل أن يشكل حكومة تعمل بتناغم وعلم وجدية على إخراج البلد من النفق المظلم إلى رحاب الحرية والديمقراطية الحقيقية والحرية والمساواة والمواطنة والتطور، متمنين لهم التوفيق والنجاح".

وختم: "واجبنا أن نشكر الله كل حين، إن حصلنا على ما نريده أو لم نحصل، لأن الله يعرف الصالح لنفوسنا والنافع لخلاصنا. يوصينا الرسول بولس قائلا: «أشكروا في كل شيء لأن هذه مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم» (1تس 5: 18)، وأيضا: «امتلئوا بالروح ... شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح، لله والآب» (أف 5: 18 - 20)".

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الدعاء بأكثر من طلب في صلاة الحاجة .. دار الإفتاء تجيب
  • نتنياهو والحرب.. كيف أثرت الضغوط السياسية على قرار وقف إطلاق النار في غزة؟ أستاذ قانون يجيب
  • هل يجوز لمن فاتته صلاة الجنازة آداؤها بعد دفن الميت .. الإفتاء تجيب
  • متوربوليت بيروت للروم الأرثوذكس: نأمل أن تنجح الحكومة في إخراج البلد من النفق المظلم
  • عودة: نأمل أن تشكل حكومة تعمل بتناغم وعلم وجدية على إخراج البلد من النفق المظلم
  • هل حنث يمين الحلف على الأبناء له كفارة؟.. الإفتاء توضح التفاصيل
  • هذه من أسماء الله الحسنى لا يجوز تسمية البشر بها .. تعرف عليها
  • هل يجوز تعليق صورة للمتوفي؟ أمين الإفتاء يجيب
  • هل يجوز احتساب المساهمة في جهاز ابنة الأخت من أموال الزكاة؟
  • تباين في صفوف السياديين: إخراج حزب الله او إحتواؤه