فاراناسي، الهند (CNN)-- تتلألأ الشمس على ضفاف نهر الغانج بينما يستحم المصلون الهندوس في مياه النهر المقدس، ويتردد صدى آذان المسلمين للصلاة عبر الهواء المُغبر.

فاراناسي، هي العاصمة الروحية للهند، مدينة المعابد والآلهة القديمة، وهنا، في المعقل السياسي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، تتصاعد التوترات بين الديانتين.

عندما اختار مودي هذه المدينة المقدسة لتكون دائرته الانتخابية قبل عقد من الزمن، كانت المكان المثالي بالنسبة له للمزج بين طموحات حزبه السياسية والدينية، فبعد صعوده إلى السلطة ووعوده بالتنمية ومكافحة الفساد، أصبح حزب بهاراتيا جاناتا الحزب الحاكم الحالي لجمهورية الهند، متهماً بتحويل الهند الدولة الملتزمة دستورياً بالعلمانية، إلى راشترا الهندوسية أو وطن هندوسي.

وبينما كانت سناء صباح تحتفل بعيد الفطر مع عائلتها في فاراناسي، عبرت عن المخاوف التي نشأت بداخلها بصوت مذعور، وقالت إن اليمين القومي الهندوسي "لم يعد يحاول إخفاء ذلك بعد الآن، وهذا أمر مزعج".

وقال رجل الأعمال البالغ من العمر 33 عاماً: "من المخيف أنه لا يتم الاحتفاء بشخص مثل مودي فحسب، بل يتم تثبيت شرعيته أيضا".

ومع بدء التصويت الآن في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، يُعرب جزء كبير من سكانها المسلمين البالغ عددهم أكثر من 200 مليون نسمة عن خوفهم من احتمال إعادة انتخاب مودي.

 ومع تنافسه على ولاية ثالثة نادرة في السلطة، يدافع عن مقعده في المدينة المتنوعة المزدحمة بحركة المرور والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 1.7 مليون نسمة.

ومع ذلك، بعد مرور عشر سنوات على صعوده، يشعر العديد من المسلمين في فاراناسي بالإهمال، بل وحتى بالخيانة، وخاصة الآن بعد أن أصبح مسجد عمره قرون من الزمن، نقطة اشتعال في قضية تضع النسيج العلماني في الهند على المحك.

ويشعر الزعيم المسلم المحلي، سيد محمد ياسين، البالغ من العمر 78 عاماً، أن الحكومة تفشل في حماية مجتمعه، ويضيف قائلاً، إنه يشعر بالضعف المتزايد والخوف من جرائم الكراهية في الهند اليوم.

ومن مكتبه في فاراناسي، قال ياسين: "سيحدث الأسوأ (إذا أعيد انتخاب مودي).. نحن نتسامح مع هذه الأشياء، ربما في يوم من الأيام يمكن أن يكون هناك تغيير، ولكننا يائسون".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإسلام الانتخابات الحكومة الهندية الهندوسية

إقرأ أيضاً:

أكراد العراق قلقون: دعوة أوجلان تتناقض مع تطلعات الاستقلال

2 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يتابع أكراد العراق وإقليم كردستان التطورات الأخيرة بعد دعوة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، لحل الحزب وإلقاء السلاح، في خطاب وجهه من سجنه في جزيرة إمرالي بتركيا يوم 27 فبراير 2025.

ويمثل هذا التحول نقطة مفصلية في مسار القضية الكردية، خاصة أن أوجلان تخلى عن فكرة الحكم الذاتي أو الدولة القومية، معتبرًا أنها لم تعد تلبي تطلعات المجتمع الكردي. ويثير هذا السؤال: كيف سيؤثر ذلك على أكراد العراق الذين يتمتعون بحكم ذاتي منذ 1991؟

يُنظر إلى هذا التحول على أنه قد يعزز الاستقرار الإقليمي، لكنه يضع أكراد العراق أمام تحدٍ جديد يتمثل في إعادة تقييم تجربتهم الفدرالية الناجحة نسبيًا. وتشير بيانات رسمية إلى أن إقليم كردستان يضم حوالي 6 ملايين نسمة (حسب إحصاءات حكومة الإقليم 2023)، وهو ما يجعله قاعدة ديموغرافية وسياسية قوية في المنطقة.

ورحب قادة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، معتبرين إياها خطوة إيجابية. وأبدى مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، دعمه لأي جهود تُعزز السلام، بينما اعتبر نيجيرفان بارزاني، رئيس الإقليم، أن النضال السلمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الحقوق.

وأشار بافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى أن الدعوة “مسؤولة ومهمة”.

ويُظهر هذا الترحيب انفتاحًا على دعم مسارات السلام، لكن تحليل الموقف يكشف عن حرص القادة على عدم التعليق على الجزء المتعلق برفض أوجلان للحكم الذاتي. ويبدو أن هذا الصمت يعكس تمسكًا بالنموذج الفدرالي الذي كفل للإقليم استقلالية دستورية ضمن العراق منذ 2005، وهو ما يراه المحللون دليلًا على رفض التخلي عن مكتسباتهم.
ويؤكد غياث سورجي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن تجربة أكراد العراق لا تشبه نظيرتها في تركيا أو سوريا، نظرًا للاختلافات الجغرافية والسياسية. ويضيف أن النظام الفدرالي في العراق، المنصوص عليه في الدستور، منح الأكراد استقرارًا نسبيًا، بينما لا يزال أكراد تركيا يواجهون قمعًا منهجيًا.

وتُثير دعوة أوجلان تساؤلات حول مستقبل تطلعات الأكراد في العراق نحو الاستقلال، خاصة بعد استفتاء 2017 الذي صوت فيه 92% لصالح الانفصال (حسب اللجنة الانتخابية الكردية). ويرى الكاتب سامان نوح أن رؤية أوجلان موجهة لأكراد تركيا، ولا تتماشى مع أحلام الدولة القومية في كردستان العراق.
 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سلوفينيا: قلقون من التأثير المستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة
  • الأمم المتحدة: قلقون من تعليق الاحتلال دخول المساعدات إلى غزة
  • مصرع 7 عمال إثر انهيار ثلجي بالهند
  • ساعات الصيام الأطول والأقصر خلال شهر رمضان
  • أكراد العراق قلقون: دعوة أوجلان تتناقض مع تطلعات الاستقلال
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من التصعيد العسكري الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية
  • مودي: لم نعد مجرد قوى عاملة وأصبحنا قوى عالمية
  • مودي: الهند والاتحاد الأوروبي يعملان لإبرام اتفاق التجارة الحرة
  • دعاء وتهنئة وبوست شهر رمضان المبارك.. لا تنس أحبابك| صور
  • محاكمة طبيب مزيف ادعى علاج دي بروين بقوى خارقة