علي حسن خليل: ندعو الجميع الى الإنطلاق سوياً للاتفاق على كيفية إخراج لبنان من ازماته
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
نظمت حركة "امل" وذوو الشهيد قاسم محمد اسعد (أبو محمد) وال اسعد واهالي بلدة كفرشوبا ومنطقة العرقوب إحتفالاً تكريميا في قاعة الامام الراحل الشيخ عبد الامير قبلان في حارة صيدا، لمناسبة مرور 3 ايام على استشهاده، حضره رئيس المكتب السياسي جميل حايك ، عضوا كتلة "التنمية والتحرير" النيابية النائب علي حسن خليل وقاسم هاشم، مفتو حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلة والعلامة الشيخ عبد الحسين عبد الله ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ، المسؤول التنظيمي لاقليم الجنوب في الحركة الدكتور نضال حطيط وأعضاء قيادة الاقليم ، وعدد من أعضاء المكتب السياسي والهيئة التنفيذية والمجلس الاستشاري في الحركة ، مسؤول منطقة صيدا في "حزب الله" الشيخ زيد ضاهر ، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية ، وفد من مكتب شؤون المرأة في الحركة ، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر ، فاعليات بلدية وإختيارية ولفيف من العلماء وحشد من أبناء بلدة كفرشوبا وقرى العرقوب ومن قرى اقضية حاصبيا ومرجعيون إضافة الى ذوي الشهيد .
الاحتفال استهل بآي من الذكر الحكيم . ثم القى نجل الشهيد محمد اسعد كلمة عاهد فيها والده الشهيد وسائر الشهداء على متابعة مسيرة الشهداء في افواج المقاومة اللبنانية اللبنانية أمل دفاعا عن لبنان وعن الجنوب وعن العيش المشترك والوحدة الاسلامية سنة وشيعة كالبنيان المرصوص شاكراً لحركة امل ورئيسها دولة الرئيس نبيه بري مشاركة العائلة في مصابها .
بعدها القى خليل كلمة حركة امل إستهلها بالحديث عن مزايا ومناقبية الشهيد وتضحياته دفاعاً عن لبنان وعن منعته وسيادته
ثم تطرق خليل للمستجدات السياسية والميدانية الراهنة، وقال: "إن حماية الارض تبدأ من التلال الحدودية في كفرشوبا وشبعا ومنطقة العرقوب وكل القرى الامامية مع فلسطين المحتلة"، منوهاً ب"دور هذه القرى وببقائها على العهد والوعد إلتزاما بالدفاع عن لبنان وعن قضية فلسطين وحاضنة للمقاومة كمشروع وطني وقومي وإنساني"، لافتاً الى ان "الشهيد قاسم أسعد مثل روح هذا المشروع ونبضا للارض وترابها".
وأشار الى أن "العدو الإسرائيلي الذي يجر خيبته جراء ما ما لحق به من هزائم في غزة والضفة بعد مضي اكثر من 200 يوم من العدوان والارهاب هذا العدو لم يحصد سوى إرتكاب المزيد من المجازر وان المقاومة الفلسطينيه تزداد ثباتاً واسرائيل بجرائمها وعدوانيتها وإرهابها قد سقطت أخلاقياً وإنسانيا وعسكرياً وهي لم تحقق أياً من أهدافها التي رفعتها لذا ستبقى تحاول إجهاض كل محاولة لوقف العدوان"، مؤكداً ان "اسرائيل وحدها المسؤولة عن أي تاخير لوقف حرب الإبادة التي تشن على قطاع غزة والتي تطاول أيضاً لبنان".
وقال: "لا نريد أن نصدق أن هناك إرادة دولية عاجزة عن إدخال الغذاء والماء للشعب الفلسطيني ، وأن كل هذا لم ولن يثننا في لبنان عن التمسك بحقنا في الدفاع عن كل ما يحفظ حقنا في أرضنا وترابنا ومياهنا وثرواتنا وسنبقى أمناء للدفاع عن هذه الحقوق والثوابت ، فالدفاع عنها دفاع عن كل اللبنانيين حتى عن أولئك الذين يشككون بجدوى المقاومة".
وأضاف : "نقول لهؤلاء المشككين أن راجعوا ما حصل في العرقوب في سبعينيات القرن الماضي ، هذا العدو يريد ضرب لبنان الدولة والمؤسسات نحن نواجه عدو لبنان الانموذج لبنان العيش المشترك في مواجهة اسرائيل العنصرية ، فالمعركه اليوم ليست معركة فئة او طائفة او منطقة بعينها إنما معركة لبنان كل لبنان ومعركة حمايته والدفاع عن مؤسساته".
وأضاف خليل : "لقد آلينا على أنفسنا أن نقدم منطق الوحدة والإبتعاد عن المناكفات والسجالات الداخلية التي يحاول البعض إدخالنا بها لاضعاف الموقف الوطني، ندعو الجميع الى الإنطلاق سوياً للاتفاق على كيفية إخراج لبنان من ازماته بعيداً عن التحدي وشروط المسبقة والتفاهم أيضا على على معالجة مشكلاتنا الاقتصادية والنقدية والإجتماعية والصحية التي تفرض نفسها على كل اللبنانيين الذين يتطلعون الى قيام الدولى بادوارها ومسؤولياتها في دعم دعم صمود أهلنا ومقاومتهم للعدوانية الاسرائيلية ومشاريعها التي تستهدف لبنان كل لبنان ، وسنبقى نؤمن بأن هذا الوطن ومؤسساته معنيون لتأمين إحتياجات الناس وهذا واجب إخلاقي ووطني ودستوري فأرضنا واحدة ناسنا يجمعهم الكثير من المشتركات بأن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه" .
وختم بتقديم "التعزية والتبريك للشهيد وأسرته ولابناء كفرشوبا والعرقوب بإسم رئيس مجلس النواب وباسم قيادة الحركة ومجاهدبها".
السعدي
بدوره، ألقى عضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ جهاد السعدي كلمة شدد فيها على "وحدة الكلمة بين ابناء الوطن الواحد وابناء الدين الواحد والعمل على وأد اي محاولة لزرع الشقاق والفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين سنة وشيعة"، داعياً الى "بناء الوطن على أسس الوحدة بين الطوائف وفقاً للنهج والقواعد التي ارساها الامام السيد موسى الصدر الذي اعتبر ان التعايش الاسلامي المسيحي امانة تاريخيه وهي إرادة مشتركة بين الديانتين الكبيرتين الاسلامية والمسيحية"، معتبراً ان "البديل عن التعايش هو التقسيم والتقسيم هو مشروع إسرائيلي لا يخدم إلا اعداء لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لماذا أغفل الشيخ قاسم كلمة بدءًا؟
في كل مرّة يطّل فيها الأمين العام الجديد لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم على جمهور "المقاومة الإسلامية" تكثر التعليقات على كلامه، شكلًا ومضمونًا. ولا ينسى أصحاب هذه التعليقات أن يقارنوا بينه وبين الأمين العام السابق الشهيد حسن نصرالله من حيث قوة التأثير بالحجج والمنطق. فنصرالله كان يملك ما يكفي من الكاريزما لكي يجعل جمهوره يقتنع بما يريد إيصاله إليه من رسائل وتوجيهات إلى درجة أنه كان قادرًا على التأثير الإيجابي على جمهوره أولًا وعلى جميع من يستمعون إليه من اللبنانيين وغير اللبنانيين ثانيًا.
فإطلالة الشيخ قاسم الأخيرة لم تكن موفقة بحسب ردود الفعل على كلامه، الذي اعتبره كثيرون غير واقعي وغير متطابق مع التطورات الدراماتيكية، التي شهدها لبنان خلال الحرب الإسرائيلية المدّمرة، أو تلك التي تشهدها سوريا بعد سقوط نظام الأسد. إلا أن ما يهم كثيرين في كلام قاسم تكرار حصر مفاعيل اتفاق وقف النار بجنوب الليطاني. وهذا يقود إلى أكثر من استنتاج. وأول هذه الاستنتاجات محاولة التراجع التكتيكي عمّا سبق أن وافق عليه "حزب الله" على اتفاق فيه من البنود ما يكفي لنزع سلاحه كما جاء في البندين السادس والسابع من هذا الاتفاق غير المشروط باستثناء ما صدر لاحقًا من ملاحق متبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والتي تعطي لجيش العدو صلاحية التدّخل العسكري في كل مرّة يشعر فيها الإسرائيلي أن أمنه الشمالي مهدّد.
فما جاء في البند السادس لا يحتمل أي اجتهاد أو أي تفسير. فهو واضح وضوح الشمس، وفيه "ستخضع أي مبيعات أو إمدادات للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان للمراقبة والتنظيم من قبل حكومة لبنان تماشيًا مع قرار مجلس الأمن 1701.
أمّا ما جاء في البند السابع، وبالتحديد في الفقرتين "بـ" و"جـ" ما لا يقبل أي اجتهاد، وفيه "تمنح الحكومة اللبنانية القوات العسكرية والأمنية الرسمية في لبنان الحرية الكاملة للقيام بما يلي:
أ. مراقبة وتنفيذ الإجراءات ضد أي دخول غير مصرح به للأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان وعبره.
ب. تفكيك كل المنشآت غير المصرح بها المشاركة في إنتاج الأسلحة والمعدات ذات الصلة، ومنع إقامة مثل هذه المنشآت في المستقبل بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
ج. تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي تتعارض مع هذه الالتزامات بدءاً من منطقة جنوب الليطاني.
فعبارة "بدءًا من منطقة جنوب الليطاني" المكررة مرتين في البند السابع تعني في التفسير اللغوي أن ما سيتخذ من إجراءات ميدانية في كيفية تعامل الحكومة اللبنانية، أي حكومة، مع سلاح "حزب الله"، تبدأ من منطقة جنوب الليطاني وصولًا إلى آخر منطقة من لبنان فيها منشآت تنتج أسلحة ومنع إقامة مثل هذه المنشآت في المستقبل. فكلمة "بدءًا" لا تعني سوى أمر واحد، وهو أن بداية هذه الإجراءات تنطلق من منطقة جنوب الليطاني لتشمل كل لبنان. فسلطة الدولة غير محصورة في منطقة دون أخرى.
وفي اعتقاد بعض الأوساط السياسية أن محاولة الشيخ نعيم قاسم التشديد على أن مفاعيل بنود اتفاق وقف النار محصورة في منطقة جنوب الليطاني يؤكد ما سبق أن فصّله الذين شاركوا في صياغة بنود هذا الاتفاق، وهو أن "حزب الله"، الذي كان على تواصل دائم مع الرئيس نبيه بري ومستشاريه، وافق على مضمونه من دون تردّد إمّا لأنه لم يكن قادرًا على الاستمرار في تحمّل أوزار هذه الحرب، التي استهدفت بيئته في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وفي البقاع. وإمّا أنه وافق على ما ورد فيه على أمل السعي إلى تعديله في المستقبل. وهذا ما يحاول الشيخ قاسم القيام به عندما يكرر حصر مفاعيل هذا الاتفاق بمنطقة جنوب الليطاني.
وهذا التنصّل من مفاعيل بنود اتفاق وقف النار يُخشى أن يعطي إسرائيل حجّة إضافية لعدم تطبيق ما جاء فيه، مع استمرارها في خرق هذه الهدنة، التي لا تزال هشّة. المصدر: خاص "لبنان 24"