سودانايل:
2025-02-02@06:49:43 GMT

سقوط المثقفاتية

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

هذه الحرب مهما طال أمدها، وأرجو ألا تطول وتزيد من معاناة السودانيين والسودانيين أكثر مما فعلت حتى الآن، ستكون هي المصفى الذي سوف يستصفي المفكرين والأكاديميين والمثقفين والصحفيين الشرفاء من هذا الخليط المشوش.

د. النور حمد

أسماء عدّة ممن كانوا يمارسون دورا حيويا ومهما في تشكيل الرأي، وتدعيم المواقف الإيجابية لما لهم من ثقافة ثره ورأي سديد، مما أكسبهم وثقة واحترام العامة والخاصة، همهم الأول والأخير وطن معافي، وإنسان يعيش بكرامة في أمن وسلام، الذين كانوا يشكلون صمام الأمان في التماسك الاجتماعي، أسماء كنا نوقرها وننظر لها باحترام وإعجاب، نقرأ لها بشغف، نسمع لها بنهم، كيف لا وهم يمثلون ضمير الأمة، ومرآتها، لم يوهنها النضال ولا كسرت شوكتها السجون ولا أوهنتها المعتقلات، لكنهم يا للأسف بعد بلغوا أرذل العمر، اختاروا سوء الخاتمة، فباعوا ضمائرهم وتاريخهم لقوى الظلام مقابل حفنة فلوس أو الخوف مما هو ممسوك عليه من سقطة أخلاقية.


عرف الإنسان التجسس منذ قيام الحضارات، والأجهزة الأمنية الاستخباراتية، تعمل على اختراق خصومها وأعدائها، بل حتى رعاياها، بأن تغرس أفرادها في وسطهم لمعرفة تحركاتهم والتجسس عليهم، الأجهزة الأمنية خلال سنوات الإنقاذ البئيسة، الذي وحد بين التنظيم والحزب والدولة وحفنة من القيادات، بأن صارت كياناً واحداً، ربطتهم المصالح والرؤى، والمصير الحتمي المشترك، وجمعت بينهم الشهية والنهم للفساد والاستبداد، فهم يتجسسون على الأحزاب الشعب، وعلى المعارضة، وعلى ألد أعدائهم المثقفين والنشطاء، وعملت على استقطاب المبرزين والنابهون واللامعون في المجتمع للعمل في صفوفها، مارست كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ضد خصومها، واستخدمت سياسة الجزرة والعصا، وللأسف نجد أن هناك أقلام كان يشار إليها بالبنان علماً وثقافة ومواقف مشرفة وتاريخ من النضال، تم شراؤها واستمالتها حتى دون استخدام العصا فقد كان معظمهم شهيته منفتحة للجزرة، والبنكنوت الأخضر.
هذه الأسماء التي سقطت في بئر الخيانة، والتي يعرفها العامة والخاصة، كانت، فيما مضى، تنتهج سياسة مستترة، فهي في العلن تعارض الإنقاذ، وتقف ضد التنظيم الإسلاموي، بعضهم وجد طريقة وشارك في المرحلة الانتقالية بموجب تلك الدعاوي، وعمل كالسوس ينخر في عظام المرحلة، حتى قيام انقلاب البرهان عليها في 25 أكتوبر 2021، وظلَّ طوال الفترات السابقة يؤدي بتفاني وإتقان تكليفه الممثل في نقد أحزاب المعارضة وفي قحت، وتقدم، وحمدوك، مهمة يؤدوها في العلن بكل بجاحه وطول لسان، ولم يفتح الله عليهم بكلمة حق في الحركة الإسلاموية ودورها الدموي في تخريب الوطن، وليس لها موقف واضح محدد ضد الحرب، بل أنها تعلن وقوفها مع الجيش على أساس أنه يمثل جيش الوطن وصمام أمان سلامته ووحدته، هكذا يدعون.
في الآونة الأخيرة، وكما يبدو بأن الكفيل، التنظيم الإسلاموي، قد طلب سداد فاتورته كاملة غير منقوصة، صار اللعب على المكشوف، أصبحنا نراهم على شاشات الفضائيات، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يمارسون السقوط الأخلاقي في أبشع صوره، يبخسون الصاح ويمجدون الخطأ، يدعون بأن الحرب فرضت على الجيش، والإسلاميين مجرد مناصرين للجيش، ويطالبون باستمرار الحرب حتى يتم القضاء على آخر جندي في قوات الدعم السريع، ضاربين عرض الحائط بمعرفتهم وعلمهم باستحالة ذلك، وأن الحرب مهما طالت واستطالت، لن تنهي إلا من خلال مائدة المفاوضات ... والتي كلما تم التعجيل بها، كلما قلت معاناة الملايين من النازحين واللاجئين والجائعين، من أفراد الشعب السوداني الممكون.
لقد اتضح أنهم أتضح بأنهم مجرد دمى في يد الحركة الإسلاموية، و(غواصات)، وأناس غاب ضميرها، أولئك ممن قال فيهم شاعر الشعب الراحل المقيم محجوب شريف:
واحد ناضل
آخرتها فاضل
ما بين فكره ومبدأ
وأقرب سكة
تجيب الفكة
غير وش
وبدل وش
وقال ...
خربانة أم بناية قش...

عاطف عبدالله
1 مايو 2024

atifgassim@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أحمد المسلماني: الحرب العالمية الأولى والثانية نتاج نظريات ثقافية سياسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت منذ قليل في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أولى فعاليات اللقاء الفكري اليوم السبت، تحت عنوان "حالة المعرفة في عالم متغير"، والذي يحل الكاتب الصحفي أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ضيفا عليه؛ وتدير اللقاء الإعلامية ريهام الديب.

وفي تقديمها، قالت الإعلامية ريهام الديب إن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو الفعالية الثقافية الأكثر أهمية في العالم العربي. لذلك لابد أن تتناول المتغيرات المتسارعة حولنا؛ وأن العنوان يعبر عما نعيشه الآن في عالم معقد ومتغير سياسيا وجغرافيا، ما يجعل هناك أهمية لصناعة الوعي بعيدا عن الأخبار الزائفة. 
ولفتت “الديب” إلى أن الوعي لدى الشعب المصري بدا في التظاهرة المؤيدة للقيادة المصرية الرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني أراضيه.

وفي حديثه، بدأ المسلماني بالقول إن عام 1492 شهد اكتشاف الأمريكتين كان متغير رئيسي في تأسيس العالم الذي نعيش فيه، وبالتزامن في العام نفسه خرج المسلمون من الأندلس، فبدأ تغيير آخر في العالم الإسلامي، كما شهدت الفترة نفسها اكتشاف آخر غير العالم وهو الوصول لطريق رأس الرجاء الصالح، الذي أدى إلى تضرر لمصالح مصر في ذلك الوقت، وفي 1648 انتهت حرب مذهبية في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت هي حرب الثلاثين عاما، وكانت الأساس لفكرة الدولة الوطنية أو الدولة القومية المعاصرة. 
وأضاف المسلماني: في 1815 كان نابليون بونابرت ليكتسح أوروبا لولا أوقفه تحالف كبير، بعدها اجتمعت دول أوروبا لتوقع معاهدة فيينا، والتي تعتبر أطول معاهدة سلام قائمة باستثناء بعض الخروقات. 
وسرد المسلماني للحضور، بحكاية بسيطة، عن كيفية  تشكيل القوى الدولية المعاصرة في الغرب، مؤكدا أن الثقافة هي المحرك الرئيسي للتاريخ، وأن بدء الحرب العالمية الأولى والثانية والفاشية والنازية وغيرها هي نتاج نظريات ثقافية سياسية.

WhatsApp Image 2025-02-01 at 11.20.56 AM WhatsApp Image 2025-02-01 at 11.20.55 AM (1) WhatsApp Image 2025-02-01 at 11.20.54 AM WhatsApp Image 2025-02-01 at 11.20.55 AM

مقالات مشابهة

  • فيديو | «حماس» تشكر الإمارات على دعم الشعب الفلسطيني
  • لجان المقاومة بتنسيقية «تقدم»: تشكيل حكومة في ظل الحرب يعمّق الانقسام ويطيل أمد الأزمة
  • أحمد المسلماني: الحرب العالمية الأولى والثانية نتاج نظريات ثقافية سياسية
  • بيان جماهيرى من الحزب الشيوعي السوداني تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • من معبر رفح.. المعارضة المصرية تصطف لمواجهة التهجير| صور
  • كم قتل الاحتلال الفرنسي من الشعب الكاميروني أثناء الاستقلال.. مؤرخون يجيبون؟
  • القوى المعارضة لـحزب الله… إضعافه هدف كاف!
  • غرسوا بذور الحرب منذ سنوات، ويستعدون لجني ثمارها!
  • الحرب درس الوطنية الأول
  • تحديد موقع سقوط الطائرتين في واشنطن.. الظروف صعبة جدا