سودانايل:
2025-04-10@21:43:49 GMT

هل سيكون زوال السودان من خارطة العالم استثناءً

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

بقلم/اوهاج م صالح

لقد مر عام ونيف من الزمان منذ ان توقفت عن الكتابة بعد ان فرغت من كتابة عدة مقالات متتالية قبل الحرب، وجميعها تتحدث عن خطورة الوضع في السودان ونذر الحرب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس والوطن بأسره، والأطراف الذين سيشعلونها، وذلك اثر التوتر الذي كان سائدا بين المليشيات من الطرفين- مليشيات الكيزان ومليشيات الدعم السريع.

وكان بين يدي مقالا كنت قد كتبته وكنت احذر فيه من خطورة اندلاع حرب بين الطرفين، وقد فرغت من كتابته ومراجعته وعلى وشك ان انشره يوم 15 ابريل 2023م لولا ان احد الأصدقاء اتصل بي صباح ذلك اليوم المشؤوم ليبلغني ان الواقعة قد وقعت. ولما كان مقالي يتحدث عن نفس الموضوع ويحذر من مآلات ما قد يترتب على نشوب ام خشعم (الحرب)، فقد صرفت النظر عن نشر المقال، لأن جهينة قد قطعت قول كل خطيب.
الآن ونحن في الأسبوع الثاني من العام الثاني لقيام هذه الحرب البغيضة، وحسب مرئياتي السابقة التي طرحتها في مقالاتي السابقة العديدة، وابرزها "ثلاثة ورابعهم كلبهم سوف يدمرون السودان دمارا شاملا – اكتوبر 2022م" ، و مقال بعنوان" إني آنست ابخرة براكين في السودان توشك ان تنفجر – ديسمبر 2022م" منشورة في كل من الراكوبة وسودانايل. لقد مضت السنة الأولى وكانت كلها تدور حول الكرسي على الرغم من ان المتحاربين ينفون ذلك ويطرحون مبررات اخرى.
انا الآن، والآن فقط ، أعتبر ان الكرسي قد طار من المتحاربين وقد بدأت مع بداية سنة الحرب الثانية وهي المرحلة الأكثر خطورة ، والتي كنت والله أراها قريبة ويراها كثيرون بعيدة ، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة الخطرة تلوح في الأفق، وهي مرحلة فناء السودان وتحول المتحاربين الى مرتزقة يحاربون لصالح المستعمر أو المستعمرين الذين بدأوا يطلون برؤوسهم الخبيثة ويملون شروطهم ومغرياتهم المهلكة والمدمرة للوطن، والمهبطة للمواطن. اكرر انه في هذه السنة الثانية، فإن جميع المتحاربين الذين امضوا سنتهم الأولى في جولة صراع حول الكرسي، سوف يصبحون جميعا مجرة مرتزقة يحاربون لأجل تنفيذ مطامع الأطراف الخارجية التي ظلت تسعى منذ امد بعيد لإستعمار السودان والتكويش على مقدراته الكثيرة خاصة الجزء الخطير منها والسائب أو الهامل الذي يتطلب ان يكون تحت إدارة مسؤولة وراشدة وأيدي أمينة، حتى لا تقع في أيادي المجرمين ليهددوا بها السلم والأمن الدوليين (اليورانيوم مثلا).
لذلك وحسب عنوان هذا المقال فإن السودان الآن على عتبة مرحلة الفناء، وهذا الأمر ليس بمستغرب، خاصة اذا علمان ان الزول الذي وأد الممالك الكوشية ومملكة سوبا ومملكة سنار ومملكة دارفور، وفصل الجنوب الحبيب، هو نفس الزول الذي يعمل الآن جاهدا وبكل ما اوتي من قوة للقضاء على دولة السودان. وسوف تكون الصورة اكثر وضوحاً في حالة رفض الأطراف المتحاربة الذهاب لجدة للتحاور بجدية وصدق وتقديم تنازلات كبيرة في سبيل ان يبقى السودان ويعود حمام الوادي الراحل الى اعشاشه ويضمها بحنية. لأنه والله اذا لم توقف هذه الحرب قبل نهاية الشهر القادم، فسوف نرى الوجه الخبيث الحقيقي لهذه الحرب، والذي اراه ماثلا بين يدي، نسأل الله ان "يكضب/يكذب" الشينة ".
لذلك انذر الجميع من خطورة هذه المرحلة واختتم مقالي هذا بنصيحة خالصة لوجه الله اقدمها لجميع اللايفايتية في قنوات التواصل الإجتماعي، لأقول لهم واذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"
(اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281
واذكرهم أيضا بقوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لوا ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) البقرة167 - وهذا يعني يا هذا انه لن ينفعك البرهان ، ولا حميدتي، ولا الكباشي ولا ياسر العطاء، ولا علي كرتي، وسوف يتبرأون جميعا منكم وتلعقون ساعتها الحصرم.
كما اقول لهم ايضا اتقوا الله في النازحين واللاجئين الى دول الجوار الذين اصبحوا منبوذين في تلك الدول، واتقوا الله في الجوعى، والمرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يموتون في رأس كل ساعة بسبب الجوع والحرب والأمراض الفتاكة، واتقوا الله في النساء اللائ تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، واتقوا الله في انفسكم يوم يتبرأ منكم مشعلي الحرب الذين تناصرونهم وتشجعونهم على الإستمرار في الحرب وتؤججون ضراوتها ونار الفتن والجهوية والعنصرية.
وتذكروا وانتم في مآمنكم خارج السودان حال اهلنا المشردين والنازحين واللاجئين والذين يرددون في دواخلهم قصيدة الشاعرة ميسون البحدلية، زوجة معاوية بن ابي سفيان وام ابنه يزيد، والذي تزوجها من البادية وأتي بها الى الحضر حيث شاد لها قصرا منيفأ تتوفر فيه جميع سبل الراحة وما تشتهيه الأنفس، ولكنها اشتاقت لباديتها المتواضعة، فأنشدت هذه القصيدة التي تسببت في طلاقها بالثلاثة:
لبيت تخفق الأرواح فيه * احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني * احب الى من لبس الشفوف
واكل كسيرة في كسر بيتي * احب الي من اكل الرغيب
وكلب ينبح الطراق عني * احب الي من قط ألوف
واصوات الرياح بكل فج * احب الي من نقر الدفوف
فما ابغي سوى وطني بديلا* وما ابهاه من وطن شريف
كما يقول لسان حالهم ايضا:
قولوا لمن ذم الديار وعشقه * في غربة الأوطان والإسفاري
لو ان كل الأرض صارت جنة * الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبث * في ظل روث آمن في دياري
قسماً برب البيت عيش آمن * خير من الجنات والإنهاري
وأخيرا يقول النازحين واللاجئين:
بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام.
وهذه النصائح بالضرورة مقدمة في المقام الأول للمتحاربين الذين ظلوا في غيهم يعمهون، وازيد عليها عبارة "قف أو كما كنت وطنك في خطر!"
اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب الله فی

إقرأ أيضاً:

ممثلة الإمارات أمام العدل الدولية: اتهامات جيش السودان زائفة

أكدت ممثلة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ريم كتيت، الخميس، أن الاتهامات المقدمة من جانب القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات زائفة.

وقالت ممثلة الإمارات: "فكرة أن الإمارات هي التي تؤجج الصراع في السودان بعيدة عن الواقع وهذه الدعوة هي مثال لإساءة استخدام هذا الطرف للمؤسسات الدولية من أجل مهاجمة الإمارات في كل المناسبات من خلال التضليل وتقديم معلومات غير صحيحة". 

وأوضحت ريم كتيت نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية بوزارة الخارجية بالإمارات أنه "منذ بدء الحرب لم تقدم الإمارات أي أسلحة لأي من طرفي الحرب".

وفيما يتعلق بالقضية المطروحة أمام المحكمة، أكدت كتيت أنه لا يوجد أي أساس قانوني لاختصاصها في هذا السياق، وقالت: "نتمسك بموقفنا بعدم اختصاص المحكمة مع احترامنا للقانون الدولي".

وأشارت إلى "أنه منذ أبريل 2022، استثمرت الإمارات أكثر من 4 مليارات دولار في دعم الشعب السوداني والمؤسسات الوطنية ومساعدتها في الانتقال إلى حكومة مدنية".

كما لفتت إلى أنه في إطار اتفاق عسكري بين السودان والإمارات في 2021، طلب الجنرال عبد الفتاح البرهان من الإمارات المساعدة في تحقيق الانتقال السياسي، إلا أن هذه الجهود توقفت في أبريل 2023 مع اندلاع الحرب.

وأكدت ممثلة الإمارات أنه منذ بداية الحرب، لم تقدم الإمارات أسلحة لأي طرف في النزاع، بل حرصت على تقديم الدعم الإنساني للسودانيين، حيث عملت الإمارات على تخفيف معاناة المتضررين، وتقديم المساعدات للمحتاجين في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه الشعب السوداني.

وأوضحت، أن ما يشهده السودان اليوم يفطر القلب، مع تصاعد العنف الذي يستهدف المدنيين، هذا إلى جانب الأعمال المروعة التي تشمل العنف الجنسي، وهو ما يستدعي ضرورة وقفه فورا، وأن يتحمل مقترفوا هذه الجرائم المسؤولية.

وشددت كتيت، على أن الإمارات تواصل دعمها المستمر للوساطات الدولية التي تهدف إلى إنهاء النزاع في السودان، وتحث على الحل السلمي الذي يعيد الاستقرار إلى البلاد.

وقالت: "دعمنا الوساطات المختلفة لكي يتحمّل طرفا الصراع في السودان لمسؤولياتهما أمام القانون الدولي".

مقالات مشابهة

  • جعجع يكشف عن خارطة طريق لتحرير الأراضي في الجنوب وهذا ما قاله لأورتاغوس
  • «الأغذية العالمي»: السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم والمجاعة تهدد ملايين الأرواح
  • تأثير محدود متوقع للرسوم الأمريكية الجديدة على ليبيا حاليا بسبب استثناء النفط
  • ممثلة الإمارات أمام العدل الدولية: اتهامات جيش السودان زائفة
  • سودان ما بعد الحرب… أليس هذا هو الطريق؟
  • السودان: المسيّرات والحسابات الخاطئة!
  • محاكمة ماراطونية لـ21 متهما بالفساد والتزوير من بينهم المحافظ العقاري بباتنة
  • ليت بعض القادة والساسة.. ينتبهون لما يقولون
  • تصاعد نيران الحرب وضرورة وقفها
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟