سودانايل:
2025-03-17@14:49:20 GMT

هل سيكون زوال السودان من خارطة العالم استثناءً

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

بقلم/اوهاج م صالح

لقد مر عام ونيف من الزمان منذ ان توقفت عن الكتابة بعد ان فرغت من كتابة عدة مقالات متتالية قبل الحرب، وجميعها تتحدث عن خطورة الوضع في السودان ونذر الحرب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس والوطن بأسره، والأطراف الذين سيشعلونها، وذلك اثر التوتر الذي كان سائدا بين المليشيات من الطرفين- مليشيات الكيزان ومليشيات الدعم السريع.

وكان بين يدي مقالا كنت قد كتبته وكنت احذر فيه من خطورة اندلاع حرب بين الطرفين، وقد فرغت من كتابته ومراجعته وعلى وشك ان انشره يوم 15 ابريل 2023م لولا ان احد الأصدقاء اتصل بي صباح ذلك اليوم المشؤوم ليبلغني ان الواقعة قد وقعت. ولما كان مقالي يتحدث عن نفس الموضوع ويحذر من مآلات ما قد يترتب على نشوب ام خشعم (الحرب)، فقد صرفت النظر عن نشر المقال، لأن جهينة قد قطعت قول كل خطيب.
الآن ونحن في الأسبوع الثاني من العام الثاني لقيام هذه الحرب البغيضة، وحسب مرئياتي السابقة التي طرحتها في مقالاتي السابقة العديدة، وابرزها "ثلاثة ورابعهم كلبهم سوف يدمرون السودان دمارا شاملا – اكتوبر 2022م" ، و مقال بعنوان" إني آنست ابخرة براكين في السودان توشك ان تنفجر – ديسمبر 2022م" منشورة في كل من الراكوبة وسودانايل. لقد مضت السنة الأولى وكانت كلها تدور حول الكرسي على الرغم من ان المتحاربين ينفون ذلك ويطرحون مبررات اخرى.
انا الآن، والآن فقط ، أعتبر ان الكرسي قد طار من المتحاربين وقد بدأت مع بداية سنة الحرب الثانية وهي المرحلة الأكثر خطورة ، والتي كنت والله أراها قريبة ويراها كثيرون بعيدة ، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة الخطرة تلوح في الأفق، وهي مرحلة فناء السودان وتحول المتحاربين الى مرتزقة يحاربون لصالح المستعمر أو المستعمرين الذين بدأوا يطلون برؤوسهم الخبيثة ويملون شروطهم ومغرياتهم المهلكة والمدمرة للوطن، والمهبطة للمواطن. اكرر انه في هذه السنة الثانية، فإن جميع المتحاربين الذين امضوا سنتهم الأولى في جولة صراع حول الكرسي، سوف يصبحون جميعا مجرة مرتزقة يحاربون لأجل تنفيذ مطامع الأطراف الخارجية التي ظلت تسعى منذ امد بعيد لإستعمار السودان والتكويش على مقدراته الكثيرة خاصة الجزء الخطير منها والسائب أو الهامل الذي يتطلب ان يكون تحت إدارة مسؤولة وراشدة وأيدي أمينة، حتى لا تقع في أيادي المجرمين ليهددوا بها السلم والأمن الدوليين (اليورانيوم مثلا).
لذلك وحسب عنوان هذا المقال فإن السودان الآن على عتبة مرحلة الفناء، وهذا الأمر ليس بمستغرب، خاصة اذا علمان ان الزول الذي وأد الممالك الكوشية ومملكة سوبا ومملكة سنار ومملكة دارفور، وفصل الجنوب الحبيب، هو نفس الزول الذي يعمل الآن جاهدا وبكل ما اوتي من قوة للقضاء على دولة السودان. وسوف تكون الصورة اكثر وضوحاً في حالة رفض الأطراف المتحاربة الذهاب لجدة للتحاور بجدية وصدق وتقديم تنازلات كبيرة في سبيل ان يبقى السودان ويعود حمام الوادي الراحل الى اعشاشه ويضمها بحنية. لأنه والله اذا لم توقف هذه الحرب قبل نهاية الشهر القادم، فسوف نرى الوجه الخبيث الحقيقي لهذه الحرب، والذي اراه ماثلا بين يدي، نسأل الله ان "يكضب/يكذب" الشينة ".
لذلك انذر الجميع من خطورة هذه المرحلة واختتم مقالي هذا بنصيحة خالصة لوجه الله اقدمها لجميع اللايفايتية في قنوات التواصل الإجتماعي، لأقول لهم واذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"
(اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281
واذكرهم أيضا بقوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لوا ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) البقرة167 - وهذا يعني يا هذا انه لن ينفعك البرهان ، ولا حميدتي، ولا الكباشي ولا ياسر العطاء، ولا علي كرتي، وسوف يتبرأون جميعا منكم وتلعقون ساعتها الحصرم.
كما اقول لهم ايضا اتقوا الله في النازحين واللاجئين الى دول الجوار الذين اصبحوا منبوذين في تلك الدول، واتقوا الله في الجوعى، والمرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يموتون في رأس كل ساعة بسبب الجوع والحرب والأمراض الفتاكة، واتقوا الله في النساء اللائ تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، واتقوا الله في انفسكم يوم يتبرأ منكم مشعلي الحرب الذين تناصرونهم وتشجعونهم على الإستمرار في الحرب وتؤججون ضراوتها ونار الفتن والجهوية والعنصرية.
وتذكروا وانتم في مآمنكم خارج السودان حال اهلنا المشردين والنازحين واللاجئين والذين يرددون في دواخلهم قصيدة الشاعرة ميسون البحدلية، زوجة معاوية بن ابي سفيان وام ابنه يزيد، والذي تزوجها من البادية وأتي بها الى الحضر حيث شاد لها قصرا منيفأ تتوفر فيه جميع سبل الراحة وما تشتهيه الأنفس، ولكنها اشتاقت لباديتها المتواضعة، فأنشدت هذه القصيدة التي تسببت في طلاقها بالثلاثة:
لبيت تخفق الأرواح فيه * احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني * احب الى من لبس الشفوف
واكل كسيرة في كسر بيتي * احب الي من اكل الرغيب
وكلب ينبح الطراق عني * احب الي من قط ألوف
واصوات الرياح بكل فج * احب الي من نقر الدفوف
فما ابغي سوى وطني بديلا* وما ابهاه من وطن شريف
كما يقول لسان حالهم ايضا:
قولوا لمن ذم الديار وعشقه * في غربة الأوطان والإسفاري
لو ان كل الأرض صارت جنة * الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبث * في ظل روث آمن في دياري
قسماً برب البيت عيش آمن * خير من الجنات والإنهاري
وأخيرا يقول النازحين واللاجئين:
بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام.
وهذه النصائح بالضرورة مقدمة في المقام الأول للمتحاربين الذين ظلوا في غيهم يعمهون، وازيد عليها عبارة "قف أو كما كنت وطنك في خطر!"
اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب الله فی

إقرأ أيضاً:

جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية

لكل أزمة سبب رئيس هو المرتكز الأساس لحدوثها، الحرب في السودان غطّت سماءها سحب الكذب والتضليل، وأضحى السؤال عمّن أطلق رصاصتها الأولى مثل جدل الدجاجة والبيضة، وكادت أن تضيع ملامح بدايات الحرب، وكيف شاهد وسمع الناس أصوات الرصاص بالمدينة الرياضية وطيبة، وبذات الذاكرة السمكية تبخرت من قبل ذكرى خطيئة انقلاب يونيو 1989، وما تبع الانقلاب من تخلق لنظام حكم الحركة الإسلامية، ونسي الناس أن حرب اليوم لم تـندلع فجأة، وتغافلوا عن إرهاصاتها وعلاماتها التي بدأت مع الانقلاب، الذي قاده العميد الركن عمر حسن كادر الحركة بالجيش، وأصاب الكثيرين الزهايمر فأخذوا ينسبون كل الجرائم والموبقات، التي أتى بها نظام حكم الحركة الإسلامية إلى قوات الدعم السريع حديثة التأسيس، ولم يقدم فقهاء دولة (القرآن) شرحاً للناس عن إمارات ساعة انفجار الحرب، البادئة منذ حروب الجنوب وجبال النوبة وجبل مرة، أن تلك المحطات علامات مرور على الصراط الطويل الموصل لقيامة اليوم، فكل مبتدأ له منتهى، ومنتهى الحرب يكون بإنهاء أثر المتسبب الأول، والبادئ الأظلم، فقد اغتصبت الجماعة الباغية السلطة وتمتعت بها، وأساءت استخدامها، وأشعلت نيران الحروب بآلياتها – أجهزتها الأمنية والعسكرية، فلا يوجد حزب ولا جماعة أخرى بالسودان مسؤولة بصورة مباشرة عن هذه النهايات المأساوية غير الحركة الإسلامية.
إنّ جوهر المشكلة هو هذا التنظيم الأخطبوط والسرطان المتجذر في جسد الدولة والمجتمع، وليس شماعة التمرد المزعوم ولا الاستهداف الخارجي والعملاء (قحت، تقدم، صمود، قمم)، أو الغزو الأجنبي (عرب الشتات)، كما يدّعي اعلام التنظيم المضلل ومعاونوه، إنّ آفة البلاد تكمن في الأذى الجسيم والجرم المتسلسل الذي الحقه التنظيم بسكان السودان، التنظيم الحركي الإسلامي الذي يغالب سكرة الموت، في حربه غير محسوبة العواقب التي أقدم عليها، يقاوم خروج الروح بالصعقات الكهربائية الإقليمية ليفيق من السكرة، التي أصابته جراء التفكيك الأمني والعسكري الذي ألحقته به الضربات القاسية من قوات الدعم السريع، فنشط عبر علاقاته الممتدة مع التنظيم العالمي للنهوض مجدداً بسبب ما تعرض له من هزّة، فهو لا يدين لحلفائه في الداخل بفضل، حتى الذين تصالحوا معه من منطلقات جهوية من بعض الشيوعيين والبعثيين والأنصار والاتحاديين والمتمردين السابقين، لن ينالوا ما يصبون إليه من مطامح سياسية، لأن أولويات الحركة الإسلامية تنظيمية إقليمية وعالمية، وضريبتها المستحقة الدفع تجاه الممولين العالميين باهظة، وعندما يحين موعد سداد الفاتورة لن يجد داعموها من أحزاب وحركات الداخل ما يسدون به الرمق، وبناءً على التسريبات فإنّها باعت معادن الأرض مقدماً، ورهنت موانئ البلاد للسادة أصحاب المصلحة – الممولين العالميين، ولا عزاء للمغفلين النافعين.
إنّ جميع المليشيات الجهوية وحركات دارفور المسلحة، المقاتلة في صفوف الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة التي يقودها علي كرتي، لن يكون لها علو كعب بين مليشيات التنظيم العقائدية – البراء وغيرها، وقد بدأ التذمر يطفو للسطح بين قائد مليشيا قبيلة الشكرية العميل المزدوج، وكتائب التنظيم المالكة للسلاح الحديث، فمعلوم أن تنظيم الحركة الإسلامية منذ يومه الأول بعد اغتصابه للسلطة، استمرأ صناعة المليشيات، والتي من بعد نفاذ الغرض المصنوعة من أجله يقوم بحرقها وكنسها، في ازدراء وتحقير واستعلاء وغرور، دون حسبان لركن ركين من أركان مقاصد الشريعة الإسلامية - الحفاظ على النفس، فجوهر المشكلة يكمن في وجود هذا التنظيم الذي تلاعب بأرواح المواطنين، وتندر وتهكم على موتهم تحت ركام قصف طيرانه الأجير، بإطلاق وصف "المشاوي" و"الكباب" على جثامين الشهداء الفقراء من المسلمين السودانيين، فهذه الحركة الإسلامية ومنذ سطوتها على السلطة ظلت تعمل على شراء السلاح بموارد السودانيين، لتسفك دمهم بنفس السلاح، فلم يجد المواطنون منها خيراً، وقد أدت كل الأدوار القذرة التي أنكرتها فيما بعد وألصقتها بالآخرين – التآمر (مع إيران وتركيا ومصر ضد السودان)، والارتزاق، والزج بالمليشيات الأجنبية وإشعال الحروب، فجوهر مشكلة السودان يكمن في الحركة الإسلامية – النسخة الأخيرة.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية يعزي ذوي الشهداء الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم الوطني
  • وزير الخارجية الأمريكية: العمليات العسكرية باليمن مستمرة حتى زوال تهديد الحوثيين
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
  • السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)
  • جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • ترامب: رفض بوتين وقف الحرب سيكون كارثيًا على العالم
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • السلاح والغذاء في حرب السودان