سودانايل:
2025-02-02@15:23:48 GMT

هل سيكون زوال السودان من خارطة العالم استثناءً

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

بقلم/اوهاج م صالح

لقد مر عام ونيف من الزمان منذ ان توقفت عن الكتابة بعد ان فرغت من كتابة عدة مقالات متتالية قبل الحرب، وجميعها تتحدث عن خطورة الوضع في السودان ونذر الحرب التي سوف تقضي على الأخضر واليابس والوطن بأسره، والأطراف الذين سيشعلونها، وذلك اثر التوتر الذي كان سائدا بين المليشيات من الطرفين- مليشيات الكيزان ومليشيات الدعم السريع.

وكان بين يدي مقالا كنت قد كتبته وكنت احذر فيه من خطورة اندلاع حرب بين الطرفين، وقد فرغت من كتابته ومراجعته وعلى وشك ان انشره يوم 15 ابريل 2023م لولا ان احد الأصدقاء اتصل بي صباح ذلك اليوم المشؤوم ليبلغني ان الواقعة قد وقعت. ولما كان مقالي يتحدث عن نفس الموضوع ويحذر من مآلات ما قد يترتب على نشوب ام خشعم (الحرب)، فقد صرفت النظر عن نشر المقال، لأن جهينة قد قطعت قول كل خطيب.
الآن ونحن في الأسبوع الثاني من العام الثاني لقيام هذه الحرب البغيضة، وحسب مرئياتي السابقة التي طرحتها في مقالاتي السابقة العديدة، وابرزها "ثلاثة ورابعهم كلبهم سوف يدمرون السودان دمارا شاملا – اكتوبر 2022م" ، و مقال بعنوان" إني آنست ابخرة براكين في السودان توشك ان تنفجر – ديسمبر 2022م" منشورة في كل من الراكوبة وسودانايل. لقد مضت السنة الأولى وكانت كلها تدور حول الكرسي على الرغم من ان المتحاربين ينفون ذلك ويطرحون مبررات اخرى.
انا الآن، والآن فقط ، أعتبر ان الكرسي قد طار من المتحاربين وقد بدأت مع بداية سنة الحرب الثانية وهي المرحلة الأكثر خطورة ، والتي كنت والله أراها قريبة ويراها كثيرون بعيدة ، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة الخطرة تلوح في الأفق، وهي مرحلة فناء السودان وتحول المتحاربين الى مرتزقة يحاربون لصالح المستعمر أو المستعمرين الذين بدأوا يطلون برؤوسهم الخبيثة ويملون شروطهم ومغرياتهم المهلكة والمدمرة للوطن، والمهبطة للمواطن. اكرر انه في هذه السنة الثانية، فإن جميع المتحاربين الذين امضوا سنتهم الأولى في جولة صراع حول الكرسي، سوف يصبحون جميعا مجرة مرتزقة يحاربون لأجل تنفيذ مطامع الأطراف الخارجية التي ظلت تسعى منذ امد بعيد لإستعمار السودان والتكويش على مقدراته الكثيرة خاصة الجزء الخطير منها والسائب أو الهامل الذي يتطلب ان يكون تحت إدارة مسؤولة وراشدة وأيدي أمينة، حتى لا تقع في أيادي المجرمين ليهددوا بها السلم والأمن الدوليين (اليورانيوم مثلا).
لذلك وحسب عنوان هذا المقال فإن السودان الآن على عتبة مرحلة الفناء، وهذا الأمر ليس بمستغرب، خاصة اذا علمان ان الزول الذي وأد الممالك الكوشية ومملكة سوبا ومملكة سنار ومملكة دارفور، وفصل الجنوب الحبيب، هو نفس الزول الذي يعمل الآن جاهدا وبكل ما اوتي من قوة للقضاء على دولة السودان. وسوف تكون الصورة اكثر وضوحاً في حالة رفض الأطراف المتحاربة الذهاب لجدة للتحاور بجدية وصدق وتقديم تنازلات كبيرة في سبيل ان يبقى السودان ويعود حمام الوادي الراحل الى اعشاشه ويضمها بحنية. لأنه والله اذا لم توقف هذه الحرب قبل نهاية الشهر القادم، فسوف نرى الوجه الخبيث الحقيقي لهذه الحرب، والذي اراه ماثلا بين يدي، نسأل الله ان "يكضب/يكذب" الشينة ".
لذلك انذر الجميع من خطورة هذه المرحلة واختتم مقالي هذا بنصيحة خالصة لوجه الله اقدمها لجميع اللايفايتية في قنوات التواصل الإجتماعي، لأقول لهم واذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
"اتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون"
(اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة 281
واذكرهم أيضا بقوله تعالى (إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لوا ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) البقرة167 - وهذا يعني يا هذا انه لن ينفعك البرهان ، ولا حميدتي، ولا الكباشي ولا ياسر العطاء، ولا علي كرتي، وسوف يتبرأون جميعا منكم وتلعقون ساعتها الحصرم.
كما اقول لهم ايضا اتقوا الله في النازحين واللاجئين الى دول الجوار الذين اصبحوا منبوذين في تلك الدول، واتقوا الله في الجوعى، والمرضى، وكبار السن، والأطفال الذين يموتون في رأس كل ساعة بسبب الجوع والحرب والأمراض الفتاكة، واتقوا الله في النساء اللائ تحملن العبء الأكبر من هذه الحرب، واتقوا الله في انفسكم يوم يتبرأ منكم مشعلي الحرب الذين تناصرونهم وتشجعونهم على الإستمرار في الحرب وتؤججون ضراوتها ونار الفتن والجهوية والعنصرية.
وتذكروا وانتم في مآمنكم خارج السودان حال اهلنا المشردين والنازحين واللاجئين والذين يرددون في دواخلهم قصيدة الشاعرة ميسون البحدلية، زوجة معاوية بن ابي سفيان وام ابنه يزيد، والذي تزوجها من البادية وأتي بها الى الحضر حيث شاد لها قصرا منيفأ تتوفر فيه جميع سبل الراحة وما تشتهيه الأنفس، ولكنها اشتاقت لباديتها المتواضعة، فأنشدت هذه القصيدة التي تسببت في طلاقها بالثلاثة:
لبيت تخفق الأرواح فيه * احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني * احب الى من لبس الشفوف
واكل كسيرة في كسر بيتي * احب الي من اكل الرغيب
وكلب ينبح الطراق عني * احب الي من قط ألوف
واصوات الرياح بكل فج * احب الي من نقر الدفوف
فما ابغي سوى وطني بديلا* وما ابهاه من وطن شريف
كما يقول لسان حالهم ايضا:
قولوا لمن ذم الديار وعشقه * في غربة الأوطان والإسفاري
لو ان كل الأرض صارت جنة * الا دياري بلقع وصحاري
لوددت ان ابقى بها متشبث * في ظل روث آمن في دياري
قسماً برب البيت عيش آمن * خير من الجنات والإنهاري
وأخيرا يقول النازحين واللاجئين:
بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام.
وهذه النصائح بالضرورة مقدمة في المقام الأول للمتحاربين الذين ظلوا في غيهم يعمهون، وازيد عليها عبارة "قف أو كما كنت وطنك في خطر!"
اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب الله فی

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: سياسة ترمب تجاه السودان

1 يترقب العالم ما ستتخذه إدارة ترمب من سياسات في كثير من القضايا التي تثير الجدل في الساحة الدولية، وقد بدأت بعض القرارات التي أصدرها ترمب في أول يوم لتنصيبه تتدفق وتعصف بكثير من السياسات التي كانت إدارة بايدن تتبناها. ما يهمنا هو تلك السياسات التي يمكن أن يتخذها ترمب وفريقه في فترة رئاسته الثانية تجاه السودان وطرق تعامله المنتظرة.
2
بالطبع، ستكون سياسته تجاه السودان ضمن سياساته تجاه أفريقيا، وهي السياسات التي ارتبطت في الفترة الأولى بالمصالح، بعيدًا عن قيم حقوق الإنسان والديمقراطية والترهات التي لا يؤمن بها ترمب. وقد تم تحقيق تلك المصالح عبر الصفقات بسبب عجز الولايات المتحدة عن منافسة الصين وروسيا والإمارات، كما يقول الكاتب بدورية فورين بوليسي، كين أوبالو، في مقال له في ديسمبر الماضي:
(سياسة ترمب تجاه أفريقيا من المرجح أن تجعل المعاملات قصيرة الأجل من الصعب على الولايات المتحدة التنافس على النفوذ مع الصين أو روسيا أو حتى الإمارات العربية المتحدة. فقد سعت هذه البلدان إلى بناء علاقات طويلة الأجل مع النخب الأفريقية، مما يدل على موثوقيتها. وعلى النقيض من ذلك، فإن التركيز المحتمل لترامب على إبرام الصفقات قصيرة الأجل من شأنه أن يجعل من الصعب على واشنطن تعزيز العلاقات الثنائية أو حل الأزمات في القارة).
3
وتشير كل التحليلات إلى أن أفريقيا ستظل كمّا مهمَلًا في إدارة ترمب، ولن تحظى بأية أولوية خارج فكرة الصفقات السياسية والاقتصادية التي يمكن أن يعقدها ترمب. قد تختلف السياسات تجاه السودان نوعًا ما، إذ يمكن أن يتمتع السودان بقدر من المعاملة المختلفة من إدارة ترمب، فهناك أكثر من عامل يجعله موضع اهتمام.
4
أولها أن ترمب يسعى في ولايته الثانية لإحياء اتفاقيات إبراهام، وهي الاتفاقية التي وقعتها أربع دول عربية، من بينها السودان، في 6 يناير 2021. ويسعي ترمب الان مجددًا لإحياء تلك الاتفاقية، الأمر يجعل السودان ضمن أولويات إدارته، ولذا يمكن أن تتأسس علاقة خاصة مع الخرطوم ليبقى على موقفه السابق.العلاقة مع السودان في ولاية ترمب الأولى شهدت رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بصفقة اقتصادية، إذ دفع السودان مقابل ذلك مبلغ 335 مليون دولار، وجرى ذلك في عهد حمدوك في قضية لا علاقة للسودان بها أصلًا. ولذا، فإن إدارة ترمب لها مصلحة في استمرار السودان ليكون جزءًا من اتفاقية إبراهام،ولذ يمكن ان يحظى بالعناية اللازمة ما دامت تلك الاتفاقيات تحقق مصالح ربيبتها إسرائيل.
5
يطرح ترمب نفسه كصانع سلام عالمي، وهو يراهن الآن على وضع حد للحرب الأوكرانية – الروسية، كما ضغط قبل تسلمه منصب رئيس الولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وقد نجح في ذلك. فقد تغريه تلك الفكرة بالتدخل لإيقاف الحرب في السودان. وفي الأنباء أن ترمب عيَّن مستشاره بيتر لورد مبعوثًا خاصًا مؤقتًا للسودان، خلفًا للسيئ الذكر توم بيريللو.
ما يعيق هذا التدخل أو يجعله صعبًا أو معقدًا هو تقاطعه مع الموقف الذي تتخذه الإمارات من دعم مستمر للمتمردين في الحرب الجارية في السودان. وكان وزير خارجية ترمب الجديد، ماركو روبيو، قد أعلن في إفادة له في الكونغرس الأميركي نهاية العام الماضي أن قوات الدعم السريع ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية.
6
الإمارات تلعب دورًا مركزيًا في تبني وتسويق اتفاقيات إبراهام مع إسرائيل، وهي الاتفاقيات التي تتمتع بأولوية قصوى في السياسة الخارجية الأميركية، خاصة أن أغلب الوزراء الأساسيين في حكومة ترمب من اليهود الصهاينة. لذا، فإن الضغط على الإمارات لوقف دعمها للجنجويد يبدو أمرًا صعبًا، لأنه يدخل في معادلة الشرق الأوسط المعقدة. أضف إلى ذلك أن الإمارات وتابعيها من رهط “تقدم” يرددون الأكاذيب لإثارة مخاوف الغرب بأوهام عودة الإسلاميين إلى الحكم حال انتصر الجيش، وهذا الادعاء – للعجب – يجد من يصدقه، حتى بين الخبراء الأميركيين، أمثال كاميرون هدسون المهتم بالملف السوداني، فما بالك بالرجرجة من دهماء الكُتَّاب والسياسيين الأميركيين؟.
7
هناك عامل آخر يحفز التدخل الأميركي في السودان، وهو سعي أميركا لتحجيم العلاقات السودانية – الروسية – الايرانية المتنامية، إضافة إلى العلاقة مع إيران. تلك العلاقات تزعج الأميركيين، بالإضافة إلى الأوروبيين وبعض دول الجوار العربية على حد سواء.
ستسعى أميركا لاستعادة دورها في السودان واتخاذ سياسات بعيدة عن تلك التي تبنتها إدارة بايدن بواسطة جنجويد (مولي في، وفكتوريا لنا لاند)، والتي قادت السودان إلى كارثة الحرب.
تلك هي العوامل المحفزة للتدخل الأميركي في السودان ومحاولة فرض سيناريوهات محددة لنهاية الحرب، كما سيُفرض مزيد من الضغوط والإغراءات لمنع تطور العلاقات السودانية – الروسية أو السودانية – الإيرانية. كذلك، ستجري محاولات لهندسة السياسة الداخلية، عبر محاولة استبعاد الإسلاميين وإعادة قحت إلى الساحة مجددًا.
السؤال الذي ينبغي أن يُطرح الآن: هل نحن مستعدون للتعامل مع سياسات ومواقف وصفقات إدارة ترمب؟ وهل هناك أي تصورات وخطط سياسية ودبلوماسية للتعامل مع السياسات التي يمكن أن تطرحها إدارة ترمب، سواء على صعيد الحرب الجارية حاليًا أو السياسات الداخلية أو محاولاتها لفرض توجه معين في علاقات السودان الخارجية؟ أرجو أن تتمكن الحكومة الحالية من اتخاذ التدابير والسياسات اللازمة، حتى لا نفاجأ بقرارات مربكة لم نكن مستعدين لها.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من بيروت إلى أسواق العالم.. لبنان على خارطة الصناعة الدوائية بمعايير عالمية
  • الأغبياء والخونة وحدهم هم الذين يفترضون الغباء في أهل السودان!
  • عادل الباز يكتب: سياسة ترمب تجاه السودان
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة إعادة الأسرى اللبنانيين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب
  • مقال الرزيقي
  • شبانة: هجوم الأهلي سيكون أقوى بوجود بن شرقي
  • شبانة: هجوم الأهلي سيكون أقوى بوجود بن شرقي.. واليوم سيتم قيد معلول
  • شبانة: هجوم الأهلي سيكون أقوى بوجود بن شرقي.. وغدا سيتم قيد معلول
  • ثورة الكرامة.. ثورة مائة الف شهيد