هل تعيد القوات حساباتها السياسية بعد لقاء معراب؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لم تكن الانتكاسة التي تلقتها "القوات اللبنانية" في لقاء معراب بسبب المقاطعة الشيعية والدرزية والسنية لها، بهذا السوء، اذ ان كتلة القوات النيابية وحجمها الشعبي يمكنها من التعايش والتعامل بليونة كبرى مع التطورات ويجعلها قادرة على تعديل سياساتها من دون التعرض للاستنزاف الشعبي، كما ان معراب ستبقى حاجة سياسية لقوى كثيرة حليفة لها في الداخل اللبناني وفي المنطقة ايضاً، كل ذلك يخفف من حجم السلبية التي طالتها بسبب مقاطعة اللقاء الاخير.
لكن بالرغم من ذلك، ظهرت أمام "القوات اللبنانية" حقيقة ساطعة يمكن إختصارها بما قاله النائب السابق فارس سعيد من ان السياسة التي أتبعت في المرحلة الماضية من قبل معراب أدت الى هذه النتيجة، اذ لا يمكن تبني خطاب يهاجم القوى السياسية غير المسيحية بشكل حاد وإنتظار نتيجة أفضل من التي ظهرت في اللقاء، وعليه فإن تصحيح هذا الخطاب او تعديله ليصبح خطاباً سياسياً بحتاً هو الحل الانسب للمشكلة القواتية التي ستتجذر وتؤثر على قدرتها التفاوضية في المرحلة المقبلة.
اذا كان التباعد الشيعي عن القوات مرتبطا بالواقع السياسي، وتأثير الخطاب الثقافي عليه، على شاكلة "ما بيشبهونا" محدوداً، فإن هذا الخطاب الذي توجهه معراب بشكل مكثف ضدّ البيئة الشيعية يصيب أيضاً بيئات سنية ودرزية تتشابه ثقافية إلى حدّ كبير مع الشيعة، وهذا الامر يعزز التباعد مع الساحة السياسية السنيّة، التي في الاصل تعرضت علاقتها بالقوات للشرخ بسبب موقف الاخير من الرئيس سعد الحريري ورئاسة الحكومة وغيرها من القضايا التي تطال الوجدان السنّي.
وعلى الصعيد الدرزي، يصبح الخلاف السياسي في اللحظة الحالية هو المحرك الاساسي للتباعد خصوصا في ظل رغبة إشتراكية بالعمل على تأمين نوع من الحاضنة للمقاومة في حال إلتزمت بعدم توسع الحرب، كما ان النظرة الإشتراكية للقضية الفلسطينية مختلفة بشكل كامل عن نظرة "القوات اللبنانية". وهذا الخلاف شمل ايضاً قضايا داخلية في ظل التقارب المستمر والدائم بين النائب السابق وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري الذي بات يُهاجم بإستمرار من القوات ونوابها.
حتى على المستوى المسيحي لا يمكن للقوات الاستمرار بهذه الحالة، ولا يمكنها الاعتماد على فكرة تكتيل المسيحيين خلفها لتعويض التباعد مع الاحزاب المسلمة، لان هذه القوى هي المنافس المباشرة للقوات في الشارع المسيحي، ومن الطبيعي ان تعمل على تحسين شروطها على حساب القوات، مما يجعل معراب غير قادرة على السيطرة وضبط الحلفاء المسيحيين وضمان الولاء السياسي لهم، خصوصا في ظل اقتراب التسوية التي سيسعى كل طرف الى تحسين شروطه فيها.
في المقابل، فان قرار معراب بضرورة كسر "التيار الوطني الحرّ" وعدم الانفتاح عليه بالرغم من تمايزه عن "حزب الله" أثبت أنه خيار خاطئ، فبعيداً عن عدم امكانية إلغاء اي طرف من خلال مقاطعته، الا ان تنويع الخيارات التحالفية للقوات امر لا بدّ منه وتحديداً في الشارع المسيحي..
إذا لا بد من قيام القوات بمراجعة سياسية حقيقية في المرحلة المقبلة تمهيداً للتسوية المقبلة وحفاظاً على دورها السياسي وقدرتها على التأثير داخل الساحة السياسية اللبنانية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: لقاء أميركي إسرائيلي مرتقب لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة
أفاد موقع أكسيوس عن لقاء مرتقب يجمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بمبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في الولايات المتحدة اليوم الخميس.
اقرأ ايضاًوأشار الموقع إلى أن اللقاء سيتناول بدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
يأتي اللقاء المرتقب في حين ألقت أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل غضبها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اتهمته بأنه من أوصل تل أبيب إلى هذه المرحلة، فيما عبّر نتنياهو عن غضبه من حماس، مكرراً وعيده بـ"القضاء" على الحركة.
وصباح الخميس، سلّمت حماس جثامين 4 أسرى لديها، وأظهرت مشاهد "القسام" احتشاد آلاف الفلسطينيين في خان يونس جنوبي قطاع غزة لمتابعة عملية تسليم الجثث إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
اقرأ ايضاًومنذ أن دخل الاتفاق حيّز التنفيذ في 19 يناير هذه المرة الأولى التي تسلم فيها حماس جثث أسرى، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ سريان الاتفاق، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، تم إطلاق سراح 19 أسيراً إسرائيليا من غزة مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني خرجوا من سجون إسرائيل، وذلك بمعدل عملية تبادل واحدة كلّ أسبوع.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن