نيتساريم| نقطة فصل القطاع التي تحولت إلى مصيدة للاحتلال.. ماذا نعرف عنها؟ (شاهد)
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
على مدار الأسابيع الماضية، تصاعد الحديث عن ما يعرف بمنطقة نيتساريم، وسط قطاع غزة، وتكثيف المقاومة الضربات عليها، مستهدفة جنود الاحتلال المتمركزين فيها لفصل القطاع إلى جزئين.
ويعود التاريخ بنيتساريم، إلى العام 1972، إلى البؤرة الاستيطانية، التي أنشأت في منطقة زراعية فارغة، جنوب غرب مدينة غزة، على بعد نحو 5 كيلومترات من المدينة، لتكون حلقة من حلقات الاستيلاء على أرض القطاع، بعد اكتمال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وكانت نيتساريم، جزءا مما يعرف بمجمع "غوش قطيف"، وهو تكتل استيطاني من 21 مستوطنة، كانت تغزو قطاع غزة، قبل انسحاب الاحتلال عن القطاع عام 2005، وسعى الاحتلال من وراء إنشاء هذا الكم الكبير من المستوطنات، إلى تقسيم قطاع غزة إلى حالة أشبه بمجزر منعزلة، غير مترابطة سوى بحواجز عسكرية، والتنقل بينها من أشد الصعوبات، لإبقاء الفلسطينيين تحت العذاب الدائم والتحركات المحسوبة.
وأنشأت حركة استيطانية تدعى هاشومير هاتزير، التي تتبع تيار الصهيونية الدينية، البؤرة الاستيطانية في نيتساريم، والتي تحولت لاحقا إلى مستوطنة، ومع توسعها، بدأت تأخذ شكل الحصن، بسبب انعزالها عن بقية المستوطنات، ووقوعها في منطقة قريبة من مدينة غزة.
وبذل الاحتلال جهودا كبيرة، من أجل تحصين مستوطنة نيتساريم إبان وجودها، وأسند مهمة حمايتها لكتيبة كاملة من مشاة الجيش، فضلا عن توفير سرية دبابات ترابط في المنطقة، لمواجهة أي تحرك فلسطيني في المنطقة على وجه السرعة، وفرز قوة كبيرة في المنطقة، إضافة إلى الحواجز العسكرية والنقاط العسكرية، التي وصلت إلى 10، وكانت مهمتها التنكيل بالفلسطينيين، وخلق عراقيل لحركتهم ومراقبتهم، في حالة أشبه بما يجري في الضفة الغربية اليوم.
وبسبب الحماية الأمنية الكبيرة للمستوطنة، لم تكن العمليات مؤثرة بصورة كبيرة، خلال سنوات الانتفاضة الأولى، بسبب ضعف إمكانيات الفلسطينيين المقاومة، ووقعت عدة محاولات اقتحام من قبل مقاومين.
عمليات موجعة
سنوات الانتفاضة الثانية كانت أسوأ على نيتساريم وعموم مستوطنات الاحتلال بغزة، بسبب تطور الأسلحة، ووجود قاذفات الهاون والصواريخ قصيرة المدى، فضلا عن امتلاك القدرات والتدريبات والأسلحة الخفيفة بوفرة أفضل من السابق.
ودفع تصاعد العمليات على مستوطنة نتساريم، إلى غضب في صفوف المستوطنين، ولجأ رئيس حكومة الاحتلال الراحل أرئيل شارون إلى زيارتها واللقاء بمجلسها الاستيطاني، وإطلاق تصريحه الشهير، نيتساريم كتل أبيب، في إشارة إلى بذل كل الإمكانيات للدفاع عنها، أمام هجمات المقاومة، بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يفصل القطاع إلى شمال وجنوب.
ووفقا لكتائب القسام، وفي إحصائية، لحصاد العمليات ضد نيتساريم، فقد نفذت العديد من الهجمات على المستوطنة ما بين عامي 2000-2005، أسفرت عن مقتل 15 جنديا ومستوطنا، وأصيب العشرات.
ومن العمليات الشهيرة التي وقعت ضد نيتساريم، تفجير عوبة ناسفة عام 2000، في رتل للاحتلال، أسفر عن مقتل جندي.
كما نفذت المقاومة عملية تفجير بعبوة ناسفة، ضد دبابة عام 2002، في منطقة محور نيتساريم كارني الواصل إلى الشريط الفاصل، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وكانت واحدة من العمليات الموجعة للاحتلال.
وفي عملية تفجير عبوة ناسفة أخرى، عام 2002، قتل أحد جنود الاحتلال، لكن العملية الأصعب كانت في اقتحام مقاومين اثنين عام 2003، لقاعدة الحماية العسكرية للمستوطنة، وخوض اشتباك عنيف، أسفر عن مقتل 3 جنود.
ودفعت هذه الإخفاقات مواجهة المقاومة الفلسطينية، التي صعدت من عملياتها، إلى تفكير الاحتلال جديا، في مغادرة المنطقة، بسبب الكلفة الكبيرة التي بات يدفعها، ليخرج شارون قبل مغادرة القطاع بنحو عام إلى إطلاق تصريح شهير آخر قال فيه: "قريب هو اليوم الذي نغادر فيه نيتساريم".
الانسحاب
بعد 33 عاما، على إقامتها والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين فيها، أجبر الاحتلال، تحت تصاعد هجمات المقاومة، على اتخاذ قرار بإخلاء مستوطنة نيتساريم، وعمد إلى تجريف كافة المباني فيها، وأبقى الكنيس اليهودي بداخلها، بعد تفكيك كافة محتوياته.
كما فككت القاعدة العسكرية التي تحميها، وكافة الحواجز العسكرية، قبل انسحاب قوات الاحتلال، إلى ما خلف السياج الفاصل في الأراضي المحتلة عام 1948.
نيتساريم مجددا
لكن مع العدوان الجاري على قطاع غزة، لجأ الاحتلال إلى دخول منطقة نيتساريم مجددا، بسبب معرفته بأهميتها الاستراتيجية، في تقسيم القطاع إلى شطرين، كما كان الوضع سائدا قبل عام 2005 إبان احتلاله للقطاع.
وقام الاحتلال، بإنشاء طريق غير معبد حتى اللحظة، منذ الشريط الفاصل، إلى بحر غزة غربا، من أجل سرعة تحرك قواته، في المنطقة، كما أنشأ تجمعين للقوات على شارعي صلاح الدين، وسط القطاع، والرشيد على بحر غزة، من أجل إدامة مراقبة المكان، ومنع عودة الفلسطينيين النازحين جنوبا إلى مناطقهم في الشمال.
ويعد مطلب انسحاب قوات الاحتلال من محور نيتساريم، أحد الشروط الرئيسية، التي ترفض المقاومة الفلسطينية، التفاوض عليه، من ضمن شروط وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، بسبب الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، في بقاء قطاع غزة وحدة واحدة، وضمان حرية حركة الفلسطينيين داخل أراضيهم.
وخلال الجولات الأولى من المفاوضات، كان الاحتلال، يرفض الانسحاب من محور نيتساريم، ويصر على خلق واقع جديد، لإعادة احتلال أجزاء من القطاع، وإدامة فصل الشمال عن الجنوب، لكن التسريبات الأخيرة للمفاوضات، ومع تصاعد الضربات على القوات المتواجدة في المحور، أشارت إلى موافقته على الانسحاب، بشرط وجود قوات مصرية، لتفتيش النازحين العائدين إلى شمال القطاع، والتأكد من عدم حملهم أسلحة كما يدعي.
لكن حركة حماس، وبيان رسمي، قالت إنها ترحب بأي قوة عربية "تشارك في تحرير فلسطين، وبخلاف ذلك، فإن أي قوة مهما كانت ستعامل معاملة الاحتلال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية نيتساريم غزة المقاومة الاحتلال غزة الاحتلال المقاومة نيتساريم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة قطاع غزة عن مقتل
إقرأ أيضاً:
الأمطار الغزيرة تزيد مأساة النازحين في الخيام جنوب القطاع (شاهد)
يعاني الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة من أوضاع مأساوية مع دخول فصل الشتاء، حيث زادت الأمطار الغزيرة من معاناتهم بعدما اضطرهم الاحتلال للعيش في خيام بدائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية، ما يزيد من التحديات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الوحشي المتواصل للعام الثاني على التوالي.
وعانت معظم الأسر النازحة في قطاع غزة من نقص حاد في مقومات الحياة الأساسية، حيث تفتقر الخيام إلى الخدمات الضرورية مثل المياه والغذاء، وتنتشر الأمراض نتيجة تدهور الوضع الصحي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل نحو مليوني شخص من أصل 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات لغرق الخيام البالية، في مناطق جنوب وشمال قطاع غزة، جراء هطول الأمطار، وسط ظروف مناخية سيئة، تزيد من معاناة النازحين الذي أصبحوا يكابدون الجوع والمرض فضلا عن العدوان الذي تسبب في نزوحهم، وتدمير منازلهم.
#عاجل | الدفاع المدني بغزة يدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل العاجل لإنقاذ النازحين وتوفير خيام بديلة أو كرفانات إيواء بعد غرق خيامهم بمياه الأمطار pic.twitter.com/cdISk4rD0E — عربي21 (@Arabi21News) November 24, 2024
مأساة مع هطول المطر لخيام النازحين
مع دخول المنخفض الجوي وتساقط الامطار مأساة جديدة اصابت خيام النازحين
بعد ان غرقت خيامهم بالامطار
وأصاب اطفالهم البرد الشديد pic.twitter.com/0GokiLoWUV — حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) November 24, 2024 أوضاع مأساوية صعبة يعيشها النازحون، الذين يواجهون المجاعة والبرد القارس بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال على مغادرة منازلهم في شمال غزة. pic.twitter.com/fFVqTH6sav — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 24, 2024
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل مدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وتؤكد التقارير الأممية أن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن، في ظل استهداف الاحتلال أنحاء القطاع كافة، حتى المناطق التي ادعى أنها "آمنة أو إنسانية". ورغم ذلك، فقد اضطر المواطنون إلى النزوح عدة مرات منذ بداية العدوان بحثا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدا بما في ذلك في ملاجئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.