سودانايل:
2025-04-30@19:24:57 GMT

الهند بلد الانتخابات الاضخم وصراع واقع الحال

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

زهير عثمان حمد
من منتصف أبريل وحتى أوائل يونيو القادم، على مدار عدة أسابيع، ستُعقد أكبر انتخابات في العالم. يحق لأكثر من 960 مليون هندي - من بين عدد السكان البالغ 1.4 مليار نسمة - التصويت في الانتخابات البرلمانية التي تشير استطلاعات الرأي بقوة إلى أنها ستعيد رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا إلى السلطة لولاية ثالثة على التوالي.


ربما يكون مودي الزعيم الأكثر شعبية في العالم. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة Morning Consult مؤخراً، فإن 78% من الهنود يوافقون على قيادته. (الزعماء الثلاثة الأعلى مرتبة، من المكسيك، والأرجنتين، وسويسرا، يحصلون على معدلات موافقة تبلغ 63، و62، و56%، على التوالي). وليس من الصعب أن نرى سبب الإعجاب بمودي. فهو زعيم يتمتع بشخصية كاريزمية، وخطيب بارع باللغة الهندية، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مجتهد وملتزم بنجاح البلاد. ومن غير المرجح أن يلجأ إلى المحسوبية أو الفساد، وهو ما يعزى في كثير من الأحيان إلى حقيقة أنه رجل يبلغ من العمر 73 عاما وليس لديه شريك أو أطفال. لدى مودي عدد قليل من المنافسين الحقيقيين. فسلطته داخل حزبه مطلقة، وخصومه منقسمون وضعفاء وسلاليون، وهي صفة عادة ما تعادل الكسب غير المشروع. وسواء كان ذلك من خلال تعظيم فرصته في استضافة مجموعة العشرين أو من خلال زياراته رفيعة المستوى إلى الخارج، فقد نجح مودي في توسيع حضور الهند على المسرح العالمي، ومعه شعبيته. كما أصبحت نيودلهي أكثر حزماً في سياستها الخارجية، حيث تعطي الأولوية للمصلحة الذاتية على الإيديولوجية والأخلاق - وهو خيار آخر لا يخلو من جاذبية محلية كبيرة. في الانتخابات الهندية، هناك العديد من القضايا الرئيسية التي تشغل أذهان الناخبين وتؤثر على اختياراتهم. دعونا نلقي نظرة على مواقف حزبي المؤتمر وبهاراتيا جاناتا من بعض هذه القضايا:الفساد , وحزب المؤتمر: يعارض الفساد ويعد بتحسين النزاهة في الحكومة. وحزب بهاراتيا جاناتا: يتبنى نهجًا صارمًا ضد الفساد ويعد بتطبيق إجراءات صارمة لمكافحته.البطالة:حزب المؤتمر: يسعى لخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.

بهاراتيا جاناتا: يعمل على تعزيز النمو الاقتصادي لتحقيق فرص عمل أفضل. , ارتفاع مستويات التضخم:حزب المؤتمر: يسعى للحد من التضخم وتحسين القوة الشرائية. وحزب بهاراتيا جاناتا: يعمل على تحقيق استقرار اقتصادي ومكافحة التضخم.
تعثر الاقتصاد ,حزب المؤتمر: يسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز النمو.بهاراتيا جاناتا: يركز على الإصلاحات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار.سلامة المرأة:حزب المؤتمر: يعمل على حماية حقوق المرأة وتعزيز سلامتها.بهاراتيا جاناتا: يسعى لتعزيز أمان المرأة وتحقيق المساواة .الأمن القومي: حزب المؤتمر: يركز على تعزيز الأمن القومي والتعامل مع التهديدات الداخلية والخارجية. وحزب بهاراتيا جاناتا: يعمل على تعزيز الأمن والدفاع عن البلاد.
تُجرى الانتخابات في سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، ومن المقرر أن تنتهي في الأول من يونيو/حزيران، على أن تظهر النتائج في الرابع من نفس الشهر , و الهند تعد من أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، وعلى الرغم من التحديات والادعاءات بعدم تكافؤ الفرص، يُجرى الانتخابات في أجواء تسودها السلبية، وتواجه لجنة الانتخابات تساؤلات بشأن استقلالها
إن نجاح مودي قد يربك منتقديه. فهو يتمتع بميول استبدادية متزايدة: نادرا ما يحضر مودي المؤتمرات الصحفية، وقد توقف عن الجلوس لإجراء المقابلات مع العدد القليل المتبقي من الصحفيين الذين قد يطرحون عليه أسئلة صعبة، كما تجنب إلى حد كبير المناقشات البرلمانية. لقد قام بمركزية السلطة وبنى عبادة الشخصية بينما أضعف النظام الفيدرالي في الهند. وتحت قيادته، أصبحت الأغلبية الهندوسية في البلاد هي المهيمنة. وهذا البروز لدين واحد يمكن أن يكون له آثار قبيحة، إذ يضر الأقليات ويثير الشكوك حول التزام البلاد بالعلمانية. وقد تآكلت الركائز الأساسية للديمقراطية، مثل الصحافة الحرة والسلطة القضائية المستقلة.

ومع ذلك، يفوز مودي ديمقراطيا. زعم عالم السياسة سونيل خيلناني في كتابه الصادر عام 1997 تحت عنوان "فكرة الهند"، أن الديمقراطية، وليس الثقافة أو الدين، هي التي شكلت ما كان يبلغ من العمر آنذاك خمسين عاما. التجسيد الأساسي لهذه الفكرة، وفقاً لخيلناني، كان أول رئيس وزراء للهند، جواهر لال نهرو، الذي تلقى تعليمه في جامعة كامبريدج، والذي أطلق عليه لقب "جو" عندما كان في العشرينات من عمره. كان نهرو يؤمن برؤية دولة ليبرالية وعلمانية من شأنها أن تكون بمثابة النقيض لباكستان، التي تشكلت بشكل واضح كوطن مسلم.

تشير التوقعات الحالية للانتخابات الهندية إلى تقدم حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحلفاؤه1. ومع ذلك، يواجه الحزب الحاكم منافسة قوية من قبل التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي (INDIA)، الذي يضم أكثر من عشرين حزبًا معارضًا بما في ذلك حزب المؤتمر1. وفي أفضل الأحوال، قد يعود حزب الشعب مع الأحزاب المتحالفة معه بأغلبية بسيطة في البرلمان، مع إمكانية أن يستعيد حزب المؤتمر بعضًا من المقاعد التي خسرها في الجولتين السابقتين من الانتخابات.

تُجرى الانتخابات في سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، ومن المقرر أن تنتهي في الأول من يونيو على أن تظهر النتائج في الرابع من نفس الشهر وبالرغم من التحديات والادعاءات بعدم تكافؤ الفرص، تُجرى الانتخابات في أجواء تسودها السلبية، وتواجه لجنة الانتخابات تساؤلات بشأن استقلالها1. في الهند، تُعتبر مشاركة الشباب والنساء في عملية صنع القرارات أمرًا حيويًا لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. إليك بعض النِّقَاط المهمة ونبدا التواصل والحوار , يجب تشجيع الحوار المفتوح والصريح بين الشباب والجهات المعنية باتخاذ القرارات.توفير برامج تدريبية لتطوير مهارات الشباب في مجالات القيادة والتفاوض وحل الأزمات.إنشاء منصات للمشاركة: و يمكن إقامة ورش العمل والمنتديات والمجالس الاستشارية التي تسمح بالتفاعل المباشر وتبادل الخبرات.يجب أن تكون هذه المنصات مفتوحة للشباب والنساء للتعبير عن آرائهم والمساهمة في صنع القرارات ومن من جانب آخر، يجب أن يتم تعزيز دور المرأة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية. يجب تشجيع تمثيل المرأة في المجالس النيابية والهيئات الحكومية والقضائية. كما يجب تعزيز دور المرأة في المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لتحقيق التوازن والتنمية المستدامة.
في الانتخابات الهندية، هناك العديد من القضايا الرئيسية التي تشغل أذهان الناخبين وتؤثر على اختياراتهم. ونجد هذه القضايا , الفساد: يعد مكافحة الفساد وتحسين النزاهة في الحكومة من أبرز القضايا. حزب المؤتمر الحاكم وحزب بهاراتيا جاناتا يتبادلان الاتهامات بشأن الفساد.
البطالة: يشكل البطالة تحديًا كبيرًا في الهند، ويسعى الناخبون للتصويت للأحزاب التي تعد بخلق فرص عمل جديدة. , وارتفاع مستويات التضخم: يهم الناخبون أن تتخذ الحكومة إجراءات للحد من التضخم وتحسين القوة الشرائية. وكذلك تعثر الاقتصاد: يتطلع الناخبون إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية وتعزيز النمو الاقتصادي.
سلامة المرأة: تعد سلامة المرأة وحقوقها قضية مهمة، والناخبون يتوقعون من الحكومة حماية المرأة وتعزيز حقوقها. , الأمن القومي: يعتبر الأمن القومي والتعامل مع التهديدات الداخلية والخارجية قضية حيوية في الانتخابات.
هذه بعض القضايا التي يقاتل المرشحون من أجلها، والتي تشكل جزءًا من النقاشات والحملات الانتخابية في الهند. في الهند، يتعامل حزبا المؤتمر وبهاراتيا جاناتا مع قضية التعثر الاقتصادي بطرق مختلفة: , حزب المؤتمر: يركز على البرامج الاجتماعية والرعاية الاجتماعية للفقراء والطبقات الأقل حظًا.
يعمل على تعزيز النمو الاقتصادي من خلال الاستثمار في البنية التحتية والصناعات الرئيسية. , ويسعى لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

وحزب بهاراتيا جاناتا: يركز على الإصلاحات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار. , ويعمل على تحسين بيئة الأعمال وتشجيع الشركات والصناعات. , ويسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والصناعة. , بالإضافة إلى ذلك، يتعامل كلا الحزبين مع قضايا أخرى مثل البطالة والتضخم والفساد. يعتبر الناخبون هذه القضايا عند التصويت في الانتخابات، ويتوقعون من الحكومة الجديدة تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. مستقبل الهند السياسي يبدو معقدًا ومتأثرًا بعدة عوامل داخلية وخارجية. الصراعات الإقليمية، خاصة مع باكستان حول كشمير، والتوترات مع الصين، تشكل تحديات كبيرة للسياسة الخارجية الهندية و كما أن الديناميكيات الداخلية مثل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والتحديات الأمنية، وقضايا الهوية القومية، تؤثر أيضًا على السياسة الداخلية.

التحديات الاستراتيجية مثل الحاجة إلى الانخراط في منطقة آسيا الوسطى والتعامل مع القوى العظمى الأخرى تضيف طبقة أخرى من التعقيد. الهند تسعى للحفاظ على مكانتها الإقليمية وتعزيز دورها على الساحة الدولية، وهذا يتطلب منها التنقل بحذر بين الحفاظ على علاقات استراتيجية مع الدول الكبرى والتعامل مع التحديات الإقليمية.
في النهاية، يبقى مستقبل الهند السياسي مرتبطًا بكيفية إدارتها لهذه التحديات والتوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي والسياسي

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حزب بهاراتیا جاناتا جرى الانتخابات فی النمو الاقتصادی فی الانتخابات الأمن القومی تعزیز النمو والتعامل مع حزب المؤتمر على تعزیز فی الهند یعمل على یرکز على

إقرأ أيضاً:

الزيود: تحسين واقع العمال لا يتم بالشعارات واللافتات

قال رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول والكيماويات الأردنية، خالد الزيود، إنه “في الأول من أيار من كل عام، والذي يصادف يوم العمال العالمي، تأتي الاحتفالات بهذا اليوم بأشكال وأنماط مختلفة، متبوعة بشعارات براقة عن أهمية العمال ودورهم في بناء الأوطان، وبينما نشارك مع عمال وطننا الحبيب فرحهم وطموحاتهم وتمنياتهم بهذا اليوم، إلا أننا نرى من منطلق نقابي ومن واقع خبرة أن احترام العامل وتقدير أهميته تكمن في تحقيق طموحاته وتمنياته البسيطة والتي تتضمن العمل اللائق والعيش الكريم، فهنا تقاس قيمة العامل وأهمية دوره؛ أي أن الشعارات واللافتات لا تسمن العامل ولا تغنيه من جوع، فالاحتفال بعمال الوطن يكون بتقييم واقعهم وتلمس احتياجاتهم وطموحاتهم”.

وأضاف الزيود أننا إذا أردنا تحسين واقع العمال بعيدا عن الشعارات واللافتات فإن علينا طرح مجموعة من من الأسئلة والملاحظات هي في صلب تكريم العمال وصون حقوقهم، وأهمها “ماذا بشأن تعديل بنود المادة (31) من قانون العمل الأردني والتي لا زالت منظورة في مجلس الأعيان رغم استجابة مجلس النواب لمطالبنا بشطب التعديل المجحف والذي يفسح المجال لفصل نسبة (15%) من العمال سنويًا؟!”.

وتساءل الزيود أيضا: “ماذا بشأن المادة (123) من قانون العمل الأردني والتي تشكل أكبر خطر في ذات السياق حيث تفسح أيضًا المجال لصاحب العمل بفصل العديد من العمال بمجرد توجيه كتب بإنهاء عقودهم؟!”.

مقالات ذات صلة  هذه الليلة .. طقس مغبر وزخات أمطار طينية محتملة ساعات الليل المتأخرة والفجر 2025/04/30

وتابع الزيود: “هل برأيكم أن الحد الأدنى للأجور يفي بمتطلبات العامل الأردني وأسرته في ظل ارتفاع كلف المعيشة وصعوباتها وذلك بالرغم من رفعه إلى (290) دينار والذي تشكر عليه وزارة العمل والاتحاد العام لنقابات العمال إلا أنه لا يساوي الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة”.

ولفت إلى أن “تنظيم سوق العمل الأردني وتوجيه التعليم نحو متطلبات السوق وأثر العمالة الوافدة على الاقتصاد الأردني؛ قضية يلزمها روح عالية من التحدي والإصرار،وهنا نتساءل: هل السير بهذا المشروع لمجابهة خطر البطالة والفقر صعب على الحكومة تنفيذه؟!”

وأكد الزيود أن “متقاعدي الضمان الاجتماعي: أصحاب الرواتب المتدنية الذين تقطعت بهم السبل؛ يستحقون النظر إليهم بعين الرحمة والعمل على تحسين رواتبهم بما ينسجم مع متطلباتهم المعيشية البسيطة. وقد آن الآوان بمنحهم حق التأمين الصحي والمسح بيد حانية على رؤوسهم وهم في أرذل العمر؟”

وتساءل الزيود: “ألم يأن الأوان لإعادة النظر بسياسة العقود التي تخلو من الأمن الوظيفي والمعيشي وتنوعها وبالأخص التعاقدات الشرطية أي بالوكالة وبالوساطة والتزويد شركة داخل شركة (نظم شهرية، مياومة، مؤقتة، وغيره…”

ووجه الزيود كلمة للعمال والعاملات قال فيها: “كان الله بعونكم أيها الزملاء البسطاء، ففي يوم عيدكم ستجدون الكثيرين ممن يتزاحمون لتسجيل مواقف على حسابكم في الوقت الذي كان الكثير منهم جزءًا من أوجاعكم وآلامكم”، مسجلا تحية محبة وامتنان إلى من يستحق التقدير والاحترام “من إدارات شركاتنا الغراء الذين أكرموا عمالنا بسخاء، وكذلك الشكر موصول إلى الشرفاء المخلصين الذين لم يقبلوا علينا ذلة وشفقة الغير… إلىمن شغفوا قلوبنا حبًا… إلى دروع الوطن وسياج حصنه المنيع… إلى جيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية وفرسان الحق المخابرات العامة، نقول لهم شكرًا بحجم الوطن لأن الأمن والاستقرار رغم كل شيء هو النعمة التي تغطي على كل شيء”.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: لن نسمح بفرض أمر واقع يهدد استقرار سوريا
  • الزيود: تحسين واقع العمال لا يتم بالشعارات واللافتات
  • أردوغان: لن نقبل بأي محاولة لتهديد استقرار سوريا
  • جولة تفقدية على مراكز إنتاج شتول الخضار الصيفية بالقصير
  • ما حكم تطليق زوجتي إرضاء لأمي وأخواتي لكثرة المشاكل بينهم؟.. الإفتاء تجيب
  • إطلاق جلسات تشاورية لتطوير آليات «حماية المرأة من العنف» بالانتخابات
  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • الإعلامية روان أبوالعينين تشارك في المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة
  • نظرة على معاهدة نهر السند التي قد تشعل حربا بين الهند وباكستان
  • الضاحية الجنوبية تحت النار.. كيف يريد الاحتلال فرض واقع جديد في لبنان؟