زار وفد من مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة برئاسة سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، منظَّمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، في العاصمة المغربية الرباط، حيث استقبله في المقر الرئيسي الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظَّمة.
وفي إطار هذه الزيارة، بحث الجانبان سُبل تعزيز التعاون بين المؤسَّسة والمنظَّمة.

ويأتي ذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بين الجانبين في شهر مارس 2023 والتي تنصُّ على تسخير خبرات وإمكانات الجانبين وتطوير التعاون الثنائي بما يدعم مسارات التنمية المعرفية، إضافةً إلى تعزيز أداء دول المنظّمة لتحسين ترتيبها في مؤشِّر المعرفة العالمي الذي يُعدّ خارطة طريق للمؤشرات والأبحاث والدراسات المعرفية على نطاق عالمي.
شهد اللقاء الذي حضره الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نقاشات مُثمرة حول سبل مواجهة التحديات المرتبطة بالبيانات التي يتضمّنها تقرير “مؤشِّر المعرفة”، إضافةً إلى تسليط الضوء على أهمية تحديث الدول الأعضاء لهذه البيانات لتتبوأ المكانة الملائمة لحجم التطور المُحرز في المجالات التي يرصدها المؤشِّر.
وخلال الزيارة، بحث الجانبان مشاركة المسؤولين عن “مؤشِّر المعرفة” في مؤتمر وزراء التربية والتعليم في العالم الإسلامي الذي ستستضيفه سلطنة عُمان في العاصمة مسقط خلال شهر أكتوبر المقبل، إضافةً إلى مشاركة “الإيسيسكو” في الدورة القادمة من “قمَّة المعرفة” بدبي. ودرس الجانبان إمكانية عقد ورش عمل تعود بالفائدة على خبراء الدول الأعضاء في “الإيسيسكو” بغرض تعريفهم بآليات عمل “مؤشِّر المعرفة”. وألقى وفد المؤسَّسة الضوء على أهمية تعاون الدول المعنية وتقديمها لنتائج واقعية ودقيقة تُسهم في إصدار تقرير سنوي واقعي للمؤشِّر، فضلاً عن تبادل الخبرات والتجارب ذات الصلة.
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: “في ظلِّ التغيُّرات المتسارعة التي يشهدها القطاع المعرفي، يكتسب التعاون وتضافر الجهود بين مختلف الجهات أهمية غير مسبوقة. وتندرج هذه الزيارة ضمن مساعينا لمد جسور التعاون مع مختلف المؤسَّسات والمنظَّمات والجهات في مجال التنمية المعرفية. ونرى في هذه الزيارة فرصةً لدفع عجلة التقدم وتعزيز الابتكار في المجال المعرفي الذي بات أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى في ظل التحديات المتنامية التي يشهدها عالمنا”.
وأضاف: “تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة لدعم مسارات التنمية المعرفية، إيماناً بأهمية تمكين جيل الشباب لضمان تحقيق التنمية المستدامة. ويُعدّ هذا التعاون خير دليل على التزامنا بتعزيز أداء دول منظَّمة “الإيسيسكو” في مؤشِّر المعرفة العالمي وسد الفجوات المعرفية ودفع عجلة التنمية”.
وفي ختام الزيارة، أكَّد الجانبان أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة و”الإيسيسكو” ومختف الدول الأعضاء بالمنظَّمة بصفته خطوة جوهرية لبناء شراكات استراتيجية في مجال التنمية المعرفية. وتُجسد هذه الزيارة التزام المؤسَّسة بتعزيز قدرات الدول الأعضاء، وتوجيه جهودها نحو بناء مستقبل معرفي مُشرق يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الدول الأعضاء هذه الزیارة ر المعرفة

إقرأ أيضاً:

بكائية في وداع محمد بنعيسى- عاشق إفريقيا ورائد الدبلوماسية والثقافة

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، أودع اليوم صديقًا عزيزًا لم تسعفني الظروف للقائه رغم دعواته المتكررة لي لحضور موسم أصيلة الثقافي، ذلك الحدث الذي أرسى دعائمه ليكون منارة للحوار والتلاقح الفكري. كان التواصل بيننا يتم عبر الأديبة والشاعرة المغربية فتيحة النوحو، التي كانت صلة الوصل بيني وبين هذا الرجل الذي حمل هم الثقافة كما حمل همّ الدبلوماسية.
محمد بنعيسى لم يكن مجرد دبلوماسي بارع أو وزير خارجية مرموق، بل كان جسرًا حيًا بين المغرب والعالم، رجلًا عشق إفريقيا بعمق، وساهم في ترسيخ حضورها في المشهد الدولي. عمل بلا كلل لتعزيز الدبلوماسية المغربية، وصاغ بحنكته علاقات بلاده مع شركائها الاستراتيجيين، واضعًا بصمته في محافل السياسة العالمية.
لكن محمد بنعيسى لم يكن أسير السياسة وحدها، فقد كان مثقفًا شغوفًا، حمل على عاتقه مسؤولية النهوض بالمشهد الثقافي المغربي. أسس "موسم أصيلة الثقافي"، الذي غدا فضاءً عالميًا يلتقي فيه المفكرون والأدباء والفنانون، مجسدًا بذلك قناعته الراسخة بأن الثقافة هي الوجه الآخر للقوة الناعمة والدبلوماسية الفاعلة.
من أصيلة، مدينته التي أحبها وكرّس عمره لخدمتها، إلى أروقة الأمم المتحدة، ومن وزارة الثقافة إلى وزارة الخارجية، ظل محمد بنعيسى حاضرًا في المشهد المغربي والدولي، مكرسًا حياته لخدمة بلده وقارته التي لم تغب عن وجدانه.
وبرحيله، يفقد المغرب قامة استثنائية، جمعت بين حنكة الدبلوماسي ورؤية المثقف، بين دهاء السياسي ورهافة الأديب. لكنه سيبقى خالدًا في ذاكرة الوطن، رمزًا للالتزام والإبداع والتفاني.
وداعًا محمد بنعيسى... نم قرير العين، فقد تركت أثرًا لا يُمحى.
رثاء محمد بنعيسى
خَزيتُ، وما زالَ في القلبِ وَجْدُ
وفي العينِ دمعٌ بحزنٍ يُعَدُّ
رحَلتَ، ولم نلتقِ يا صَديقًا
دعاني مرارًا، ولكنْ تَبدَّدُ
تُنادينِي أصِيلةُ في اللَّيالِي
وفيها صدى الحلم ما زالَ يُرَدَّدُ
تُنادينِي الذكرى، وشوقُ اللِّقاء
يئنُّ كطفلٍ بليلٍ مُبَدَّدُ
رَحَلتَ، وأنتَ الذي كُنتَ بابًا
لعزِّ البِلادِ ومَجْدٍ يُخَلَّدُ
وزيرًا، سفيرًا، وروحَ الثقافةِ
تُنِيرُ الدروبَ، وتُحيي المُبدِّدُ
أقَمتَ لموسمِ أصِيلةَ مَجْدًا
وفيه التلاقي، وفيه المُسَدَّدُ
جمعتَ القلوبَ، وغذَّيتَ فكرًا
وكانَ الحوارُ صدى لا يُبَدَّدُ
وإن غابَ جِسمُكَ، فالروحُ بَاقٍ
وذكراكَ طيبٌ بنا يَتَجَدَّدُ
سلامٌ عليكَ وأنتَ الرحيلُ
ونجمُكَ في الأفق لا يَتَبَدَّدُ
زهير عثمان حمد

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مكتوم بن محمد: القضاء يرسخ مكانة دبي كأفضل وجهة للحياة والعمل والاستثمار
  • مكتوم بن محمد: المنظومة القضائية تعكس استقرار دبي وترسخ مكانتها كأفضل وجهة للحياة والعمل
  • «حمدان بن راشد للعلوم» تبحث تعزيز التعاون مع الإيسيسكو
  • بكائية في وداع محمد بنعيسى- عاشق إفريقيا ورائد الدبلوماسية والثقافة
  • لطيفة بنت محمد: حريصون على بناء حوار حضاري مع العالم
  • لطيفة بنت محمد: بناء جسور حوار حضارية مع العالم
  • «محمد بن راشد للفضاء» يستضيف «مسار البشرية» في دبي
  • وفد تشادي رفيع يزور جهة الداخلة وادي الذهب في إطار تعزيز التعاون الثنائي
  • مكتوم بن محمد: رمضان محطةٌ روحية تعزز فينا قيم الإحسان والتراحم
  • مكتبة محمد بن راشد.. أمسية الإنجازات في حفل تكريم الشركاء