أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء أن بلاده تريد اتفاق هدنة في غزة "الآن"، في حين تتنظر إسرائيل رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث المقترحات بشأن وقف إطلاق النار قبل إرسال وفد للقاهرة.

وقال بلينكن خلال اجتماعه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتل أبيب إن الولايات المتحدة مصممة على التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس الآن يضمن وقف إطلاق النار وإعادة من وصفهم بالمخطوفين إلى ديارهم.

واعتبر الوزير الأميركي أن السبب الوحيد لعدم التوصل لاتفاق حتى الآن هو حركة حماس.

من جهته، قال هرتسوغ إن قضية الإسرائيليين المحتجزين في غزة يجب أن تكون على رأس أولويات المجتمع الدولي، وانتقد المحكمة الجنائية الدولية، وذلك في ضوء تقارير أشارت إلى احتمال صدور مذكرات توقيف ضد مسؤولين إسرائيليين قد يكون من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باعتبارهم متورطين في قتل عشرات آلاف الفلسطينيين.

وقد وصل وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو ومسؤولين آخرين بعد زيارته للأردن والسعودية، في جولة هي السابعة بالمنطقة منذ بداية الحرب على غزة، وتأتي ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى.

وقبيل مغادرته العاصمة الأردنية عمّان مساء أمس، دعا بلينكن حركة حماس إلى قبول المقترح المطروح لوقف إطلاق النار وعدم التأجيل، قائلا إن الحركة لن يكون لها عذر في عدم الموافقة، على حد تعبيره.

كما قال إن الولايات المتحدة تركز حاليا على وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع زيادة المساعدات الإنسانية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر بدوره، أمس أن حركة حماس أصبحت الآن العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإغاثة المدنيين في غزة.

"جون كيربي": "ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نعم"#حرب_غزة pic.twitter.com/9FDnSIzgWO

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 1, 2024

رد حماس

في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن الحكومة الإسرائيلية ستنتظر بحلول مساء اليوم رد حركة حماس على المقترحات الأخيرة لإبرام هدنة وتبادل الأسرى قبل إرسال وفد إلى القاهرة لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار.

وكان وفد من حركة حماس أجرى محادثات في القاهرة ثم غادرها لدراسة المقترحات الأخيرة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر من حماس أن الحركة معنية بالرد بأسرع وقت ممكن.

وفي السياق، أفاد موقع قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية بأن وفد حماس سيعود إلى القاهرة مع رد مكتوب على المقترحات الأخيرة.

وفي إسرائيل، تستمر الخلافات داخل الحكومة ومجلس الحرب الإسرائيليين بشأن اتفاق محتمل يشمل تبادلا للأسرى.

وفي الإطار، قالت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك -التي تنتمي لحزب الصهيونية الدينية المتطرف الذي يتزعمه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اليوم- إن حكومة تضحي بكل شيء من أجل استعادة 22 أو 33 محتجزا لا تستحق البقاء.

وفيما تريد إسرائيل هدنة لبضعة أسابيع يتخللها تبادل الأسرى على أن تستأنف عملياتِها العسكرية بعد ذلك، تؤكد حركة حماس أن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.

وفي إطار الحراك الدبلوماسي بالمنطقة، يصل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه القاهرة اليوم، وكان قد دعا لوقف إطلاق نار خلال لقائه نتنياهو أمس.

المتظاهرون في تل أبيب طلبوا مساعدة واشنطن لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى (الأوروبية) مظاهرات بإسرائيل

في إطار الاحتجاجات التي ينظمها أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة؛ للتوصل إلى صفقة تبادل، نظم عشرات من هؤلاء اليوم وقفة أمام المقر الذي اجتمع فيه الرئيس الإسرائيلي مع وزير الخارجية الأميركي.

وحمل المحتجون صور الأسرى ويافطات تتوجّه للرئيس الأميركي بوقف الحرب وإنقاذ الأسرى، كما رفعوا يافطات تعارض اجتياح رفح.

والتقى بلينكن عائلات الأسرى، وقالت العائلات في بيان لها إن على رئيس الوزراء والحكومة إعادة المحتجزين الآن في إطار الصفقة الحالية.

وقبل ذلك، تظاهر عشرات من الإسرائيليين من أهالي الأسرى المحتجزين في غزة أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل لإطلاق سراح جميع الأسرى.

وفي وقت سابق، طلبت عائلات الأسرى اجتماعا عاجلا مع بنيامين نتنياهو للاطلاع على مستجدات المنحى الجديد لصفقة تبادل محتملة.

كما تظاهر العشرات مساء أمس في القدس المحتلة، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب باستعادة الأسرى، واستهجنوا إلغاء جلسة مجلس الحرب التي كانت مقررة لبحث مسار المفاوضات.

من جهتها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الشرطة استدعت أفرادا من عائلات المحتجزين في غزة بسبب مشاركتهم في ما وصفتها بأعمال عنيفة خلال مظاهرة في تل أبيب أمس الأول.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات المحتجزین فی غزة وقف إطلاق النار وزیر الخارجیة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

وفد حماس يلتقي رئيس المخابرات المصرية والحركة تنفي قبول هدنة مؤقتة

التقى وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين نفت الحركة قبولها هدنة مؤقتة في قطاع غزة.

وقالت حماس في بيان إن "وفدا برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش التقى في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، حيث جرى بحث العديد من القضايا المهمة بروح إيجابية ومسؤولية، خاصة مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في مراحله المختلفة".

وأضاف البيان أن وفد حماس شدد على ضرورة الالتزام بكل بنود الاتفاق والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية وفتح المعابر وإعادة دخول المواد الإغاثية إلى القطاع دون قيد أو شرط.

كما أكد الوفد على موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة غزة إلى حين استكمال ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة في كل مستوياتها الوطنية والرئاسية والتشريعية.

وعبرت حماس عن شكرها وتقديرها للجهود المصرية في الفترة السابقة، خاصة في مواجهة مخططات التهجير، وتقديرها مخرجات القمة العربية، خصوصا خطة إعادة إعمار غزة، والتأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.

إعلان

هدنة مؤقتة

وفي سياق متصل، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن "ما يتم تداوله بشأن تلقي الوسطاء رسائل تفيد بانفتاح حركة حماس على هدنة مؤقتة في قطاع غزة غير صحيح".

وأكد مرداوي تمسك حماس التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، مع ضرورة الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية وفقا للمحددات المتفق عليها، وأن هذه الأنباء غير صحيحة ولا تمت إلى الواقع بصلة.

ومساء السبت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة لمحاولة دفع المفاوضات مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى إلى الأمام.

وفي مناورة لتجنب المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي تنص على إنهاء الحرب على غزة تمارس حكومة نتنياهو -وفق مراقبين- لعبة تبادل أدوار مع واشنطن عبر الحديث عن مبادرات تطرحها الأخيرة رغم كونها وسيطا وضامنا للاتفاق.

وتركز جميع المبادرات -التي لم تؤكدها واشنطن رسميا- على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون وقف نهائي للحرب، تماشيا مع رغبة نتنياهو في إرضاء اليمين المتطرف داخل حكومته.

وفي هذا السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة -لم تسمها- أن الوسطاء الإقليميين (مصر وقطر) ينتظرون زيارة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والتي قد تتم في الأيام المقبلة.

وبحسب المصادر، سيحمل ويتكوف مبادرة أميركية تقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين لدى حماس مقابل تمديد وقف إطلاق النار لأشهر عدة، دون تحديد إطار زمني دقيق.

وأضافت أن المفاوضات ستُجرى بين الولايات المتحدة وحركة حماس مباشرة دون تدخل إسرائيل.

ووفقا لتقديرات المخابرات الإسرائيلية، لا يزال 59 أسيرا إسرائيليا في غزة يُعتقد أن 35 منهم قتلوا، في حين يُعتقد أن 22 آخرين ما زالوا أحياء، ويبقى مصير اثنين غير معروف.

إعلان

ومن بين هؤلاء 5 يحملون الجنسية الأميركية، أبرزهم إيدان ألكسندر (21 عاما)، والذي يعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.

والأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.

وتؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.

وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الرئيس عون اجتمع مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز.. وهذا ما طلبه بشأن إتّفاق وقف إطلاق النار
  • القائمة العربية بالكنيست: المحادثات الأميركية مع حماس أدت إلى إرسال وفد إسرائيلي للتفاوض
  • وفد إسرائيل في الدوحة.. وويتكوف يصل غدًا.. «هدنة غزة».. جولة مفاوضات جديدة وتعقيدات مستمرة
  • هل ينجح ويتكوف في حلحلة مفاوضات غزة؟ وكيف علق مغردون؟
  • حماس تطالب بالضغط على الاحتلال لتنفيذ باقى مراحل اتفاق وقف إطلاق النار
  • وفد حماس يلتقي رئيس المخابرات المصرية والحركة تنفي قبول هدنة مؤقتة
  • حماس تنفي انفتاحها على هدنة مؤقتة وتؤكد التزامها بالاتفاق القائم في غزة
  • إسرائيل: إرسال وفد إلى قطر الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات بشأن غزة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة
  • حماس: مؤشرات إيجابية بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة