الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: في محاولة بائسةٍ ويائسةٍ للخروج من عزلته العربيّة والدوليّة والعالميّة، حاول رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تسويق التطبيع مع المملكة العربيّة السعوديّة كإنجازٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ، مع أنّ جميع الخبراء والمحللين والمختّصين في تل أبيب وواشنطن شدّدّوا على أنّ التوصّل لاتفاقٍ بين الرياض وتل أبيب ما زال بعيدًا جدًا، وأنّ الأمر منوطٌ بتلبية الإدارة الأمريكيّة الحاليّة بقيادة الرئيس جو بايدن المطالب السعوديّة، بما في السماح لها بتطوير برنامجٍ نوويٍّ سلميٍّ.

في السياق عينه، رأت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ تأجيل البحرين زيارة وزير خارجية دولة الاحتلال إلى المنامة بسبب اقتحام الأقصى من قبل الوزير الفاشيّ إيتمار بن غفير، هو أكبر دليل على هشاشة اتفاقيات أبراهام، علمًا أنّ الزيارة كانت ستكون الأولى لوزيرٍ إسرائيليٍّ إلى المملكة البحرينيّة منذ تشكيل الحكومة العنصريّة المُتطرّفة في كانون الأول (ديسمبر) من العام الفائت. بالإضافة إلى ذلك، ومن المنظور الإستراتيجيّ ترى العديد من الأوساط السياسيّة والأمنيّة النافذة في دوائر صُنع القرار أنّ منع السعودية من امتلاك أسلحةٍ نوويةٍ أولى من التطبيع معها، على الرغم من أنّ رئيس وزراء الاحتلال يعتقِد بأنّ التطبيع مع المملكة سيكون بمثابة إنجازٍ كبيرٍ لحكومته التي تُعاني من انخفاضٍ كبيرٍ في شعبيتها، كما أكّدت استطلاعات الرأي التي نشرنها قنوات التلفزة العبريّة. ونقلت القناة الـ 12 عن مصادر وازنة في تل أبيب قولها إنّ التطبيع مع السعوديّة من شأنه رفع شعبية نتنياهو التي باتت في الحضيض، وتفوّق المُعارِض بيني غانتس عليه في جميع المجالات. إلى ذلك، أكّد البروفيسور إفرايم عنبار أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان، ورئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، أكّد أنّه “ليس واضحًا ما إذا كان الحاكم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان، مستعدَا لإسكات العناصر الأكثر تحفظًا في المملكة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل استقرار حكمه”. وأضاف في مقال نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ “طلب السعودية من الولايات المتحدة المساعدة ببناء دائرة كاملة لإنتاج اليورانيوم، بما في ذلك التخصيب، يعني أنّ قيادتها مهتمة بالحصول على نفس الوضع النووي الذي منحته إدارة أوباما لإيران في توقيع الاتفاقية النووية في 2015، مما سيحول نقل التكنولوجيا النووية الأمريكية للسعودية إلى سباق نووي في المنطقة، حيث أعربت تركيا عن اهتمامها بالخيار النووي، وستحذو مصر حذوها، مما سيجعل انتشار السلاح النووي بالشرق الأوسط كابوسًا استراتيجيًا لإسرائيل”، كما قال. وأشار إلى أنّ “إسرائيل يجب أنْ تفعل كل شيءٍ لمنع ذلك؛ لأنّ سفارة سعودية لديها لا تستحق المخاطرة الاستراتيجيّة لشرق أوسطٍ نوويٍّ، وهي بحاجة لرفض الموقف الأمريكي غير المسؤول تجاه إيران، لأنّه لا يوجد سبب في العالم لقبول اتفاق نووي مع إيران يسمح لها بالاقتراب من القنبلة، وتسريع انتشار الأسلحة النووية، والحصول على المزيد من الأموال لتمويل عملياتها في الشرق الأوسط، وليس مفهوما سبب رغبة واشنطن بمساعدة طهران في سعيها للسيطرة على الشرق الأوسط”. وأكّد أنّه “ليس من السهل على إسرائيل مواجهة الولايات المتحدة، لكن في بعض الأحيان لا يوجد خيار سوى التعبير بصوتٍ عالٍ عن الحقائق الاستراتيجية الواضحة، مما يستدعي منها رفض الموقف الأمريكي غير المسؤول تجاه إيران، التي تعمل بجدّ مع إدارة بايدن للتوصل لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، وفق صيغة (الأقل مقابل الأقل)، أيْ مطالب أقل صرامة من إيران في المجال النوويّ، مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية”، على حدّ تعبيره. عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أكّدت مصادر سياسيّة وازنة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن لصحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ الإدارة الأمريكية كانت قد حذّرت نتنياهو من أن مواصلة البناء الاستيطانيّ في الضفة الغربيّة المحتلة واستمرّت التصريحات العنصريّة والاستفزازية لعددٍ من الوزراء سيؤدّيان لإعاقة توسيع التطبيع الإسرائيليّ مع دولٍ عربيّةٍ، وفي مقدّمتها العربيّة السعوديّة، طبقًا لأقوالها. وعن زيف وكذب المسؤولين الإسرائيليين، قالت المصادر عينها إنّه كبار المُوظفين في حكومة نتنياهو يُروّجون للرأي العّام بأنّ المملكة السعوديّة غيرُ مهتمّةٍ بالقضية الفلسطينيّة، بيد أنّ التصريحات الرسميّة الصادرة عن الرياض تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّه يتحتّم على دول المنطقة، وفي مقدّمتها إسرائيل التقدّم على المسار الفلسطينيّ، ولكن في التشكيلة الحالية للحكومة الفاشيّة من المُستحيل أنْ توافق الأحزاب المُشارِكة في الائتلاف الحكوميّ على ذلك، علمًا أنّ نتنياهو نفسه كان صرّح مؤخرًا أنّه يعمل على شطب القضية الفلسطينيّة عن الأجندة نهائيًا، على حدّ تعبيره.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: التطبیع مع السعودی ة

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي من القدس: مشهد تسليم المحتجزين يسبب إزعاجا لحكومة نتنياهو

قال أحمد الصفدي، الكاتب والباحث السياسي وخبير الشؤون الإسرائيلية، من القدس المحتلة، إن مشهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين في كل دفعة تبادل يسبب إزعاجًا متكررًا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حالة من التخبط والغضب، ويحاول تنفيذ عمليات إرهابية صهيونية وإلصاقها بالمقاومة لإفشال صفقة التبادل والاتفاق.

نتنياهو يحاول عرقلة الصفقة

وأشار «الصفدي» خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسنت أكرم عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن نتنياهو حاول عرقلة الصفقة في مرات عديدة، ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى تسليم جزء من المحتجزين الإسرائيليين وتأخير تسليم البقية، حتى تبقى لديها ورقة ضغط تلزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ التزاماته وتسليم قوائم الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أن المقاومة سلمت اليوم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين الذين تم احتجازهم لمدة 10 أعوام، ورغم ذلك يواصل نتنياهو الادعاء بأنه قضى على المقاومة.

وأوضح أن مشاهد تسليم المحتجزين الإسرائيليين تحمل رسائل مهمة، تعكس ثبات المقاومة وصمودها، مؤكدًا: «المقاومة تفاجئ نتنياهو في كل مرة بطريقة تسليم جديدة ومختلفة، ما يزيد من غضبه وغضب اليمين المتطرف، ويدفعه إلى عرقلة صفقة الأسرى»، مشددًا على أن الرسائل اليوم كانت واضحة، بأن المقاومة والفصائل الفلسطينية لا تزال قوية وموجودة على الأرض، كما وجهت رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة، التي استمرت 15 شهرًا.

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي من القدس: مشهد تسليم المحتجزين يسبب إزعاجا لحكومة نتنياهو
  • أستاذ قانون دولي عن مشهد التوابيت: “قذائف نفسية هزت عرش نتنياهو”
  • حماس: زيارة نتنياهو لمخيم طولكرم استعراضية وإفلاس سياسي وعسكري
  • أستاذ علوم سياسية: مصر استطاعت حشد تأييد دولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
  • إيران ترفض تصريحات رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن ملفها النووي
  • حماس: مستعدون لتنفيذ الاتفاق بالكامل ونطالب بتحقيق دولي في الجرائم الصهيونية
  • محلل سياسي سعودي: مصر قدمت خطة واقعية تحفظ حق الشعب الفلسطيني.. فيديو
  • خبير سياسي: نتنياهو قرر الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية خوفا من الداخل الإسرائيلي
  • كيا K8 2025 تنطلق في المملكة بمواصفات فاخرة وتقنيات متطورة … فيديو
  • حماس: سنكون يوم السبت أمام أحد إنجازات الشعب الفلسطيني