الغنام يستعرض الاستخدامات الواسعة للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
حاضر الدكتور محمد رزق الغنام، أستاذ ورئيس قسم التشريح بكلية الطب البيطري جامعة كفر الشيخ، عن الاستخدامات الواسعة للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الأول لقسم صحة المرأة والتوليد بكلية تمريض جامعة كفر الشيخ.
وتناولت المحاضرة عدة محاور مهمة، بدءًا من تعريف الذكاء الاصطناعي وأهم التطبيقات التي تعتمد عليه في البحث العلمي، ثم استعراض طرق استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المقالات والرسائل العلمية، حيث يمكن للأنظمة الذكية أن تساعد في تحليل البيانات وتوليد محتوى علمي بشكل أكثر دقة وسرعة.
وأكد الغنام خلال محاضرته، أن الذكاء الاصطناعي يتيح أيضًا إمكانية تصميم تجارب علمية أكثر فعالية وتوجيه اتخاذ القرارات المتعلقة بتصميم الأبحاث المستقبلية.
وتطرق إلى استعراض قصور وعيوب استخدام هذه التطبيقات، مؤكدا أنه على الرغم من فوائد الذكاء الاصطناعي في تحسين الأبحاث العلمية، إلا أنه ينبغي مراعاة بعض المخاطر المحتملة، مشيرا إلى أنه يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الدور الإبداعي للباحثين البشريين وتقليل الاعتماد على المهارات اليدوية والتجريبية التقليدية.
وأوضح الغنام عوامل الخطورة التي يمكن أن تنتج عن الافراط في استخدام مثل هذه التطبيقات، وان من بين تلك العوامل تأتي قضايا الأمن والخصوصية، حيث يجب توخي الحذر في التعامل مع البيانات الحساسة وضمان الحماية الكافية للمعلومات العلمية.
وقال الغنام إن الذكاء الاصطناعي، هو مجال يهتم بتطوير الأنظمة والتقنيات التي تعتمد على القدرات الذكائية المشابهة للبشر وانه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك البحث العلمي، كما يوفر الذكاء الاصطناعي أيضا فرصًا مثيرة لتطوير أدوات وتقنيات جديدة لدعم وتسهيل البحث العلمي في مجموعة متنوعة من التخصصات.
وفيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي:
1) تحليل البيانات والتعلم الآلي: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الباحثين في تحليل البيانات الكبيرة والمعقدة كما يمكن للأنظمة الذكاء الاصطناعي استخلاص الأنماط والتحليل الاحصائي للبيانات بشكل أسرع وأكثر دقة من الأساليب التقليدية. يمكن استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحديد العلاقات والاتجاهات المخفية في البيانات، مما يساهم في اكتشاف نتائج جديدة وتوليد فروضيات للبحث.
2) مساعدة في تصميم التجارب: حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون شريكًا قويًا للباحثين في تصميم التجارب العلمية، فضلا عن امكانية استخدام النماذج الذكية لتحليل البيانات التاريخية وتوجيه اتخاذ القرارات حول تصميم التجارب المستقبلية، فضلا عن إمكانية توجيه الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد المتغيرات الرئيسية وتحديد الظروف المثلى لتحقيق النتائج المرجوة.
3) توفير الخبرة الاستشارية: حيث يمكن أن يعمل الذكاء الاصطناعي كاستشاري افتراضي للباحثين و يمكنه توفير المعرفة والتوجيه الخبير في مجالات متعددة، كما يمكن للأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تحتوي على قواعد المعرفة والخبرات السابقة للمتخصصين في المجال، مما يساعد الباحثين على اتخاذ القرارات الصائبة وتفادي الأخطاء الشائعة.
4) التنبؤ والنمذجة: يستخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لإنشاء نمازات وتنبؤ بالظواهر والأحداث المستقبلية، بالإضافة إلى بناء النماذج التنبؤية يمكن أن يساعد الباحثين في توجيه اهتماماتهم وتوجيه أبحاثهم نحو الاتجاهات الواعدة و يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي أيضا لتطوير نماذج تنبؤية دقيقة تستند إلى البيانات التاريخية والمعلومات المتاحة، مما يسهم في توجيه البحث العلمي نحو النتائج الأكثر احتمالًا.
5) تسريع الاكتشاف والابتكار: يمكن أن يعزز الذكاء الاصطناعي الاكتشاف العلمي والابتكار، و يمكن استخدام تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية الاصطناعية لتوليد فروضيات جديدة وتحليل أفكار مبتكرة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم الباحثين في تطوير أفكار جديدة واختبارها بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يساعد على تسريع وتعزيز التقدم العلمي.
6) التعاون والتفاعل: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد على تعزيز التعاون والتفاعل بين الباحثين. يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير منصات التعاون الافتراضية ونظم المشاركة في البحث الجماعي. يمكن للأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تدعم التواصل وتبادل المعرفة بين الباحثين المنتشرين في مواقع مختلفة، مما يسهم في تعزيز التعاون العلمي وتبادل الأفكار.
وأكد الدكتور محمد الغنام، إن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصًا هائلة لتعزيز وتطوير البحث العلمي من خلال تحليل البيانات، وتصميم التجارب، وتوفير الخبرة الاستشارية، والتنبؤ والنمذجة، وتسريع الاكتشاف والابتكار، وتعزيز التعاون والتفاعل، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحقيق تقدم علمي ملحوظ وتحقيق اكتشافات جديدة في مختلف المجالات العلمية ولكن يوجد بعض القصور والعيوب لمثل هذه التطبيقات.
وأوضح أن اهم قصور وعيوب استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي يمكن أن تشمل ما يلي:
1. قلة المرونة والإبداع: قد يؤدي الاعتماد المفرط على التطبيقات الذكية في إنتاج المحتوى العلمي إلى تقليل الدور الإبداعي للباحثين البشريين. قد يتم توليد محتوى متكرر أو محدود الجودة، مما يقلل من التنوع والتجديد في الأبحاث العلمية.
2. نقص الفهم العميق: قد يتمتع التطبيق الذكي بقدرات مذهلة في معالجة البيانات وتحليلها، ولكنه قد يفتقر إلى الفهم العميق للمفاهيم والسياق العلمي. قد يكون النتائج المولدة غير دقيقة أو تفتقر إلى التفسير الصحيح.
3. تحديات البيانات: قد يكون الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي معتمدًا على كميات كبيرة من البيانات المتاحة. قد يكون من الصعب الحصول على بيانات كافية وموثوقة في بعض المجالات العلمية، مما يؤثر على دقة وفعالية التطبيقات.
4. قضايا الأخلاق والتحيز: يمكن أن تنشأ قضايا أخلاقية حول استخدام التطبيقات الذكية في البحث العلمي، مثل الخصوصية والتعامل مع البيانات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه التطبيقات التحيزات المدمجة المتعلقة بالبيانات المستخدمة في التدريب، مما يؤثر على نتائج الأبحاث ويعرضها للتشويش.
وأشار د.الغنام إلى أن عوامل الخطورة المحتملة المرتبطة بالافراط في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشمل ما يلي:
1. فقدان فرص العمل: قد يؤدي استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى العلمي إلى تقليل الحاجة إلى العمل البشري في هذا المجال، مما يمكن أن يؤدي إلى فقدان فرص العمل والتشغيل للباحثين والكتّاب العلميين التقليديين.
2. التبعات الاجتماعية والاقتصادية: قد يؤدي الاعتماد المفرط على التطبيقات الذكية إلى تغييرات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مما يتطلب مواكبة تلك التغييرات ومعالجة التبعات السلبية المحجانبة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
3. تعزيز الأوجه السلبية للتكنولوجيا: قد يساهم الاستخدام المفرط لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأوجه السلبية للتكنولوجيا، مثل التبعيات الأخلاقية والتحيزات الناشئة عن البيانات. قد يؤدي ذلك إلى تراجع الثقة في التكنولوجيا ومقاومة تبنيها في المجالات العلمية والبحثية.
4. الاعتمادية والأمان: قد تواجه التطبيقات الذكية تحديات فيما يتعلق بالاعتمادية والأمان. قد تتعرض للأخطاء والعطل التقنية، مما يؤثر على جودة النتائج وموثوقيتها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم ضمان حماية البيانات العلمية والحفاظ على سرية المعلومات الحساسة.
5. تفاقم العدالة والتفاوت: قد يؤدي الاعتماد على التطبيقات الذكية في البحث العلمي إلى تفاقم العدالة والتفاوت بين الباحثين والمؤسسات، فقد يحتاج الوصول إلى تلك التطبيقات إلى موارد مالية وتقنية كبيرة، مما قد يجعلها غير متاحة بالتساوي للجميع.
واختتم الدكتور محمد الغنام محاضرته بتوجيه بعض الرسائل المهمة، أبرزها أن يتم التعامل مع قصور وعيوب استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي ومعالجتها بعناية و انه يجب وضع إطار قوانين وأخلاقيات وضوابط لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وفعال، وتوفير التدريب والتوعية للباحثين والجمهور بشأن تلك التطبيقات وتأثيراتها المحتملة.
اقرأ أيضاً«مكارم الأخلاق» ندوة بكلية التربية الرياضية بجامعة كفر الشيخ
رئيس جامعة كفر الشيخ: أعياد المسلمين والمسيحيين «أعياد لكل المصريين»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة كفر الشيخ البحث العلمى أمن المعلومات استخدامات الذكاء الاصطناعي استخدام تطبیقات الذکاء الاصطناعی تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی الاصطناعی فی البحث العلمی استخدام الذکاء الاصطناعی یمکن للذکاء الاصطناعی أن التطبیقات الذکیة تحلیل البیانات یمکن استخدام یمکن أن قد یؤدی
إقرأ أيضاً:
الدقهلية .. افتتاح المؤتمر العلمي لكلية العلوم جامعة المنصورة
افتتح الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، فعاليات المؤتمر العلمي السابع عشر للكيمياء، تحت عنوان: "الكيمياء ودورها في التنمية"، والذي يُعقد تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك خلال الفترة من 14 إلى 18 أبريل بقاعة الدكتور أحمد أمين حمزة بكلية العلوم.
يهدف المؤتمر إلى مناقشة أحدث الأبحاث العلمية في مجال الكيمياء وتطبيقاتها في مختلف فروعها: الفيزيائية، والتحليلية، وغير العضوية، والعضوية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز البحث العلمي في مصر، بالإضافة إلى توطيد سبل التعاون مع الجهات العلمية الخارجية.
وذلك بحضور كلٍّا من الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور أسامة العيان، عميد كلية العلوم ورئيس المؤتمر، الدكتور حسن عتمان، نائب رئيس الجامعة الأسبق، والدكتور إيهاب عبد اللطيف، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور محسن عوض زهران، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، الدكتور محمد أبو النور، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة سحر إبراهيم مصطفى، رئيس قسم الكيمياء ومقررة المؤتمر.
كما حضر الفعاليات عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، والباحثين، والطلاب، إلى جانب مشاركة دولية من دول: الجزائر، والسعودية، والعراق، واليمن، وجنوب أفريقيا.
وأعرب رئيس الجامعة عن سعادته بتواجده في رحاب كلية العلوم، وبين كوكبة من علماء الجامعة، موجّهًا إليهم الشكر والتقدير، ومرحبًا بضيوف الجامعة من داخل مصر وخارجها، في مؤتمر يمتد تاريخه لأكثر من 45 عامًا من التميز والإبداع والريادة، وأكد أهمية المؤتمر في مناقشة أبحاث الكيمياء على المستويين الأكاديمي والتطبيقي، محليًّا ودوليًّا.
وشدّد رئيس الجامعة على أهمية هذه المؤتمرات في إثراء الحياة البحثية والعلمية، داعيًا إلى تحويل مخرجات البحث العلمي الأكاديمي إلى تطبيقات عملية تُنفّذ على أرض الواقع، وتُسهم بشكل فعّال في تحقيق التنمية المستدامة، كما أشاد بالدور البارز لكلية العلوم في دعم البحث العلمي وحوافز النشر،
و أكَّد الدكتور طارق غلوش الدور الحيوي الذي تؤديه كلية العلوم، مشيرًا إلى أن علم الكيمياء كان ولا يزال أحد أهم أعمدة الحضارة الإنسانية، حيث أسهم في إحداث تطورات هائلة في مجالات عديدة، مثل تطوير الأدوية، وأساليب الزراعة الحديثة، واستخراج المعادن، وتطوير مصادر الطاقة، وصناعات الغذاء، والنسيج، والإلكترونيات، والبناء والتشييد.
وأشار إلى أن علم الكيمياء يحمل إمكانات واعدة لمستقبل أفضل، من خلال دوره في تطوير مصادر الطاقة النظيفة، وتنقية المياه والهواء، والتصدي لتغيّر المناخ، وابتكار علاجات جديدة للأمراض المستعصية، فضلًا عن تطبيقاته في تقنية النانو وغيرها من المجالات الحيوية.
ورحَّب الدكتور أسامة العيان بالحضور، مؤكدًا حرص قسم الكيمياء بالكلية على تنظيم هذا المؤتمر بانتظام منذ عام 1980، بمشاركة فعالة من الهيئات البحثية والمجتمع المدني، لما يمثله علم الكيمياء من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات.
وأشار عميد الكلية إلى الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة الجامعة لكلية العلوم وأنشطتها البحثية، تنفيذًا لرؤية الجامعة في تعزيز البحث العلمي، وأضاف أن المؤتمر يمثّل منصة فاعلة لتبادل الخبرات العلمية بين الباحثين والعلماء من مختلف الدول والتخصصات، ويتضمن ورش عمل ومحاضرات متخصصة تهدف إلى تطوير مهارات الباحثين وفتح آفاق جديدة أمامهم في شتى المجالات التطبيقية.
و أشار الدكتور إيهاب عبد اللطيف إلى الإنجازات البحثية التي حققتها كلية العلوم، والتي تُوِّجت بنشر 737 بحثًا علميًّا دوليًّا في عام 2024، من بينها أكثر من 350 بحثًا في مجلات مصنّفة ضمن الفئة Q1.
وأوضحت الدكتورة سحر إبراهيم مصطفى أن المؤتمر يسعى إلى جمع المهتمين بالكيمياء بفروعها المختلفة لتبادل الخبرات، ومناقشة سبل الارتقاء بالبحوث الأكاديمية والتطبيقية التي تسهم في تنمية المجتمع، والنهوض بالعملية التعليمية والبحثية والبيئية، وصولًا إلى تصنيفات متقدمة للجامعة على المستويين المحلي والدولي، ولفتت إلى أن المؤتمر يضم نحو 200 مشارك من 7 دول، يمثلون 17 جامعة وهيئة ومركزًا بحثيًّا.