بالتوازي مع الجهود الدبلوماسيّة التي تبذلها كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة لعدم توسّع الحرب الدائرة في غزة إلى لبنان، اتّخذت إيران خطوة مهمّة من أجل التهدئة، بعد استهداف قنصليتها في دمشق، وتبادلها القصف مع إسرائيل، وقد تمثّلت بسحب أبرز رجالاتها من سوريا، وإسناد المواقع التي كانت تحت قيادتها إلى "حزب الله".


 
وبحسب مراقبين لتطوّرات الحرب، فإنّ نقل إيران أبرز قياداتها من سوريا إلى طهران، يدلّ على أنّ السلطات الإيرانيّة لا تزال تسعى لعدم التصعيد، كذلك، بأنّ لا تكون طرفاً عسكريّاً بما يجري في غزة وفي جنوب لبنان. ويُضيف المراقبون أنّه بهذه الخطوة، تتلافى أيضاً إيران قيام إسرائيل بعمليّات تستهدف رجالات الحرس الثوريّ الإيرانيّ، أيّ أنّها لن تكون مجبرة على الردّ بعد الآن على الإعتداءات الإسرائيليّة في دمشق.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّ طهران قامت لأوّل مرّة بقصف العمق الإسرائيليّ بالصواريخ والمسيّرات، ردّاً على اغتيال تل أبيب بعض الأسماء البارزة في الحرس الثوريّ، إضافة إلى تدمير القنصليّة الإيرانيّة. وبعد تسليم إيران مواقعها في سوريا إلى "حزب الله"، يقول المراقبون إنّها تكون قد أصبحت بعيدة عن الحرب، وتكون قد نجحت الوساطات الغربيّة بتجنّب تمدّد النزاع في غزة، إلى طهران.
 
كما يُتابع المراقبون أنّ الردّ الإيرانيّ المحدود على إسرائيل، والردّ الخجول المقابل من تل أبيب عبر قصف أصفهان، يعني أنّ المُواجهة العسكريّة بينهما انتهت. ويلفتون إلى أنّ إيران قطعت أيّ مُحاولة إسرائيليّة بنقل الحرب إلى طهران، عبر إنسحاب الحرس الثوريّ الإيرانيّ من دمشق. ويصف المراقبون هذه الخطوّة بالإيجابيّة جدّاً، وتُمهّد الطريق للورقة الفرنسيّة، وللجهود التي يبذلها الموفد الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين للتهدئة في المنطقة.
 
وبينما الإنسحاب الإيرانيّ من سوريا لا يعني بالضرورة أنّ طهران توقّفت عن تقديم الدعم العسكريّ والأهداف الإسرائيليّة لـ"حزب الله" و"الحوثيين والفصائل المُواليّة لها في دمشق وبغداد، غير أنّ المراقبين يعتبرون أنّ إيران وضعت "المقاومة" في لبنان أمام مُواجهة أكثر من مباشرة مع إسرائيل. ويُشيرون إلى أنّ أيّ قصف إسرائيليّ على سوريا، سيستهدف مواقع لـ"الحزب" أو شحنات أسلحة له هناك، إضافة إلى عناصره، ما سيُحتّم ردّاً من قبل "المقاومة الإسلاميّة" على تل أبيب، من داخل الأراضي اللبنانيّة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ قرار إيران هذا، أتى على خلفيّة حصر المعارك بين تل أبيب و"حزب الله"، نظراً لأنّ الأخير هو أبرز طرف مساند في المنطقة لحركة "حماس" في غزة، ولأنّ الجنوب اللبنانيّ يتعرّض للقصف يوميّاً، ولأنّ ما يحدث بين "الحزب" والجيش الإسرائيليّ بدأ منذ 8 تشرين الأوّل الماضي، ولن ينتهي إلّا بوقف إطلاق النار في فلسطين.
 
ومن شأن الخطوة الإيرانيّة أنّ تزيد من حدّة التوتّر بين "حزب الله" وإسرائيل، وتأتي بنتائج سلبيّة على لبنان، وبشكل خاص على المناطق الجنوبيّة، لكنّها من دون شكّ لاقت ترحيباً من أميركا ومن الدول الغربيّة، لأنّ طهران أظهرت أنّها اكتفت بالردّ على إسرائيل بعد استهداف قنصيلتها في دمشق، بينما نجحت الضغوطات بحثّ تل أبيب على ضرب أصفهان فقط، من دون أنّ يكون لعمليّتها العسكريّة أيّ إنعكاس غير إيجابيّ على وضع الحرب في غزة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قرار جديد يدين طهران.. وثلاث دول تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب ”فوراً”

قرار جديد يدين طهران.. وثلاث دول تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب ”فوراً”

مقالات مشابهة

  • قرار جديد يدين طهران.. وثلاث دول تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب ”فوراً”
  • صحف عالمية: إسرائيل فشلت أمام صواريخ حزب الله وترامب قد يقصف منشآت إيران
  • التايمز: إيران "المكشوفة" تخشى الانتقام من إسرائيل
  • سوريا.. ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على تدمر لـ 61 شهيدا
  • الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم
  • سوريا.. 36 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً في العدوان الصهيوني على تدمر
  • إيران.. خطة لنقل العاصمة من طهران
  • قصف إسرائيلي يستهدف تدمر بحمص وسط سوريا
  • سوريا.. عدوان إسرائيلي جديد يستهدف مدينة تدمر بريف حمص الشرقي
  • سوريا.. استشهاد عنصران من القوات الرديفة في اشتباكات مع داعش