منع الإفراج حتى عمن شارفوا على الموت.. هذه تفاصيل أحدث قرارات بن غفير ضد الأسرى الفلسطينيين
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
رام الله- في قرار جديد، أغلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أي أمل في الإفراج عن أسرى فلسطينيين قبل انتهاء محكومياتهم، حتى لو كانوا على مشارف الموت.
ووفق مختصين، تؤثر تعديلات أجراها بن غفير على قانون "الإفراج الإداري" على الأسرى المرضى الذين قاربت محكومياتهم على الانتهاء، وبينهم من يعانون اشتداد المرض وينتظرون الشهادة.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية -اليوم الأحد- أن بن غفير الذي يتزعم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف عدّل الأسبوع الماضي قانون "الإفراج المبكر" من السجون، على أن يُستثنى منه الأسرى الفلسطينيون.
ووفق الصحيفة، فإن القرار يأتي ضمن مساعي بن غفير للتشديد على الأسرى الفلسطينيين.
ومنذ توليه منصبه، توعد بن غفير الأسرى، وسارع إلى سن تشريعات تستهدف التضييق على الأسرى وعائلاتهم، كان من بينها قوانين أُقرت في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) أو في مرحلة التشريع، بينها قانون إعدام الأسرى وقانون سحب الجنسية والإقامة من أسرى ومحررين مقدسيين ومن الأراضي المحتلة عام 1948، ومشروع قانون يقضي بترحيل عائلات الأسرى والشهداء، وآخر يحرم الأسرى من العلاج وغيرها.
حرمان من كل الإفراجات
ويوضح الناطق باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار أن الإفراج المبكر -المشمول في قرار بن غفير- مطبق فعليا منذ توليه منصبه في الحكومة أواخر 2022 وقبل ذلك.
وبيّن النجار -في حديث للجزيرة نت- أن للإفراج المبكر عدة صور، بعضها يتعلق بإدارة السجون وليس القضاء، وهي مطبقة بالكامل ويستفيد منها غير المسجونين لأسباب تتعلق بمقاومة الاحتلال.
وذكر أن قرار بن غفير يتعلق بأنظمة إدارة السجون، إذ يستحق الأسرى الإفراج قبل انتهاء محكومياتهم بأيام أو شهور أو سنوات ضمن نظام خاص وآلية لدى إدارة السجون تسمى "المنهلي".
وذكر أن من بين الإفراجات المبكرة ما يسمى بالعبرية "الشليش" (أو الثلث)، أي طلب الإفراج عن أي محكوم بعد قضائه ثلثي مدة الحكم، بعد أن تناقش المحكمة سلوك المعتقل داخل السجن، وليس التهم الموجهة له، ثم تتخذ قرارها.
ويكشف النجار عن أن طلبات الإفراج بعد مضي ثلثي المدة ترفض على الدوام بالنسبة للأسرى الفلسطينيين، ويُستثنى منها ذوو الأحكام المؤبدة، وليست ضمن تعديلات بن غفير.
وتابع أن "جميع أشكال الإفراج المبكر -سواء القضائية أو الإدارية- مجمدة فعليا في ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، والآن جاء التعديل من بن غفير ليعزز ذلك، ويترك أثره بشكل مباشر على عشرات الأسرى المرضى".
ضمن سلسلة تضييقات
???? ترجمة صفا| "بن غفير" يقرر وقف الإفراج المبكر عن الأسرى "المنهلي"https://t.co/PSHjcu6Nqy
— وكالة صفا (@SafaPs) July 30, 2023
عنوان التطرفمن جهته، يقول الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح إن تعديلات بن غفير "تأتي في سياق هجمة على الأسرى".
ويوضح -في حديث للجزيرة نت- أن تلك التعديلات "تستهدف الأسرى بشكل عام، وخاصة من لديهم وضع صحي خطير، مما يعني تعقيد الأمور أكثر ومنع الإفراج المبكر عن الأسرى، حتى لو أصيبوا بأمراض خطيرة وشارفت محكومياتهم على الانتهاء".
ويقول شريتح إن الاحتلال لا يفرج بشكل مبكر عن الأسرى إلا في حالات نادرة جدا منذ عشرات السنين، نافيا ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن الإفراج عن المئات منهم سنويا، ووصف ذلك بأنه "كذب وادعاءات غير واقعية، وتأتي في سياق تشويه واقع الأسرى والضغط عليهم".
وذكر الناطق باسم هيئة الأسرى أن الغالبية العظمى ممن أفرج عنهم مبكرا بسبب المرض "توفوا بعد الإفراج عنهم".
وبيّن أن هناك طلبات تقدم إلى لجان خاصة تسمى "لجان الإفراج المبكر"، وتُشكَّل من مستويات مختلفة، منها الجهاز القضائي، لأسباب إنسانية وعلاجية و99% منها يتم رفضها.
وذكر أن آخر المحاولات كانت قبل أسابيع مع الأسير وليد دقة الذي يعاني مراحل متقدمة من مرض السرطان، إذ "تم تقديم عديد من الطلبات لمحاكم الاحتلال، لكن لجنة خاصة لم توص بالإفراج عنه، مع أنه أمضى كامل فترة اعتقاله البالغة 37 عاما، ويمضى حكما بالسجن مدة عامين كعقوبة إضافية".
وأشار شريتح إلى فشل كل محاولات الإفراج عن الأسير ناصر حميد، حتى استشهد داخل السجون ديسمبر/كانون الأول الماضي.
نادي الأسيـر الفلسطيني:
قرار الوزير بن غفير، والمتمثل بإلغاء الإفراج المبكر عن الأسرى، يأتي في سياق العدوان المستمر ضد الأسرى والذي تضاعف مع اعتلاء الحكومة الفاشية سدة الحكم، والتي عملت منذ مجيئها على فرض مشاريع قوانين، وتعديلات قانونية، تمسّ قضية الأسرى ومصيرهم، وحقوقهم التي… pic.twitter.com/W3nkCwFa1z
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) July 30, 2023
رفض الإفراجمن جهتها، تقول سناء -وهي زوجة الأسير المصاب بالسرطان وليد دقة- إن لجان "الثلث" للإفراج رفضت طلبيْ إفراج عن زوجها، وفي انتظار قرار الاستئناف على آخر طلب.
وذكرت أن إجراءات الاحتلال تطبق على الأسرى بين الحين والآخر، وأن إدارة السجون الإسرائيلية "تخترع إجراءات وقوانين وأساليب للتعامل مع الأسرى وعقوبات من دون علاقة بالوزير الموجود".
وتابعت أن بن غفير "أكثر تطرفا ويعمل بما يتلاءم مع أيديولوجيته اليمينية، ولن يخيفنا".
وترى سناء دقة أنه "من الأفضل اتخاذ تلك الإجراءات، لأنها ستؤدي إلى انفجار الأوضاع، والانفجار أفضل من الميوعة السياسية التي نحن فيها".
صحيفة #معاريف الإسرائيلية:
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يصدر تعديلًا على قانون الإفراج الإداري من السجن يقضي بإلغاء #الإفراج_المبكر عن #الفلسطينيين. pic.twitter.com/PMSuwKQO1h
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) July 30, 2023
رفض ومرضحاليا، لا توجد لدى المؤسسات المعنية بالأسرى حالات إفراج مبكر حديثة، ولكن الجزيرة نت توجهت إلى الأسير الفلسطيني السابق محمد التاج، وهو من مدينة طوباس، شمالي الضفة لتسأله عن تجربته مع طلب الإفراج المبكر.
يقول التاج -الذي اعتقل عام 2003- إنه بدأ في العام التالي لاعتقاله يعاني التهابا رئويا نتيجة اقتحامات قوات السجون لغرف الأسرى ورش الغاز.
وتدريجيا، ازدادت معاناة التاج حتى أصيب بتليف رئوي كاد يفقده حياته، وقوبلت جميع طلبات الإفراج المبكر عنه بالرفض، إلى أن انقضت 11 عاما من محكوميته البالغة 15 عاما، وفق حديثه للجزيرة نت.
يقول التاج إن الإفراج المبكر موجود ومتعارف عليه في السجون، لكن الأسرى الفلسطينيين يُحرمون منه، موضحا أنه لم يفرج عنه في حينه إلا بعد إضراب عن الطعام استمر 67 يوما، ونتيجة ضغط سياسي إثر تقرير طبي يؤكد احتمال استشهاده خلال أيام.
يضيف التاج أن "الحرمان من الإفراج المبكر مطبق أصلا، وبن غفير يريد أن يظهر عنصريته بشكل أكبر على الأسرى"، مشيرا إلى حالات مرضية صعبة توجهت إلى المحاكم من أجل الإفراج المكبر ولم تحصل على الموافقة.
وذكر أن الحالات التي حصلت على الإفراج المبكر محدودة جدا، ولم تشمل أي أسير متهم بعمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين، بل إن هؤلاء تحتجز جثامينهم حتى بعد استشهادهم في السجون.
ووفق معطيات المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى في بيان مشترك، يبلغ عدد الأسرى المرضى نحو 700 من بين نحو 5 آلاف، حتى منتصف 2023.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن من بين الأسرى المرضى 24 يواجهون الإصابة بالسّرطان والأورام بدرجات مختلفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأسرى الفلسطینیین الإفراج المبکر عن الإفراج عن على الأسرى عن الأسرى بن غفیر من بین
إقرأ أيضاً:
الرئيس المصري: لا أحد يستطيع تهديد مصر ولا المساس بأمنها
القاهرة - أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 22 يناير 2025، أنه "لا أحد يستطيع تهديد الدولة المصرية ولا المساس بأمنها".
وقال السيسي، خلال احتفالية عيد الشرطة المصرية، إن "هناك صراعات تعصف بدول ولكن ستظل مصر بمأمن من هذه الاضطرابات"، مشيرا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة شاهد على مساعي مصر في نشر السلام، وفق وكالة سبوتنيك الروسية.
وأكد "سعي مصر إلى إعادة الخدمات لقطاع غزة وحقن دماء الفلسطينيين"، مجددا رفض محاولات تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة أن "يكون المصريون أكثر وعيا لما يدور في المنطقة من أحداث"، مضيفا: "لم نعتد على أحد ولا نتآمر على أحد، وهدفنا الإعمار داخل بلادنا".
وأعلنت هيئة السجون الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الموقع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى بيتونيا غرب رام الله بالضفة الغربية، وذلك بعد تأخير الإفراج عنهم قبل حل أزمة مع الصليب الأحمر بشأن دفعة الأسرى الفلسطينيين، حيث كشفت عملية التدقيق في الأسماء داخل سجون "عوفر" عن نقص في أسيرة.
وفي وقت سابق من يوم الأحد الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، تسلمه أول ثلاث محتجزات إسرائيليات عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عقب الإفراج عنهن ضمن صفقة تبادل مع حركة حماس.
وسلّمت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس، أمس الأحد، المحتجزات الإسرائيليات الثلاث إلى الصليب الأحمر وسط مدينة غزة، وذلك في اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ، صباح أمس الأحد، بعد 471 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويظهر الاتفاق الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية، أنه سيتم الإفراج عن 1904 أسرى فلسطينيين في المجمل، بينهم 737 أسيرا محتجزين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيا من قطاع غزة، كانوا قد اعتقلوا خلال العمليات البرية، ولم يشاركوا في أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيرا من المحكومين بالمؤبد، وتضم أيضا جميع الأطفال والنساء وعددهم 95 شخصا، بينهم 87 أسيرة. ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوما، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98 محتجزا، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وذلك مقابل الإفراج بالمرحلة الأولى عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
Your browser does not support the video tag.