ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "من المقرر أن يزور المبعوث الخاص للبيت الأبيض آموس هوكشتاين بيروت مرة أخرى كجزء من الجهود الدبلوماسية المستمرة لمحاولة نزع فتيل تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر بين حزب الله وإسرائيل في نفس الوقت الذي تحتدم فيه الحرب في غزة. وتأتي هذه الرحلة في أعقاب التصعيد الدراماتيكي بين إيران وإسرائيل، والذي أثارته غارة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، تلاها هجوم إيراني تم إحباطه إلى حد كبير باستخدام حوالي 300 صاروخ وطائرة من دون طيار، وانفجارات ليلية في أجزاء من إيران لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عنها بشكل كامل".

  وبحسب الصحيفة، "نظراً لمدى تشابك ديناميكيات المنطقة ومدى احتمال بقاء ما يحدث بين إيران وإسرائيل محصوراً بها، فإن مخاطر نشوب حرب شاملة تظل مرتفعة، وهذا يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى المزيد من الدبلوماسية الأميركية القسرية لتجنب التصعيد بين حزب الله وإسرائيل الذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق. وساهمت الاشتباكات المتبادلة بالفعل في إثارة التوترات وأعادت إشعال حرب الظل بين الخصمين، حيث تعهد حلفاء إيران بمواصلة القتال حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. ومنذ الضربة الإسرائيلية على إيران، اندلعت مجموعة شرسة من الهجمات والهجمات المضادة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية".   وتابعت الصحيفة، "كثف حزب الله عملياته ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وأطلق "وابلا من 35 صاروخا" على شمال إسرائيل واستهدف مقرا للجيش، كما أسقط الحزب طائرة من دون طيار من طراز Elbit Hermes 450 ردًا على الغارات الإسرائيلية على صريفا وراب تلاتين والعديسة. من جانبه، يكثف هوكشتاين جهوده لمنع تصعيد هذا الانتقام. ورغم استمرار هذه المناوشات وعدم وجود ما يشير إلى تراجع أي من الأطراف، فقد أصبح من الواضح على نحو متزايد أن لا شيء قد يمنع إسرائيل من شن هجوم ضد حزب الله، حيث يكون لبنان الضحية النهائية له".   وأضافت الصحيفة، "منذ أن ضربت إسرائيل إيران، كان المسؤولون الإسرائيليون يجهزون الجبهة الشمالية على أمل أن "ينشط" حزب الله. فإذا كانوا يعتقدون سابقاً أنه سيكون هناك وقت للتعامل مع حزب الله، فالوقت الآن هو الجوهر، والتفكير هو كما يلي: إذا لم يهاجموا لبنان قريباً، فسوف يضطرون إلى القيام بذلك في المستقبل، وهو ما يعني المخاطرة بالدخول في صراع أكثر خطورة مع منافس أقوى وأفضل تسليحاً. ومن ثم فقد صعدت إسرائيل ضرباتها على لبنان وهددت بأخذ الأمور على عاتقها إذا لم يتراجع حزب الله. وبغض النظر عن مسار المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة، فإن كل المؤشرات تشير إلى أن حكومة إسرائيل تستعد لعملية أكبر في لبنان، وقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، وآخرون أنهم لن يتوقفوا، مشيرين إلى استمرار انعدام الأمن في البلاد ونزوح ما يقرب من 150 ألف شخص من المنطقة الحدودية".   وبحسب الصحيفة، "أكد السياسي الإسرائيلي والجنرال المتقاعد في الجيش بيني غانتس أن "لحظة الحقيقة" تقترب في ما يتعلق بحزب الله. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن بالفعل أنه سيسحب قواته من غزة للانتقال، على ما يبدو، إلى "العمليات الهجومية" ضد حزب الله، كما زاد من استعداده العسكري في الشمال. كما وأن معظم السكان الذين تركوا منازلهم في الشمال غير مستعدين للعودة ما لم يتم إزالة التهديد بهجوم حزب الله، مما يخلق ضغطًا إضافيًا على المؤسسة السياسية الإسرائيلية. وتؤيد أغلبية من الإسرائيليين اليوم شن هجوم ضد حزب الله في لبنان يضمن بشكل دائم سلامة وأمن هذه الحدود الشمالية. وهذه الحرب، التي تفكر فيها إسرائيل منذ فترة طويلة، يمكن أن تنفجر في أي لحظة. ولكن في حين أن أي هجوم من هذا القبيل قد يدمر معاقل حزب الله في لبنان ويضعف أسلحة الجماعة المسلحة، فمن غير المرجح أن يتم إزاحتها والتخلص منها، مما يضمن عودتها أقوى وأكثر رسوخا، مع إعادة الإمداد العسكري السريع من قبل إيران عبر الجسور البرية عبر سوريا والعراق".   وتابعت الصحيفة، "هذا قد يؤدي في الواقع إلى تقوية حزب الله، الذي لن يصور آثار الهجوم على أنه انتصار فحسب، بل من المحتمل أيضًا أن يفرض، مع الأرضية الأخلاقية العالية التي كان سيكتسبها لاحقًا، هيمنة أكثر قمعية بعد الحرب، ملاحقة خصومه بشكل أكثر عدوانية. ومع ذلك، ما سيحققه هذا بلا شك هو تدمير لبنان، مع مقتل الآلاف، وتدمير البنية التحتية للبلاد، ونزوح المزيد من الناس. وفي هذا المنعطف الحرج، تحتاج الولايات المتحدة إلى بذل كل ما في وسعها لوقف التصعيد. ويتعين عليها أيضًا تقديم مطالب إلى إسرائيل، بشكل مقنع، وبذل المزيد من الجهود القوية لتحفيزها على الالتزام بالدبلوماسية بدلاً من بدء الحرب. وهذا من شأنه أن يتيح التوصل إلى حل طويل الأمد لمشكلة حزب الله والتصدي بشكل مباشر لسيطرته الفعلية على لبنان". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل ليتوقف العدوان الإسرائيلي

قال أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم إن الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل لتتابع وتضغط وتحاول من خلال الرعاة والضغوطات الدولية، كي يتوقف الخرق والعدوان الإسرائيلي على لبنان.

وفي كلمة له حول آخر التطورات على في جنوب لبنان والترتيبات حول تشييع الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن  نصر الله، قال نعيم قاسم: "نعتبر أن الدولة اللبنانية مسؤولة كامل المسؤولية لتتابع وتضغط من خلال الرعاة كي يتوقف هذا الخرق والعدوان الإسرائيلي"، مضيفا: "هذه ليست مجرد خروقات بل عدوان ابتدائي وعلى الدولة اللبنانية التعامل معه بحزم.. بما أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها راعية فليتم الضغط عليها للالتزام بالاتفاق".

وتابع قاسم: "المقاومة مسار وخيار ونحن نتصرف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب".

وأشار قاسم إلى أن "هناك حملة مضادة ترعاها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خارجية بمواكبة فريق داخلي يروج للهزيمة"، مستطردا: "لم نتحدث عن النصر المطلق فهذه معركة فيها أرباح وخسائر".

وأكمل: "شعبنا يدرك أنه انتصر بعناوين وخسر بعناوين أخرى ونحن نتحدث عن نصر يتعلق بالصمود وبكسر الاجتياح الإسرائيلي وبعدم قدرة العدو على إنهاء المقاومة".

وأكد قاسم أن "مشهد عودة أهل الجنوب يعبّر عن موقف تحرير شعبي وموقف نبيل لاستعادة الأرض"، مردفا: "نحن أمام صمود أسطوري قلّ نظيره من قبل المقاومين".

وقال أمين عام "حزب الله" إن "الشعب الأبي مع مقاومته وجيشه هو من حرر لبنان"، موضحا أن " الشعب يقف جنبا إلى جنب مع الجيش اللبناني والمقاومة الأبية".

وأردف: "جنوب لبنان يقول إنه لا إمكان لـ"إسرائيل" للبقاء فيه وأن تبقى محتلة له.. ليعلم الجميع أن التضحيات ستؤدي إلى تحرير الأرض وإلى خروج إسرائيل".

وشدد نعيم قاسم على أن "من لديه مبدأ لا يستسلم حين تمارس عليه الضغوط"، مكملا: "التبعية للولايات المتحدة لا تغرينا.. لا تغرينا مكتسبات أن يبقونا على قيد الحياة حتى نأكل ونشرب وهم يضغطون علينا بكل خياراتنا.. نحن نقبل بالكرامة والعزة ولو قتلنا جميعا".

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن صاروخ اعتماد.. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقرير
  • نعيم قاسم: الدولة اللبنانية مسؤولة بشكل كامل ليتوقف العدوان الإسرائيلي
  • وزير شئون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • العجرمي: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • السيطرة بشكل كامل على حريقي إيتون وباليساديس في الولايات المتحدة
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • حزب الله كان يستعدّ لـغزو إسرائيل.. اكتشفوا آخر تقرير!
  • إيران: هجوم الولايات المتحدة على مواقع نووية سيؤدي إلى حرب شاملة
  • ملكة جمال تتولى وساطة بين لبنان وإسرائيل خلفاً لهوكشتاين!