دمشق-سانا

النحت الدمشقي حرفة ضاربة في القدم، زين من خلالها الحرفيون البيوت والأوابد بأعمال تشع جمالاً من الأقواس والمقرنصات إلى الأدوات المنزلية والتحف.

هذه الحرفة العريقة لا تزال حية حتى اليوم بفضل حرفيين مهرة يقدمون أعمالاً تعكس الذوق الرفيع والموهبة التي توارثوها عن الأجداد، ومنهم الحرفي عاطف الأحمر، الذي يواصل العمل فيها وتوظيفها في ترميم البيوت العربية القديمة وإبداع أشكال جميلة، والتي تعلمها من والده منذ أكثر من 25 عاماً.

ويوضح الأحمر في حديث مع سانا أنه بدأ بممارسة الحرفة بعد إنهاء دراسته الجامعية بدافع من عشقه للنحت، حيث لجأ بداية إلى النحت الكلاسيكي لصناعة الكرانيش والقناطر، وبعدها أخذ ينحت الزخارف وتعمق في الدمشقية منها بعد تعرفه على مهندس العمارة الدكتور مسلم السقا أميني، والذي يعد من أهم المعماريين على مستوى العالم، وأصبح يقوم بالحفر على مختلف أنواع الحجر الأبيض والبازلت والبركاني والرحيباني الأصفر والأبيض للتيجان والبرزاوي الرنكوسي وغيرها.

أعمال الأحمر في النحت الدمشقي اتسعت لتشمل أدوات مختلفة بحسب الطلب كوسائل الإضاءة القديمة والرحى، بوصفها تراثاً أثرياً موجوداً في كل منزل، وجرن الكبة بقياسات مختلفة والذي يصنعه من الحجر البرزاوي بأنواعه، وقام بإنجاز ترميم لعدد من البيوت الدمشقية المشهورة بأحياء دمشق القديمة.

ويستخدم الأحمر بعمله أدوات الجلخ ومنها المثقب العمودي وريش ألماس متعددة للنحت وللتشكيل بشكل دقيق، وفي نهاية العمل يقوم بإضافة اللمسة الدمشقية القديمة، من خلال استخدم المطرقة والإزميل اليدويين، بهدف إعطاء السمة القديمة وخاصة عند ترميم البيوت الدمشقية، بما تحويه من مقرنصات وقناطر ومشكايات تجويف ضمن الجدار توضع فيه وسائل الإضاءة وقناطر ومندلونات.

وحول الصعوبات التي تعترض عمله يشير الأحمر إلى أنها تتمثل بانخفاض أجور العمل مقابل ارتفاع أسعار قطعة الحجر والأدوات المستخدمة في قطع الألماس، مبيناً أن الطلب على هذا النوع من القطع يقتصر على فئة معينة لها ذوقها الخاص.

وأعرب الأحمر عن رغبته بالمشاركة في المعارض الخارجية ليتمكن من عرض أعماله، والتي يعمل الآن على نشرها والتعريف بها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مبدياً استعداده لتعليم هذه الحرفة للجيل الشاب، وتشجيع الجيل الجديد على تعلم طرق الحفر على الأحجار للحفاظ على هذه الحرفة التراثية.

واختتم الأحمر حديثه بالإشارة إلى أن العمل في هذه الحرفة يتطلب الإتقان وامتلاك الرغبة والموهبة لإعطاء العمل الدقة المطلوبة، ولا يمكن لأي شخص امتهان حرفة النحت الدمشقي، لأنها مهنة خاصة تحتاج إلى الإبداع والهدوء أثناء العمل.

أمجد الصباغ وسكينة محمد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: هذه الحرفة

إقرأ أيضاً:

القس سامح موريس ينعى الشيخ نعيم عاطف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعى القس الدكتور سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، الراحل الشيخ نعيم عاطف شيخ الكنيسة، والذي رحل عن عمر يناهز 87 عامًا، قائلًا: رحل عن عالمنا رجل ولا كل الرجال رجل الله بحق الفنان الشيخ المبدع نعيم عاطف.

وأضاف راعي الدوبارة خلال منشور له على حسابه الرسمي على شبكات التواصل الاجتماعي، أنني أفتقده عندما هاجر وسأفتقده إلى أن يحين اللقاء، كان هو سكرتير مجلس كنيسة قصر الدوبارة لكنه كان لي المرشد والمشير الحكيم رمانة الميزان، لم أره يفعل أو يقول شيئا ليس في محله، بل كان المبادر في هدوء وتواضع شديد يتحرك لدفع الأمور إلى الأمام نحو مجد الله وحده.

واختتم القس الدكتور سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، قائلا: فنان ومبدع بحق دون أن يسلط الضوء على نفسه، مجدا من الناس لم يطلب، رحل في هدوء لكنه ترك وراءه قصة وملحمة رائعة لأجيال من بعده.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تكشف عن آداب الاستئذان عند دخول البيوت للزيارة
  • عالمة أزهرية: الترند بعد الناس عن الدين وخرب كثيراً من البيوت
  • حكايات الإبداع بـ«أيادي مصرية».. عم ربيع يحول «العرجون» لتحف فنية و«ملك» ترسم بالرمال الملونة
  • القس سامح موريس ينعى الشيخ نعيم عاطف
  • يستفيد منه 400 مزارع في درعا البلد ونصيب… مشروع لحصاد المياه في ‏درعا
  • قانون اتحاد الصحفيين… ندوة حوارية‏ في دار البعث
  • الهادي يتفقد سير العمل بمشروع بناء مدرسة الزهراء للبنات في مديرية همدان بصنعاء
  • الباحة.. الهلال الأحمر يحقق أرقامًا مميزة في العمل التطوعي
  • حياة كريمة تُعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثالثة من برنامج «سكر البيوت»
  • «حياة كريمة» تفتح باب التقديم للدفعة الثالثة من «سكر البيوت»