رؤساء هيئات إعلامية: زيارة أمير الكويت لمصر تجسد متانة العلاقات وتؤكد تطابق الرؤى
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أكد عدد من رؤساء الهيئات الإعلامية، أهمية زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى مصر، ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي، كونهما يجسدان متانة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين ويعكسان تطابق الرؤى حول حفظ وصيانة الأمن القومي العربي.
وشددوا في تصريحات، لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، على أهمية الزيارة التي تأتي في إطار تقوية الروابط المشتركة في ظل حرص قيادتي البلدين على الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أوسع وعلى تعزيز العمل العربي المشترك بإطار موحد ومتقارب لوجهات النظر تجاه القضايا العربية الإقليمية.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبدالصادق الشوربجي، إن زيارة أمير الكويت إلى القاهرة ولقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسي يعكسان عمق ومتانة العلاقات المتميزة بين البلدين ويؤكدان الحرص المتبادل على تنميتها وزيادة روافد قوتها بما يصب في تعزيز المصالح المشتركة.
وأشاد الشوربجي بالمستوى الذي بلغته العلاقات بين مصر والكويت في المجالات المختلفة، مبينا في الوقت ذاته أهمية الدور الذي تقوم به الصحافة القومية المصرية في تدعيم هذه العلاقات وصونها.
وعلى صعيد التعاون العربي، لفت إلى أن التحديات الكثيرة التي تشهدها الساحة العالمية وتأثيراتها تحتم أهمية تنسيق المواقف بين الدول العربية إزاء معالجة القضايا المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتدعيم الجهود الرامية لإيقاف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ومحاولات التوصل لإيقاف إطلاق النار.
ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" الأستاذ أحمد كمال، إن العلاقات "المصرية - الكويتية" شهدت زخما كبيرا خلال فترة حكم الرئيس السيسي في ضوء علاقات قوية وتاريخية ازدادت رسوخا ومتانة في ظل رعاية القيادتين السياسيتين لها.
ولفت كمال إلى مساعي قيادتي البلدين نحو تعزيز هذه العلاقات عبر خطوات صلبة في كل المجالات وهو ما يبرهن على الطابع الاستراتيجي لهذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ على الأصعدة كافة.
وشدد على حرص القيادتين على التنسيق السياسي المستمر في القضايا محل الاهتمام المشترك في مختلف المحافل وسط الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية وأبرزها تقارب الرؤى في شأن سبل إيقاف حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني الأعزل.
وعلى صعيد الزيارات المتبادلة بين القيادتين، أضاف رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الرئيس السيسي زار الكويت مرات عدة منذ عام 2015 في حين تعود آخر زيارة له للبلاد في ديسمبر الماضي لتقديم واجب العزاء بوفاة أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه وتهنئة الشيخ مشعل الأحمد لتوليه مسند الإمارة.
وأشار إلى أن الشيخ مشعل الأحمد كانت له زيارة إلى القاهرة في أكتوبر 2023 حينما كان وليا للعهد حيث شارك ممثلا لأمير الكويت الراحل في فعاليات (قمة القاهرة للسلام) التي استضافتها العاصمة الإدارية الجديدة في مصر لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية ومناقشة جذور الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالتعاون "العربي - العربي"، أوضح كمال أن هناك تنسيقا مستمرا بين البلدين لمواجهة الأزمات السياسية التي تعانيها بعض الدول العربية، لافتا إلى أنهما يعملان سويا على مد يد العون للدول العربية التي تتعرض للأزمات ويقفان مجتمعين للحيلولة دون توسيع نطاق حرب الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة لتشمل دولا عربية أخرى.
وفي إطار التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، أشاد رئيس "أ ش أ" بحجم الاستثمارات الكويتية في كثير من القطاعات داخل مصر موضحا أن القطاعين الكويتيين العام والخاص يسهمان بشكل «فاعل» في تنمية وتطوير عجلة الاقتصاد بمصر حيث فاق حجم الاستثمارات الكويتية 20 مليار دولار.
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت بلغ خمسة مليارات دولار في عام 2020 تدفع به 104 اتفاقيات للتعاون الثنائي .. مشيرا إلى أن الكويت تعد ثالث أكبر شريك تجاري عربي لمصر بعد السعودية والإمارات ورابع شريك تجاري عالمي لمصر.
وعلى صعيد التعليم، قال كمال إن مصر تشهد إقبالا كبيرا من الطلاب الكويتيين على الدراسة في جامعاتها حيث وصل عددهم إلى أكثر من 23 ألف طالب وطالبة سواء في المرحلة الجامعية أو في الدراسات العليا.
وتحدث عن شواهد من التاريخ تؤكد مواقف الدعم المتبادل إزاء استقرار البلدين حيث ثمن الموقف الكويتي الداعم لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013 وقبلها حين دعمت مصر تحرير الكويت عام 1991 واستقلالها عام 1961 وإبان ذلك مشاركة القوات المسلحة الكويتية في حرب الاستنزاف وحرب السادس من أكتوبر عام 1973.
بدوره، بيّن رئيس تحرير مجلة "الأهرام العربي" الأستاذ جمال الكشكي، أهمية زيارة أمير الكويت إلى مصر ودورها في تأكيد عمق العلاقة بين البلدين وتطابق الرؤى المشتركة حول القضايا التي تتعلق بحفظ وصيانة الأمن القومي العربي، مؤكدا أن التاريخ شاهد على التوافق التام بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي.
وقال الكشكي إن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تتسم بخصوصية حرص على ترسيخها الرئيس السيسي منذ توليه مسؤولية قيادة الدولة عام 2014 نظرا للروابط المشتركة والعلاقات الاستراتيجية بين مصر والكويت.
وأضاف أن هناك ثوابت تحكم العلاقات بين البلدين متعددة الأبعاد منها السياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية ومنها المشاركات الرسمية وغير الرسمية على المستوى الشعبي «وهي علاقات قامت على أسس مكنتها من تجاوز كل التحديات لتصبح راسخة في الجذور الدبلوماسية».
وأشار إلى أن مصر تعد «سوقا واعدة» للمستثمرين الكويتيين في ظل ما تم إنجازه من إصلاحات اقتصادية إلى جانب ما تتمتع به القاهرة من تاريخ زاخر في مختلف المجالات واستقرار وأمن يدفعان بجذب مزيد من الاستثمارات.
وشدد الكشكي على أهمية زيارة أمير الكويت في ضوء تزامنها مع «متغيرات كبرى تمر بها المنطقة العربية وتئن منها خرائط الإقليم» وفي مقدمتها عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة «وتداعياته على المنطقة العربية».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی زیارة أمیر الکویت بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
محيط الأرض يدشن الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي.. ويحتفي بالمنجز الحضاري
أبهرت دولة الكويت العالمَ العربي بحفل تدشين "الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي" وسط حضور ثقافي عربي كبير، وقدمت أوبريتا وصفه الإعلام الكويتي "بالتاريخي" حمل عنوان "محيط الأرض" خرج من الإطار التقليدي والخطابي للاحتفالات الرسمية إلى فكرة الاشتغال الثقافي والنحت المعرفي والتاريخي. ووصف سياسيون ومثقفون عرب حضروا الحفل الأبريتَ بأنه "استثنائي" و"مشرف" ويليق بالمناسبة ليس في بعدها الكويتي المحلي ولكن في بعدها العربي وبعدها المناسباتي الذي يعلي من مكانة المناسبة ويكشف أهميتها ويعطي تصورا عن الفعاليات الثقافية والإعلامية التي ستقدمها الكويت طوال العام الجاري.
وحضر العرض عدد كبير من وزراء الثقافة والإعلام العرب والمثقفين والإعلاميين من مختلف المؤسسات الإعلامية في العالم العربي. ومثل سلطنة عُمان في الحفل معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام وعدد من المثقفين والإعلاميين العمانيين.
واشتغل الأبريت "الاستثنائي" على شخصية الفلكي الكويتي صالح العجيري لينطلق من خلالها المخرج المسرحي عبدالله عبد الرسول إلى قراءة المنجز الحضاري العربي ليس بدءا بدار الحكمة في بغداد وليس انتهاء بالتجارب العربية لسبر أغوار الفضاء والفلك في طريق المستقبل. وكانت الكويت في قلب الاشتغال الدرامي للأوبريت وكذلك الاشتغال الفني والتاريخي. ورغم أن عبدالرسول أو حتى وزارة الإعلام الكويتية لم تتحدث عن مغزى أو رمزية الانطلاق من شخصية "الفلكي" إلا أن السياق العام يحيل إلى براعة وإبداع العرب في علم الفلك منذ مرحلة تاريخية مبكرة وما زالت نتائج ذلك العلم تبهر علماء الفلك في العصر الحديث.
وقدم المخرج عبدالله عبدالرسول تصويرا منفردا للأحداث في الأبريت لكنه أعاد تريكبها في بناء درامي مثير نجح في فتح أشكال فنية ودرامية مختلفة تراوحت بين الغناء الحديث والفنون التقليدية الفردية والجماعية والتي تجسد مرحلة حضارية من المراحل العربية. كما ستخدم تقنيات فنية متناهية الحداثة تنغامت جميعها في تقديم العرض "الاستثنائي" الذي جمع الكثير من الأشكال الفنية والدرامية لصناعة الدهشة.
وعبرّ العرض في صورته الكاملة عن رسالة الفن الحضارية من خلال تجسيد الأحداث التاريخية برؤية فنية مبتكرة جمعت فنون المسرح والمؤسيقى والمؤثرات السمعية والبصرية والتقنيات الحديثة إضافة إلى قوة الكلمة السردية أو الغنائية والتوثيق التاريخي التي امتزجت في مجملها وتظافرت لتقديم تجربة درامية عن أحداث تاريخية في أزمنة مختلفة نجح المخرج في وضعها في سياق زمني واحد رغم غياب البعد الخطي في تناول الزمن الأمر الذي أعطى المخرج الحرية في التنقل عبر الزمن بين الماضي والحاضر والمستقبل.
ورغم أن الحفل أعد لتدشن به الكويت اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي إلا أنها جعلت شخصية العجيري مركزا تنطلق منه لقراءة التحولات الحضارية الكويتية والعربية، أيضا، في تأكيد على تكاملية البناء الحضاري العربية وعلى دور الكويت في إثراء المشهد الثقافي والإعلامي العربي عبر العقود الماضية.
وأفرد الأبريت الكويتي/ العربي مساحة واسعة للاحتفاء بالمنجز الحضاري العماني من خلال لوحتين مهمتين ومركزيتين في العرض وفي قراءة مسار المشهد الحضاري العربي، وحمل المشهد عنوان "الكويت وسواحل عمان" في توثيق علمي لم يغفله العرض، رغم احتفائه بالجانب الفني وليس التاريخي الأكاديمي، لعُمان التاريخية التي كانت تمتد على مساحات واسعة جدا من الجغرافيا العربية والأفريقية والأسيوية. وصاحب هذا المسار الدرامي التاريخي في الأبريت تقديم فن العازي الذي أعطى الأبريت بعدا مهما وعميقا في سياق القراءة الضمنية لدور الفنون التقليدية في المسار الحضاري العربي، وأكد أيضا على تفرد عُمان بهذا الفن الحماسي المثير، وكتب كلمات العازي الشاعر سعيد الطالعي. كما قُدم فن عماني كويتي آخر بأداء مجموعة من الفتيات حمل عنوان "أهل عُمان" احتفى بالعلاقات العمانية الكويتية وسياقها الإنساني. كتب كلمات هذه الفقرة الفنية الشاعر عبدالرحمن العوضي الذي وضع بصمة واسعة على الكثير من النصوص الغنائية التي صاحبت الأوبريت في جانبه الفني.
ورغم أن الأبريت لم يضع عُمان في مشهد الحديث عن العلاقات مع "ممباسا ولامو" إلا أن السياق التاريخي يفرض حضورها في بناء تلك العلاقة خاصة وأن العرض كتب بمرجعية تاريخية علمية لا تخفى على المتابع.
استفاد أبريت "محيط الأرض" من الإمكانيات التي يمتلكها مسرح دار الأوبرا في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ووضفها في صناعة تحفة فنية توازي عروض الأبريت العالمية؛ قدمت رحلة تأملية في تاريخ الكويت وتاريخ المنطقة العربية والعلاقات الحضارية التي أقامتها مع العديد من الحضارات الأخرى سواء من خلال تجارة اللولو التي كان الحديث عنها مركزيا في البناء الدرامي والتاريخي وفي تشبيك العلاقات الحضارية.
ورغم أن الأبريت تجاوز تماما الجانب الوعظي إلا أنه قدم رسالة عميقة في جوهره الفني والدرامي حول أهمية بناء الهُوية الوطنية وتكريسها في نفوس الأجيال، وأكد على أن شخصية علمية واحدة يمكن أن تصنع فارقا ليس فقط في دولة واحدة وإنما في حضارة أمة كاملة.
كشف الأبريت عن إمكانيات فنية كويتية عالية سواء في البناء التاريخي للحدث الدرامي أو في التوظيف الغنائي لخدمة البناء الدرامي إضافة إلى الإمكانيات الأخرى المتمثلة في استخدام التقنيات الفنية الحديثة مثل استخدام تقنية الهولوجرام في بناء شخصيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الإضاءة والديكورات والملابس.. إضافة إلى الإمكانيات الهائلة في الأداء الحركي الذي أعطى الأبريت بعدا أوبراليا.