“بيت الشعر- المفرق” يحتفل باليوم العربي والعالمي للشعر
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
احتفل بيت الشعر- المفرق أمس في دائرة المكتبة الوطنية بمناسبتي اليوم العالمي للشعر ويوم الشعر العربي، بمشاركة الشعراء د.إيمان عبدالهادي، وعلي الفاعوري، وعبدالكريم أبو الشيح، ود.فريد سرسك، وعبدالله حمادة، وعلي أبو بكر، بحضور مندوب وزيرة الثقافة راعية الحفل، الدكتور نضال العياصرة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية ومدير بيت الشعر فيصل السرحان وجمهور كبير من الشعراء والمثقفين والإعلاميين.
وتحدث العياصرة عن دور وزارة الثقافة في رعاية الأنشطة الشعرية، مؤكدًا حضور بيت الشعر- المفرق ونشاطاته المستمرة وإسهامه في نشر الوعي والثقافة والإبداع، كما تحدث عن دائرة المكتبة الوطنية كذاكرة وأرشيف وطني وحاضنة للأنشطة الثقافية والإبداعية.
من جهته، عبّر السرحان عن شكره لجهود وزيرة الثقافة هيفاء النجار في خدمة الشأن الثقافي وتكريس الرعايات الثقافية والاهتمام بالشعراء وحفزهم على الإبداع، مؤكدًا أنّ رعاية الوزارة للحفل دليل اهتمام بما يحمله الشعر من تعبير حضاري وأصيل ومن رسالة حقيقيّة في هذه الحياة.
مقالات ذات صلة “قناع بلون السماء” للأسير باسم خندقجي تحصد جائزة البوكر العالمية للرواية العربية 2024/04/28وتحدث السرحان عن بيت الشعر-المفرق، الحافل بالأنشطة الأسبوعية والشهريّة، ذاكرًا: ملتقاه الأدبي كلّ عام بالتعاون مع الجامعات الأردنية، ومهرجانه السنوي أيضًا، ونشاطاته مع الهيئات الثقافية العاملة. وقال إنّ بيت الشعر جاء، أسوةً ببيوت الشعر العربية، بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كإحدى مبادراته الكثيرة على المبدعين والمثقفين والأكاديميين وفي كلّ حقول الثقافة والفكر والأدب. وقال إنّ بيت الشعر يعمل على التنسيق الدائم مع وزارة الثقافة لحضور ورعاية نشاطاته السنوية، حيث جاءت مكرمة الشيخ القاسمي ومنذ العام 2015، كمبادرة ما تزال تعطي ثمارها الناضجة وتنعكس على المشهد الثقافي والأدبي الأردني، وتحديدًا في محافظة المفرق، التي تحتضن هذا البيت كشعلة من مشاعل الثقافة والإبداع والجمال، باعتبار الشعر ديوان العرب، وحافظ آثارهم وحضارتهم على مدى هذا التاريخ العريق للأمة العربية، وهو دائمٌ ومستمرّ ما دامت الحياة وما دام الطموح والأمل والعطاء.
وقال الزميل إبراهيم السواعير الذي أدار الأمسية، إنّ يومي الشعر العربي والعالمي، تفتحان التساؤلات على الشعر: هل عبّر عن قضايا الإنسان والأوطان، وغيّر من مسار الحياة، مؤكدًا الغنى الأدبي، وتحديدًا الشعر، في الأردن، في تنوع المدارس والتقنيات والأشكال والأساليب.
إلى ذلك، انتظم الشعراء في أمسية لقيت تفاعلًا وتنوّعًا في الثيم والأفكار، حيث قدّمت الشاعرة د.إيمان عبدالهادي من صوفيّتها وإحساسها الدافئ واشتغالاتها الأدبيّة، ذاهبةً إلى “غزّة” في مقطوعة تفيض باالتساؤلات والتعالق مع المكان، إضافة إلى مقطوعات أخرى ذاتيّة تجاه قضايا عديدة.
من جانبه، قرأ الشاعر علي الفاعوري قصائد عبّر فيها عن معنى الشعر لديه، ومفهومه الأدبي لمعنى الجمهور وضرورة سريان الحياة في أوصاله، ليقدّم معزوفات على الصورة والمفارقات في شؤون الحياة.
وحملت قصائد الشاعر عبدالكريم أبو الشيح معارضته للشنفرى، ودورانه حول بيت “وللأرض منأى للكريم عن الأذى”، في مقارنة مع واقع اليوم، كما ذهب إلى بلقيس وعرشها، وإبريق الكلام، كنزيف داخلي لمواضيع ذاتيّة وجمعيّة.
وألقى الشاعر د.فريد سرسك عددًا من قصائده، التي أبان فيها عن ظلّه البدويّ، في معانقة للمكان الذي احتفى به وأبرز حضوره في قصيدته العمودية.
وجاءت قصائد الشاعر عبدالله حمادة لتعاين موضوع ثبات الإنسان الفلسطيني على أرضه، معليًا من شأن المآذن والمساجد والشعراء الشهداء.
واختتمت القراءات بقصائد للشاعر علي أبو بكر الذي جمع مفردتي شمشون ودونكيشوت، نحو إسقاطات على ذات الشاعر المفعمة بالأحاسيس.
وفي ختام الأمسيّة كرم مندوب راعي الحفل ومدير بيت الشعر المشاركين من الشعراء والإعلاميين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
تجربة بدر بن عبد المحسن في "العين للكتاب"
ضمن إحدى أهم فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، شهدت قلعة الجاهلي ليلة من برنامج "ليالي الشعر: الكلمة المغناة"، خصصها لتناول سيرة ومسيرة أمير الشعر العربي الراحل بدر بن عبد المحسن آل سعود، ضمن محور "الغائب الحاضر".
ويعد عبد المحسن ممن قادوا ثورة الشعر الشعبي عبر قصائد خالدة توجت بالشهرة والانتشار.نظم الأمسية مركز أبوظبي للغة العربية، بمشاركة الشاعرين علي السبعان وعلي العبدان، وحاورتهما الإعلامية والشاعرة لمياء الصيقل، وتم عرض فيلم قصير لخص رحلة الأمير بدر، الذي صدحت بأشعاره أصوات أشهر المطربين العرب، وافتتاحيات أكبر المهرجانات السعودية، وأصدر دواوين شعرية عكست صورة المجتمع بعمق وشفافية، حتى منحه الملك سلمان "وشاح الملك عبد العزيز"، وكرمته "اليونسكو" في اليوم العالمي للشعر، قبل أن يودع جمهوره ومحبيه هذا العام، ويرثيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدة مطلعها "الشعر ما يفنى ولا يموت الإبداع، لكن بدر من بدوره ترجل".
والقى الشاعر علي السبعان قصيدة "حروف الذهب"، التي نظمها الأمير الراحل، وأهداها للإمارات، قبل أن يحكي عن شخصية الأمير الإنسانية والفكرية بإسهاب، موضحاً أن تجربة الراحل الشعرية تجربة نادرة ومكتملة ومتفردة؛، فهو شاعر موسوعي لم يؤطر نفسه في إطار محدد، وأبدع في الأغنية، وجعلها تنتشر في أرجاء العالم العربي.
وذكر أن الأمير كان متميزاً بالقصيدة الكلاسيكية بعراقتها وأصالتها، وأبدع في الكلمة المغناة وخرج عن التفعيلة، مشيراً إلى أن شعره كان يشبه إنسانيته وشخصيته.
واعتبر السبعان الشاعر فدائياً في تحديث الشعر، وكان جريئاً في أشعاره، وأيضاً كان له تأثير كبير على الأغنية، فقد حدّثها ورفع سقف اللغة والفكر، واقترب إلى الفصيح لذلك تجد له مريدين كثر في العالم العربي كله.
وأضاف الشاعر والباحث علي العبدان، أن الأمير بدر أبدع في القصيدة القديمة كما أبدع في الشعر الحر. وأوضح إن "الأمير بدر يمثل شعره ويمثل قصائده، وليس غريباً أنه أدخل الحداثة إلى الشعر الشعبي، فهذا نتيجة طبيعية للحياة والبيئة التي عاشها الراحل، فقد عاش في مصر، ودرس فيها فترة الطفولة، ثم سافر إلى بريطانيا وأميركا، وتابع دراسته العليا هناك، وهذا انعكس في أشعاره، فالاغتراب والعزلة وعلاقته بأخيه الوحيد كلها عوامل صقلت نفسية الشاعر وأثرت في شعره".
وأكد أن الشاعر الشعبي عادة ما يتواجد بين شعراء شعبيين، لكن البيئة التي عاشها الأمير بدر كانت مختلفة، فقد عاش في مصر بين شعراء عرب، واطلع على الشعر الحديث، كما عاصر الغرب وبالتأكيد اطلع على أشعارهم، لذلك خلق توجهاً جديداً يتناسب مع البيئة التي عاش فيها والتنقلات التي تنقلها، كما عرف قيمة المسافات والجدار والعزلة، ثم أنتج العديد من الأغاني الخالدة مثل أغنية "الرسائل" التي غناها محمد عبده، وأغنية "وترحل" لطلال مداح، ففي فترة السبعينيات كانت الحداثة العربية موجودة في القاهرة وبيروت، وكان هو في طريق وسط بين الأصالة والحداثة، ونجح بأن يدخل الحداثة للشعر من دون أن يتخلى عن الأصالة، كما أن موهبته في الرسم ساعدته على المزيد من التألق في الشعر، فهو ينقل مشاعره سمعاً وبصراً.