كشف تحليل أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لصور الأقمار الصناعية أن مليشيا الحوثي الإرهابية تقوم بحفر وتشييد منشآت عسكرية تحت الأرض جديدة وكبيرة، وقاعدة صواريخ سكود وانفاق، ما يمكن أن تعزز حمايتها في حال وقوع صراع مستقبلي.

وأكد المعهد الدولي، أن صور الأقمار الصناعية التي استعرضها في تقريره التحليلي، كشفت "قيام جماعة الحوثي الارهابية، بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض".

وفي حين استخدم الحوثيون الكهوف والأنفاق البسيطة في أيامهم الأولى كمجموعة مسلحة، فقد سعوا في الآونة الأخيرة إلى إنشاء منشآت أكبر بكثير، إذ قاموا بتجديد أنظمة أنفاق الجيش اليمني قبل الحرب وبناء مرافق جديدة بالكامل تحت الأرض، وفقا لتقرير المعهد.

عمل المليشيا الحوثية في تشييد منشآت عسكرية تحت الأرض، يُمكن لها أن تصبح ذات يوم شبكة انفاق معقّدة على غرار شبكة أنفاق حركة "حماس" في غزّة، وحزب الله في لبنان، خصوصا وقد بدأت العمل فيها منذ سنوات، وضاعفت من جهودها عقب الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في ابريل 2022.

ووفقا لتقرير المعهد الدولي، فإن "أول فترة بناء كبرى للحوثيين بدأت في أواخر عام 2020، مع انخفاض وتيرة الغارات الجوية للتحالف بشكل ملحوظ".

ويقول التقرير إن"صور الأقمار الصناعية تظهر إزالة الركام من مداخل الأنفاق، ومسارات جديدة للمركبات المؤدية إلى الأنفاق، فضلا عن وجود آليات البناء في معسكر الحفا، والقصر الرئاسي السابق، ومجمع التلفزيون اليمني في صنعاء ومناطق أخرى".

كما كشف تقرير المعهد الدولي أنه "بعد أن وافق الحوثيون على هدنة مع التحالف في أبريل2022، والتي صمدت إلى حد كبير، شرعوا في جهود بناء أكثر توسعية إذ تُظهر صور الأقمار الصناعية منشأتين جديدتين على الأقل تحت الأرض قامت المليشيا الحوثية ببنائهما".

ويضيف التقرير: "في أواخر عام 2022، بدأ الحوثيون العمل في منشأة جديدة في واد بالقرب من معقلهم الرئيس في صعدة. واعتبارا من فبراير 2024، حيث تُظهر صور الأقمار الصناعية ثلاثة مداخل للأنفاق واسعة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة وأكوام كبيرة من مخلفات الحفر في الموقع".

ولم تتوقف المليشيا عند عند هذه الأنفاق الثلاثة بصعدة، حيث إن صور الأقمار الصناعية وفقاً للتقرير "أظهرت موقعين آخرين بالقرب من صعدة سمات تتفق مع بناء المرافق العسكرية تحت الأرض".

قاعدة صواريخ ونفق كبير

تسابق المليشيا الحوثية الزمن في تعزيز قدراتها العسكرية في ظل استغلالها لإمكانات وزارة الدفاع والحكومة التي سيطرت عليها بالكامل في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يؤكد استبعادها المطلق للوصول إلى تسوية شاملة.

ولفت تقرير المعهد إلى أن المليشيا الحوثية "شرعت العمل في قاعدة صواريخ سكود السابقة للجيش اليمني في جبل عطان في صنعاء"، مشيراً إلى أنها بدأت "في النصف الأول من عام 2023، ببناء نفق كبير، مما يوحي إلى أن العمل جارٍ على تشييد منشأة كبيرة تحت الأرض".

وكشف التقرير أن شروع الحوثيين في بناء منشآت جديدة كبيرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع السعودية يشير إلى أن المليشيا مركزة على تعزيز مواقعها وقدراتها العسكرية. وربما تكون مرونة المواقع في مواجهة الضربات الجوية قد عززت اهتمام الحوثيين بها.

 

واللافت، بحسب التقرير، أن المليشيا فضلت بناء منشآت كبيرة يمكن رؤيتها من خلال صور الأقمار الصناعية بدلاً من الالتزام حصرياً بالطريقة السرية لبناء الأنفاق التي تفضلها جماعات مثل حزب الله.

ويثير حجم المداخل، وهي كبيرة بما يكفي لاستيعاب المركبات الثقيلة، تساؤلات حول ما إذا كان من الممكن استخدام هذه المرافق تحت الأرض التي تم تجديدها والتي تم بناؤها حديثا في نهاية المطاف لإخفاء أجزاء من ترسانة الصواريخ والطائرات بدون طيار الحوثية.

ويجري الآن اختبار مرونة المنشآت الموجودة تحت الأرض. واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ضربت أهدافا تحت الأرض كجزء من عملية بوسيدون آرتشر.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: صور الأقمار الصناعیة الملیشیا الحوثیة المعهد الدولی تحت الأرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة

الجديد برس|

قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن التهديد الذي تشكله قوات صنعاء على “إسرائيل” والولايات المتحدة لن ينتهي بتوقف الحرب في غزة، وتوقع أن يقوم “الحوثيون” بتطوير وتوسيع صناعاتهم العسكرية، مقترحاً أن تقوم واشنطن بتشكيل تحالف يتضمن دولا إقليمية كالسعودية ومصر من أجل ردعهم.

ونشر المعهد مساء أمس الثلاثاء تقريراً، جاء فيه أنه “حتى لو أدى وقف إطلاق النار في غزة إلى انخفاض ملحوظ في الهجمات في البحر الأحمر، فلن يغير ذلك من الطبيعة الانتهازية للحوثيين أو عدائهم تجاه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل”، حسب تعبير التقرير.

وأضاف: “على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية العديدة ضد المواقع العسكرية للجماعة في اليمن، فإن الحوثيين لا يزالون يمتلكون ترسانة متطورة تشمل الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى”.

واعتبر التقرير أنه “نظراً لتاريخ الحوثيين في استخدام وقف إطلاق النار لإعادة التجمع وإعادة التسلح، فقد يعتزمون استغلال التوقف الحالي في الأعمال العدائية للتحضير لهجمات مستقبلية”.

وقال إنه من المتوقع أن تعمل قوات صنعاء على “توسيع صناعاتها العسكرية بشكل أكبر وإنتاج تصاميم أسلحة متقدمة بكميات كبيرة وبكفاءة واستقلالية”.

وقال إنه: “حتى الأسلحة الحالية التي تمتلكها الجماعة تشكل خطراً شديداً على السفن التجارية والعسكرية على مسافات كبيرة، حتى وسط البحر الأحمر وغرب بحر العرب، وقد كانت قواربها غير المأهولة المحملة بالمتفجرات- والتي غالباً ما يتم توجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي أو التحكم فيها عن بعد- صعبة بشكل خاص للكشف عنها واعتراضها، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى عمليات الأمن البحري في المنطقة”.

واعتبر أن “مثل هذه الأسلحة تشكل أيضاً مخاطر على البنية التحتية الحيوية في الدول الشريكة للولايات المتحدة في المنطقة”.

وخلص المعهد إلى إنه “يتعين على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ خطوات حازمة منها: الحفاظ على وجود بحري منسق ومستمر يهدف إلى الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة، والاستثمار في التقنيات المتقدمة للكشف وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدابير المضادة”.

وتضمنت اقتراحات المعهد أيضاً: “إنشاء تحالفات جديدة تضم دول البحر الأحمر مثل مصر وإريتريا والمملكة العربية السعودية والسودان لتنسيق التدابير الدفاعية والحفاظ على الممر الآمن” حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • فودافون تنافس Starlink.. تجربة ناجحة لأول مكالمة فيديو عبر الأقمار الصناعية
  • معهد البحوث الفلكية يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • معهد البحوث الفلكية يشارك بكتيبات علمية مبسطة وندوات بمعرض الكتاب
  • آبل تتيح دعم شبكات الأقمار الصناعية T-Mobile وStarlink على iPhone
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • التعليم العالي: توقيع اتفاق تعاون بين معهد البحوث الفلكية والمراصد الفلكية الصينية
  • الصين تبني منشأة ضخمة لأبحاث الاندماج النووي.. هذا ما كشفته صور الأقمار الصناعية
  • تعاون بين معهد الفلك والمراصد الفلكية الصينية لرصد الحطام الفضائي وتتبع الأقمار الاصطناعية
  • رصد الحطام الفضائي.. تعاون بين معهد البحوث الفلكية والمراصد الفلكية الصينية
  • محافظ البحر الأحمر يفتتح معهد اللغات الأزهرى بالغردقة