أستاذ علاقات دولية: سياسة مصر الخارجية فى المحيط العالمى ذات ثقل
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر بسياستها الخارجية وعلاقتها سواء فى المحيط الإقليمى أو المحيط العالمى لها ثقل كبير، ودائما نرى أن هناك حرصا لتبادل الزيارات بين المسئولين العرب والأجانب والقيادة السياسية المصرية.
وأضاف سلامة، خلال مداخلة لقناة إكسترا نيوز، أن اختيار أمير الكويت لتكون القاهرة أول زيارة له لها دلالة كبيرة على عمق العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، خاصة فى المجالات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية والتى لها باع كبير بين البلدين، وأيضا العلاقات السياسية.
وأوضح أن مصر من أوائل الدول التى اعترفت بالكويت بعد استقلالها فى أوائل الستينيات من القرن العشرين، كما أن هناك عمقا فى العلاقات التاريخية والمواقف المشتركة ومواجهة التحديات المشتركة، خاصة أن المنطقة العربية عرضة لتوترات كثيرة.
جدير بالذكر أن سفير دولة الكويت بالقاهرة السفير غانم صقر الغانم، قال أمس إن هناك توافقا مصريا كويتيا بشأن الأوضاع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا بين الزعيمين المصري والكويتي على ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف السفير الكويتي خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج على مسؤوليتي المذاع على قناة صدى البلد مساء الثلاثاء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلع الشيخ مشعل الجابر الصباح أمير دولة الكويت على جهود مصر من أجل وقف العملية العسكرية في رفح الفلسطينية، كما تم التباحث حول العديد من الملفات منها اليمن وليبيا واستكمال مسيرة العملية السياسية والانتخابات ومجمل الملفات الدولية التي تشهدها المنطقة.
وأشار السفير غانم صقر الغانم إلى أن زيارة الشيخ مشعل الجابر الصباح إلى مصر اليوم هي الأولى له بعد أن تولى الحكم في البلاد، موضحا أن أمير الكويت استعرض مع الرئيس السيسي كافة القضايا المشتركة وذات الصلة وقضايا المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال إن أمير الكويت أكد وقوفه بجانب مصر في الحفاظ على حقها في ماء نهر النيل.
وأضاف أن أمير الكويت أشاد بجهود الرئيس السيسي لحقن الدماء في السودان، كما تم الحديث عن استهداف الحوثيين للسفن وتهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر.
ولفت الغانم إلى أن المباحثات ناقشت أيضا تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات بين البلدين في الفترات المقبلة، موضحا أن هناك استثمارات كويتية تقدر بـ10 مليارات دولار في القطاع الخاص و15 مليار دولار في قطاع الحكومي وهي استثمارات ناجحة.
واختتم السفير غانم صقر الغانم حديثه قائلا "إن الجانبين تحدثا بعمق عن الإجراءات التي اتخذتها مصر لتقوية الاقتصاد وجذب الاستثمارات، حيث باتت مصر جاذبة للاستثمار العربي والخليجي وهذا شيء يفرحنا".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمير الكويت السيسي مصر الكويت بوابة الوفد دولة الکویت أمیر الکویت بین البلدین أن هناک
إقرأ أيضاً:
ترامب ... وانتهاج سياسة ومشاريع الرومان !
صدر عن مؤسسة راند الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م , تقريرا يحث الولايات المتحدة الأمريكية على احتلال السعودية والاعتراف بالمنطقة الشرقية - القطيف - كدولة مستقلة عن المملكة العربية السعودية .
اذلال وتحقير
صورة تداولها وشاهدها سكان العالم القديم , فلقد نقشت صورة الملك النبطي الحارث الثالث 87- 62 ق . م , حليف روما آنذاك على العملة الرومانية وهو منكس الرأس وحاملا في يده سعفة تعبيرا عن استسلامه . فما اشبه تلك الصورة بما شاهده العالم اليوم عبر وسائل الإعلام المختلفة نفس الاسلوب المتبع بسياسة التحقير والاذلال التي قام به الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه تجاه حليف لهم الرئيس الاوكراني زيلنسكي في البيت البيضاوي .
أدوات لا حلفاء
أدرك دولة الانباط نفوذ الرومان المتزايد في المنطقة منذ منتصف القرن القاني ق. م , وادركوا طمع الرومان في الاستيلاء عليها في يوم ما, ومن ثم لجأ الأنباط مثلما فعل اليهود إلى سياسة جديدة وهي اقامة جسور من الصداقة مع الرومان وتحريضهم على القدوم إلى الشرق الأوسط , ولقد بدأت الصداقة الرومانية - النبطية في عهد الملك " الحارث الثالث 87- 62 ق. م " والذي نجح في انتزاع سوريا من أيدي ملوك السلوقيين الضعفاء , وفي عهده استولي القائد الروماني " بومبى " على سوريا عام 63 ق. م ,
وليس من المستبعد أن يكون ذلك قد تم بمساعدته , وعندما حوصر " يوليوس قيصر " في الاسكندرية عام 47 ق. م من قبل البطالمة وجه نداء إلى ملك الأنباط " مالخوس " لتقديم العون اليه , فأرسل اليه قوة من الفرسان هي التي ساعدت يوليوس قيصر على الافلات من هزيمة محققة , كذلك قدم الأنباط مساعدتهم للرومان حينما استولوا على مصر غي عام 30 ق. م ,
حيث قاموا بحرق أسطول الملكة " كليوباترا " حتي يمنعوها من الهرب جنوبا في البحر الأحمر , وكأنهم كانوا ينتقمون من تدمير بطليموس الثاني لأسطولهم عام 278 ق. م , وبعد موت مالخوس تولى الملك " عبادة الثالث 28 – 9 ق. م " والذي تعاون مع الرومان واشترك في حملة " أيليوس جاليوس " حاكم الرومان في مصر لغزو اليمن عام 24 ق. م , حيث قدم الانباط الدعم العسكري ألف مقاتل ودعم لوجستي عبر وزيره سيلايوس النبطي كدليل للحملة الرومانية على اليمن , كذلك شارك في تلك الحملة خمسمائة يهودي .
وقد رضى الأنباط بذلك الدور لأنهم اعتقدوا أن الرومان سوف يكافئونهم بأن يطلقوا يدهم في تجارة البحر الأحمر وينفردون بها خاصة بعد قيامهم بمسانده روما في السيطرة على سوريا ومصر ومن ثم مشاركتهم في التحالف الروماني لغزو اليمن والسيطرة على موانئها كميناء المخا وعدن وعلى طرق التجارة البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي .
لكن الرومان عندما وصلوا إلى المياه الشرقية بدأوا يغيرون فكرتهم ومع ظهور الاسطول الحربي الروماني في مياه البحر الأحمر ببوارجه الحديثة بدأ الرومان يتبعون سياسة تقليم أظافر حلفائهم حتى لا يتحولوا إلى خطر يهدد مصالحهم في هذا المنطقة - بل الأصح بعد أن انتهي دورهم والغرض منهم - لذلك بدأت دولة الأنباط تنكمش لتعود إلى حدودها الطبيعية بعد منتصف القرن الأول الميلادي خاصة أن " السلام الروماني " كان قد استتب تماما في البحر الأحمر ووصلت روما إلى اتفاق مع البارثيين , ولم يعد هناك حاجة إلى الأنباط بعد أن أصبح طريق الملاحة إلى الهند آمنا ومؤمنا . فيما بقت اليمن دولة قوية وندا للرومان ولعبت دورا في السياسة الاقليمية والدولية في ذلك الوقت ممثلة بدولة حمير التي ورثت السلطة عن دولة سبأ .
عقود استثمارية
اتخذ الرومان اجراءات أمنية ضد حليفتهم الأنباط فوضعوا حامية رومانية في ميناء " ليوكي كومي " النبطي له سلطات عسكرية وادارية لجمع المكوس لصالح الأمبراطورية الرومانية حيث فرضا الرومان ضريبة قدرها 25% على بعض السلع القادمة من الشرق . فسياسة الرومان لا يمكن فصل التجارة عن السياسة فكلاها مرتبط ومتأثرا بالأخر , فالقادة الرومان في حملاتهم العسكرية كانوا يفكرون بعقلية التجار , كما ان المعسكرات الرومانية كانت تتحول إلى اسواق وبعضها تحول بالفعل إلى مدن فيما بعد .
وقاموا بتغيير طريق القوافل بين الخليج والبحر الأبيض ليمر عبر مدينة " بالمورا " بعيدا عن أرض الأنباط طريق بري أبعد نحو الداخل عن نفوذ الأنباط , وكان هذا تخطيطيا دقيقا لأضعاف الانباط اقتصاديا , وبالفعل بدأت دولة الأنباط تتدهور اقتصاديا وسياسا في عهد آخر ملوكهم " رابيل الثاني 71- 106م ". لذلك ندرك عقلية الرئيس الامريكي ترامب التي تنطلق من الاستفادة التجارية واستثمار موانئ وثروات أرض حلفائه وغيرهم مقابل حمايتهم كما فعل الرومان تماما مع الانباط ! .
مشروع تييريوس
في عام 106 م , رأي الامبراطور الروماني " تراجانوس " بعد السيطرة على أهم أسواق التجارة الشرقية القادمة من الخليج ونهر الفرات إلى البحر المتوسط وايضا التجارة القادمة من مواني البحرالأحمر , إلى انهاء وجود دولة مستقلة للأنباط وتنفيذ مشروع الأمبراطور " تييريوس القديم 14- 37م " في نفس العام الذي استولى فيه على بلاد البارثيين ودخل عاصمتهم " طيسفون " ( المدائن ) .
وهكذا تحولت دولة وبلاد الأنباط إلى " ولاية بلاد العرب الرومانية " وانتهي بذلك سفر طويل من علاقات الرومان بالانباط انتهى بالتخلص التدريجي منهم لتنفرد روما بالسيادة المطلقة على البحر الأحمر . لأن سياسة الرومان الدفاعية لم تكن لتسمح بوجود حليف قوى قد يتحول إلى خطر عليهم مستقبلا وهي نفس السياسة التي جعلت روما تدمر قرطاجة وكورنثة ولكن بفارق ان الاخيرتان قاومتا الهيمنة والسيطرة الرومانية , فيما الانباط واليهود لم يكونوا حلفاء لروما كون سياستها لا تعترف بحلفاء بل كانوا ادوات لها لتحقيق اهدافها ومصالحها في المنطقة , بدأ بسحق اليهود في عام 70م , وبعد 36 عاما انهت دولة الأنباط من الخارطة السياسية والجغرافية وضمتها كولاية رومانية تابعه لروما .
لذلك نجد اليوم أن السياسة الأمريكية نابعه من انتهاج سياسة ومشاريع روما القديمة والقائمة على استغلال الحلفاء سياسيا وعسكريا واقتصاديا ثم التخلي عنهم بمجرد انتهاء دورهم كأدوات وليس حلفاء ! .