وثيقة “الاستدامة الثقافية” منجز لافت لمهرجان الجبل في نسخته الثالثة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أفضى الوعي الثقافي والأنشطة الإبداعية في ميادين الثقافة المختلفة والزخم المعرفي التي شكلت العنوان الرئيس لمهرجان الجبل الثقافي الذي نظمته جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع دائرة السياحة والآثار بحكومة الفجيرة إلى إطلاق وثيقة “الاستدامة الثقافية” بقناعة تامة ووعي مسؤول من مبدعي الإمارات ومثقفيها، بأهمية المرحلة وضروراتها، كمُخرج لافت من مخرجات مهرجان “الجبل”.
جاء ذلك ضمن فعاليات المهرجان في نسخته الثالثة التي أقيمت على مدار يومين تحت شعار “حديث الطبيعة”، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأخير إلى جانب إطلاق وثيقة الاستدامة الثقافية وقراءتها أمام الحضور، إطلاق “حمامة الجبل” التي تمثل رسالة سلام من الإمارات إلى العالم، فضلاً عن زراعة أشجار الغاف في حديقة الشعراء لتعزيز الاستدامة البيئية في دولة الإمارات.
وأعرب سعادة الخبير الدكتور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية عن سعادته بنجاح المهرجان الذي قدم للجمهور فقرات وأنشطة إبداعية متعددة بتعدد ألوان وميادين الثقافة ضمن بيئة تراثية تمثلت في احتضان القرية التراثية بالفجيرة لفعاليات المهرجان، مما عززت ارتباط الماضي بالحاضر في تناغم ثقافي بديع.
وأكد الظنحاني أن المهرجان استشرف المستقبل بإطلاقه لوثيقة الاستدامة الثقافية؛ وعياً من المهرجان بتحديات الحاضر والمستقبل في ظل المتغيرات الثقافية العالمية المتسارعة، لافتاً إلى أن الاستدامة الثقافية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الحراك الثقافي، وتحافظ على التراث الثقافي من الاندثار، ما يسهم في بناء الهوية الوطنية والتميز الثقافي، بالإضافة إلى أن الاستدامة الثقافية ترسخ التواصل بين الأجيال المختلفة وتسهم في تنويع وإثراء الثقافات. كما تعمل الاستراتيجيات المستدامة على تعزيز الاقتصاد الثقافي وخلق فرص عمل جديدة في مجالات متعددة مثل السياحة الثقافية والصناعات الإبداعية.
ونصت “وثيقة الاستدامة الثقافية” على التزام المشاركين في مهرجان الجبل الثقافي وكلّ أهل الثقافة والفكر والأدب والفنّ، والصناعات الثقافيّة والإبداعيّة، بالعمل الجادّ على تحقيق تنمية ثقافيّة مستدامة وترسيخها، تتماهى مع سمات الشموليّة في ميادينها، والتوازن في حقولها، والتجاوب مع حاجات الإنسان، وتوسيع مداركه وخياراته، ومتطلّعة إلى التجدّد والفعاليّة، والتفاعل الصحّيّ مع الآخر الثقافيّ، وذات علاقة تبادليّة بالتنمية المستدامة اقتصاديّاً واجتماعيّاً وبيئيّاً.
كما أن الوثيقة تمثل رسالة المشاركين في هذا الملتقى الثقافي، وهي الالتزام الواعي بأهمّية الثقافة المستدامة، وبدورها الجوهريّ في بناء وعي الأجيال وتشكيله، وتحفيزها على الإبداع والمشاركة في إنجاز تنمية شاملة ومستدامة مرتبطة بالثقافة المجتمعيّة، والانخراط الإيجابيّ في الحقول والأنشطة الثقافيّة المتنوعة، وجعل ثقافة القراءة والحوار، واكتساب المعرفة، وشغف الإقبال على الفنون والمتاحف والمسرح والحقول الأدبيّة، والقيم الجماليّة الثقافيّة، مترسّخة في نفوس الأجيال الناشئة والمستقبليّة، بما يحقّق الكثير من الثقة بالذات الفرديّة والجمعيّة، والرضا العقليّ والمعرفيّ والوجدانيّ.
ويؤكّد المشاركون على أهمّية تعزيز دور الثقافة المستدامة، كعنصر أساسيّ وشرط مسبق وضروريّ، لإحداث تنمية شاملة مستدامة، وكقوة مؤثّرة في ممارسات الناس وقيمهم واختياراتهم، وفي سلامة المجتمع، وضمان حضور عناصر رئيسة في الهويّة الوطنيّة، لغةً وعقيدةً وقيماً وتاريخاً وتراثاً مشتركاً.
ويدرك المشاركون أنّ هناك تحدّيات عديدة، تواجه الاستدامة الثقافيّة، في ظروف راهنة، وأخرى آجلة، وفي ظلّ تسارع التحولات الاجتماعيّة، وثورات التقانة والمعلومات والاتصال، وتأثيراتها في معارف وقيم ومفاهيم وسلوكيات أفراد المجتمع، وفي الفضاء الاجتماعيّ العام، ومن بين هذه التحدّيات الحاجة إلى تطوير الصناعات الثقافيّة، وحماية التراث المادّيّ والمعنويّ وصونه، وتقديمه للأجيال القادمة، بما يعزّز معاني الانتماء الوطنيّ وروابطه، وهناك تحدّيات الثقافة المعولمة، وتأثيرها السلبيّ في مكونات الثقافة وغاياتها، فضلاً عن استدامتها.
ويؤكّد المشاركون على أهمّية الدور الرياديّ والفعّال للثقافة، بحقولها الحيويّة المتنوّعة في مواجهة التحدّيات، ويعبّرون عن قناعاتهم بأنّه لا يمكن تحقيق تنمية حقيقيّة مستدامة بغياب ثقافة مستدامة، باعتبار أنّ استدامة الحقل الثقافيّ وتجويده، تمدّ حياة الإنسان بطاقات خلّاقة معرفيّة ونفسيّة وقيميّة وجماليّة وسلوكيّة، وذاكرة وطنيّة وحضاريّة مشتركة.
وشددت الوثيقة على أنّ رعاية الدولة، ودعمها للحقول الثقافيّة، وجعلها ضمن الأهداف التنمويّة، وخطط الرؤية المستقبليّة، هي ضمان لاستدامة الثقافة، لتكون جزءاً أساسيّاً من منظومة حاضر دولة الإمارات ومستقبلها، وبناء المواطن والمواطنة، معرفيّاً ووجدانيّاً، وخلق المجتمع المتماسك والآمن والمنفتح والمزدهر.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاستدامة الثقافیة الاستدامة الثقافی الثقافی ة ة مستدامة ة الثقافی
إقرأ أيضاً:
“مركز سالم بن حم الثقافي ينظم معرض “تراثي هويتي” تجسيداً لرؤية “عام المجتمع”
العين – الوطن:
تحت رعاية وحضور الشيخ مسلم بن حم العامري رئيس مجلس إدارة مركز سالم بن حم الثقافي ، نظم المركز معرض “تراثي هويتي” ، وذلك في إطار تجسيد رؤية “عام المجتمع 2025″، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله “، بهدف تعزيز قيم الانتماء المجتمعي والهوية الوطنية.
وشهد المعرض مشاركة هيئة ابوظبي للتراث ومجموعة من مدارس العين ومنها،مدرسة النرجس للشراكات التعليمية، مدرسة الرياحين للشراكات التعليمية، مدرسة الحصون للشراكات التعليمية، أكاديمية الفلاح – الجيمي، أكاديمية الفلاح – الخبيصي، أكاديمية الظفرة ، مدرسة جزيرة أبوظبي العالمية ، مدرسة المستقبل الدولية، مدرسة الأوائل ، مدرسة براعم العين، مدرسة دار العلوم (فلج هزاع)، المدرسة المتحدة (العامرة)، مدرسة ابن خلدون العلمية، مدرسة دار العلوم (العين)، المدرسة المتحدة (بني ياس)، د/ رفعة مصلح العرياني- مشاركة فردية.
والتي حضر طلابها من مختلف الأعمار لتجربة العديد من الأنشطة التراثية والتعليمية التي تعكس تاريخ وثقافة الإمارات. تم تنظيم ورش عمل متنوعة، تشمل الحرف اليدوية مثل صناعة السلال والخوص، وورش لتعليم الطبخ الإماراتي التقليدي، بالإضافة إلى العروض الفلكلورية التي أداها الطلاب بأنفسهم، مستعرضين الأغاني الإماراتية القديمة والرقصات الشعبية.
ويتضمن المعرض العديد من الأنشطة التفاعلية مثل العروض الحية للحرف التقليدية، وورش عمل عن التراث الإماراتي، بالإضافة إلى أجنحة مخصصة لعرض المقتنيات التراثية التي تعكس عراقة المجتمع الإماراتي. كما يتيح المعرض للطلاب فرصة التفاعل مع خبراء التراث والتعرف على قصص وموروثات الأجداد التي تشكّل جزءًا أساسيًا من هويتهم الوطنية.كما تضمن المعرض أجنحة خاصة لعرض الملابس التقليدية مثل الزي الإماراتي للرجال والنساء، والعديد من الأدوات التراثية التي استخدمها الأجداد في الحياة اليومية، مثل أدوات الزراعة وصيد الأسماك، وهو ما جعل المعرض أكثر تفاعلاً وغنى بالمعرفة.
وبهذه المناسبة، قال الشيخ مسلم بن حم العامري: “من خلال هذا المعرض، نهدف إلى تعزيز ارتباط الطلاب بهويتهم الوطنية والتراثية، وغرس قيم الانتماء والولاء للمجتمع الإماراتي، وهو ما يتماشى مع رؤية عام المجتمع 2025 التي تسعى لخلق مجتمع متماسك يعتز بتاريخه ويواجه تحديات المستقبل بكل وعي وافتخار”.
من جانبهم، أشاد المشاركون في المعرض بما يتضمنه من أنشطة مبتكرة وعروض تفاعلية، مؤكدين على دور هذه الفعاليات في تعميق الفهم لدى الطلاب بتاريخهم الثقافي والمجتمعي. وقد عبر العديد من أولياء الأمور عن فخرهم لرؤية أبنائهم يشاركون في هذا الحدث الذي يعزز التواصل بين الأجيال.
وأكد دكتور بخيت بن سالم العامري مدير مركز سالم بن حم الثقافي أن المعرض يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي يسعى المركز لتنظيمها في إطار عام المجتمع 2025، لتسليط الضوء على القيم الإماراتية الأصيلة وتعزيزها في نفوس الأجيال القادمة، و تعزيز الروابط الاجتماعية، وتمكين قيم التضامن والانتماء الوطني .
ويذكر أن المعرض حضره عدد من المسؤولين التربويين، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المجتمعية، الذين عبروا عن إعجابهم بتنظيم المعرض والتفاعل الكبير من قبل الطلاب.