أفضى الوعي الثقافي والأنشطة الإبداعية في ميادين الثقافة المختلفة والزخم المعرفي التي شكلت العنوان الرئيس لمهرجان الجبل الثقافي الذي نظمته جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع دائرة السياحة والآثار بحكومة الفجيرة إلى إطلاق وثيقة “الاستدامة الثقافية” بقناعة تامة ووعي مسؤول من مبدعي الإمارات ومثقفيها، بأهمية المرحلة وضروراتها، كمُخرج لافت من مخرجات مهرجان “الجبل”.


جاء ذلك ضمن فعاليات المهرجان في نسخته الثالثة التي أقيمت على مدار يومين تحت شعار “حديث الطبيعة”، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأخير إلى جانب إطلاق وثيقة الاستدامة الثقافية وقراءتها أمام الحضور، إطلاق “حمامة الجبل” التي تمثل رسالة سلام من الإمارات إلى العالم، فضلاً عن زراعة أشجار الغاف في حديقة الشعراء لتعزيز الاستدامة البيئية في دولة الإمارات.
وأعرب سعادة الخبير الدكتور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية عن سعادته بنجاح المهرجان الذي قدم للجمهور فقرات وأنشطة إبداعية متعددة بتعدد ألوان وميادين الثقافة ضمن بيئة تراثية تمثلت في احتضان القرية التراثية بالفجيرة لفعاليات المهرجان، مما عززت ارتباط الماضي بالحاضر في تناغم ثقافي بديع.
وأكد الظنحاني أن المهرجان استشرف المستقبل بإطلاقه لوثيقة الاستدامة الثقافية؛ وعياً من المهرجان بتحديات الحاضر والمستقبل في ظل المتغيرات الثقافية العالمية المتسارعة، لافتاً إلى أن الاستدامة الثقافية تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الحراك الثقافي، وتحافظ على التراث الثقافي من الاندثار، ما يسهم في بناء الهوية الوطنية والتميز الثقافي، بالإضافة إلى أن الاستدامة الثقافية ترسخ التواصل بين الأجيال المختلفة وتسهم في تنويع وإثراء الثقافات. كما تعمل الاستراتيجيات المستدامة على تعزيز الاقتصاد الثقافي وخلق فرص عمل جديدة في مجالات متعددة مثل السياحة الثقافية والصناعات الإبداعية.
ونصت “وثيقة الاستدامة الثقافية” على التزام المشاركين في مهرجان الجبل الثقافي وكلّ أهل الثقافة والفكر والأدب والفنّ، والصناعات الثقافيّة والإبداعيّة، بالعمل الجادّ على تحقيق تنمية ثقافيّة مستدامة وترسيخها، تتماهى مع سمات الشموليّة في ميادينها، والتوازن في حقولها، والتجاوب مع حاجات الإنسان، وتوسيع مداركه وخياراته، ومتطلّعة إلى التجدّد والفعاليّة، والتفاعل الصحّيّ مع الآخر الثقافيّ، وذات علاقة تبادليّة بالتنمية المستدامة اقتصاديّاً واجتماعيّاً وبيئيّاً.
كما أن الوثيقة تمثل رسالة المشاركين في هذا الملتقى الثقافي، وهي الالتزام الواعي بأهمّية الثقافة المستدامة، وبدورها الجوهريّ في بناء وعي الأجيال وتشكيله، وتحفيزها على الإبداع والمشاركة في إنجاز تنمية شاملة ومستدامة مرتبطة بالثقافة المجتمعيّة، والانخراط الإيجابيّ في الحقول والأنشطة الثقافيّة المتنوعة، وجعل ثقافة القراءة والحوار، واكتساب المعرفة، وشغف الإقبال على الفنون والمتاحف والمسرح والحقول الأدبيّة، والقيم الجماليّة الثقافيّة، مترسّخة في نفوس الأجيال الناشئة والمستقبليّة، بما يحقّق الكثير من الثقة بالذات الفرديّة والجمعيّة، والرضا العقليّ والمعرفيّ والوجدانيّ.
ويؤكّد المشاركون على أهمّية تعزيز دور الثقافة المستدامة، كعنصر أساسيّ وشرط مسبق وضروريّ، لإحداث تنمية شاملة مستدامة، وكقوة مؤثّرة في ممارسات الناس وقيمهم واختياراتهم، وفي سلامة المجتمع، وضمان حضور عناصر رئيسة في الهويّة الوطنيّة، لغةً وعقيدةً وقيماً وتاريخاً وتراثاً مشتركاً.
ويدرك المشاركون أنّ هناك تحدّيات عديدة، تواجه الاستدامة الثقافيّة، في ظروف راهنة، وأخرى آجلة، وفي ظلّ تسارع التحولات الاجتماعيّة، وثورات التقانة والمعلومات والاتصال، وتأثيراتها في معارف وقيم ومفاهيم وسلوكيات أفراد المجتمع، وفي الفضاء الاجتماعيّ العام، ومن بين هذه التحدّيات الحاجة إلى تطوير الصناعات الثقافيّة، وحماية التراث المادّيّ والمعنويّ وصونه، وتقديمه للأجيال القادمة، بما يعزّز معاني الانتماء الوطنيّ وروابطه، وهناك تحدّيات الثقافة المعولمة، وتأثيرها السلبيّ في مكونات الثقافة وغاياتها، فضلاً عن استدامتها.
ويؤكّد المشاركون على أهمّية الدور الرياديّ والفعّال للثقافة، بحقولها الحيويّة المتنوّعة في مواجهة التحدّيات، ويعبّرون عن قناعاتهم بأنّه لا يمكن تحقيق تنمية حقيقيّة مستدامة بغياب ثقافة مستدامة، باعتبار أنّ استدامة الحقل الثقافيّ وتجويده، تمدّ حياة الإنسان بطاقات خلّاقة معرفيّة ونفسيّة وقيميّة وجماليّة وسلوكيّة، وذاكرة وطنيّة وحضاريّة مشتركة.
وشددت الوثيقة على أنّ رعاية الدولة، ودعمها للحقول الثقافيّة، وجعلها ضمن الأهداف التنمويّة، وخطط الرؤية المستقبليّة، هي ضمان لاستدامة الثقافة، لتكون جزءاً أساسيّاً من منظومة حاضر دولة الإمارات ومستقبلها، وبناء المواطن والمواطنة، معرفيّاً ووجدانيّاً، وخلق المجتمع المتماسك والآمن والمنفتح والمزدهر.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاستدامة الثقافیة الاستدامة الثقافی الثقافی ة ة مستدامة ة الثقافی

إقرأ أيضاً:

تكريم الفنان أحمد بدير في الدورة الـ17 لمهرجان المسرح المصري

يكرم مهرجان المسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض خلال حفل افتتاح دورته السابعة عشرة، الفنان الكبير أحمد بدير؛ تقديرًا لمسيرته المسرحية بشكل خاص، والفنية بشكل عام. 

أبرز المعلومات عن الفنان أحمد بدير 

والفنان أحمد بدير من مواليد حي حدائق القبة، وكانت بديته المسرحية الاحترافية في مسرحية مبروك أمام الفنان محمود المليجين وبعدها شارك نور الشريف مسرحية بكالوريوس في حكم الشعوب، وهو يمتلك مسيرة حافلة، فقد أثري الفن المصري والعربي بالعديد من المسرحيات والأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية، تزيد في مجملها عن 220 عملا متنوعا، منها 50 عملا مسرحيا ما بين مسرح القطاع الخاص ومسرح الدولة، ومن أشهر أعماله: ريا وسكينة،ع الرصيف، رأس المملوك جابر، الصعايدة وصلوا، خربشة، عيلة عشر نجوم، جوز ولوز، كرنب زبادي، أزعرينا، شئ في صبري، شقع بقع، أنا متقائل .. تصور، غيبوبة، فرصة سعيدة. 

أبرز أعمال الفنان أحمد بدير

وقدم الفنان أحمد بدير عبر الشاشة الصغيرة والكبيرة العديد من الأعمال منها مسلسلات مثل: الغربة، أحلام الفتي الطائر، علي باب زويلة، أبواب المدينة، غوايش، البشاير، مطلوب عروسة، ألف ليلة وليلة، نظرية الجوافة، زيزينيا، الزيني بركات، سوق الخضار؟

وفي السينما قدم أعمال كثيرة منها: إسكندرية ليه، والكرنك، شفيقة ومتولي، عودة الابن الضال، الأوباش، الحدق يفهم، بنات حارتنا، بطل من ورق، المهاجر، حين ميسرة، وكانت أحدث أعماله مسلسل جودر وفيلم أهل الكهف. 

نال أحمد بدير العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، ومنها جائزة من مهرجان الإسكندرية السينمائي، وجائزة من مهرجان جمعية الفيلم، تكريم من مهرجان المركز الكاثوليكي، وجائزة من مهرجان القاهرة التاسع للإذاعة والتلفزيون . 

ويقام مهرجان المسرح المصري برعاية ودعم من وزارة الثقافة، والدورة المقبلة من عمر المهرجان ستحمل اسم الفنانة سميحة أيوب، وتتكون اللجنة لهذا المهرجان من الفنان محمد رياض رئيسا، والفنان ياسر صادق مديرا للمهرجان، وأعضاء اللجنة وهم: الناقدتان علا الشافعي وعبلة الرويني، الكاتب مدحت العدل، الكاتب وليد يوسف، الفنان نضال الشافعي، المخرج إسلام إمام، بالإضافة لعضوية 6 أعضاء آخرين بمناصبهم، وهم المخرج الكبير خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعمرو البسيوني رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان القدير إيهاب فهمي رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح، ومنسق عام المهرجان أ. ماجدة عبد العليم، وينطلق المهرجان  خلال الفترة من يوم 15 يوليو المقبل، الذي سيشهد حفل الافتتاح، وتستمر الفعاليات حتى 30 يوليو المقبل.

 

مقالات مشابهة

  • «الثقافة» تستضيف ورشة عمل دولية حول حماية وصون التراث غير المادي
  • بنك الخليج الأفضل في التنمية المستدامة بمكان العمل
  • غدا.. ختام الدورة 46 لمهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • بالفيديو.. الكنيدري: النسخة 53 لمهرجان الفنون الشعبية بمراكش تختار الصين ضيفة شرف
  • مراكش تحتضن الندوة الصينية المغربية حول التبادلات الثقافية والسياحية وكذا افتتاح المعرض الثقافي لمدينة جينهوا الصينية
  • محافظ المندق يدشّن فعاليات مهرجان “حبوب بلادي واللوز” في نسخته الثانية
  • متحف المستقبل ينظم ورشتي عمل حول “وظائف المستقبل”
  • الصويرة.. افتتاح الدورة الـ 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم
  • 30 يونيو| إرادة شعب ومسيرة وطن.. الحفاظ على الهوية وصون المقدرات الحضارية إنجازات الثقافة في 10 سنوات
  • تكريم الفنان أحمد بدير في الدورة الـ17 لمهرجان المسرح المصري