أصبح معروفاً لجميع اليمنيين أن مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، تستخدم من تبقى من البرلمانيين في صنعاء كغطاء تشريعي لعبثها بمؤسسات الدولة الجمهورية وقوانينها، لكن سلطة المليشيا أصبحت تتمادى أكثر في استخدام قناة البرلمان في الترويج لأفكارها الطائفية، فيما تتجاهل قرارات النواب الخاصة بفساد قياداتها.

 عقد مجلس النواب بصنعاء، الاثنين، جلسة لمناقشة ما وصفها الإعلام الحوثي ب"المستجدات على الساحة الوطنية والفلسطينية"، وفي نفس الجلسة استمع المجلس إلى إيضاح الجانب الحكومي حول الشكاوى المقدمة من النائب سلطان السامعي بمخالفات وتجاوزات وزارة الصناعة والتجارة في حكومة المليشيا الحوثية وفساد وزيرها المدعوم من قيادات الجماعة العليا.

وذكر الإعلام الحوثي أن اللجنة التي كلفها مجلس نواب المليشيا بدراسة مخالفات وفساد وزير الصناعة محمد المطهر رفعت تقريرا بكافة مخالفاته وفساده إلى رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وأنه تم إحالة التقرير إلى لجنة أخرى شكلها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي للنظر في فساد المطهر.

هذا المسار المتعدد الجهات للنظر في مخالفات وفساد الوزير الحوثي يكشف حجم هذا الفساد الكبير وكيف تحميه القيادات الحوثية العليا وصولا إلى زعيمهم الذي يحمي الكثير من عينة المطهر ما داموا يخدمون أجندته الفكرية والطائفية ويحتالون على أقوات المواطنين ورأسمال القطاع العام والخاص لرفد خزينة الجماعة وحربها ضد اليمن ودول الجوار العربي.

ولم يحضر المطهر جلسة البرلمان بل أوكل مهمة الرد على أعضاء المجلس إلى وزير الدولة لشوون مجلسي النواب والشورى بحكومة الحوثي، ووكلاء وزارة الصناعة ونائب المطهر، بينما أقر المجلس بإعادة مخاطبة المشاط بشأن قضية الفساد هذه، وسط تجاهل واضح لقرارات المجلس وتقارير لجانه.

وعلى صعيد آخر تستخدم مليشيا الحوثي مجلس النواب في العاصمة المختطفة صنعاء لترويج الأفكار الطائفية التي تجعل من الهوية الوطنية اليمنية نقيضا لما تسميها المليشيا "الهوية الإيمانية" في محاولة سافرة لابتزاز اليمنيين بإيمانهم الديني ومعتقدهم الإسلامي الراسخ.

والأحد الماضي كلفت قيادة المليشيا الحوثية رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وأعضاء المجلس أحمد الخولاني وعبده العدلة ومحمد الطوقي، بزيارة أنشطة ما تسمى الدورات الصيفية في مدارس مديرية الثورة بأمانة العاصمة صنعاء، لشرعنة هذه الدورات التي تسمم عقول الأطفال والشباب بأفكار عدوانية تجاه أسرهم وبيئاتهم الاجتماعي، خاصة البيئات الاجتماعية غير المتوافقة مع التوجه الفكري والطائفي للجماعة. 

وتنتج هذه المراكز الصيفية كل سنة مئات الدارسين فيها أثناء العطلة المدرسية الصيفية لكي يسهل على الجماعة استدراجهم للقتال في صفوفها أو استقطابهم لخدمتها في مجالات أخرى بهدف تعزيز سيطرتها على المجتمع اليمني. كما تُخرج الدورات الصيفية الحوثية عناصر متطرفة ومتعصبة لمشروع الجماعة في تكريس وإعادة إحياء نظام الإمامة البائد وموالاته والتعصب لمشروع إيران التوسعي في اليمن والمنطقة.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يحشدون لفرض مزاعم خرافة الولاية على اليمنيين

يحتشد الحوثيون في كل عام منذ اجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014، لإحياء فعالياتهم الطائفية التي تصادف يوم 18 ذي الحجة بما يسمى يوم "الغدير" أو "عيد الولاية"، زاعمين أن النبي "محمد" عليه السلام نقل أمر ولاية المسلمين إلى صهره وابن عمه الصحابي علي بن ابي طالب، وهي الخرافة التي وأدها اليمنيون منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 التي اطاحت بالحكم الإمامي البغيض.

واستنفرت المليشيا الحوثية عناصرها منذ اسبوعين وانفقت مئات ملايين الريالات للتحشيد لمسيرات التي نظمتها الإثنين، بهذه المناسبة في صنعاء والعديد من المدن والمديريات وسط حضور باهت لانصارها مما يكشف وعي اليمنيين ورفضهم محاولتها شرعنة انقلابها وحكمها المغتصب عبر يوم الخرافة الحوثية.

وتحاول مليشيا الحوثي منذ انقلابها في ترسيخ مفاهيم ومصطلحات جديدة كـ (الولاية، والعترة، قرنا القران) في استنساخ للمناسبات الإيرانية في تأكيد انهم ليسوا سوى اتباع لإيران بتنفيذ اجندتها ومخططاتها الرامية لتنفيذها على قدم وساق لاعادة الامبراطورية الفارسية.

ودأبت مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الحكم في 21 سبتمبر 2014 على الاحتفال بشكل سنوي بمناسبة ما يسمى بيوم "الغدير" أو "الولاية" التي يحتفي بها الشيعة في العالم، وهي كذبة وفرية يهدف المحتفون بها للسطو على السلطة باسم الأحقية بالحكم.

يوم الخرافة

حيث يزعم الشيعة أن رسول الله "محمد" في هذا اليوم من السنة العاشرة للهجرة (قبل أكثر من 14 قرن ونص)، عند عودته من حجة الوداع ووصوله إلى منطقة تسمى "غدير خُمّ"، منح ابن عمه وزوج ابنته فاطمة، الصحابي علي بن ابي طالب، تصريحا بـ "الولاية" العامة على المسلمين من بعده، في صك مفتوح لكل ذريته من بعده ممن يزعمون انهم أحفاده.

واتخذت المليشيا من خرافة "يوم الولاية" دعاية سياسية وموسما مليشاويا لابتزاز ونهب اموال المواطنين والتجار وفرض جبايات باهضة والتعدي على ممتلكاتهم وفرض الخمس ومعاقبة من يخالفهم واشغال الناس بتلك الاحتفالات كالغدير وعاشوراء والمولد في محاولة لترسيخ وطمس الهوية اليمنية الأصيلة واخلاء الساحة لثقافتهم الفارسية الوافدة وإخضاع رقاب الناس للاحتفاء بالقوة.

وتتعمد المليشيا الى تسويق خرافة "الولاية" او مايسمى "عيد الغدير" وتمريرها في مناطق سيطرتها وعبر وسائل الاعلام الخاضعة لها وعلى منابر المساجد بشكل مكثف وباستخدام سياسة الترهيب والترويج في مسعى منها لترسيخ وتكريس خرافة أحقية سلالتها بالحكم دون بقية اليمنيين.

عبيد واسياد

واستخدمت المليشيا خرافة الولاية كاداة لتقسيم المجتمع الى أسياد وعبيد، للطرف الاول حق التصرف بالثروة والسلطة، مقدمة نفسها دينيا واجتماعيا وسياسيا أن الله اصطفاها على غيرها من اليمنيين، في خرافة دينية طائفية قائمة على أساس سلالي عنصري مختل، لا يمكن أن يتوافق مع العقل والمنطق او يتوافق مع مبادئ وثوابت دين الإسلام القائم على المساواة والحرية والحفاظ على كرامة الانسان.

ويدعي علماء ومنظري الفكر الحوثي "ان الله اخبرنا ان الولاية اكمال للدين" في مسعى للمليشيا في تطييف المجتمع وتشكيكه في دينه ومن أخطر ما تفعله فكرة الولاية أنها تعمل على استبدال الأصل بالخرافة، حيث يحشدون النصوص لتوظيفها لما يريدون، ويزعم عبدالملك الحوثي زعيم المليشيا في احدى محاضراته ان الرسول قال "من كنت مولاه فأن علي مولاه" أي ان علي يؤدي دور حلقة الوصل برسول الله، امتداد للوصول اليه، فمن يحتفلون بولاية "عليّ"، فهم يحتفلون بـ "عبد الملك الحوثي" أصلا.

وخلال السنوات الماضية قامت مليشيا الحوثي بتغيير المناهج الدراسية وكثفوا من الدورات الصيفية الطائفية وعملوا على دس داخل تلك المناهج مفردات تضفي قدسية على زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي وشقيق الصريع حسين الحوثي مؤسس الجماعة وتكرس نظرية الولاية والاصطفاء الالهي كما كان يفعل الائمة محاولة الترويج على حقهم في السلطة والثروة واستعباد الناس.

صراعات مذهبية

وتسعى المليشيا من خلال خرافة الولاية للعودة للصراعات المذهبية فيما مضى بين متشددي السنة والشيعة، في محاولة للهروب من استحقاقات الحاضر في دليل إفلاس سياسي على فشلها في إدارة مناطق سيطرتها، وتوفير حقوق الناس وحاجياتهم من الرواتب والخدمات وغيرها.

كما حاولت المليشيا ترسيخ الاستعلاء الطبقي لهذه الأسر السلالية في اوساط اليمنيين بهدف فرض عليهم حقوقا سياسية ودينية ومالية واجتماعية، يعلن بها التسليم للسلالة وبموجبها يبادروا بتسليم الاموال والحقوق إلى هذه الأسر التي تعتقد ان لها التفضيل من منظور سلالي طائفي.

ومنذ انقلابها انشأت المليشيا الاف الحوزات والمدارس والمراكز الطائفية وحولت مناطق سيطرتها الى حوزات إيرانية ملطخة الشوارع والمنازل والمعالم الأثرية بشعاراتها الطائفية لنشر مشروع ولاية الفقية وتزييف وعي اليمنيين.

وبالمقابل يقود ناشطون يمنييون معركة وحملة وعي واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي لمواجهة الخطاب الطائفي الحوثي ودحض أكاذيبه من خلال تفنيد ادعاءات وزيف المليشيا وتقديس زعيمها وقياداتها كجماعة سلالية ترى نفسها فوق الجميع بهدف الحفاظ على هوية اليمنيين الجامعة ونظامهم الجمهوري.

ويؤكد مراقبون، ان خرافة الولاية تتناقض مع مبدأ الشورى كحق للشعب اليمني في أختيار من يحكمه في جريمة مركبة تتعارض مع حقوق الانسان والمساواة والمواثيق الدولية وكافة الشرائع السماوية والعدالة الالهية، منوهين ان حصر الولاية للحقوق السياسية في سلالة بعينها تعد من أسوء صور التمييز العرقي والعنصري.

ووفقا للمراقبين فأن ميليشيا الحوثي تهدف من وراء تلك الاحتفالات والتحشيدات ترسيخ ثقافة العبودية والانصياع لحكم وولاية قياداتها السلالية، والتمسك بخرافة تسعى من خلالها هذه الجماعة، للبحث لها عن مشروعية لتثبيت ولايتها غير المعترف بها كونها مفتقدة الشرعية.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تعتقل موظفين حكوميين
  • كيف ردت المليشيات على من تخلفوا عن حضور (يوم الخرافة) لتأكيد الأحقية المزعومة لعائلة عبد الملك الحوثي في حكم اليمنيين؟
  • يوم النشور.. عيد تقليدي أصيل يكشف عمق وحدة القبيلة اليمنية ويزعج المليشيا الحوثية
  • عمران.. مليشيا الحوثي تواصل احتجاز شيخ قبلي صفع مشرفاً وطعن أحد مرافقيه
  • تقرير أمريكي يكشف عن مصادر تمويل مليشيات الحوثي وأجور مقاتليها
  • «توجيهاتي هي القانون».. قيادي حوثي يوجه إهانة ساخرة لمدير مكتب المشاط
  • تحليل: تحركات الزُّبيدي في محاربة الكهنوت وأبعاد مرونته الوحدوية
  • الحوثيون يحشدون لفرض مزاعم خرافة الولاية على اليمنيين
  • واشنطن تداعب المليشيات بتهديد جديد
  • انفلات أمني يضاعف معدلات الجريمة في مناطق الحوثي