أسباب وعلاج تقلب الأطوار وتغيير الأحوال بآيات من القرآن
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لا يخلو إنسان في هذه الحياة من المتاعب والأحزان والآلام، وتقلب الأطوار وتغير الأحوال من قبض وبسط وعسر ويسر وفرج وكرب وشدة ورخاء وسراء وضراء. ولا شك أن ذلك كله يظهر أثره على وجهه ولكن ما سبب ذلك؟ وماعلاجه؟ يقول الشيخ مبارك علي محمد علي، إمام وخطيب مسجد سيدي أبي الحجاج الأقصري، لا شك أن القبض الذي يصيب الإنسان له أسباب كثيرة منها:
1- كثرة الذنوب وهذا يزول بالتوبة والاستغفار.
2- وقد يكون القبض والكرب بسبب أمل ضاع أو مرض ألم بالإنسان وعلاج ذلك يكون في التسليم لأمر الله وفي ذلك يقول الإمام الشافعي: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ. 3- وقد يكون القبض والكرب بسبب ظلم وقع على الإنسان لا يستطيع دفعه وعلاج ذلك الصبر وسعة الصدر فدعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ و تُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ و يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ.
4- وهناك قبض لا يعرف له سبب وهذا يزول بالذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد28. أخرج أحمد والترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»: «هذا حديث حسن».وفي رواية: «إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك». والمتدبر للقرآن الكريم والفاهم لسنة النبي الكريم يعلم: أن كل شيء بقدر الله والله سبحانه قسم للعبد سعادته وشقائه ورزقه وعمره، فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوّتك. قال تعالى: (وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّۢ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍۢ فَلَا رَآدَّ لِفَضْلِهِۦ ۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ).
والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأذكار والأدعية لتفريج الكربات وأهل البيت وصحابته الكرام تعلمنا منهم في الشأن الكثير فمن ذلك قول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه: وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ فَفَرَّجَ كَربَهُ القَلبُ الشَجيِّ وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ تَوَسَّل بِالنَبِي في كُلِ خَطبٍ يَهونُ إِذا تُوُسِّلَ بِالنَبيِّ وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ وقال الحافظ السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء: أخرج البيهقي وابن عساكر من طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسن بن علي رضي الله عنهما وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف فحبسها عنه معاوية رضي الله عنه في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديدة، قال: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية رضي الله عنه لأذكره نفسي ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال: " كيف أنت يا حسن" فقلت بخير يا أبتِ وشكوت إليه تأخر المال عني، فقال: " أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك" فقلت نعم يا رسول الله فكيف أصنع، فقال: (قل اَللَّهُمَّ اقْذِفْ في قَلْبِي رَجَاءَكَ وَاقْطَعْ رَجَائِي عَمَّنْ سِوَاكَ حَتى لا أَرْجُو أَحَدًا غَيْرَكَ اَللَّهُمَّ وَمَا ضَعُفَتْ عَنْهُ قُوَّتِي وَقَصُرَ عَنْهُ عَمَلِي ولَمْ تَنْتَهِ إِلَيْهِ رَغْبَتِي وَلَمْ تَبْلُغْهُ مَسْأَلَتِي وَلَمْ يَجْرِ عَلَى لِسَانِي مِمَّا أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنَ الْيَقِينِ فَخُصَّنِي بِهِ يا رَبَّ الْعَالَمِين )قال: فوالله ما ألححت به أسبوع
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آيات من القرآن القرآن أسباب وعلاج تقلب الأطوار المتاعب رضی الله عنه استغفر الله فقال له ما شئت
إقرأ أيضاً:
كيف نختم القرآن الكريم في شهر رمضان المُبارك
قراءة القرآن في رمضان من أجلّ الأعمال وأفضلها، فرمضان هو شهر القرآن، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة/185.
وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن. رواه البخاري (5) ومسلم (4268).
وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن جبريل (كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ).
وشهر رمضان هو من أفضل الشهور في العام، لأنه الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات والثواب، لهذا يقوم المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن الكريم وحفظه في شهر رمضان بشكل خاص.
وتتمثل أفضل طريقة لختم القرآن الكريم في أقصر وقت خلال الشهر الكريم في اتباع الخطوات الآتية:
لختم القرآن مرة واحدة فقط خلال شهر رمضان يجب قراءة 4 صفحات فقط من المصحف بعد كل صلاة. لختم القرآن مرتين خلال شهر رمضان الكريم يجب قراءة 4 صفحات قبل كل صلاة و4 صفحات بعد الصلاة. لختم القرآن 3 مرات خلال شهر رمضان الكريم يجب قراءة 6 صفحات قبل الصلاة و6 صفحات بعد الصلاة.وبطريقة حسابية، فإن عدد صفحات المصحف تبلغ 604 صفحات، وإذا قسمنا عدد الصفحات على عدد أيام شهر رمضان وهي 30 يوما، ثم تقوم بقسمة الناتج على 5 وهو عدد الصلوات اليومية، فتحصل على عدد الصفحات، كما بإمكانك ختم القرآن الكريم أكثر من مرة خلال شهر رمضان الكريم.
هذا ومن أحب الأعمال التي يجب أن يسعى إليها كل مسلم هي حفظ القرآن الكريم لأن حفظ القرآن له عظيم الآجر والثواب والفضل والنعمة التي تعم على حافظ القرآن الكريم سواء في حياته أو في آخرته.
وقد وضع علماء الفقه والشريعة نصائح تعين الشخص على حفظ القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، تتلخص في:
يجب أن يكون حفظ القرآن الكريم هو الهدف الأول الذي يسعى إليه المسلم في شهر رمضان بجانب الصلاة والصوم. إخلاص النية لله تعالى والدعاء لله بالمساعدة والعون على حفظ القرآن الكريم. الحرص على ذكر الله تعالى في كل وقت وفي كل حين والإكثار من الاستغفار حتى يعين الله الإنسان على حفظ القرآن الكريم. عدم تحمل الإنسان فوق طاقته، لأنه لو ضغط الإنسان على نفسه في حفظ القرآن الكريم في وقت لا يستطيع فيه الحفظ فقد يأتي ذلك بنتيجة عكسية في حفظ القرآن الكريم. لا يجب اجتياز صفحة والدخول على الصفحة التي تليها إلا بعد التأكد من الحفظ الجيد الكامل لهذه الصفحة. عندما يقوم الإنسان بحفظ كتاب الله ننصحه بأن يتبع الترتيب في السورة الواحدة خاصة إن هناك الكثير من الآيات المتشابهة التي قد تؤدي إلى الخلط، لكن لو حفظ الشخص السورة كاملة بالترتيب سوف يسهل عليه التفرقة بين الآيات المتشابهة. يمكن للشخص أن يقوم بالاشتراك في حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي تشجع الشخص وتعينه على الحفظ بشكل جيد. القيام بتجديد الوضوء كل ساعتين، لأن الوضوء يعمل على إنعاش الجسم وتجديد نشاط الجسم وبالتالي المساعدة على إعادة التركيز وإكمال الحفظ مرة أخرى. يجب الحصول على قدر كافي من النوم كل يوم في شهر رمضان حتى يستطيع الإنسان التركيز في الحفظ في الوقت الذي يكون مستيقظ فيه.