حزب الله ردًّا على المبادرة الفرنسية... لا كلام يعلو على الكلام الميداني
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
لم يعتدْ اللبنانيون على رؤية من يتعاطى بشؤونهم الداخلية بهذه الحداثة في السنّ. فالاعتقاد السائد أن الشباب غالبًا ما يفتقدون إلى خبرة الكبار، الذين عجنتهم الحياة وتجاربها. ولكن هذا الأمر لم يعد كذلك بعدما سمعوا وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في المؤتمر الصحافي، الذي عقده في "قصر الصنوبر" على أثر زيارته القصيرة لبيروت.
فقد ظهر هذا الوزير الشاب بمظهر مختلف أعاد إلى الديبلوماسية الفرنسية وهجها، وصوّب مفهومًا خاطئًا كان قد علق في لاوعي اللبنانيين، الذين لا يزالون ينظرون إلى الذين يتعاطون بالشأن العام وهم في سن مبكرة نظرة فيها الكثير من دونية متوارثة عبر الأجيال. نقول هذا الكلام بغض النظر عمّا حمله معه الوزير الشاب من طروحات عرضها على رئيسي الحكومة ومجلس النواب نجيب ميقاتي ونبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وهي طروحات لا تزال قيد الدرس ومحل تشاور وأخذ وردّ بين باريس وبيروت، وذلك حرصًا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أن تقترن أي خطوة في مجال تبريد الجبهة الجنوبية بما يحول دون تطور الوضع الميداني إلى ما هو أسوأ. فالوضع دقيق للغاية ولا يحتمل أي خطأ في التقدير والتوقع، وذلك نظرًا إلى ما يحيط ما تسعى إليه باريس من عقبات يتطلب تذليلها الكثير من الحيطة والحذر، وبخاصة من الجانب الإسرائيلي، الذي لا يزال يراهن على وصول المساعي الخيّرة إلى الطريق المسدود، أو أن يغسل العالم يديه من الدم الذي يراق، سواء في غزة أو في جنوب لبنان. ما كشفه وزير الديبلوماسية الفرنسية في ختام زيارته لبيروت أظهر حرص باريس على منع جرّ لبنان إلى حرب لا يريدها ولا يسعى إليها كأولوية من بين أولويات الحرص على إبقاء اللبنانيين في منأى عن المخاطر، وإن كان قسم منهم يعاني ما يعانيه في القرى الحدودية نتيجة تعرّضهم لقصف إسرائيلي متواصل، ليلًا ونهارًا.
وفي رأي الفرنسيين أن نشر الجيش في مناطق عمليات قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، معزّزًا بصلاحيات كاملة المواصفات من شأنها تمكين العناصر التي ستنتشر بفعالية وقوة في هذه المناطق من فرض الاستقرار فيها، والحؤول دون تمكين إسرائيل من تحقيق ما تسعى إليه، ونزع الذرائع التي يمكن أن تستفيد منها لتنفيذ مآربها، وإن كانت لا تحتاج إلى أي حجة، وهي التي تعتدي قبل أن يُعتدى عليها. ولكن دون الوصول إلى الهدف الفرنسي عبر نشر الجيش جنوبًا بعد تعزيز قدراته القتالية، عدّة وعديدًا، عقبات كثيرة. وقد يكون أهمّها بقاء "حزب الله" على موقفه القديم والقائم على فرضية عدم قبوله بأي تعديل في الواقع القائم جنوبًا قبل بدء الحديث الجدّي بوقف الحرب في غزة. وهذا ما لمسه الوزير سيجورنيه لمس اليد خلال لقائه الرئيس بري، الذي لا ينفصل موقفه عن موقف "حارة حريك" في الأمور الاستراتيجية والمصيرية، وأن لا كلام آخر سوى الكلام الميداني قبل وقف الاعتداءات الإسرائيلية في حق فلسطينيي القطاع والضفة الغربية، وأن لا انسحاب لعناصر "الحزب"، وإن استخدم تعبير "تموضع" بدلًا من انسحاب، قبل عودة الهدوء إلى كامل القطاع، وفق الشروط التي وضعتها حركة "حماس"، وبالتالي لا لعودة المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية قبل عودة فلسطينيي القطاع إلى شماله. وبغض النظر عن إمكانية قبول "حزب الله" بما قدّمته باريس من تعديلات على ورقتها الجنوبية فإنها أرادت من خلال زيارة سيجورنيه لبيروت تأكيد الاهتمام الفرنسي بلبنان، ودعوة المكونات السياسية الى انتخاب رئيس وإلا لن يكون للبنان مكان على طاولة المحادثات، علمًا أن القوى السياسية تبلّغت ضرورة انتخاب رئيس قبل نهاية الصيف. وهذا ما أكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه الوزير الفرنسي واصفًا المبادرة الفرنسية بأنها تشكل اطارًا عمليًا لتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 الذي يتمسك لبنان بتطبيقه كاملا، مع المطالبة بالتزام اسرائيل بتنفيذه ووقف عدوانها المدمّر على جنوب لبنان، بالإضافة الى دعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه وتحقيق السلام الدائم على الحدود.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟
كشفت تحقيقات جيش الإحتلال الإسرائيلي، النقاب عن تفاصيل مقتل الباحث المتخصص في علوم الآثار التوراتية، زئيف إرليخ، البالغ من العمر 71 عاما، خلال استهداف مبنى في جنوب لبنان.
اقرأ ايضاًما هي شروط حماس للموافقة على تشكيل لجنة لإدارة غزة؟وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن زئيف إرليخ، رائد احتياط في الجيش الإسرائيلي، قتل برفقة جندي آخر من لواء "غولاني" أثناء وجودهما في قلعة "شمع" جنوب لبنان، كما وأُصيب جندي ثالث بجروح خطيرة.
وأشارت التحقيقات إلى أن قائد لواء "غولاني" سمح لإرليخ بمرافقة القوات الإسرائيلية داخل جنوب لبنان، ما أثار تساؤلات حول معايير الأمان التي رافقت المهمة.
زئيف إرليخ ليس فقط باحثا بارزا، بل هو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية، مما يجعله شخصية ذات أهمية في الأوساط العسكرية والأثرية الإسرائيلية.
בצה"ל טוענים "הכניסה של ארליך לא עברה את האישורים", ראש אכ"א הכיר בו כחלל צה"ל@roysharon11 https://t.co/BCVsnQp27k
— כאן חדשות (@kann_news) November 20, 2024 تصاعد العمليات العسكريةوتتزامن هذه الحادثة مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية، بما في ذلك العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
كما استُهدفت مناطق أثرية في بعلبك وصور، في سياق حملة عسكرية بدأت منذ إعلان "حزب الله" فتح "جبهة لمساندة غزة" قبل أكثر من 13 شهرا.
حصيلة القصف الإسرائيليووفقا لوزارة الصحة العامة اللبنانية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد عن مقتل 3481 شخصا وإصابة 14786 آخرين، فيما تستمر الاعتداءات بتأثير كارثي على البنية التحتية والمدنيين.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
وسام نصر الله كاتب وصحفيكاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.
الأحدثترند مقتل باحث إسرائيلي في جنوب لبنان.. ما الذي كان يفعله هناك؟ الجزائر تحذر من طائر يهدد الأمن الغذائي والبيئي وفاة نجم "آراب آيدول" حازم عادل.. وهذه أمنيته الأخيرة قبل رحيله سيف الإسلام القذافي: حققنا "انتصارا ساحقا" في انتخابات المجالس البلدية تفسير حلم المدير المالي في المنام Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter