المتحدثة العربية للبيت الأبيض بعد استقالتها: زملائي يخشون الحديث عن غزة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
كشفت هالة غريط المتحدثة العربية باسم الخارجية الأمريكية أسباب استقالتها الأسبوع الماضي من حياتها المهنية التي استمرت 18 عامًا في وزارة الخارجية، قائلة: «اعتقدت أن الأمر سيكون مثيرًا للغاية» مشيرة إلى أنّها لا تستطيع الدفاع عن سياسة إدارة بايدن في غزة «لم أتوقع هذه النهاية على الإطلاق وبعد ما يقرب من 7 أشهر من دعم الإدارة غير المحدود لإسرائيل في حربها ضد حماس».
وقالت المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض في أول حوار لها بعد استقالتها لصحيفة «واشنطن بوست» إنّها شعرت أن التدفق المستمر للأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل يمكّن من حدوث الأزمة الإنسانية في غزة ويؤجج الغضب تجاه واشنطن في العالم العربي، مؤكّدة أنَّ الدبلوماسيين داخل وزارة الخارجية يخشون التعبير عن وجهات نظر تتعارض مع السياسة الرسمية، على عكس معظم القضايا الأخرى خلال حياتها المهنية، إذ كانت المناقشات القوية هي القاعدة.
وقالت هالة غريط إنَّ العديد من زملائها السابقين يخشون استهدافهم أو تأديبهم من قبل وزارة الخارجية بسبب تعبيرهم عن آراء تتعارض مع السياسة الأمريكية.
واستقال اثنان فقط من موظفي وزارة الخارجية احتجاجًا على سياسة الإدارة: جوش بول وهو موظف حكومي عمل في مجال المساعدات العسكرية الخارجية، وأنيل شيلين التي عملت لمدة عام كمسؤولة للشؤون الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان.
رفضت إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام العربية حول غزةوقالت هالة غريط إنّها رفضت إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام العربية حول غزة لأنّها شعرت أنَّ نقاط الحديث الرسمية من شأنها أن تؤجج الوضع، وليس التهدئة لأن نقاط الحديث كانت استفزازية، إذ تجاهلوا في كثير من الأحيان الفلسطينيين تمامًا، في وقت مبكر، كان الأمر ثقيلاً للغاية على عبارة لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، موضحة «نعم، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكن لم يرد أي ذكر لمحنة الفلسطينيين».
وتابعت «أنا، بضمير مرتاح، لم أتمكّن من الظهور على شاشة تلفزيون عربي بهذه النقاط الحوارية، كل ما كان من شأنه أن يفعله هو جعل شخص ما يريد رمي حذائه على التلفزيون، أو يريد حرق العلم الأمريكي، أو الأسوأ من ذلك، رمي صاروخ على قواتنا ولن أكون السبب وراء كراهية شخص ما لأمريكا أكثر».
كنت أشاهد يومياً الصور التي كانت تنتشر في العالم العربي لجميع الأطفال الشهداءوأشارت هالة غريط أنّها بدلاً من إجراء مقابلات حول سياسة غزة، كانت تركز على جوانب أخرى من وظيفتها، بما في ذلك مراقبة وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية لتقديم تقارير داخلية حول تغطيتها للصراع والسياسة الأمريكية، مضيفة «كنت أشاهد يومياً الصور التي كانت تنتشر في العالم العربي لجميع الأطفال الشهداء» متسائلة «كيف لا يصل إليك كإنسانة، وكأم؟ وكان من المدمر معرفة أن قنابلنا هي التي قتلت هؤلاء الأطفال، على الأرجح والأمر الأكثر تدميراً هو معرفة أنّه على الرغم من استشهادهم، فإننا لا نزال نرسل المزيد من الأسلحة لأننا نعتقد بطريقة ما أن هذا هو الحل».
واختتمت حديثها قائلة إنَّ التعبير عن المخاوف بشأن السياسة داخل وزارة الخارجية لم يكن بالأمر السهل، وإنّها لم تشهد من قبل مثل هذا الخوف والانزعاج بين الدبلوماسيين «الناس خائفون من التحدث مع بعضهم البعض، الناس لا يعرفون كيف يشعر الآخرون لذلك يحاولون تقييم ما تشعر به؟ يخشى الناس ذكر غزة في العمل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: هالة غريط الخارجية الأمريكية استقالة وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: ما يحدث في غزة من أبشع حملات الإبادة الجماعية بالعصر الحديث
أكدت جامعة الدول العربية أنه رغم مرور أكثر من 14 شهراً أي 436 يوماً منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلا أن الاحتلال مستمر في جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والذي بلغ ذروته في شمال القطاع الذي يتعرض للتطهير العرقي والتهجير القسري في واحدة من أبشع حملات الإبادة الجماعية في العصر الحديث.
وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، في مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، أن هذا العدوان أسفر عن ابادة أكثر من 10% من سكان القطاع ما بين شهيد ومفقود وجريح واسير، وجرى شطب حوالي 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني بلغ عدد افرادها 5444 شهيدا، وتدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9900 مجزرة مروعة، واستخدام حوالي 90 ألف طن من المتفجرات.
وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة يجتاز المرحلة الأخطر منذ بدء العدوان في ظل انتشار المجاعة بمستو مروعة، وما يدخل للقطاع من مساعدات حالياً لا تكفي سوى 6 في المائة من أبناء القطاع، ومن المتوقع أن تزداد حدة هذه المجاعة والكارثة الإنسانية تدهوراً خلال فصل الشتاء، حيث بات أكثر من 96% من سكان القطاع يواجهون انعداما حادا في مستويات الأمن الغذائي، كما أصبح كل سكان قطاع غزة يعانون الفقر مع بلوغ نسبته حاجز المئة في المئة.
وأوضح أن خطورةَ الوضعِ الحالي تُؤَكِّدُ الحاجةَ المُلحَّةَ لضمان وصولِ الموادِّ الغذائيةِ والإمداداتِ الأخرى إلى جميع سكانِ غزة، عبر تسريع عملية تقديم المساعدة وتبسيطها وتسريعها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية، وتحديد التدابير والإجراءات الموحدة الفعالة لتقديم جميع المساعدات اللازمة إلى غزة، وتحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية وأنواع الدعم اللازم في هذا الصدد، ومناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر وتحقيق الالتزام بعملية جماعية منسقة، في استجابة لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وشدد على أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة سلطات الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، حيث تواصل عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الاحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والاغلاقات إلى تنفيذ الاعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري.