كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": ما يجري بين واشنطن والرياض من جهة، وواشنطن وتل أبيب من جهة ثانية، وبين إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة وإيران، كل ذلك ينبئ بأن أوان عقد صفقة شاملة لم يحن بعد. فرغم كل ما تثيره حرب غزة من تأثيرات سلبية في الرأي العام الأميركي والغربي، لا يزال مسار البيت الأبيض هو نفسه منذ 7 تشرين الأول.
فاهتمام الأميركيين بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل قائم وجدّي، ولم يتوقف لحظة واحدة حتى خلال الأيام الأولى للحرب، رغم أصوات عربية معترضة على الأداء العسكري الإسرائيلي. لذلك، تواصلت الاتصالات لتفعيل التطبيع، وإن بطريقة أكثر تستراً، قبل أن يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ما قاله في الرياض أخيراً. لا تزال واشنطن تتصرف وفق توازن دقيق بين طرفين أساسيين، دعم عسكري وسياسي متواصل لإسرائيل مع تحذيرات لا تتعدّى النصائح، والتحرك مع السعودية لتنشيط مسار التطبيع. وفي موازاة ذلك، الإبقاء على الخطوط الخلفية للاتصالات مع إيران. وبين العواصم الثلاث يصبح وضع لبنان على تقاطع دقيق. في ظل المفاوضات الجارية حول التهدئة في غزة، لم تدخل واشنطن بجدّية وفاعلية على جبهة الجنوب، وهو ما تبيّن بشكل أوضح مع تكليف الموفد الأميركي عاموس هوكشتين بما لا يتعدى الحفاظ على حد أدنى من التواصل، من دون أي مبادرة فعلية ولو بخطوط عريضة. كل ما حصل، لبنانياً، عبارة عن تقاطع مصالح بين إيران والولايات المتحدة في الحفاظ على توازن مضبوط الإيقاع في الجنوب، في انتظار ما ستحسمه حرب غزة. ولحزب الله مصلحة في ذلك، من دون الرهان على أوراق فرنسية أو اقتراحات لا يمكن التعويل على باريس لتنفيذها كونها ليست صاحبة القرار الأمني والعسكري في المنطقة. والأمر نفسه ينسحب على إسرائيل أيضاً. وهذا ما يعطي الولايات المتحدة مزيداً من الوقت قبل نضوج مسار متعدد الاتجاهات في المنطقة، من بينها مسار التطبيع السعودي. ورغم انحسار الكلام عن هذا الاتجاه لبنانياً، إلا أن مفاعيله مستقبلاً ستكون مؤثرة، ولا سيما أن السعودية لا تزال تراوح مكانها في ما يخص تقديم تنازلات تتعلق بلبنان. وأي انتقال إلى مرحلة مختلفة مع إسرائيل، ستكون له تداعياته على التهدئة مع إيران، ما يعني حكماً أن لبنان سيكون جزءاً من هذه الإشكالية. لكن كل هذه الخطوات لا تزال محكومة بسقف الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأي تقاطع بين إسرائيل والولايات المتحدة قائم على فكرة السباق بين رغبة الإدارة الحالية بحسم وضع غزة والمنطقة تمهيداً للانتخابات، وعدم استعجال إسرائيل بتقديم هدايا مجانية للإدارة الحالية قبل أن تحصل على ما تريده في رفح وغزة وجنوب لبنان. وهي تراهن في الوقت ذاته على العمق الأميركي الحريص على مصلحة إسرائيل. لكن في المقابل تصبح إيران أسيرة هذه التقاطعات، ولا سيما بعد الردود العسكرية المتبادلة بينها وبين إسرائيل، ومعها يبقى لبنان أسير اللعبة نفسها، فلا يخرج من أزمته ما دام الكباش العسكري لم ينته بعد، لأن مفاعيل ما حصل بين قصف القنصلية والرد الإيراني والرد الإسرائيلي لم تنته كذلك.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
طفح الكيل.. واشنطن: كل الخيارات متاحة للتعامل مع إيران
بغداد اليوم- متابعة
حذرت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، (16 آذار 2025)، إيران من الاستمرار في تقديم الدعم للحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن الضربات التي وجهتها للجماعة نجحت في القضاء على عدد من قادتها.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، في تصريح نقلته "الجزيرة"، إن: "على إيران أن تتوقف عن تقديم الدعم للحوثيين فقد طفح الكيل".
وتابع والتز: "سنحاسب كل من يهدد المصالح الأمريكية وليس فقط الحوثيين، وكل الخيارات على الطاولة دائما في التعامل مع إيران ويجب أن توقف دعمها للحوثيين".
وأضاف مستشار الأمن القومي: "الضربات الأمريكية قضت على عدد من القادة الحوثيين".
ولفت والتز إلى أن الحوثيين يمتلكون "قدارات هجومية ودفاعية متطورة تهدد الملاحة في البحر الأحمر".
وكانت أمريكا قد أعلنت أمس بدء عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن وشنت عدة غارات ضد أهداف ومواقع قالت انها تعود لجماعة الحوثي.
وفي وقت سابق، ذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن استهداف قادة جماعة الحوثي بشكل شخصي كان أحد أهداف الضربات الأمريكية على اليمن.
وذكرت مصادر مطلعة أن من بين المواقع التي استهدفت بالغارات، منازل قادة حوثيين يقيمون في صنعاء وصعدة.
وأدت الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن إلى استشهاد 31 شخصا، بحسب حصيلة جديدة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين، اليوم الأحد.