استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمطار القاهرة، في زيارة رسمية للأخير إلى مصر.

العلاقات الثنائية بين البلدين 

وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد مع أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة ضمت أعضاء الوفدين، شهدت تناولًا معمقًا للعلاقات الثنائية بين مصر والكويت، وإشادة متبادلة وتقديرًا لعمق وقوة تلك العلاقات الثنائية الوثيقة بينهما على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وما شهدته من تضامن كامل عبر مختلف المحطات المحورية والفارقة، على نحو برهن بوضوح على التزامهما المتبادل بضمان وحماية أمن ومصالح بعضهما البعض، وحرصهما الراسخ على حماية الأمن العربي المشترك باعتباره كلًا لا يتجزأ.

 

الرئيس السيسي والشيخ مشعل الأحمد الصباح التعاون بين البلدين

كنا بحث الجانبان كذلك مختلف أوجه التعاون المُشترك في القطاعات الاستثمارية والتجارية والطاقة والبنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والثقافة والسياحة، حيث أشادا بالتقدم الراهن في هذه القطاعات، وما تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على نحو خاص من نمو مطرد، يعكس ما يربطهما من مصالح مشتركة، وما تمثله دولة الكويت من شريك محوري لجمهورية مصر العربية في القطاع الاستثماري والتجاري ومختلف أوجه التعاون الاقتصادية.


المناخ الاستثماري في مصر

وقد أثنى الجانب الكويتي على النهضة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر على كافة الأصعدة، منوهًا بالجهود المصرية الجارية لتحسين المناخ الاستثماري وجذب الاستثمارات وتذليل العقبات أمام المستثمرين، كما عبر فخامة الرئيس عن تثمينه للرعاية التي تتلقاها الجالية المصرية في الكويت، وأكد الجانبان عزمهما تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة القادمة، على نحو يحقق مصالحهما المشتركة، مع تكليف المسؤولين في البلدين باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، والتجهيز لعقد الدورة الثالثة عشر للجنة العليا المُشتركة خلال الأشهر القليلة القادمة بما يسهم في دفع جهود تعزيز التعاون المشترك.


القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك


كما أشادا كذلك بالتنسيق الوطيد بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وأكدا ضرورة تغليب ثقافة السلام والحوار والتسوية الدبلوماسية للنزاعات والخلافات في منطقة الشرق الأوسط، في سبيل تحقيق التنمية والتعايش السلمي بين دوله، بما يتسق مع قيم التسامح واحترام سيادة الدول على أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
 

أهمية الزيارة من النواحي السياسية والاقتصادية

قال الدكتور يسري عبيد، الخبير في الشؤون الدولية، إن زيارة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى القاهرة تعد أول زيارة له منذ توليه الحكم في ديسمبر الماضي مشيرًا إلى أن تلك الزيارة تعمل علي تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وكذلك في القضايا الأمنية والسياسية التي تهم البلدين والمنطقة.. بما يحقق المزيد من المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين الدولتين الشقيقتين، لا سيما أنها شهدت فى السنوات القليلة الماضية.

الدكتور يسري عبيد 


وأضاف «عبيد» لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة تأتي في توقيت بالغ الخطورة بالنظر إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من توترات وصراعات وتحديات تتعلق بمخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد أهل قطاع غزة ما يتطلب تنسيق العمل العربي المشترك خاصة قبل انعقاد القمة العربية المقررة الشهر المقبل في البحرين.


من النواحي الاقتصادية، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي، أن زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى القاهرة تحمل العديد من الملفات الاقتصادية التي تعود بالخير على الجانبين خصوصًا مع تحسن الأوضاع الاقتصادية في مصر وتحسين المناخ الاستثماري في القاهرة التي تساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية والخليجية للقاهرة.

الدكتور علي الإدريسي 


وأضاف «الإدريسي» لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين مشيرًا إلى أن تلك الزيارة تناولت قضية الطاقة التي تشغل العالم خلال تلك الفترة وأيضا الدولة المصرية بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ خلال العام الماضي 3 مليارات دولار، مضيفا أن حجم الصادرات المصرية إلى الكويت بلغت 315 مليون دولار خلال عام 2023.

وأكد أن الفترة القادمة ستشهد مصر زيادة في الاستثمارات الكويتية خصوصًا بعد صفقة رأس الحكمة.


واختتم الخبير الاقتصادي، أن تلك اللقاء ناقش أهم القضايا التي تشغل البلدين هم ملف العاملين المصريين بالكويت وهذا الملف من المتوقع أن يشهد تقدما كبيرا فيه خصوصًا بعد تلك الزيارة التي حدثت بين البلدين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السيسي أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح مصر الكويت السودان غزة التبادل التجاري ليبيا الشیخ مشعل الأحمد الکویت الشیخ بین البلدین

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟

طرحت زيارة رئيس حكومة الوحدة في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة إلى العاصمة المصرية "القاهرة" بعد قطيعة لأكثر من 3 سنوات بعض الأسئلة عن أهداف ودلالة الخطوة وما إذا كانت لتحقيق مصالح اقتصادية أو سياسية أو مجرد زيارة روتينية.

وبدأ "الدبيبة" نشاطاته في القاهرة التي يزورها لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات بكلمة في جامعة الدول العربية رفقة الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط خلال افتتاح أعمال المؤتمر الاستعراضي الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية.

"قوانين توافقية"
وناقش الدبيبة خلال لقاء ثنائي مع أبو الغيط دعم الجهود المحلية والدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين توhفقية، وتفعيل دور الجامعة العربية في الملف السياسي الليبي وفي دعم واستقرار ليبيا في مختلف الجوانب.

وترددت أنباء عن لقاء بين السيسي والدبيبة خلال تواجد الأخير في القاهرة من شأنه إنهاء مرحلة القطيعة مع حكومة طرابلس وإعادة التنسيق معها في عدة مجالات خاصة الاقتصادية كون النظام المصري في حاجة ملحة لدعم الاقتصاد المحلي بعد الأزمات المتتالية.

مراقبون رأوا أن الطرفين "الدبيبة والسيسي" في حاجة لبعضهما البعض اقتصاديا وسياسيا، فالسيسي يحتاج إلى مزيد من الاستثمار والمشروعات الاقتصادية التي من شانها إنعاش الوضع الاقتصادي هناك، والدبيبة في حاجة لداعم إقليمي سياسيا بعد حالة العزلة الإقليمية والدولية لحكومته والحديث عن تشكيل حكومة جدبدة.

فهل تحمل زيارة "الدبيبة" للعاصمة المصرية أي دلالات سياسية واقتصادية أم هي خطوة روتينية؟ وهل يلتقي السيسي فعلا أم يكتفي بلقاءات تخص الجامعة العربية؟.

"ضغوط دولية على الدبيبة"
من جهتها، أكدت عضو مجلس النواب الليبي عن طرابلس، ربيعة بوراص أن "العلاقات بين ليبيا ومصر تاريخيا كانت دائما معقدة بسبب التقلبات السياسية في كلا البلدين، وما زاد من حجم هذه التعقيدات الاضطرابات التي مرت بها ليبيا بعد سقوط النظام السابق والانقسامات التي شهدتها ليبيا جراء تنافس شركاء الثورة "17 فبراير" في شرق وجنوب وغرب البلاد على السلطة بشكل سلبي ومسلح".


وأشارت في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "زيارة الدبيبة اليوم إلى مصر جاءت بصفته وزيرا للخارجية الليبية للمشاركة فى الحوار الاقليمي حول الهجرة، ولا مفر أمام حكومة الدبيبة من التقارب مع القاهرة وخاصة بعد المصالحة السياسية التي حصلت بين مصر وتركيا، وكذلك الضغوط الدولية والمحلية التي تطالب بتوحيد الحكومة للوفاء بعقد الانتخابات التي ينتظرها الليبيون منذ سنوات"، وفق قولها.

وأضافت: "بشكل آخر التنافس بين القوى الإقليمية مثل مصر وتركيا يعقد جهود حكومة الدبيبة لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، دعم تركيا لحكومة الدبيبة ودعم مصر للجهات المعارضة للحكومة يخلق بيئة من التوتر والانقسامات، مما يعرقل التقدم نحو وحدة وطنية واستقرار دائم، لذلك اليوم لا مفر أمام الحكومة من فتح حوار دبلوماسي مع الجانب المصري لجسر الهوة الاقليمية التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار ليبيا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني"، حسب رأيها.

"تراجع القاهرة وأطماع اقتصادية"
في حين رأى عضو التكتل السياسي لإقليم "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبد الكبير أن "القاهرة تراجعت منذ عدة أشهر عن رفضها المطلق لبقاء حكومة الدبيبة بعد محاولات عديدة من القاهرة لدفع رئاسة مجلسي النواب والدولة من أجل تشكيل حكومة جديدة موحدة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الزيارة غير المعلنة لرئيس الملف الليبي في المخايرات المصرية إلى طرابلس من أجل تشكيل حكومة برئاسة الدبيبة فشلت نتيجة رفع السقف من قبل القاهرة، كما أن عودة العلاقات المباشرة من جديد بين الدبيبة والقاهرة يحمل أبعادا اقتصادية في الظروف المتعسرة التي تعيشها مصر من الناحية الاقتصادية وكذلك له دوافع سياسية"، حسب تقديره.

وتابع: "أسباب تراجع القاهرة وإعادة علاقاتها بحكومة الدبيبة يرجع لعوامل وظروف مصر الاقتصادية والسياسية، وكذلك تأثير الحرب في غزة على الأوضاع المعيشية والخدمية في مصر، وتراجع الدور المصري في السودان مع بروز أقطاب اقليمية تختلف أهدافها مع السياسة الخارجية المصرية، كل هذه العوامل دفعت الدبلوماسية المصرية لإعادة ترتيب علاقاتها مع حكومة الدبيبة"، كما قال.


"دور مصري قوي"
الأكاديمي والباحث الليبي في الأزمات الدولية، إسماعيل المحيشي قال من جانبه إن "الدبيبة أبدى مرونة في التعامل مع عدة ملفات وكسياسي نجح في احتواء بعضها، وكون مصر دولة ذات تأثير قوي في المشهد السياسي الليبي كان لابد أن يعيد الحسابات في علاقاتها بها".

وأكد أنه "من المعروف في ليبيا أنه من يريد أن يحكم البلاد أو يظل متواجدا بقوة في المشهد السياسي عليه أن يكون له علاقات جيدة وقوية مع الدولة المصرية سواء كانت دبلوماسية واقتصادية أو حتى أمنية كونها دولة ذات تأثير في المنطقة بأكملها وليست ليبيا فقط"، بحسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "نترقب اللقاء بين السيسي والدبيبة وطي صفحة الخلافات السابقة، فمن مصلحة الدبيبة إعادة العلاقات مع الجانب المصري وكذلك من مصلحة القاهرة ذلك من أجل تحقيق مصالح اقتصادية ومنافع بينهما وهذا كله يصب في تحقيق مصالح سياسية ايضا"، كما رأى.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد يهيمن على زيارة أمير دولة قطر إلى بولندا
  • السفارة المصرية في الكويت تحتفل بذكرى ثورة يوليو المجيدة بحضور شخصيات بارزة
  • وزيرا خارجية الكويت ومصر يؤكدان على أواصر العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقى التهاني الدولية بتوليه منصبه الجديد
  • البرزاني في بغداد زيارة تؤسس لمستقبل أفضل
  • زيارة طلاب جامعة دمنهور لمصنع النوبارية للسكر
  • أربيل تعلق على زيارة بارزاني الى بغداد: لن تكون عادية
  • أربيل تعلق على زيارة بارزاني الى بغداد: لن تكون عادية - عاجل
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • خبراء يكشفون أولويات الحكومة الجديدة لتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين