أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

رغم عدم إدراج إقليم وزان ضمن المناطق المعنية بقانون الاستعمالات المشروعة لنبتة القنب الهندي؛ تستمر شريحة واسعة من الفلاحين في زراعة "الكيف"، متحَدّين القوانين ومغامرين بحريتهم في مواجهة السلطات المعنية، غير آبهين بأشهر السجن التي سيقضونها إن هم ضبطوا يمارسون هذا النشاط الفلاحي المحظور في الحيز الترابي الذي ينتمون إليه والمباح في أقاليم أخرى قريبة منهم.

و كان الإقليم قد شهد نقاشا واسعا بين الفاعلين السياسيين والحقوقيين والمدنيين، قبل إصدار القانون رقم 13.21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، حيث أجمعوا على رفض إقصاء وزان باعتبارها من المناطق التي تشهد حضورا مكثفا لنبتة الكيف، وراهنوا على أن يتم إدماجها في قانون زراعة القنب الهندي، خاصة وأن لديها قابلية جغرافية لاحتواء المشاريع وبنية تحتية يمكن الرهان عليها لجعلها قطبا صناعيا حقيقيا في الجهة.

نور الدين عثمان، رئيس المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، قال في تصريح لجريدة أخبارنا الإلكترونية، "إن تقنين القنب الهندي كان مطلب بعض السياسين والفعاليات المدنية والحقوقية بإقليم وزان قبل أي إقليم آخر، وبينما كانت بعض ساكنة الأقاليم المجاورة ترفض نقاش هذا الملف من أساسه، كانت فعاليات إقليم وزان منخرطة بقوة في الضغط والترافع لتحقيق هذا الهدف".

وأضاف عثمان أنه "وعلى عكس ماكان يعتقده الكثيرون ومازال هناك من له اعتقاد بأن الدفاع عن تقنين القنب الهندي هو دفاع عن المخدرات، وهذا رأي وإعتقاد خاطئ، على اعتبار أن القنب الهندي واقع بأقاليم الشمال أو ما يسمى مناطق الريف وجبالة( الريف التاريخي الكبير ) منذ عقود وبالفعل يتم استغلاله في استخراج المواد المخدرة، لكن تقنين القنب الهندي هدفه بالأساس استخراج المواد الطبية والتجميلية من نبتة الكيف بشكل قانوني وتحت مراقبة أجهزة الدولة المختصة".

وأشار الفاعل الحقوقي ذاته؛ "أن عدم التقنين يعني إستمرار استخراج المواد المخدرة وترويجها وسط الشباب، ويعني أيضا إستمرار عشرات الآلاف من مذكرات البحث في حق الفلاحين الذين يجدون أنفسهم مطاردين من الأجهزة الأمنية والقضائية، ومحرومون من حقوقهم الدستورية أقلها الحرمان من الوثائق الإدارية والشخصية بسبب خوفهم من الإعتقال في حالة محاولة الحصول على هذه الوثائق، كما أن هذا الواقع المؤسف يجعلهم عرضة لكل أنواع الإبتزاز".

وأكد عثمان أن "الجميع يعلم أن مساحات مهمة من إقليم وزان تزرع سنويا بالقنب الهندي، لهذا كانت المطالب واضحة من الكثير من فعاليات الإقليم التي طالبت بإدراج وزان ضمن الأقاليم المستفيدة من التقنين، وفعلا كانت بعض جماعات الإقليم مدرجة في مسودة قانون التقنين، لكن اختفى الإقليم في النسخة النهائية لأسباب غير مفهومة، وهو الأمر الذي خلف غضبا واستياءً في صفوف المدافعين عن مشروع التقنين باعتباره إقصاء من مشروع كانوا أول المدافعين عنه".

والتمس المتحدث من الجهات المعنية ضرورة العمل على استفادة الإقليم من مشروع تقنين القنب الهندي في أقرب وقت، حتى يتمكن السكان بهذا الإقليم من تحسين وضعهم المعيشي، وكذا من الإنعتاق من كابوس الرعب والخوف الذي يلازمهم في حياتهم بسبب المداهمات والملاحقات القضائية والاعتقال والسجن.

يذكر أنه تم تحديد أقاليم الحسيمة وشفشاون وتاونات رُخص لها بممارسة أنشطة زراعة وإنتاج القنب الهندي وإنشاء واستغلال مشاتله، مع إمكانية إضافة أقاليم أخرى حسب إقبال المستثمرين الوطنيين والدوليين على الأنشطة المرتبطة بسلسلة الإنتاج، غير أنه وبعد سنتين من دخول قانون الزراعة حيز التنفيذ يضل إقليم وزان من الأقاليم المستثناة التي تعرف استمرارا لهذه الزراعة وتوجه محصولها لصناعة المخدرات عوض المنتوجات الطبية والشبه طبية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: تقنین القنب الهندی

إقرأ أيضاً:

قوة كبيرة من قاذفات الشبح الأمريكية تتجه إلى جزيرة في المحيط الهندي

قال موقع "ذا وور زون"، إن قوة كبيرة من قاذفات الشبح بي-2 سبيريت في طريقها حاليا إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.

ولفتت إلى أن صور أقمار صناعية، أظهرت وجود ما لا يقل عن 3 طائرات شحن من طراز سي-17 و 10 طائرات للتزود بالوقود جوا، تم نشرها في الساعات الـ 48 الماضية في هذا الإقليم البريطاني الاستراتيجي، والذي استخدمته الولايات المتحدة سابقا كنقطة انطلاق لشن ضربات في الشرق الأوسط.

ويأتي هذا الحشد في ظل تصاعد الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، إلى جانب تحذيرات متزايدة لإيران من قبل إدارة ترامب بشأن اتهامها بدعم الحوثيين، وطموحاتها النووية.

وتم رصد اتصالات بين طياري قاذفتين من طراز بي-2، تحملان نداءات "بيتش 11" و"بيتش 14"، مع مراقبي الحركة الجوية في أستراليا، وفقا لتسجيلات صوتية متاحة للعامة، وأكد طاقم "بيتش 11" وجود قاذفة ثالثة، ويبدو أن الطائرات الثلاث تزودت بالوقود جوا فوق أستراليا أثناء توجهها غربا.

أما القاذفة الرابعة، التي تحمل النداء "بيتش 13"، فقد هبطت في قاعدة هيكام الجوية في هاواي يوم أمس بعد إعلان حالة طوارئ أثناء الطيران، بسبب عطل أصابها ولم تعرف طبيعته.

تشير تسجيلات إضافية للحركة الجوية إلى أن المزيد من قاذفات بي-2، التي تحمل نداء "أبا"، غادرت قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري متجهة أيضا إلى دييغو غارسيا، عليما بأن جميع القاذفات العشرين من هذا الطراز متمركزة في وايتمان.

وقال سلاح الجو الأمريكي في بيان ردا على استفسارات بشأن هذه التحركات الجوية، إن القيادة الاستراتيجية الأمريكية ومكوناتها، تنفذ عمليات عالمية بشكل روتيني بالتنسيق مع القيادات العسكرية الأخرى، والوكالات الحكومية، بهدف ردع أي تهديدات استراتيجية.

وأضاف البيان أن التفاصيل التشغيلية للمهام والمناورات لا يتم الكشف عنها حفاظا على الأمن العملياتي.



وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية وتحليل أنشطة الطائرات العسكرية أن تحركات كبيرة لطائرات سي-17 وطائرات التزود بالوقود قد بدأت الأسبوع الماضي نحو دييغو غارسيا، بالإضافة إلى انتشار مماثل في قاعدة هيكام في هاواي وقاعدة أندرسن الجوية في غوام.

في سياق متصل، ذكرت تقارير أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أمر بتمديد مهمة حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" في الشرق الأوسط، كما وجه مجموعة قتالية أخرى بقيادة الحاملة "يو إس إس كارل فينسون" إلى المنطقة.

كما تشير معلومات التتبع الجوي إلى نشر طائرات إف-35A  في الشرق الأوسط مؤخرا.

بالمقارنة مع عمليات الانتشار السابقة، فإن ما يحدث حاليا في دييغو غارسيا يمثل حشدا عسكريا أكبر بكثير من المهام الروتينية للقوة الضاربة للقاذفات الاستراتيجية.

ففي عام 2022، تم اعتبار نشر أربع قاذفات بي-2 في أستراليا بمثابة رسالة قوية للصين وخصوم آخرين، كما أُرسلت ست قاذفات بي-52 إلى دييغو غارسيا عام 2020 بعد مقتل قاسم سليماني في العراق.

وقال الموقع إنه تاريخيا، لعبت دييغو غارسيا دورا رئيسيا كقاعدة انطلاق للضربات الجوية خلال العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003. ومنذ ذلك الحين، ظلت القاذفات تستخدم القاعدة لشن مهمات قتالية.

يكتسب هذا الموقع أهمية استراتيجية كبرى، إذ إنه خارج نطاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي يمتلكها الحوثيون أو إيران. فالصواريخ الباليستية الإيرانية الأطول مدى تصل إلى نحو 2000 كيلومتر، في حين أن أقرب مسافة بين دييغو غارسيا وإيران تبلغ حوالي 3795 كيلومترا.

علاوة على ذلك، تحتوي الجزيرة على مستودعات ضخمة للمعدات العسكرية والذخائر، مما يجعلها نقطة انطلاق حيوية في حالة نشوب أي نزاع واسع النطاق في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • قوة كبيرة من قاذفات الشبح الأمريكية تتجه إلى جزيرة في المحيط الهندي
  • مختبر مغربي يعلن قرب إنتاج دواء للصرع من القِنّب الهندي
  • مختبر مغربي يستعد لإنتاج أول دواء محلي من القنب الهندي لعلاج الصرع
  • محافظ الشرقية يعقد اجتماعاً لمتابعة مستجدات ملف تقنين أراضي أملاك الدولة
  • نحو تريليون دينار .. بغداد تستكمل إجراءات تمويل رواتب اقليم كوردستان
  • الشرقية تناقش مستجدات ملف تقنين أراضي أملاك الدولة ووضع خطة زمنية لإنجاز طلبات التقنين
  • المفوضية تدعو مواليد العام 2007 في اقليم كوردستان الى اصدار بطاقة الناخب
  • الصافرة الأولى لسلمان فلاحي مع الأحمر
  • وزيرة مالية بريطانيا: واثقون في قدرتنا على استثناء لندن من الرسوم الجمركية لترامب