الكرياتين يحسن أداء الدماغ في فترات الحرمان من النوم
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أظهرت دراسة ألمانية أن تناول جرعة عالية من الكرياتين يحسن أداء الدماغ على المدى القصير أثناء الحرمان من النوم.
وفي تجربة أجريت في إطار الدراسة، تحسن أداء 15 شخصا بالغا على نحو ملحوظ في الاختبارات أثناء ليلة حرموا فيها من النوم، وذلك بعد تلقيهم جرعات من الكرياتين.
ومع ذلك، حذر قائد الدراسة، علي جوردينياد من مركز أبحاث "يوليش" الألماني، من الإقدام على تجربة ذلك من تلقاء النفس.
وفي الدراسة، بقي المشاركون في الاختبار مستيقظين طوال الليل، وكان عليهم حل مهام صغيرة، مثل تذكر أزواج الكلمات أو حل مسائل رياضية، وتم إعطاؤهم الكرياتين في إحدى الليالي ودواء وهميا في ليلة أخرى.
وكتب فريق البحث، في دورية "ساينتفيك ريبورتس"، أن الكرياتين كان له تأثير إيجابي على استقلاب الدماغ والأداء المعرفي.
وقال جوردينياد إن الحرمان من النوم يقلل كمية مركب الكرياتين في الدماغ المهم لإمدادات الطاقة، وتم الحيلولة دون حدوث ذلك عند إعطاء جرعة عالية من الكرياتين، مضيفا "لم يعد الوقود ينخفض، بل تمت إعادة تعبئته".
ووفقا لجوردينياد، فقد رصدت العديد من الدراسات بالفعل تحسنا في الأداء المعرفي بعد تناول الكرياتين على مدى أطول، على سبيل المثال لدى كبار السن أو النباتيين، وكل منهم يعاني في كثير من الأحيان من نقص الكرياتين.
وذكر جوردينياد أن الجديد هو أنه حتى الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من حالة ضغط -مثل الحرمان من النوم- يمكن أن يستفيدوا من جرعات الكرياتين لفترة وجيزة في ما يتعلق بأدائهم المعرفي.
وتابع بالقول "بالطبع من الأفضل أن تحصل على قسط كاف من النوم"، مشيرا في المقابل إلى أن الكرياتين قد يكون مفيدا للأشخاص الذين يتم تكليفهم بمهام غير متوقعة ثم يضطرون إلى العمل حتى الصباح، مثل رجال الإطفاء.
وفي الوقت نفسه، أوضح جوردينياد أن هناك حاجة أولا إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تثبت التأثير حتى في جرعات صغيرة بحد أقصى 4 إلى 5 غرامات.
وحذر جوردينياد حتى إشعار آخر من تناول جرعات عالية من الكرياتين، لأن ذلك يمكن أن يضع الكثير من الضغط على الكلى ويؤدي إلى مخاطر صحية أخرى.
وفي الدراسة تم إعطاء 0.35 غرام من الكرياتين لكل كيلو من وزن الجسم، أي 28 غراما لشخص يزن 80 كيلوغراما.
وفي هذا الصدد، قال بيتر يونغ، الخبير في مجال النوم بالجمعية الألمانية لطب الأعصاب، إن هذه الدراسة إضافة جيدة للغاية تثبت فعالية مبدئية للكرياتين، موضحا في المقابل أن الدراسة لم تفحص الأداء على المدى الطويل.
وأشار يونغ إلى أن الحرمان من النوم لا يقلل أداء الدماغ فحسب، بل يضر أيضا بنظام القلب والأوعية الدموية.
وقال يونغ، وهو أيضا عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الدماغ الألمانية، "إذا أظهرت دراسات مستقبلية زيادة في الأداء المعرفي حتى عند تناول جرعات أقل فقد يصبح الكرياتين منافسا جادا للقهوة في ليالي العمل الطويلة"، مضيفا أن النتائج مثيرة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا جدا للتطبيق.
وينتج الجسم بشكل طبيعي مادة الكرياتين (يجب عدم الخلط بينها وبين الكرياتين الموجود في الشعر والأظافر) ويتم امتصاصه عند تناول الأسماك واللحوم، ويستخدم العديد من الرياضيين الكرياتين لزيادة نمو العضلات.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الحرمان من النوم
إقرأ أيضاً:
4 فوائد صحية للتثاؤب
أميرة خالد
كم مرة وجدنا أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة؟
غالبا ما نربط التثاؤب بالشعور بالتعب أو الملل، أو نجد أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة لكن العلم يكشف لنا عن جوانب أخرى مدهشة لهذه الظاهرة الجسدية الشائعة.
فخلافا للاعتقاد الشائع بأن التثاؤب هو مجرد إشارة من الجسم للحاجة إلى الراحة، هناك عوامل أخرى تؤدي في النهاية إلى التثاؤب، والتي تعرفنا على ماذا تدل كثرة التثاؤب؟ وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التثاؤب؟
يعد من أبرز أسباب التثاؤب، استعادة الانتباه، فلا يقتصر التثاؤب على أوقات الشعور بالنعاس فقط، بل قد يحدث أيضا عند الشعور بالملل أو حتى عند التعرض لمحفزات مفرطة، قد يتباطأ نشاط الدماغ، في هذه الحالات، ويأتي التثاؤب كآلية لإعادة تنشيطه واستعادة الانتباه.
وفقا للتقارير العلمية، يؤدي التثاؤب إلى تمدد عضلات الوجه والصدر، وتحسين تدفق الدم، وإعطاء الجسم دفعة طاقة بسيطة، إنها طريقة الجسم الطبيعية لإزالة “الضباب العقلي” والحفاظ على اليقظة، حتى في غياب الشعور بالتعب، لذا، إذا وجدت نفسك تتثاءب أثناء اجتماع ممل، فقد يكون ذلك مجرد محاولة من دماغك لإعادة ضبط نشاطه.
تشير دراسة نشرت عام 2014 في مجلة “Physiology & Behaviour” إلى دور محتمل للتثاؤب، وهو تبريد الدماغ وتحسين أدائه، فعندما ترتفع درجة حرارة الدماغ نتيجة لجو حار أو لعدم الانشغال الذهني الكافي، قد يبدأ في العمل ببطء.
هنا يأتي دور التثاؤب العميق، الذي يسحب كمية كبيرة من الهواء البارد إلى الجسم، مما يساعد على خفض درجة حرارة الدماغ وبالتالي تحسين القدرة على التفكير والتركيز، وهذا يفسر سبب زيادة التثاؤب في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة أو عند الشعور بالملل.
أما عن سبب التثاؤب عند رؤية شخص يتثاءب، أو ما يطلق عليها ظاهرة التثاؤب المعدي ليست مجرد رد فعل تقليدي بسيط، بل هي سلوك متأصل بعمق في طبيعتنا الاجتماعية.
وأوضح العلماء أنه عندما نشاهد شخصا يتثاءب، تنشط خلايا عصبية متخصصة في الدماغ تعرف باسم الخلايا المرآتية، وهي الخلايا التي تجعلنا “نشعر” بما يفعله الآخرون، هذا التنشيط يؤدي بدوره إلى تحفيزنا على التثاؤب تلقائيا.
تلعب الخلايا المرآتية دورا محوريا في قدرتنا على “الشعور” بتجارب الآخرين. فعندما نرى شخصا يتثاءب، تبدأ هذه الخلايا في إطلاق إشارات عصبية في دماغنا، مما يحفزنا على تقليد هذا الفعل.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة هندوستان تايمز، فإن التثاؤب يكون أكثر عدوى بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات عاطفية متينة، وهذا يعني أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التقليد الآلي، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهومي التعاطف والتواصل الاجتماعي.
لذلك، كلما كانت العلاقة بين شخصين أقوى وأكثر حميمية، كما هو الحال بين الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، زادت احتمالية انتقال التثاؤب بينهم.
يعود ذلك إلى الميل الطبيعي لأدمغتنا إلى التزامن مع سلوكيات الأشخاص الذين نشعر تجاههم بالود والمحبة، لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تتثاءب لا إراديًا بعد رؤية شخص آخر يفعل ذلك، تذكر أنها علامة خفية تدل على قوة الرابطة الاجتماعية التي تجمعكما.
سببا أخر النضج والنمو، الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات غالبا ما يتثاءبون بشكل أقل استجابة لتثاؤب الآخرين، وذلك لأن مهاراتهم في التعاطف لا تزال في مراحل النمو والتطور، لذلك، مع تقدمنا في العمر واكتسابنا المزيد من النضج العاطفي، تصبح أدمغتنا أكثر حساسية لتقليد سلوكيات الأشخاص المحيطين بنا، بما في ذلك التثاؤب.
وأثبتت الأبحاث أن ظاهرة التثاؤب المعدي ليست دائمة، فلدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من تدهور في الوظائف الإدراكية أو الخرف، قد يصبح التثاؤب المعدي أقل تكرارا، مما يشير إلى وجود علاقة بين القدرات الإدراكية والاستجابة لهذا السلوك الاجتماعي المثير للاهتمام.
ما هي فوائد التثاؤب؟
هناك العديد من فوائد التثاؤب والمزايا التي تعود على الشخص من وراء التثاؤب، أبرزها:
تحفيز الجهاز العصبي
يمكن أن يحفز الشهيق العميق والتمدد المصاحب للتثاؤب الجهاز العصبي الودي. هذا الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر لزيادة اليقضة.
زيادة الأكسجين
يساعد التثاؤب على إدخال كمية كبيرة من الأكسجين إلى الجسم، والتي يمكن أن تساهم بدورها في تنشيط الدماغ وجعل الشخص يشعر بمزيد من الانتباه.
تخفيف الضغط في الأذنين
عندما تتثاءب، تنفتح القناة السمعية، أو الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، مما يسمح للهواء بالدخول أو الخروج من الأذن الوسطى وموازنة الضغط.
تغيير الحالة
يمكن أن يكون التثاؤب بمثابة إشارة للجسم بأنه يمر بمرحلة انتقالية، مثل الانتقال من اليقظة إلى النعاس أو العكس، بمعنى آخر، يمكن أن يكون وسيلة الجسم لتهيئة نفسه إلى هذه الحالة الجديدة.
متى يكون التثاؤب خطيرا؟
لا يكون التثاؤب خطيرا، في الغالب، ونادرا ما يعتبر تكراره أو الإفراط فيه مرتبطا بشيء يستدعي التدخل، ومع ذلك، يمكن الانتباه في بعض الحالات منها:
التكرار المبالغ فيه
إذا كنت تتثاءب مرات عديدة في الساعة دون سبب واضح للشعور بالتعب أو الملل. أو إذا لاحظت فجأة وبشكل ملحوظ زيادة مفاجئة وكبيرة في عدد مرات التثاؤب.
أعراض أخرى
مع وجود أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، أو تسارع ضربات القلب، أو الدوخة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشاكل في القلب أو الرئتين.
اقرأ أيضا:
التثاؤب المتكرر: مؤشر على مشاكل صحية خطيرة