أظهرت دراسة ألمانية أن تناول جرعة عالية من الكرياتين يحسن أداء الدماغ على المدى القصير أثناء الحرمان من النوم.

 

وفي تجربة أجريت في إطار الدراسة، تحسن أداء 15 شخصا بالغا على نحو ملحوظ في الاختبارات أثناء ليلة حرموا فيها من النوم، وذلك بعد تلقيهم جرعات من الكرياتين.

 

ومع ذلك، حذر قائد الدراسة، علي جوردينياد من مركز أبحاث "يوليش" الألماني، من الإقدام على تجربة ذلك من تلقاء النفس.

 

وفي الدراسة، بقي المشاركون في الاختبار مستيقظين طوال الليل، وكان عليهم حل مهام صغيرة، مثل تذكر أزواج الكلمات أو حل مسائل رياضية، وتم إعطاؤهم الكرياتين في إحدى الليالي ودواء وهميا في ليلة أخرى.

 

وكتب فريق البحث، في دورية "ساينتفيك ريبورتس"، أن الكرياتين كان له تأثير إيجابي على استقلاب الدماغ والأداء المعرفي.

 

وقال جوردينياد إن الحرمان من النوم يقلل كمية مركب الكرياتين في الدماغ المهم لإمدادات الطاقة، وتم الحيلولة دون حدوث ذلك عند إعطاء جرعة عالية من الكرياتين، مضيفا "لم يعد الوقود ينخفض، بل تمت إعادة تعبئته".

 

ووفقا لجوردينياد، فقد رصدت العديد من الدراسات بالفعل تحسنا في الأداء المعرفي بعد تناول الكرياتين على مدى أطول، على سبيل المثال لدى كبار السن أو النباتيين، وكل منهم يعاني في كثير من الأحيان من نقص الكرياتين.

 

وذكر جوردينياد أن الجديد هو أنه حتى الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من حالة ضغط -مثل الحرمان من النوم- يمكن أن يستفيدوا من جرعات الكرياتين لفترة وجيزة في ما يتعلق بأدائهم المعرفي.

 

وتابع بالقول "بالطبع من الأفضل أن تحصل على قسط كاف من النوم"، مشيرا في المقابل إلى أن الكرياتين قد يكون مفيدا للأشخاص الذين يتم تكليفهم بمهام غير متوقعة ثم يضطرون إلى العمل حتى الصباح، مثل رجال الإطفاء.

 

وفي الوقت نفسه، أوضح جوردينياد أن هناك حاجة أولا إلى إجراء المزيد من الدراسات التي تثبت التأثير حتى في جرعات صغيرة بحد أقصى 4 إلى 5 غرامات.

 

وحذر جوردينياد حتى إشعار آخر من تناول جرعات عالية من الكرياتين، لأن ذلك يمكن أن يضع الكثير من الضغط على الكلى ويؤدي إلى مخاطر صحية أخرى.

 

وفي الدراسة تم إعطاء 0.35 غرام من الكرياتين لكل كيلو من وزن الجسم، أي 28 غراما لشخص يزن 80 كيلوغراما.

 

وفي هذا الصدد، قال بيتر يونغ، الخبير في مجال النوم بالجمعية الألمانية لطب الأعصاب، إن هذه الدراسة إضافة جيدة للغاية تثبت فعالية مبدئية للكرياتين، موضحا في المقابل أن الدراسة لم تفحص الأداء على المدى الطويل.

 

وأشار يونغ إلى أن الحرمان من النوم لا يقلل أداء الدماغ فحسب، بل يضر أيضا بنظام القلب والأوعية الدموية.

 

وقال يونغ، وهو أيضا عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الدماغ الألمانية، "إذا أظهرت دراسات مستقبلية زيادة في الأداء المعرفي حتى عند تناول جرعات أقل فقد يصبح الكرياتين منافسا جادا للقهوة في ليالي العمل الطويلة"، مضيفا أن النتائج مثيرة، ولكن لا يزال الوقت مبكرا جدا للتطبيق.

 

وينتج الجسم بشكل طبيعي مادة الكرياتين (يجب عدم الخلط بينها وبين الكرياتين الموجود في الشعر والأظافر) ويتم امتصاصه عند تناول الأسماك واللحوم، ويستخدم العديد من الرياضيين الكرياتين لزيادة نمو العضلات.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الحرمان من النوم

إقرأ أيضاً:

بقليل من الأدوية.. حل فعال لنوع نادر من الصلع

يمكن لمرضى الثعلبة استخدام جرعات أقل من المضادات الحيوية للحد من تساقط الشعر، حيث تبين أن الجرعات المنخفضة من دواء "دوكسيسيكلين" فعالة بنفس فعالية الجرعات العالية في علاج الثعلبة التندبية.

ومع الجرعات المنخفضة، يتجنب المرضى الآثار الجانبية، وفق "هيلث داي".

ويُستخدم المضاد الحيوي "دوكسيسيكلين" عادةً لعلاج الثعلبة التندبية اللمفاوية، وهي حالة تستهدف فيها الخلايا المناعية في الجسم بصيلات الشعر، كما أوضح فريق البحث من جامعة نيويورك.

لكن الجرعات العالية نسبياً من "دوكسيسيكلين" المستخدمة لمنع تساقط الشعر والندوب ليست ضرورية، كما أفاد البحث.

ويعني هذا أن المرضى يمكنهم تلقي علاج فعال دون الغثيان، والقيء، والطفح الجلدي الذي قد يصاحب الجرعات العالية من "دوكسيسيكلين".

وفي هذه الدراسة، حلل الباحثون البيانات الطبية لأكثر من 240 رجلاً وامرأة عولجوا من تساقط الشعر اللمفاوي بين عامي 2009 و2023.

الجرعة المنخفضة

ووجد الباحثون أن حوالي 27% من المرضى وُصفت لهم جرعات منخفضة من "دوكسيسيكلين"، بينما وُصفت لهم الجرعات العالية التقليدية لـ 73% منهم.

وأظهرت النتائج أن جرعات الدواء المنخفضة، التي تبلغ حوالي 20 ملليغرام مرتين يومياً، كانت بنفس فعالية الجرعات العالية التي تصل إلى 100 ملليغرام مرتين يومياً.

وعلى وجه التحديد، لم يكن هناك فرق كبير في التهاب فروة الرأس، أو تساقط الشعر الملحوظ، أو قياسات كثافة الشعر، أو قطر الشعر، أو انحسار خط الشعر، وفقاً للباحثين.

وأبلغ عدد أقل من الذين تناولوا جرعات أقل عن آثار جانبية - بنسبة 12% مقارنة بـ 23% من الذين تناولوا جرعات أعلى.

كما كان المرضى الذين تناولوا جرعات منخفضة أكثر ميلًا للاستمرار في استخدام المضاد الحيوي، حيث توقف 16% منهم عن تناوله بسبب الآثار الجانبية للجهاز الهضمي مقارنة بـ 25% في المجموعة التي تناولت جرعات عالية. 

مقالات مشابهة

  • بقليل من الأدوية.. حل فعال لنوع نادر من الصلع
  • دراسة: تناول الجوز بديلا عن الوجبات الخفيفة يعزز صحة القلب
  • تمارين المقاومة تحارب الأرق لدى كبار السن..هكذا تحسن جودة النوم
  • الإفراط في تناول الدهون والسكريات أثناء الحمل يزيد مخاطر إصابة المولود بالتوحد
  • احذر .. غرامة وحبس عقوبة جريمة الحرمان من رؤية الأطفال
  • يحسن عمل الأنسولين وينسف الوزن.. اعرف أفضل نوع دقيق
  • دراسة: زيادة محيط الخصر في منتصف العمر ترفع خطر تدهور صحة الدماغ لاحقًا
  • دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
  • أضرار النوم بعد تناول الإفطار في رمضان
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول القهوة منزوعة الكافيين؟