هيومن رايتس ووتش تتهم الحكومة الألمانية بالتقصير في حماية المسلمين
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحكومة الألمانية بالتقصير في حماية المسلمين وسط تزايد حوادث الكراهية والتمييز.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، فإنها أحصت في الأشهر التسع الأولى من العام الماضي 686 جريمة "معادية للإسلام"، ارتفاعا من 610 جرائم سجلت خلال عام 2022 بأكمله.
أما بخصوص الفترة منذ أكتوبر الماضي حين اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، فإن الحكومة لم تقدم حتى الآن أي بيانات عنها.
لكن منظمات المجتمع المدني الألمانية حذرت من ارتفاع الحوادث المعادية للمسلمين منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.
ونقلت المنظمة عن ريما هنانو، رئيسة التحالف ضد الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين "كليم"، وهي شبكة ألمانية من المنظمات غير الحكومية، أن "عام 2023 شهد ارتفاعا جديدا مخيفا في الحوادث المعادية للمسلمين".
وفي شهر نوفمبر، وثّق التحالف ما معدله ثلاثة حوادث معادية للمسلمين يوميًا.
في إحدى الحالات، تم وصف رجل يُنظر إليه على أنه مسلم بأنه "إرهابي" عند خروجه من حافلة عامة، وتم الاعتداء عليه ونقله إلى المستشفى بسبب إصاباته.
وتقول هيومن رايتس ووتش، إنه "في حين تقوم منظمات للمجتمع المدني بجمع البيانات حول مثل هذه الحوادث، فإن الحكومة الألمانية لم تطور بعد بنية تحتية للرصد وجمع البيانات في جميع أنحاء البلاد، استنادا إلى مؤشرات واضحة من شأنها أن تزود السلطات بالمعرفة والأدوات اللازمة لمعالجة المشكلة".
ورغم أن دراسة أجريت على مدار ثلاث سنوات بتكليف من الحكومة بشأن حالة العداء ضد المسلمين في ألمانيا، ونُشرت في يونيو 2023، خلصت إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين منتشرة على نطاق واسع في البلاد، وأوصت بأنه لا ينبغي للحكومة أن تفصل بين الكراهية ضد المسلمين والعنصرية، بل يجب أن تعترف بالارتباط بينهما، فإن وزارة الداخلية لم تنفذ التوصيات.
واعتبرت هيومن رايتس ووتش أن "العنف ضد المسلمين في ألمانيا، التي تضم واحدة من أكبر التجمعات السكانية المسلمة في أوروبا، ليس ظاهرة جديدة ولم تنمو من فراغ".
وأشارت إلى أنه في عام 2017، قال واحد من كل 10 أشخاص تمت مقابلتهم في استطلاع حول التمييز ضد المسلمين أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في 15 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا، إنهم أبلغوا عن أحدث حادث مناهض للمسلمين ضدهم.
أما الذين لم يبلغوا شعروا أنه "لن يحدث شيء أو يتغير بالإبلاغ عنه".
وحتى الذين أبلغوا عن حوادث، قال 81 بالمئة إنهم شعروا "بالاستياء إلى حد ما من الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع الأمر".
واعتبرت الباحثة في شؤون العنصرية في أوروبا في هيومن رايتس ووتش، ألماز تيفيرا، أن "إخفاقات الحكومة الألمانية في حماية المسلمين من الكراهية والتمييز تبدأ بسبب عدم فهم أن المسلمين يعانون من العنصرية، وليس مجرد العداء على أساس الدين".
وشددت تيفيرا على أنه "بدون فهم واضح للكراهية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا، وبيانات قوية عن الحوادث والتواصل المجتمعي، فإن رد السلطات الألمانية سيكون غير فعال".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحکومة الألمانیة هیومن رایتس ووتش ضد المسلمین
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتهم قيادياً داعشياً بارتكاب جرائم حرب في سوريا
أعلن ممثلو الادعاء العام في ألمانيا اتهام قيادي في تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لأسباب من بينها ما يتردد عن تورطه في إبادة جماعية بحق الإيزيديين.
وذكر مكتب المدعي العام الألماني في بيان أن المتهم، وهو سوري تم تعريفه باسم أسامة، تماشياً مع قانون الخصوصية الألماني، انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور بشرق سوريا في صيف عام 2014.
Today in Berlin, I spoke with @ElhamAhmadSDC about the need for de-escalation & protection of civilians in North East Syria. A resurgence of ISIS must be prevented at all costs. We welcome @relationaanes’ commitment to dialogue with Damascus on an inclusive Syrian solution. pic.twitter.com/UjAbehPzNP
— Tobias Tunkel (@GermanyOnMENA) January 9, 2025وأضاف البيان أن أسامة. يشتبه بأنه قاد خلية محلية استولت بالقوة على 13 عقاراً، معظمها مملوكة ملكية خاصة، لإيواء مقاتلين أو لاستخدامها كمكاتب أو مخازن.
وجاء في بيان، اليوم الأربعاء، أن التنظيم استخدم اثنين من تلك المباني لاحتجاز إيزيديات مخطوفات حتى يتمكن المقاتلون من الاعتداء عليهن واستغلالهن جنسياً.
وذكر البيان أن من بين التهم الموجهة إلى أسامة المساعدة والتحريض على الإبادة الجماعية.
وقال المكتب في البيان "كان هذا جزءاً لا يتجزأ من هدف التنظيم وهو القضاء على الطائفة الإيزيدية الدينية".
وألقت السلطات في ألمانيا القبض على المشتبه به في أبريل (نيسان) 2024 وهو محتجز حالياً في انتظار المحاكمة.
وأصبحت ألمانيا جهة رئيسية تجري محاكمات خارج سوريا بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها سوريون، وذلك بموجب مبدأ الاختصاص القضائي العالمي.
وصدر حكم في أوائل عام 2022 على ضابط مخابرات سوري سابق كان يعمل في أحد سجون دمشق بالسجن مدى الحياة في محاكمة تاريخية خلصت إلى إدانته بارتكاب جرائم قتل واغتصاب واعتداء جنسي.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الألمانية، الأربعاء، إن برلين تدعم هيئة تابعة للأمم المتحدة أُنشئت للمساعدة في التحقيقات في الجرائم الخطيرة التي ارتكبت في سوريا، وخاصة الآن بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
وقال وزير الدولة توبياس ليندنر في بيان: "تجمع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة الأدلة حتى يتسنى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المروعة المرتكبة ضد عدد لا يحصى من السوريين".
وأضاف "من الواضح أن عملية التحقيق في هذه الجرائم المروعة وعقد محاكمات بشأنها يجب أن تتم تحت القيادة السورية (الجديدة)".
وأطاحت قوات المعارضة السورية بالأسد من السلطة في أواخر العام الماضي، وفتحت السجون والمقار الحكومية وبثت آمالاً جديدة في المساءلة عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت لأكثر من 13 عاماً.
وسيطر تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا خلال الفترة من عام 2014 إلى 2017 قبل تراجعه أمام قوات التحالف بقيادة دول غربية ثم هزيمته في آخر معاقله بسوريا عام 2019.
وكان التنظيم يعتبر الإيزيديين عبدة للشيطان فقتل منهم أكثر من 3 آلاف واستعبد 7 آلاف امرأة وفتاة وشرّد معظمهم بعيداً عن موطنهم الأصلي في شمال العراق. ويبلغ عدد أفراد هذه الطائفة 550 ألف نسمة.
وقالت الأمم المتحدة إن هجمات التنظيم المتشدد على الإيزيديين تصل إلى مستوى حملة إبادة جماعية.