حكم على الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بينانس" تشانغبنغ تشاو بالسجن لمدة أربعة أشهر بعد أن أقر بذنبه في انتهاك أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم قوانين غسل الأموال الأمريكية.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الحكم قد صدر من قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ريتشارد جونز في سياتل الذي رفض طلب الادعاء بأن يقضي تشاو البالغ من العمر 47 عاما ثلاث سنوات في السجن.

وكان تشاو المعروف باسم (سي زد) يعتبر أقوى شخص في صناعة التشفير، وسيكون ثاني شخصية بارزة في عالم العملات المشفرة يحكم عليه بالسجن.

وكتب المدعون في مذكرة الحكم أن نطاق وتداعيات سوء سلوك تشاو كانت هائلة مطالبين بوضعه في السجن لمدة ثلاث سنوات أي ضعف الحد التوجيهي للحكم البالغ 18 شهرا، بينما أشار محامو تشاو في مذكرة الحكم الخاصة بهم إلى أن الرئيس التنفيذي السابق لـ "بينانس" لا يستحق أي عقوبة بالسجن إذ لم يحكم على أي متهم في قضية مماثلة بالسجن.

وأقر تشاو بالذنب وتنحى عن رئاسة منصة "بينانس" في إطار تسوية مع وزارة العدل الأمريكية في نوفمبر الماضي، متنازلا عن حقه في استئناف أي حكم بالسجن لمدة تصل إلى 18 شهرا، كما وافقت "بينانس" على دفع غرامات بقيمة 4.3 مليار دولار.

ووافق تشاو على دفع غرامة قدرها 50 مليون دولار، ما يعد مبلغا ضئيلا مقارنة بثروته المقدرة بنحو 33 مليار دولار.

وتوصلت الحكومة الأمريكية إلى عدد من التسويات مع شركات تعمل في مجال العملات المشفرة مثل "إس إف تي سي" و"إس إي سي" خلال الفترة نفسها التي أقر فيها تشاو بالجرائم التي ارتكبها.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عملات مشفرة بينانس عملات رقمية

إقرأ أيضاً:

أموال وديون ضائعة

مريم الشكيلية

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" (البقرة: 282).
كثيرًا ما أصادف، وتحدثت مع أشخاص جلست معهم، وحدثوني عن ديون الناس، وقصصهم وحكايات أخبروني بها، وكيف أن الآخرين يقصدونهم للاقتراض منهم بعضًا من مالهم ثم يمتد الأمر لأكثر من مرة والبعض الآخر يكرر الاقتراض من الشخص بحجج مُختلفة وكلها تختتم بالوعد، والقسم بإرجاع المال في أقرب وقت ممكن ثم تمر الأيام، والأشهر، وحتى السنوات ولا عودة لهذا المال المُقتَرَض.
وكنت أستمع لهذه القصص من الناس، واعتقدت أنَّ هذه الأمور من الاقتراض تكون في بيئة النساء فقط، ولكن عندما سألت حين شدني الموضوع برُمته تبيّن لي بأن اعتقادي خاطئ فهذه الاقتراضات ومن بعدها ديون غير مسددة يشترك فيها النساء والرجال معًا، وهنا لا أقصد الجميع لطفًا وإنما أتحدث عن البعض عن فئة من الناس تستسهل طلب الأموال من الآخرين وتستصعب سدادها بحجة أنها لا تملك المال، وهنا أيضًا لا أتحدث بالضرورة عن اقتراض أموال كبيرة وإنما قد تكون أموالًا معدودة، ولكنها مع الأسف أيضًا لا ترد إلى أصحابها.
ثم إن الديون المستحق سدادها ليست فقط بين طرفين وإنما هناك أموال وديون لم تسدد بين المشتري والتاجر الذي يملك محلا صغيرا يكسب منه قوته.. مع الأسف عندما تستمع لهم يقصون عليك عجائب القصص عن أناس اشتروا منهم بالدين ولم يسددوا ديونهم حتى البعض منهم لم يسدد لسنوات طويلة وفي كل مرة يكرر سوف أدفع ديني عندما كذا وكذا وكلها أعذار واهية والبعض الآخر يقصد التاجر ويشتري منه لمرة واحدة وبالدين ثم لا يراه بعدها أبدا حتى لا يطالبه بالدفع.
وأيضًا هناك نوع آخر من الديون الضائعة التي تترك أصحابها دون حساب للضمير وهي ديون بعض تقديم خدمة معينة وأمثلة على هذه الخدمات (صالونات تجميل، ونساء يمتهن بعمل الحناء) وغيرها من هذه الخدمات التي انتشرت في وقتنا الحالي فلو استمعتم لقصص هؤلاء لشاب شعر رأسك من غرابتها وحيلها.
والأغرب من كل هذا هو عندما يعذر الشخص عن اقتراض الشخص الآخر للمال وتكرار الأمر دون سداد المال السابق فإنه يعامله بعدها مُعاملة سيئة أو جافة أو حتى يصل الأمر به أنَّه يتحدث عنه بين الناس بصفات سيئة.
إنَّ انتشار هذا السلوك في مجتمع مسلم يعي تمامًا أهمية سداد الدين وعواقبه الوخيمة على الفرد في الدنيا والآخرة لهو أمر لا يُمكن إلا أن نقف عنده بشيء من التفكير والتعمق، وإنني أرى أن غياب الحقوق بهذا الشكل لهو كفيل بأن يترك شرخا في النفوس بين الناس في الدنيا وما يترتب عليه العقاب في الآخرة، وليس هذا فحسب وإنما أرى أن انتشار هذه الأفعال يترتب عليه قلة البركة في الأموال، وانتشار السخط وعدم الرضا بما قسمه الله تعالى من رزق والسعي الدائم لما في يد الآخر من وفرة في المال ومحاولات بقصص سخيفة حتى اقترض من الآخرين وعدم سداد الدين لاحقًا.
إن الاقتراض الذي أتحدث عنه اليوم ليس الاقتراض الذي يقصده الناس في الحالة الملحة والتي تستدعي فعلًا أن أقترضَ من الآخر مثال حاجتي للمال في ظرف صحي، أو غيرها من الأحداث التي تصادف الناس دون حساب وهي لا تملك المال الكافي لقضاء تلك الحاجة وأنني أعلم اليوم أن هناك أناساً فعلًا بحاجة إلى وقوف الناس معهم ومنها أنهم لا يملكون وظيفة تسد حاجاتهم أو مسرحين يعولون أسراً تقطعت بهم السبل في ظرف معين هنا وجب على الخيرين أن يسعوا للمساعدة إذا كانوا باستطاعتهم فلهم أجر فك الكرب عن محتاج، ولكنني أتحدث عن الاقتراض لأسباب سخيفة جدًا، مثال أن أتعرض لضعظ من ابنتي أو ابني لأنه يُريد أو تُريد أن تشتري هاتفًا على مستوى عالٍ من الجودة، أو شراء كماليات ومواكبة آخر صيحات الموضة، أو حتى الاقتراض للسفر لعدة أيام حتى يراني الناس أنني أتجول وأسافر وأنني أعيش برغد عيش، أو أنني أريد أن أعيش مثل فلان وفلان، حتى لو على حساب الآخرين.. هذه وغيرها من الأسباب التي لم ينزل الله بها من سلطان!
في نهاية هذا المقال.. أتمنى من الجميع أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا ولا نُساعد في انتشار هكذا سلوكيات، تخلف ما تخلفه من ضغائن بين الناس، وتكون سببًا لقلة البركة والخير في المجتمع.
 

مقالات مشابهة

  • أموال وديون ضائعة
  • تشويش اللجان وعودة الأسئلة المقالية.. خطة التعليم لمحاربة الغش بالثانوية العامة
  • امتحانات الثانوية العامة 2025| مطالب بإلغاء البابل شيت وعودة الأسئلة المقالية
  • مخزونات النفط الأمريكية تتراجع بأكثر من 3 ملايين برميل
  • ارتفاعُ أسعار الذهب مع التأهب لخفض أسعار الفائدة الأمريكية العام المقبل
  • إيلون ماسك يطلق تطبيق Grok بالمجان لمنافسة chatgpt
  • إدانة جاسوس أمريكي في روسيا
  • وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»
  • محكمة روسية تصدر حكما بالسجن 15 عاما على مواطن أمريكي بتهمة التجسس
  • مصدر أمني:قرار قضائي بالسجن سنتين لمحافظ الانبار السابق (علي فرحان)