خبير عسكري: تحالف حارس الازدهار غير قادر على التصدي للمسيرات في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم 24 دولة بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والذي يمتلك 35 قطعة حربية منتشرة في البحر الأحمر وما حوله غير قادر على التصدي للمسيرات.
وأضاف -معلقا على مشاهد الفيديو التي حصلت عليها الجزيرة حول إطلاق جماعة أنصار الله (الحوثيين) لطائرة مسيرة استهدفت السفينة الأميركية (سايكلاديس) في البحر الأحمر- أن توثيق العملية من بدايتها حتى نهايتها يعطي دلالة واضحة على دقتها، ويشير إلى أن العملية نفذت بناء على معلومات استخباراتية ومراقبة دقيقة لهذه السفينة، واعتبرها "عملية نوعية" قياسا بما سبقها من عمليات.
وأرجع الفلاحي -في فقرة التحليل العسكري على شاشة الجزيرة- عدم قدرة تحالف الازدهار على التصدي للمسيرات إلى أنها لا تحتاج إلى إمكانيات وقدرات كبيرة، ويمكن إطلاقها من أي مكان يمكن أن يراه الحوثيون مناسبا لإصابة الهدف، مما يجعل مهمة التحالف البحرية في مراقبة جميع السواحل شبه مستحيلة، لافتا إلى أن صغر حجم المسيرات وسرعتها يجعل أمر مراقبتها بالرادارات أمرا صعبا.
وأوضح الخبير العسكري أن جماعة الحوثي تمتلك "موديلات" متعددة من المسيرات مثل "صماد 1″ و"صماد 2" والتي سبق أن استخدمتها في عمليات مماثلة في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن المسيرات أنواع، فمنها ما تقوم بإلقاء الحمولة أو إطلاق الصواريخ والعودة لقواعدها التي انطلقت منها، ومنها "الانقضاضية" التي تنفجر لحظة اصطدامها بالهدف وتدمره، وتتميز بأن حمولتها تكون أكثر من "الموديلات" الأخرى.
محور نتساريم
وحول آخر تطورات الموقف في قطاع غزة يرى الفلاحي أن العمليات لا تزال مستمرة في شمال القطاع مستدلا بعمليات المقاومة في القنص وتدمير جرافة من نوع "دي 9" بقذيفة "الياسين" في بيت حنون، مما يؤكد كذب الرواية الإسرائيلية بأن العمليات العسكرية دمرت البنية التحتية للمقاومة.
وقال إن الجيش الإسرائيلي ليس لديه خيارات فيما يتعلق بمحور نتساريم الذي يبلغ عرضه 350 مترا وطوله 6 كيلومترات و800 متر، مشيرا إلى أن تواجده في هذا المحور ضروري لتأمين الحماية للقطاعات التي تتواجد هناك لا سيما وأن هناك لواءين لجيش الاحتلال بالمنطقة.
وأشار إلى أن محاولات جيش الاحتلال التوسع في هذا المحور باتجاه الشمال أو الجنوب تضعه في مواجهة مباشرة مع فصائل المقاومة، مما سيزيد في خسائره.
وبالحديث عن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدخول رفح قال الفلاحي إن نتنياهو يسمي دخول رفح عملية "النصر المطلق" الذي سيمكنه من تدمير البنى التحتية في جميع مناطق القطاع، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى أماكن احتجاز الأسرى، والقبض على قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبالتالي تحقيق "أهداف" العملية العسكرية الكبرى.
وجدد الخبير العسكري -في تحليل سابق- إبداء تصوره بأن الاحتلال لن يقوم بعملية برية موسعة في رفح ويستخدم الطاقة التدميرية الكبيرة التي استخدمها في المناطق الأخرى من القطاع، نظرا لغلبة احتمالية وجود الأسرى في رفح.
وأشار في هذا السياق إلى وجود معلومات عن خطة لدى الاحتلال بدخول أحياء مدينة رفح، وإنذار أهل كل حي قبل دخوله للخروج منه، وهو ما يعني أن العملية العسكرية في رفح ستكون محدودة ضمن مناطق جغرافية محددة سلفا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی البحر الأحمر إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري أردني لـ"الوفد": الضغوط الدولية وأزمة الثقة في جيش إسرائيل ترفع من وتيرة التفاوض
أبو زيد: الفشل العسكري الإسرائيلي يدفعها نحو اليمن ونتنياهو يسعى للحصول على تنازلات أمريكية
في ظل التصعيد المستمر في الأوضاع الأمنية في غزة، بدأت تظهر بوادر أمل تتعلق بصفقة محتملة لوقف إطلاق النار. إذ يشير الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إلى أن الزخم الدبلوماسي الدولي قد أسهم في بلورة تلك المؤشرات، حيث شهدت الأيام الأخيرة حضور مندوب ترامب، ستيف ويتكوف، إلى جلسات المفاوضات، بالإضافة إلى زيارة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إلى تل أبيب لمناقشة ترتيبات تبادل الأسرى. كما لوحظت تلميحات من قادة إسرائيليين، مثل بن غفير وسموترتش، بأنهم لن يسعوا لحل الائتلاف الحكومي على خلفية الوضع الراهن.
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان، الإثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة أصبح قريباً، وقد توضع اللمسات الأخيرة عليه في الأسبوع الأخير من ولاية جو بايدن.
وصرح ساليفان لصحافيين "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع. أنا لا أقطع وعداً أو أتنبأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته إلى واقع"، بحسب ما نقلت فرانس برس.
وقال أبو زيد:" أن الأجواء الحالية تشير بوضوح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة" ، مشيرًا إلى الزخم الدبلوماسي الدولي الذي يحيط بالمفاوضات، والذي يتضمن وجود ممثلين أمريكيين في هذه الجلسات يعد علامة على تغير في الموقف الدولي تجاه الصراع. وأضاف أن ذلك يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في لعب دور أكثر فاعلية في تسوية النزاع، مما قد يساهم في تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.
هذا التطور، وفقًا لأبو زيد، يعكس قناعة المستوى السياسي في إسرائيل بأن القوة العسكرية لم تحقق أهدافها، بل أدت إلى المزيد من القتل والتدمير. ويظهر أن هناك صراعًا بين عقلية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحصول على تنازلات أمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية، وعقلية رجل الأعمال ترامب، مما يعكس محاولة نتنياهو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال مسار إعلامي يروج لانتصارات وهمية.
و أشار أبو زيد إلى أن أزمة الثقة بين المستوى العسكري والسياسي تتعمق، حيث تجلت في الخلافات بين وزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. وبرزت علامات التوتر في جيش الاحتلال من خلال استقالات كبار الضباط، كان آخرها طلب نائب رئيس الأركان، الجنرال أمير برعام، إعفاءه من منصبه.
شدد أبو زيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول استغلال هذه الظروف للحصول على تنازلات من الإدارة الأمريكية تتعلق بالمساعدات العسكرية. واعتبر أن نتنياهو يسعى لتأمين دعم الإدارة لخططه في الضفة الغربية، مقابل تقديم تنازلات في غزة.
وأكد أبو زيد أن الفشل في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة، مثل السيطرة والتثبت والتطهير، قد يدفع نتنياهو إلى البحث عن أهداف جديدة. وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يتوسع في جبهات أخرى، مثل القيام بعمليات جوية في اليمن أو تعزيز السيطرة على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، مستغلاً الدعم السياسي من إدارة ترامب.
وفي هذا السياق استقبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، وفداً من حركة حماس، لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة برئاسة خليل الحية.
وإذا نجحت تلك المساعي، سيتوج اتفاق وقف إطلاق النار جهود محادثات متقطعة على مدى أكثر من عام ويؤدي إلى أكبر عملية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين منذ الأيام الأولى للصراع عندما أفرجت حماس عن حوالي نصف المحتجزين لديها مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا فلسطينيا احتجزتهم إسرائيل.