يمانيون:
2024-11-26@02:59:49 GMT

نهاية إسرائيل.. العد التنازلي!

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

نهاية إسرائيل.. العد التنازلي!

سليم عزوز*

لو أنفقت المقاومة الفلسطينية ما في الأرض جميعا لتصل إلى هذا الانكشاف لإسرائيل في الغرب، لم تكن لتنجح، على النحو الذي نشاهده الآن بعد طوفان الأقصى، وكأنها كانت ساعة الصفر للعد التنازلي لها!
فمن كان يتصور من قبل أن يصل الاحتجاج ضدها في أكثر من 70% من الجامعات الأمريكية، وأن تكون رعونة رئيسة جامعة كولومبيا؛ المصرية الأصل، سببا في تفجر الموقف على النحو الحاصل الآن، وكأن استدعاءها للأمن لاجتياح الحرم الجامعي كان رمية بغير رام، فتشارك في الحراك جامعات لم تكن قد شاركت في بداية التظاهر ضد العدوان الإسرائيلي، وانحيازا لفلسطين، وفي مشهد غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي!
عندما فعلت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق فعلتها هذه، تذكرت نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أمريكية مرموقة هي جامعة جورج تاون، والرجل –رغم ذلك- كان يظهر على شاشة الجزيرة مدافعا عن الاستبداد في مصر، ومبررا له، فكتبت: لماذا من يعملون في الجامعات الغربية المرموقة من بني جلدتنا يبدون في تصرفاتهم كما لو كانوا تخرجوا في معهد عبده باشا، وهو معهد فوق المتوسط، هالني أنه رغم قدمه لم يحصل على الاعتراف من المجلس الأعلى للجامعات، وهذه قضية أخرى؟!
من كان يتصور من قبل أن يصل الاحتجاج ضدها في أكثر من 70 % من الجامعات الأمريكية، وأن تكون رعونة رئيسة جامعة كولومبيا؛ المصرية الأصل، سببا في تفجر الموقف على النحو الحاصل الآن، وكأن استدعاءها للأمن لاجتياح الحرم الجامعي كان رمية بغير رام، فتشارك في الحراك جامعات لم تكن قد شاركت في بداية التظاهر ضد العدوان الإسرائيلي، وانحيازا لفلسطين
وإذا كان الليبيون، وقبل تفجر ثورتهم، كانوا يعلقون آمالا عريضة على الوريث سيف القذافي، لأنه تعلم تعليما جيدا في احدى الجامعات الأمريكية، فإذا بالأيام تثبت أن العرق دساس، وأنه ابن أبيه الذي لا يفك الخط، فخرج مع الثورة منحازا لنظام مستبد، وفي المواجهة مع قمعها بقوة السلاح، وكأنه لا فائدة ترتجى من سلالتنا، أو كما قال طبيب الفلاسفة وهو يقلب كفيه: ماذا يفيد التعليم في وطن ضائع؟!
ولكي لا نجلد أنفسنا، فإن “نعمت” وإن كانت مصرية فهي ابنة الحضارة الغربية، فقد غادرت مصر طفلة، ثم إن انكشاف أن التحضر ليس سوى قشرة تستر حقيقة القوم في الغرب، هوّن علينا الأمر، وقد اجتاحت قوات الأمن حرم الجامعات الأمريكية، وتقوم بسحل المحتجين من الطلبة والأساتذة، غاية ما في الأمر أننا نفتقد هذه القشرة.

ولم يعد من سلطة الغرب أن يعطي دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأن ما شاهدناه في الجامعات كان امتدادا لما شاهدناه في سجن أبو غريب، فلم يكن خطأ مجندة، بل كان منظومة حكم، فأين الذين أبهرتهم أضواء الغرب وكانوا يتحدثون عنه بمباهاة عن الرقي والتحضر والتقدم، وكأن تأخرنا مرده إلى ديانتنا؟!
وقد تعرف الرأي العام على هذه المنظومة بشكل كبير، بعدما تم الدفع بقوات الأمن لاقتحام الجامعات، عندما استشعرت السلطة في البيت الأبيض أن وجود مستوطنة الاستعمار الغربي بالمنطقة في خطر، وبدا النظام الأمريكي متسامحا فيما يخصه لكن إسرائيل بالنسبة له خط أحمر، ومن هنا كان التصرف على المكشوف، فلم تكن رعونة نعمت شفيق أمرا يخصها، فإذا كان العرق الدساس من دفعها إلى طلب قوات الأمن في كولومبيا، فمن دفع بهذه القوات وصناديدها إلى الجامعات الأخرى؟ إنها منهم وإليهم، وتمثل الوجه الغربي الذي لم يكن معروفا لنا، فإذا تسرب أمر سترناه بطرف ثيابنا لنبقي على الصورة نقية!
فإسرائيل شأن استعماري بالأساس، وعندما غربت شمس الإمبراطورية البريطانية، سلمت متعلقات الاستعمار للساكن الجديد في المنطقة، ولم تكن إسرائيل سوى إحدى هذه المتعلقات التي استلمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وضمنت تفوق جيشها على الجيوش العربية جميعها، ومثل وجودها عدم استكمال الاستقلال الكامل لدول المنطقة بعد نهاية الاستعمار المباشر، كما ضمن وجودها استمرار أنظمة الاستبداد والفشل، حتى لا تقوم للمستعمرات قائمة بخروج جيوش الاحتلال المباشر!
ولأن طوفان الأقصى جعلت مستقبل إسرائيل على المحك، فقد حدث أن فقدَ البيت الأبيض لياقته في التمثيل للنهاية، ومن هنا شاهدنا مشاهد كنا نعتقد أنها حصرية على مجتمعاتنا!
الحراك الذي تشهده الجامعات الأمريكية، كاشف عن أن الدعاية القديمة فشلت، وإذ شهدنا خضوعا عربيا مهينا، فقد عمت المظاهرات العالم الغربي، والجامعات الأمريكية والكندية وغيرها، وإذا بيهود يعلنون انحيازهم للحق الفلسطيني، وإذا بحاخامات يرفعون علم فلسطين، وإذا بالشعوب في أمريكا وأوروبا تنظر لنتنياهو على أنه مجرم حرب، في انكشاف له ما بعده
فبعض الولايات الأمريكية، ولا سيما العاصمة واشنطن، شهدت مظاهرات حاشدة، كما أن الجامعات شهدت هذا الحراك الكبير ضد العدوان، فلم تعد إسرائيل كما كانت، ضحية، ومنارة وسط منطقة مظلمة!
لقد سقطت الصورة النمطية لإسرائيل، وعلى مستوى عالمنا العربي فقد ظللنا ردحا من الزمن نراها وقد انتصرت في الصراع الحضاري بينها وبين العرب، فإذا بها تقتل الأطفال، وتحاصر المستشفيات، وتستهدف المدنيين، وتجوع شعبا في ممارسة للعقاب الجماعي الذي لا يليق بالمجتمعات المتحضرة، وإذا بالحكومات الغربية تدعم هذا الإجرام وتحميه، وإذا بالسلاح الأمريكي يأتي سريعا لقتل المدنيين والمرضى والأطفال!
وهذا الحراك الذي تشهده الجامعات الأمريكية، كاشف عن أن الدعاية القديمة فشلت، وإذ شهدنا خضوعا عربيا مهينا، فقد عمت المظاهرات العالم الغربي، والجامعات الأمريكية والكندية وغيرها، وإذا بيهود يعلنون انحيازهم للحق الفلسطيني، وإذا بحاخامات يرفعون علم فلسطين، وإذا بالشعوب في أمريكا وأوروبا تنظر لنتنياهو على أنه مجرم حرب، في انكشاف له ما بعده!
وسوف يدفع بايدن ونتنياهو الثمن من مستقبلهما السياسي، والمقدر أن الأول لن ينجح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، صحيح أن البديل له هو الأسوأ، لكن رائع أن يكون سقوط بايدن هو بسبب فلسطين وانحيازه لسياسة القتل والتجويع، وإسباغ الحماية على تصرفات مجنون تل أبيب، وليس لأسباب تتعلق بالداخل الأمريكي.
أما نتنياهو فهو في حكم المنتهي، وما إجرامه الآن إلا لشعوره بذلك، فيمد في الحرب مدا، بيد أنه مهما فعل فسوف ينقشع غبار المعارك، ليجد نفسه أمام قدره المحتوم، لكنها لن تكون إسرائيل كما استلمها، التي تحوز على تعاطف المواطن الغربي قبل حكوماته، إنها إسرائيل الحقيقية، التي قتلت الأطفال، وجوّعت البشر، واستهدفت الحي والميت، والمتجردة من أي قيمة إنسانية.
إنها مرحلة تتشكل على بينة!

*صحافي وكاتب مصري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجامعات الأمریکیة لم تکن

إقرأ أيضاً:

إيغلاند: السودان يتجه نحو مجاعة بدأ عدها التنازلي

يان إيغلاند اعتبر أنه من غير المعقول أن تستحوذ أزمة السودان على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عاماً بالنسبة لدارفور.

التغيير: وكالات

قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، السبت، إنّ السودان الذي يشهد حربًا مدمّرة يتجّه نحو “مجاعة بدأ عدّها التنازلي” ويتجاهلها قادة العالم، في حين تقتصر قدرات المساعدات الإنسانية على “تأخير الوفيات”.

وشدّد إيغلاند في مقابلة أجراها لوكالة “فرانس برس” في تشاد عقب زيارته السودان هذا الأسبوع، على أن البلاد تشهد “أكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب، أكبر أزمة جوع، أكبر أزمة نزوح… والعالم لا يبالي”.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أوقعت عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص.

ويعاني وفق الأمم المتحدة نحو 26 مليون شخص داخل السودان من الجوع الحاد.

وأضاف إيغلاند: “قابلت نساء هن بالكاد على قيد الحياة، يتناولن وجبة واحدة من أوراق النباتات المسلوقة يوميًا”.

تحولات في المزاج الدولي

ويقول المجلس النرويجي للاجئين، إحدى المنظمات القليلة التي تواصل عملياتها في السودان، إن نحو 1,5 مليون شخص هم “على شفير المجاعة”.

وتابع إيغلاند: “العنف يمزق المجتمعات بوتيرة أسرع بكثير من قدرتنا على إيصال المساعدات”، وأضاف: “فيما نكافح من أجل الاستجابة لذلك، فإن مواردنا الحالية تؤخر الوفيات بدلًا من منعها”.

وقال إيغلاند: “من غير المعقول أن تستحوذ الأزمة في السودان حاليًا على جزء يسير من الاهتمام الذي استحوذت عليه قبل 20 عامًا بالنسبة لدارفور، عندما كانت الأزمة في الواقع أصغر بكثير”.

وأشار إلى أنه رصد تحوّلًا في “المزاج الدولي. وتحدّث عن “ميول أكثر قومية وأكثر تطلعًا إلى الداخل” لدى حكومات غربية يقودها سياسيون يضعون في المقام الأول “أمتهم، وأنفسهم وليس البشرية”.

وندّد بمسؤولين “قصيري النظر” سيدفعون ثمن مواقفهم عندما يتدفق أولئك الذين لم يساعدونهم إلى بلادهم لطلب اللجوء أو بصفة مهاجرين غير نظاميين.

نجاة من التطهير العرقي

وقال إنه التقى في تشاد بشبان نجوا من التطهير العرقي في دارفور وقرروا عبور البحر المتوسط لمحاولة الوصول إلى أوروبا رغم غرق أصدقاء لهم سبقوهم في المحاولة.

في السودان، نزح واحد من كل خمسة أشخاص بسبب النزاع الحالي أو النزاعات السابقة، وفق أرقام الأمم المتحدة.

ومعظم النازحين في دارفور حيث يقول إيغلاند إن الوضع “مروع ويزداد سوءًا”.

وفي ضواحي بورتسودان، المدينة الواقعة على البحر الأحمر حيث تتّخذ الحكومة المدعومة من الجيش ووكالات الأمم المتحدة مقرا، قال إيغلاند إنه زار مدرسة تؤوي أكثر من 3700 نازح حيث لم تتمكن الأمهات من إطعام أطفالهن.

وقال: “كيف يعقل أن الجزء الذي يسهل الوصول إليه في السودان يشهد جوعًا؟”.

وتفيد الأمم المتحدة بأن كلا الطرفين يستخدمان الجوع سلاحًا في الحرب. وتعرقل السلطات على نحو روتيني وصول المساعدات بعقبات بيروقراطية، فيما يهدّد مقاتلون في قوات الدعم السريع طواقم الإغاثة ويهاجمونهم.

وأضاف إيغلاند أن “الجوع المستمر هو مأساة من صنع الإنسان… كل تأخير، وكل شاحنة يمنع وصولها، وكل تصريح يتأخر هو حكم بالإعدام على عائلات لا تستطيع الانتظار يومًا آخر للحصول على الطعام والماء والمأوى”.

لكنه قال إنه رغم كل العقبات “من الممكن الوصول إلى كل أصقاع السودان”، داعيًا المانحين إلى زيادة التمويل ومنظمات الإغاثة للتحلي بمزيد من “الشجاعة”.

وأضاف أن “أطراف النزاعات متخصصون في إخافتنا ونحن متخصصون في الخوف”، وحضّ الأمم المتحدة ووكالات أخرى على “التحلي بقوة أكبر” وطلب تمكينها من إيصال مساعداتها.

الوسومالسودان المجلس النرويجي للاجئين المساعدات الإنسانية دارفور مجاعة يان إيغلاند

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الأسد الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
  • «الخارجية الأمريكية»: نعتقد بإمكانية تضييق الفجوات بين إسرائيل وحزب الله
  • بسبب اتهام نتانياهو.. إسرائيل تقسم التحالف الغربي
  • المجلس النروجي: السودان يتجه نحو "مجاعة بدأ عدها التنازلي"  
  • إيغلاند: السودان يتجه نحو مجاعة بدأ عدها التنازلي
  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • قائد القيادة المركزية الأمريكية يصل إلى إسرائيل
  • سامي مرسي يعلق على مواجهة مانشستر يونايتد
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن نهاية إسرائيل تحت التهديد والوعيد