الثورة نت:
2025-04-26@21:18:33 GMT

أمريكا ترى الحل الأوحد في القطب الأوحد!!

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

 

 

البديهية المسّلم بها عالمياً هي أن القوى النووية الأكبر لا تريد اللجوء لحرب نووية، ومع ذلك تهدد الدول باستعمال هذا السلاح إذا تعرضت لخطر وجودي..
على سبيل المثال، روسيا بعد تفتت الاتحاد السوفيتي وصلت إلى تفاهمات واتفاقات مع حلف الناتو بقيادة أمريكا بأن لا يتمدد هذا الحلف شرقاً باتجاه روسيا أو حدودها.

.
حلف الناتو نكث بكل هذا وظل يتوسع شرقاً حتى بات يحاصر روسيا ويهدد بنشر أسلحة نووية في بلدان مجاورة، وذلك ما شكل تهديداً يصل إلى ما يعرف بالخطر الوجودي، وبسبب ذلك جاءت حرب أوكرانيا..
من يتابع أحداث ما قبل هذه الحرب، فالرئيس الروسي “بوتين” طلب من أمريكا و”الناتو” مجرد ضمانات أمنية، ولكن “بايدن” أمريكا رد عليه بسخرية وقال: هذه حرية دول وشعوب ولا نستطيع منع أحد من الالتحاق بـ”الناتو”..
روسيا اضطرت وأُجبرت على السير في هذه الحرب التي تسميها “عملية خاصة” لمواجهة تهديد وجودي لها كدولة..
“بوتين” قال في الإعلان لبدء هذه العملية “من يحول بيننا وبين هذه العملية تكون قامت قيامته”، بمعنى إذا أمريكا والناتو سيتدخلون بشكل مباشر فالحرب ستكون “نووية”..
هو تحذير من تدخل أمريكا و”الناتو” لمنع العملية الخاصة الروسية، ولكن أمريكا والغرب استعملوا امبراطوريتهم الإعلامية لإظهار روسيا أنها تهدد باستعمال “النووي”..
هناك صراع مصالح وصراع حقوق قد تصل إلى فقدان السيطرة على الأوضاع والولوج في حرب كهذه حتى إذا كان الكل لا يريد الوصول إليها..
من تفجير السيل الشمالي للغاز حتى السير في خطوات مصادرة أصول وأموال روسية قد تدفع إلى مثل ذلك، لكن المشكلة الأساس هي أن الغرب الاستعماري هيمن على العالم قرابة “500 سنة”، وهو بهذا الاستعمال يواصل الهيمنة بأبشع من الاستعمار..
العالم كله أو بغالبيته العظمى يريد التحرر من هذه الهيمنة بالاستعمار القديم أو الجديد “الاستعمال”، وأمريكا ببساطة ترفض أن يتحرر هذا العالم ومعها بريطانيا ومعها الغرب الاستعماري عموماً..
أمريكا حين تريد مثلاً أن تحارب من أجل أمنها القومي في فيتنام أو العراق أو أفغانستان فإذا لم يكن وصولها إلى حدود وإلى داخل دول كروسيا والصين هو تهديد وجودي لهذه الدول، فماذا يكون التهديد الوجودي؟..
وجود الناتو والغرب في بلدان مثل جورجيا وليتوانيا وأخرى هو تهديد وجودي لروسيا، وفي “تايوان” يمثل تهديداً وجودياً للصين، وإلا فكيف لأمريكا بوجود تهديد وجودي لها في العراق أو أفغانستان مثلاً؟..
النظرية الرأسمالية الغربية بين أهم ثوابتها التنافس الحر وقاعدة العرض والطلب، والمضحك في هذا السياق أن تطالب أمريكا من الصين أن تعيد من أسواق العالم ما تسميه الإنتاج الزائد من السلع الصينية..
وفق قاعدة العرض والطلب إذا الصين تُغرق الأسواق بالسلع فدعها تخسر ما دامت أمريكا تقدم سلعاً أعلى جودة أو أقل سعراً أو كليهما، وبالتالي فأمريكا والرأسمالية من أجل مصالحها تكسر وتنسف كل المعايير والقواعد التي أرستها..
الصين ترى ببساطة أن الضغوط الأمريكية تهدف لمنع الصين من حقها الطبيعي في التنمية والنهوض والتطور..
إذا كان هذا ما يحدث مع القوى الأعظم المنافسة لأمريكا كروسيا والصين فكيف مع بقية بلدان العالم، وهل من هيمنة ومستوى من الاستعباد أكثر من هذا؟..
هل من أحد يصدق أن مظاهرات الطلاب الأمريكيين في جامعات أمريكية هو عداء للسامية؟..
هذا يؤكد أن “معاداة السامية” شعار قامع ويستعمل للقمع..
للضحك أكثر فهؤلاء الطلاب الأمريكيون هم مجرد وكلاء وأذرع لإيران، كما حزب الله والحوثيين ..إلخ ..
ومن كل هذا فأمريكا ومن لف لفيفها الذين مارسوا حملة ضد روسيا بأنها تهدد باستعمال النووي وبعد تراجع وضعها وهيمنتها باتت هي من لا يهدد فقط بالنووي بل يخطط باستعماله، وكأنه فقط يراكم ويجمع ذرائع، وإسرائيل مثلاً هددت غزة بالقنبلة النووية وليس فقط إيران..
مشكلة أمريكا أن آخرين باتوا يملكون هذا السلاح والأكثر تطوراً وحداثة منها كماً ونوعاً، وبالتالي فالعالم تجاوز قنبلتي هيروشيما وناجازاكي..
باختصار.. روسيا هددت “بالنووي” كونها باتت معرضة لخطر وجودي فعلي والصين ستهدد وكذلك أمريكا ربطاً بما يعرف بالخطر الوجودي، ولكنه لا خطر وجودي يهدد أمريكا كما في حالة روسيا والصين ربطاً بالهيمنة الأمريكية واستعمال “الناتو” لاستمرار الاستعمار وإن بموضة “الاستعمال”..
أمريكا باتت هي من يهدد باستعمال النووي وهي تدرك استحالة هكذا استعمال، وبالتالي فهي تمارس هذا التهديد لغرض استمرارية هيمنتها واستمرارية القطب الواحد ولرفض السير إلى عالم متعدد الأقطاب..
وحيث أمريكا بات يستحيل عليها استعمال “النووي”، كما حدث في اليابان زمان وحيث أنها في عجز عن منع السير العالمي إلى تعدد القطبية فإنها ستظل تشعل الحروب والاقتتال في أنحاء العالم لمنع الاستقرار العالمي نسبياً لوضع العالم في وضع اللاقطبية واللاتعدد للأقطاب، على أساس أن هذا الوضع إن طال قد يعيد لها القطبية الأوحد، بل تأمل أو تحلم أن يصبح ذلك هو الحل الأوحد أمام العالم بما يعني أن القطب الأوحد هو الحل الأوحد للعالم ولا حل غيره..
العالم ينتظر مستوى صدام مباشر بين القوى العظمى قد يستعمل فيه ما يسمى “النووي التكتيكي” وهذا مرشح في شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي ربطاً بـ”تايوان” وفي منطقتنا ربطاً بتطورات أحداث غزة وأوكرانيا المرشح الثالث لمثل ذلك، وأمريكا هي المسؤولة وتتحمل كامل المسؤولية إن سارت التطورات إلى مواجهة بهذا القدر، أكان بما يعرف بالنووي التكتيكي أو النووي المفتوح..
لا أحد يستطيع تحديد موعد زمني لهكذا احتمالات وبين ما يطرح أن الذروة هي الانتخابات الأمريكية نهاية العام الجاري، وسيكون ذلك ذريعة لتأجيل هذه الانتخابات وتكليف “بايدن” بالاستمرارية حتى الوصول إلى توافق عالمي محتمل، وإذا لم يحدث ذلك فكيف ستكون الانتخابات الأمريكية؟!!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل المحادثات مع أمريكا بشأن أوكرانيا حتى اكتمالها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو لا تنوي الكشف عن تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن التسوية الأوكرانية، حتى اكتمالها رسميًا.

 وأضاف لافروف - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "سبوتنك" الروسية "نحن أشخاص مهذبون للغاية، وعلى عكس البعض الآخر، لا نناقش علنًا ما يُناقش في المفاوضات.. وإلا، فلن تكون المفاوضات جادة".

واقترح وزير الخارجية الروسي أيضا مناقشة هذه القضية مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، لأنه يسعده التحدث إلى أي شخص عبر وسائل الإعلام، حتى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي وقت سابق.. قال لافروف إن ترامب ربما يكون الزعيم الوحيد على وجه الأرض الذي يُدرك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية.. مضيفا أن ترامب يعتقد أن الجانبين يسيران في الاتجاه الصحيح.
 

مقالات مشابهة

  • عمر العربي وجودي عبدالله يصعدان لنهائيات كأس العالم للجمباز الفني بالقاهرة
  • عمر العربي وجودي عبد الله يصعدان لنهائيات كأس العالم للجمباز الفني بالقاهرة 2025
  • "نسبة التخصيب" عقدة الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران في مفاوضات عمان
  • لافروف: روسيا لا تستطيع الكشف عن تفاصيل المحادثات مع أمريكا بشأن أوكرانيا حتى اكتمالها
  • خطر الذوبان يهدد أقرب مطار إلى القطب الشمالي في العالم
  • ترامب: القرم ستبقى مع روسيا
  • الناتو: موقفنا موحد بشأن اعتبار روسيا تهديداً طويل الأمد
  • الكرملين: روسيا تواصل العمل مع أمريكا لتحقيق السلام
  • شويغو يحذر: روسيا تحتفظ بحق "الرد النووي" في "هذه الحالة"
  • هل ستسمح أمريكا لإيران بتخصيب اليورانيوم بعد الاتفاق النووي المحتمل؟.. روبيو يرد