السعودية – افتتح في 24 أبريل/ نيسان 2024، صندوق النقد الدولي مكتبه الإقليمي بالمملكة العربية السعودية، ليكون أول مكتب للمؤسسة المالية الأممية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الافتتاح يأتي بعد شهر من موافقة مجلس الوزراء السعودي على اتفاقية مقر بين حكومة المملكة وصندوق النقد الدولي لإنشاء مكتب إقليمي للأخير في العاصمة الرياض.

وفي تصريحات لها الأسبوع الماضي، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، إن “مكتبنا الجديد في الرياض يعمل على تعزيز وجودنا وشراكاتنا مع المؤسسات العربية”.

لطالما كانت الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فاعلة في علاقة متبادلة مع صندوق النقد الدولي، خصوصا مصر والأردن والعراق ولبنان والمغرب والسودان وتونس.

وبينما كانت مباحثات أية برامج للإصلاح الاقتصادي تأخذ وقتا طويلا بين الحكومات وبعثات الصندوق، بسبب محاولة الأخيرة فهم بنية هذه الاقتصادات، فإن فتح المكتب قد يعيد ترتيب العلاقة مجددا بين الطرفين.

واليوم، تشوب خلافات بين الصندوق واقتصادات عربية مثل لبنان وتونس والسودان، التي لم تنجح منذ قرابة عامين في التوصل إلى اتفاق إصلاحات اقتصادية مع الصندوق يرافقه قرض مالي.

يظهر مسح أجرته الأناضول للبيانات الصحفية التاريخية بين الصندوق وتونس، أن خطط الإصلاح التي تقدمها بعثة الصندوق، تقريبا لم تتغير منذ عام 1999 حتى اليوم.

وأحد أسباب هذا التشابه في خطط الإصلاح يعود في جزء منه إلى عدم إدراك كاف لهيكل الاقتصاد التونسي، والتغيرات الهيكلية التي طرأت عليه خلال الألفية الحالية.

بينما سيكون فريق الصندوق في الرياض، قادرا على الوصول والتواصل المباشر مع الاقتصادات العربية، في محاولة لبناء علاقة أكثر تكاملية تسهل التوصل إلى اتفاقات ثنائية.

وفي مقابلة مع قناة الإخبارية السعودية، قال المحلل المالي محمد مكني إن وجود مكتب للصندوق بالمملكة سيوسع العلاقة مع الدول العربية في المنطقة، وسيكون أكثر متابعة لهذه الدول.

وأضاف مكني: “النشاطات الاقتصادية لهذه الدول ستكون محور اهتمام صندوق النقد لبناء برامج اقتصادية تتواءم واحتياجات هذه الدول.. الصندوق سيكون قريبا من هذه الدول لتطوير سياساتها الاقتصادية”.

وتعاني دول عربية عديدة من تحديات اقتصادية متباينة دفعتها إلى طلب الدخول في برامج إصلاح اقتصادية، بصدارة مصر التي دخلت مع الصندوق في 3 برامج اقتصادية في آخر 8 سنوات.

وعلى الرغم من أن دول الخليج العربي أقل احتكاكا بالصندوق في أي برامج للإصلاح الاقتصادي من الدول العربية المستوردة للنفط، بسبب وفرة السيولة النقدية، فإنها ستكون أمام مرحلة جديدة من تطوير مناخ الاستثمار لديها.

ومنذ 2016، بدأت دول الخليج بالتعاون مع صندوق النقد الدولي ومؤسسات عالمية اقتصادية، البحث عن قنوات استثمارات جديدة لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط الخام والغاز الطبيعي.

وبشكل متباين، نجحت دول الخليج تدريجيا في تخفيض حصة الطاقة من إجمالي الدخل المالي، لصالح قطاعات كالصناعة والسياحة والخدمات والتكنولوجيا، كالسعودية والإمارات وقطر.

ويأتي اختيار المملكة لتكون عاصمة إقليمية للصندوق، في وقت تشهد نسب نمو مرتفعة وصلت إلى 8.7 بالمئة في 2022، وهو أحد أعلى نسب النمو عالميا.

كذلك، يتزامن القرار مع فتح عديد من الشركات العالمية الكبرى مكاتب لها بالمملكة، في إطار خطة سعودية للتحول إلى مركز ثقل مالي واقتصادي في المنطقة، ضمن رؤية 2030.

والسعودية، أكبر اقتصاد عربي بإجمالي ناتج محلي يتجاوز 1.1 تريليون دولار، وأكبر مصدّر للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 7.6 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، والعضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين.

وفي مارس/ آذار الماضي، قالت وزارة الاستثمار السعودية إن عددا كبيرا من الشركات متعددة الجنسيات استجابت لدعوة الحكومة بفتح مقرات إقليمية لها في المملكة.

وتعد كل من “بيبسيكو” و”بي دبليو سي” و”يونيلفير” من بين 350 شركة عالمية امتثلت للقرار وحصلت على تراخيص لمقار إقليمية في السعودية؛ وفقا للوزارة، كما تقدمت شركات أخرى بما فيها “بوينغ” بطلب للحصول على هذه التراخيص.

وسبق للمملكة أن أعلنت في فبراير/ شباط 2021، أنها ستتوقف بحلول عام 2024 عن التعامل مع أي شركات دولية لا يقع مقرها الإقليمي داخل البلاد.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی هذه الدول

إقرأ أيضاً:

إدراج صندوق «شيميرا جي بي مورغان» في سوق أبوظبي 8 يوليو

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة 14.4 مليون درهم مبيعات المضبوطات المصادرة تنفيذاً للأحكام القضائية في أبوظبي 17.54 مليار درهم حجم سوق مستلزمات البناء في الإمارات

أطلقت شركة «لونيت كابيتال» لإدارة الاستثمارات العالمية، أمس صندوق «شيميرا جي بي مورغان الصكوك العالمية المتداول»، وهو صندوق مؤشرات متداولة سيتم إدراجه في سوق أبوظبي للأورق المالية اعتباراً من 8 يوليو المقبل.
وسيقوم الصندوق بتتبع أداء مؤشر J.P. Morgan Global Investment Grade Sukuk Index باستخدام استراتيجية استثمارية تعتمد مبدأ العيّنة التمثيلية.
ويشمل المؤشر حالياً أكثر من 70 من الصكوك ذات السيولة والمقومة بالدولار الأميركي ضمن عدد من الأسواق العالمية وسيضم الصندوق مجموعة من الصكوك المصدرة من الجهات السيادية وشبه السيادية والشركات التي تحظى بدرجة استثمارية.
ويمكن للمستثمرين الاكتتاب في الصندوق من خلال 6 مفوضين معتمدين، بالإضافة إلى بوابة المستثمرين الإلكترونية الخاصة بسوق أبوظبي للأوراق المالية اعتباراً من 24 يونيو.
وقال عبدالله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية: سيصبح صندوق شيميرا جي بي مورغان الصكوك العالمية المتداول عند الإدراج، الصندوق الرابع عشر في سوق أبوظبي للأوراق المالية وثاني صندوق لأدوات الدخل الثابت، وسيتيح إمكانية الوصول المباشر إلى أسواق الدخل الثابت المحلية والإقليمية والعالمية، وتلبية الطلب المتزايد من المستثمرين وتوفير فرص استثمارية مستقرة.
من جانبه، قال شريف سالم، الشريك ومدير إدارة الأسواق العامة في شركة لونيت: سيمكن صندوق شيميرا جي بي مورغان الصكوك العالمية المتداول من الاستثمار في محفظة متنوعة تضم صكوكاً عالمية متوافقة مع الشريعة الإسلامية وتصدرها شركات وحكومات مختلفة وتمثل هذه الخطوة ثاني إطلاق لصندوق متداول بدخل ثابت هذا العام، وهو الصندوق المتداول الـ16 للشركة في الأسواق المالية الإماراتية.
وسيخضع الصندوق لإدارة شركة «لونيت كابيتال» الحاصلة على رخصة من هيئة الأوراق المالية والسلع لمزاولة نشاط الإدارة، بينما سيقوم بنك «بي إن واي» بدور أمين الحفظ العالمي.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد الدولي يقر بتمويل 12.8 مليون دولار للرأس الأخضر
  • مؤسسة ماعت تناقش مشكلة انتشار الأسلحة في المنطقة العربية منذ 2018
  • البرلمان يُقر انضمام مصر لعضوية صندوق تنمية الصادرات بإفريقيا
  • مجلس النواب يوافق على انضمام مصر لعضوية صندوق تنمية صادرات إفريقيا
  • دولة الكويت تؤكد حرصها الدائم على دعم أنشطة صندوق “أوبك” التنموية
  • أمين أوابك: الدول الأعضاء نفذت مبادرات مختلفة للحد من انبعاثات الكربون
  • صندوق أبوظبي للتنمية يترأس الاجتماع الدوري 19 لمجموعة التنسيق العربية في فيينا
  • شروط الحصول على قرض صندوق التنمية المحلية ومجالات التمويل
  • إدراج صندوق «شيميرا جي بي مورغان» في سوق أبوظبي 8 يوليو
  • العربي للمعونة الفنية يشارك في تنفيذ دورة تدريبية بكيجالي في مجال الري