بروكسل – تتعرض الأرض لقصف مستمر بواسطة جسيمات مشحونة عالية الطاقة تسمى الأشعة الكونية. وعادة ما نكون محميين من هذا الوابل بواسطة الغلاف المغناطيسي، لكن هذا الدرع قد يضعف أحيانا.

ويقدم العلماء في الجمعية العامة للاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض معلومات جديدة عن “رحلة” حدثت قبل 41 ألف عام حيث تضاءل فيها المجال المغناطيسي لكوكبنا، وقصفت الأشعة الفضائية الضارة الأرض.

ويحمي المجال المغناطيسي للأرض كوكبنا من هجمة الإشعاع الكوني المتدفق عبر الفضاء وأيضا من الجسيمات المشحونة التي تقذفها الشمس إلى الخارج، لكنه ليس ثابتا. ولا يتأرجح الشمال المغناطيسي فحسب، ويبتعد عن الشمال الحقيقي (موقع محدد جغرافيا)، ولكنه ينقلب أحيانا. وخلال هذه الانعكاسات، يصبح الشمال جنوبا، والجنوب شمالا، وفي هذه العملية تتضاءل شدة المجال المغناطيسي.

ولكن هناك أيضا ما يسمى “رحلات المجال المغناطيسي”، وهي فترات قصيرة تتضاءل فيها شدة المجال المغناطيسي ويمكن أن يختفي القطبان المغناطيسيان للغلاف المغناطيسي، ليحل محلهما عدد كبير من الأقطاب المغناطيسية.

وخلال هذه الفترات، المسماة رحلات المجال المغناطيسي، تضعف أيضا قوة الأقطاب المغناطيسية، ما يعني أن كوكبنا أقل حماية من الأشعة الكونية في هذه الأوقات.

وتعد “رحلة لاشامب” التي حدثت منذ نحو 41 ألف عام، من بين أفضل رحلات المجال المغناطيسي التي تمت دراستها.

ويتميز هذا الحدث بكثافة منخفضة للمجال المغناطيسي ما يعني حماية أقل لسطح الأرض من الأشعة الفضائية الضارة. ويمكن أن ترتبط فترات انخفاض كثافة المجال المغناطيسي باضطرابات كبيرة في المحيط الحيوي، وهي المنطقة الكاملة لكوكبنا التي توجد عليها الحياة، بدءا من قمم الجبال إلى أعمق خنادق المحيطات.

ولمعرفة متى كانت الأشعة الكونية تقصف سطح الأرض بشدة، يمكن للعلماء قياس وفرة النظائر المختلفة، (ونظائر العناصر الكيميائية هي ذرات لنفس العنصر الكيميائي لها نفس العدد الذري ولكنها تختلف في الكتلة الذرية بسبب اختلاف عدد النيوترونات).

ويتم إنتاج هذه النظائر عن طريق التفاعل بين الأشعة الكونية والغلاف الجوي للأرض.

ويجب أن ترتبط أوقات انخفاض كثافة المجال المغناطيسي القديم بمعدلات أعلى لإنتاج النويدات المشعة الكونية (النظائر الكونية) في الغلاف الجوي.

وعندما تضرب الأشعة الكونية جسيمات في الغلاف الجوي للأرض، فإنها تخلق زخات من النظائر تسمى “النويدات المشعة الكونية” التي تهطل على سطح كوكبنا. وتتراكم هذه العناصر مع مرور الوقت في الرواسب، والتي يمكن للعلماء دراستها بعد انتشالها من قاع البحر وفي العينات الجليدية المستخرجة من مناطق مثل القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند.

ودرست سانيا بانوفسكا، الباحثة في مركز العلوم الجيولوجية الألماني (GFZ) في بوتسدام، العلاقة بين قوة الغلاف المغناطيسي للأرض وتركيز النويدات المشعة الكونية، مثل “البريليوم -10″، خلال “رحلة لاشامب”.

ووجدت أن متوسط معدل إنتاج النظير “البريليوم-10” أثناء “الرحلة” كان أعلى بمرتين من الإنتاج الحالي، ما يعني انخفاض كثافة المجال المغناطيسي للغاية ووصول الكثير من الأشعة الكونية إلى الغلاف الجوي للأرض.

وقالت بانوفسكا: “إن فهم هذه الأحداث المتطرفة مهم لإمكانية حدوثها في المستقبل، والتنبؤات المناخية الفضائية، وتقييم التأثيرات على البيئة وعلى نظام الأرض”.

المصدر: سبيس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المجال المغناطیسی الأشعة الکونیة الغلاف الجوی

إقرأ أيضاً:

تشقق الأرض تحت طهران بسبب تغير المناخ يقلق الإيرانيين

تزايدت وتيرة تشقق الأرض أو الهبوط الأرضي في العاصمة الإيرانية نتيجة الجفاف وتغيّر المناخ، حيث أصبحت الأزمة البيئية الأهم في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وشكلت تهديدا خطيرا للبنية التحتية والمواقع الأثرية والأمان العام.

وأشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية -في تقرير لها- إلى أن إيران تعاني من أسوأ هبوط أرضي في العالم بسبب الجفاف وتغيّر المناخ وسوء إدارة المياه. وتهدد الانهيارات الأرضية المطار الرئيسي والمواقع الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو، مثل مدينة برسبوليس الأثرية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الرخامة الزرقاء".. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟list 2 of 4الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخlist 3 of 4تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائيةlist 4 of 4هل تسببت ظاهرة جوية نادرة بانهيار شبكة الكهرباء الأوروبية؟end of list

وتشير الصحيفة إلى أن هبوط التربة بات الآن أزمة وطنية، خصوصا في طهران والمناطق المحيطة بها، حيث تبدو الآثار وخيمة، إذ انحنت خطوط السكك الحديدية، وانحدرت أبراج الكهرباء بشكل خطير، وأصبحت المنازل غير مستقرة، حتى المدارس أُخليت في بعض المدن خوفا من الانهيار.

وأشار التقرير إلى أن دراسة عالمية حديثة أكدت أنّ إيران كانت من بين الدول الخمس الأولى في العالم من حيث وتيرة الهبوط الأرضي ومعدلاته.

وبحسب المركز الوطني الإيراني لرسم الخرائط، فإن جنوب غرب طهران يشهد هبوطاً بمعدل يصل إلى 31 سنتيمترا سنويا، بينما يعتبر معدل الهبوط السنوي البالغ 5 مليمترات مثيرا للقلق وفقاً للمعايير الدولية.

إعلان

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أشارت حوالي 8 ملايين وحدة سكنية في جميع أنحاء البلاد بمناطق هبوط معرضة للخطر. ونقلت وكالة مهر الحكومية للأنباء عن مهدي عباسي رئيس لجنة التخطيط العمراني لمدينة طهران، قوله إن الهبوط في طهران قضية خطيرة وأكثر شيوعا وأهمية جنوب غرب العاصمة، حيث إن هذه الظاهرة من شأنها أن تلحق الضرر بالآثار المجاورة للانهيارات الأرضية.

ويحدث الهبوط غالبا عندما يتم استخراج المياه الجوفية بشكل غير صحيح، وتصبح تجاويف تخزين المياه مجرد فراغات. وبمرور الوقت، مع انضغاط طبقات الأرض العليا، تجف تلك الفراغات والمسام. وعندما تقل المياه في مسام الأرض بسبب الاستهلاك المفرط وحفر الآبار، يتم ضغط حبيبات التربة معا.

ويقول نشطاء البيئة والعلماء إن جذور المشكلة تعود إلى سنوات من التنمية غير المستدامة. فقد أدى الإفراط في الزراعة، والتوسع العمراني غير المنضبط، والتوسع الصناعي المفرط، إلى استنزاف طبقات المياه الجوفية وجفاف السدود، لا سيما المناطق الوسطى مثل أصفهان. وهذا لا يقتصر على هبوط الأرض فحسب، بل يُحوّل المناطق الخصبة أيضًا إلى صحراء قاحلة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة شينا أنصاري مساعدة الرئيس الإيراني ورئيسة منظمة حماية البيئة قولها إن الهبوط الأرضي يُهدد بشكل مباشر 11% من مساحة اليابسة في إيران، وهي المنطقة التي يقطنها نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 90 مليون نسمة.

وقد تشكلت شقوق أرضية حول مدينة برسبوليس العاصمة الفارسية القديمة وموقع نقش رستم الأثري القريب، وهما موقعان ملكيان قديمان يعود تاريخهما إلى 2500 عام.

وفي أصفهان، بدأت الشقوق تتشكل في مسجد جامع عتيق المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وفي هياكل ساحة نقش جهان، بما في ذلك مسجد العباسي، حيث مالت أعمدته الشرقية والغربية بمقدار 5 و8 سنتيمترات على التوالي.

إعلان

وقال مهدي بيرهادي عضو مجلس مدينة طهران "أصبح هبوط الأرض تحديًا هائلاً. سيؤدي غرق الأرض على نطاق واسع إلى تدمير البنية التحتية وتهديد الأرواح" إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد تحدث خلال الأشهر الماضية عن فكرة نقل العاصمة، مشيرا إلى أن خطورة ظاهرة هبوط الأرض -إلى جانب مشكلة ندرة- تجعلان من طهران مدينة "غير صالحة للسكن".

وفي محاولة لمعالجة الظاهرة، تخطّط طهران لخفض استهلاك المياه في الزراعة والصناعة بمقدار 45 مليار متر مكعب بحلول عام 2032، كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المياه التي تؤدي إلى تفاقم هبوط الأرض.

مقالات مشابهة

  • حدث ليلا| إخماد حريق اندلع في عقار بجوار محكمة إمبابة.. والهند تغلق المجال الجوي أمام طائرات باكستان
  • تشقق الأرض تحت طهران بسبب تغير المناخ يقلق الإيرانيين
  • الهند تغلق المجال الجوي أمام طائرات باكستان
  • الهند تقرر إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الباكستانية من 30 أبريل إلى 23 مايو
  • الهيئة العربية للتصنيع وXGY الصينية تتعاونان في تصنيع الرنين المغناطيسي
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • “غروندبرغ” يدعو لتحقيق شفاف في الغارة التي استهدفت مركز احتجاز بصعدة
  • مصدر سياسي:مقتدى كل دقيقة له “موقف”يختلف عن الدقيقة التي قبلها وسيشارك في الانتخابات المقبلة
  • مكتب “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة
  • “أوتشا” يعبر عن قلقه بشأن الغارات التي ضربت مركزًا لإيواء المهاجرين بصعدة