رؤية للمستقبل البعيد للأرض
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
ألمانيا – قدم عدد من العلماء رؤية للمستقبل البعيد للأرض، كشفت عن تغييرات “مروعة” سيشهدها الكوكب بعد ملايين السنين من الآن.
ومن المعروف أنه منذ نحو 200 مليون سنة، كانت هناك قارة عملاقة غير عادية تدعى بانجيا تسيطر على الأرض. وفي نهاية المطاف، تمزقت الكتل الأرضية وتفككت، ما أدى إلى خلق العالم الذي نراه اليوم.
ومع ذلك، لم تتوقف القارات عن الانجراف أبدا. وفي غضون 250 مليون سنة تقريبا، تشير عمليات المحاكاة الحاسوبية إلى أن القارة العملاقة قد تسود مرة أخرى.
وقالت هانا ديفيز، عالمة الجيولوجيا في مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض التابع لمركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض (GFZ) والتي تبحث في التغير القاري المستقبلي، لموقع “مشابل”: “قد ينتهي الأمر إلى أن يبدو مشابها إلى حد كبير لما كانت عليه بانجيا عندما كانت الديناصورات تتجول”.
وفي حين أنه من المؤكد أن القارات هاجرت وما زالت تهاجر، بسبب كثرة الأدلة من الصخور والحفريات، إلا أنه ما يزال من غير المؤكد كيف سيحدث هذا التغير الجيولوجي الهائل في العالم في المستقبل البعيد.
ومع ذلك، فإن التصورات التي أصبحت ممكنة بفضل الحوسبة الحديثة أعطت العلماء رؤية أفضل للمستقبل الجيولوجي لكوكبنا.
وأكدت ديفيز أنه بينما نتعلم المزيد عن سلوك الصفائح التكتونية للأرض، وكيف تطور كوكبنا في الماضي، فإن هذه النماذج سوف تصبح أكثر دقة.
وأضاف داميان نانس، أستاذ الجيولوجيا المتميز من جامعة أوهايو: “ليس لدي أدنى شك في أننا سنرى قارة عملاقة أخرى. لدي الكثير من الأسئلة حول متى قد يحدث ذلك وكيف يمكن أن يبدو ذلك”.
ويوجد حاليا نحو أربع أفكار مرشحة رئيسية للقارة العملاقة التالية البعيدة. وتُظهر الرسوم المتحركة التي تم إنشاؤها باستخدام برنامج يبني ويصور النشاط الجيولوجي على الأرض، قارة عملاقة، يطلق عليها اسم “أوريكا”، تتشكل بالقرب من خط استواء الأرض. وينغلق المحيط الهادئ، وفي النهاية ينغلق المحيط الأطلسي أيضا.
وفي سيناريو آخر للقارة العملاقة يسمى “أماسيا”، تنجرف القارات الحالية نحو الشمال، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وتتجمع حول القطب الشمالي.
وفي ظل نظام جيولوجي مختلف يسمى “نوفوبانجيا”، تستمر القارات في التحرك إلى حد كبير كما هي اليوم، ويستمر المحيط الأطلسي في التوسع، لكن المحيط الهادئ المترامي الأطراف ينغلق.
أما السيناريو الرابع فإنه ينطوي على تكوين قارة عظمى تسمى “بانجيا ألتيما” الاستوائية، حيث تتشكل القارات حول المحيط الأطلسي الذي يتوقف عن التباعد.
وفي العام الماضي، استخدمت مجموعة من العلماء حاسوبا خارقا لنمذجة المناخ في قارة عملاقة مثل “بانجيا ألتيما”، ووجدوا أنها ستستضيف بيئات سطحية غير مضيافة (نظرا لارتفاع النشاط البركاني، والحرارة في المناطق الاستوائية، ونقص التبريد البحري في المناطق الحارة الداخلية). ومن دون تطور، من المحتمل ألا تتمكن العديد من الأنواع من البقاء على قيد الحياة على جزء كبير من الأسطح الحارقة.
وأشار العلماء إلى أن القارة العملاقة التالية، سواء كانت “أوريكا”، أو “أماسيا”، أو “نوفوبانجيا”، أو “بانجيا ألتيما”، ربما لن تكون الأخيرة على الأرض. وستنزلق القارات فوق عباءة الأرض الساخنة، وهي منطقة سميكة من الصخور شبه الصلبة، والتي تقوم بالحمل الحراري وتحرك القارات إلى الأعلى.
ولا يتوقع الجيولوجيون أن تتوقف هذه العملية لفترة طويلة جدا. وفي الواقع، من المحتمل أن تكون القارات في دورة قارة عظمى بطيئة الحركة، حيث تتقارب كتل اليابسة الضخمة بشكل متكرر، ثم تتفكك، ثم تتقارب مرة أخرى.
وأوضحت ديفيز: “قد ينتهي بنا الأمر إلى ست أو سبع دورات للقارات العملاقة طوال تاريخ الأرض”، مشيرة إلى أن الكوكب ربما كان لديه بالفعل أربع أو خمس قارات عملاقة.
المصدر: مشابل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قارة عملاقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العاهل المغربي: هناك من يستغل قضية الصحراء لإيجاد منفذ على المحيط الأطلسي
الرباط - لمّح العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى أن هناك من يستغل قضية الصحراء لمجرد الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، جاء ذلك خلال خطابا ألقاه الملك على شعبه بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين "للمسيرة الخضراء".
وقال الملك إن "المسيرة الخضراء كانت مسيرة سلمية وشعبية، مكنت من استرجاع الصحراء المغربية، وعززت ارتباط سكانها، بالوطن الأم، ومنذ ذلك الوقت، تمكن المغرب من ترسيخ واقع ملموس، وحقيقة لا رجعة فيها، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية"، وفق صحيفة "هسبريس" المغربية.
وأضاف ملك المغرب قائلا: "إن ذلك يتجلى ذلك من خلال عدة نقاط، يأتي في مقدمتها تشبث أبنائنا في الصحراء بمغربيتهم، وتعلقهم بمقدسات الوطن، في إطار روابط البيعة، القائمة عبر التاريخ، بين سكان الصحراء وملوك المغرب، ثانيا: النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية، وثالثا "الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي".
وتابع الملك حديثه عن تطورات قضية الصحراء قائلا إن "هناك من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق، وهناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي".
وأكد العاهل المغربي أن بلاده كانت قد اقترحت مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة.
واتهم الملك عدة جهات باستغلال قضية الصحراء "لتغطي على مشاكلها الداخلية الكثيرة، وهناك كذلك من يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة"، على حد تعبيره.
وأكد محمد السادس لهؤلاء أن "الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية"، مشددا على أنه حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها.
Your browser does not support the video tag.