دراسة: الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا من البشر.. ولكن!
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
توصل باحثون بقيادة علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية إلى أن الذكاء الاصطناعي يُشعر الناس بأن هناك أحدا يستمع إليهم بصدق أكثر من البشر، وهو تطور يمكن أن يكون مفيدا في مستقبل العلاج النفسي.
وللحصول على هذه النتائج التي نشرت في دورية «بي إن إيه إس» الصادرة من المؤسسة الوطنية للعلوم، تلقى فريق من المشاركين في التجارب نوعين من الرسائل كرد فعل على مشكلات قاموا بسردها سابقا، النوع الأول كتبه إنسان والثاني كتبه الذكاء الاصطناعي.
أكثر تعاطفا
وبعد ذلك خضع المشاركون لاختبار بشأن أي الرسائل جعلتهم يشعرون بأن صوتهم مسموع وأن الذي أرسل الرسالة متعاطف معهم ويهتم لمشكلاتهم، وهنا جاءت النتائج لتقول إن المشاركين كانوا أميل لاعتبار أن رسائل الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفا.
وإلى جانب ذلك تمكن الذكاء الاصطناعي من رفع درجات الأمل والتخفيف من درجات الضيق لدى المشاركين في التجارب، والأهم من ذلك أنه كان أكثر انضباطا من البشر في تقديم الدعم العاطفي، فلم يبدأ على الفور بتقديم النصائح.
وغالبا ما نميل نحن البشر لتقديم حلول عملية لمشكلات الآخرين على الفور، ونتصور أن المطلوب منا في حالات كهذه هو فقط إيجاد حلول، لكنّ أكثر ما يحتاجه الشخص في هذه الحالة هو الشعور بأن أحدهم يستمع إليه.
وبحسب بيان رسمي صادر من جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن هذه النتائج تفتح الباب لدخول الذكاء الاصطناعي إلى نطاق تقديم الدعم العاطفي والاجتماعي، خاصة في عالم يسود فيه وباء الوحدة، وينعزل الناس نفسيا عن بعضهم يوما بعد يوم.
والواقع أن العديد من المحاولات البحثية اهتمت بالسؤال عن إمكانية تقديم الذكاء الاصطناعي للدعم النفسي. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في دورية «نيتشر» المرموقة، أن روبوتات الدردشة المختصة بالصحة النفسية خفّضت بشكل واضح من أعراض الاكتئاب والضيق لدى المرضى الذين شاركوا في أكثر من 35 تجربة أجرتها الدراسة.
تحديات مستقبلية
لكنْ رغم ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه تدخل الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم النفسي على مستوى طبي (في حالة الاضطرابات النفسية)، أو على مستوى عام (في المدارس مثلا للطلاب أو للموظفين في الشركات).
وأول تلك التحديات ترصده دراسة جامعة جنوب كاليفورنيا السالف ذكرها، عندما وجدت أن المشاركين أبلغوا بأنهم لا يشعرون بأي تحسن عندما علموا أن الرسالة جاءت من الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعني أن البشر في حاجة للتعاطف من بشر يشبهونهم.
أما الأمر الآخر الذي يقلق العلماء يتعلق بأخطاء الذكاء الاصطناعي حينما يفهم سياق الحدث بشكل خاطئ، وتلك الأخطاء يمكن أن تُولّد توجيها غير صحيح من البرمجية إلى الإنسان الذي يستخدمها.
ونذكر هنا حالة رجل بلجيكي في مارس 2023م، حينما استخدم أحد برمجيات المحادثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة تغيّر المناخ، فاقترحت عليه بعد نقاش طويل التضحية بنفسه لأجل القضية، وهو ما فعله الرجل.
أضف إلى ذلك أنه لا تزال هناك مشكلة كبرى تتعلق بالخصوصية، فاختراق بيانات تتعلق بأعمق تحديات الإنسان النفسية تظل مشكلة هائلة، خاصة في عصر رقمي أصبح الأمان فيه أمرا عزيزا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
أحمد بن خلفان الزعابي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أهم ما قام بتطويره الإنسان لخدمة مصالحه واستجابة للتطور والنمو الهائل الذي يشهدهُ العالم في مجال ذكاء الآلة حتى الآن، ويأتي احتفال دول العالم هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية 28-4-2025 ليوظف هذه التقنيات في مجال العمل بهدف توفير بيئة أكثر أمانًا.
ومع التطور الهائل الذي يشهده العالم في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والرقمنة في قطاع الأعمال تحتفل منظمة العمل الدولية ILO هذا العام تحت شعار "إحداث ثورة في الصحة والسلامة دورة الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل" بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، ولا شك أن الجميع على اطلاع لما وصل إليه الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته من تقدم هائل في شتى المجالات لذلك فإنه من الأولى تطويع كل هذه التقنيات والتطبيقات والنماذج لخدمة سلامة الإنسان والحفاظ على بقائه آمنًا مطمئنًا.
لا شك أن الإنسان قام بتطوير أنظمة سلامة تحدّ من المخاطر في بيئات العمل الأكثر خطرًا إلا أن دخول الآلات التي يعتمد تشغيلها على تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدم ستساهم بشكلٍ فعّال في الحد من مخاطر بيئات العمل والتي تحلُّ محلَ الإنسان في مجالات العمل الأكثر خطرًا كالعمل في المناجم العميقة أو بالقربِ من المصاهر أو التعامل مع المواد الكيماوية أو المواد التي تتسم بدرجة سُميّته عالية أو رفع الأحمال الثقيلة حيث تتولى هذه الروبوتات مهام عمل متكررة وروتينية والتي يمكن برمجتها للعمل في مختلف الظروف أو حتى بشكل متواصل.
ولا يمكننا هنا أن نغفل دور الإنسان الذي قام هو بذاتهِ بإبتكار هذه التطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي حيث لولا الإنسان لما عملت هذه الآلات لأنه يبقى تهديد الاختراقات والهجمات السيبرانية قائما وبالتالي يمكن لهذه الآلات أن تتعطل وتتوقف عن العمل وبالتالي يبقى دور التدخل البشري قائمًا لمعالجة هذه المشكلة وبالتالي فإن الآلة مهما تطورت لا يمكنها أن تحلّ محل الإنسان أو تلغي دورهُ تمامًا، إنما هي تساعدهُ في تسريع العمل بكفاءةٍ وإتقان وتضمن أفضل درجات السلامة للعاملين.
من جهة أخرى، يقوم مهندسو وفنيو السلامة في أماكن العمل بإجراء تقييمٍ شامل لمخاطر بيئة العمل بشكل دوري مستمر وذلك بهدف المحافظة على بيئة العمل أكثر أمانا وضمان خلوها من التهديدات التي يمكن أن تتسبب في وقوع حوادث وشيكة، أما الآن ومع دخول الأجهزة الرقمية وأجهزة الاستشعار الذكية فيمكنها أن تساعد المعنيين في الكشف المبكر عن مخاطر بيئة العمل بكفاءة عالية حيث أصبحت هذه الأجهزة تساعد على اكتشاف المخاطر مبكرًا وبالتالي تسمح للمختصين بالتدخل مبكرًا أيضًا والعمل على معالجة أسباب الخطر مما يُساهم ذلك في بقاء بيئة العمل أكثر أمانا.
وبما أن قطاع تقنية المعلومات والاتصالات يشهد تطورًا هائلًا مدعومًا ببحوث تطوير التقنيات المتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي وكذلك سباق شركات قطاع تقنية المعلومات المحموم لتقديم أفضل الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة فهذا يدعونا لتطوير سياسات سلامة وصحة مهنية تـُركزُّ على اعتماد استخدام مثل هذه التقنيات في بيئات العمل للمساهمة في الحفاظ على سلامة وصحة الإنسان في مكان العمل.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة سنويًا للتذكير بضرورة مناقشة أسباب الخطر في أماكن العمل واعتماد أفضل الوسائل التي تحافظ على سلامة وصحة الإنسان واستدامة موارد المنشآت وارتفاع العائدات بمختلف أنواعها.
رابط مختصر