في عصر تزايد الوعي بأهمية الخصوصية الرقمية، يتنامى القلق بين مستخدمي الإنترنت حول أمان بياناتهم الشخصية. الاعتقاد الشائع بين كثير منهم هو أن حذف الملفات وإفراغ سلة المهملات على أنظمة تشغيل مثل ويندوز يكفي لإزالة البيانات نهائياً من الأقراص الصلبة. ولكن، تقنياً، الواقع يكشف عن سر دفين: الحذف ليس إلا البداية.


عند الحذف، لا تُزال البيانات فعلياً من القرص الصلب؛ بل يتم فقط إزالة الإشارات إليها من فهرس النظام، مما يجعل المساحة التي تشغلها «متاحة» للكتابة مجدداً. هذه البيانات، مع ذلك، تظل سليمة وقابلة للاسترجاع بكل سهولة عبر استخدام برمجيات متخصصة حتى يتم الكتابة فوقها فعلياً.
لتعزيز الأمان، يُنصح باستخدام أدوات مخصصة. هذه الأدوات تعمل على «محو» هذه الأخيرة بصورة فعالة، من خلال الكتابة عليها مرة أو عدة مرات بسلسلة من الحروف أو الأرقام العشوائية، مما يجعل استعادتها مستحيلة. هذه الممارسة، كما يؤكد المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات، غالباً ما تكون كافية لضمان الحذف الآمن للبيانات، بما يحقق راحة البال للمستخدمين الراغبين في حماية معلوماتهم الحساسة.
يشير هذا الوضع إلى ضرورة اتخاذ خطوات متقدمة لحماية البيانات في عالم تتزايد فيه التهديدات الإلكترونية يوماً بعد يوم. إدراك هذه الحقائق وتطبيق الإجراءات المناسبة للحفاظ على الخصوصية يمكن أن يشكل فارقاً كبيراً في تأمين الهوية الرقمية والمعلومات الشخصية في هذا العصر الرقمي الجديد.
حذف البيانات وأداة Eraser
في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة وتزايد الحاجة إلى حماية الخصوصية الرقمية، يبرز دور الأدوات التي تتيح للمستخدمين السيطرة الكاملة على بياناتهم. من بين هذه الأدوات، تأتي أداة “الممحاة” Eraser كحل مثالي لمن يبحثون عن طريقة فعّالة لحذف البيانات بشكل دائم من أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز. هذه الأداة الموثوقة ومفتوحة المصدر تجعل إزالة البيانات بشكل تام ممكنة بخطوات بسيطة ومضمونة.
بعد التثبيت، تصبح أداة الممحاة سهلة الوصول من قائمة السياق، حيث يكفي النقر بالزر الأيمن للفأرة على الملفات أو المجلدات المراد حذفها لبدء العملية؛ ما يجعل الممحاة أداة فريدة من نوعها هو قدرتها على الكتابة فوق البيانات المحذوفة عدة مرات، مما يجعل استعادتها أمراً مستحيلاً، وهذا يضمن الإزالة الآمنة للبيانات سواء كانت ملفات فردية أو مجلدات بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، يوصي خبراء الأمان في المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات بأن يقوم المستخدمون، الذين يخططون لبيع حواسيبهم الشخصية، باتخاذ خطوة إضافية للتأكد من حماية خصوصيتهم. يشمل ذلك الكتابة فوق بيانات القرص الصلب بأكمله، بما في ذلك أقسام الاسترداد الخاصة بالشركة المصنعة للحاسوب ونظام التشغيل.
هذا الإجراء ضروري لضمان عدم ترك أي بيانات شخصية قابلة للاسترجاع خلفك، مما يحول دون الوصول غير المصرح به إلى معلوماتك الخاصة.
استخدام أقراص SSD
في معركة الحفاظ على الخصوصية الرقمية، يأتي تحدي تأمين البيانات على الأقراص الصلبة الحديثة كأحد الجبهات الرئيسية. الأقراص من نوع “إس إس دي” (SSD) و”إس إس إتش دي” (SSHD)، بفضل سرعتها وكفاءتها، أصبحت الخيار الأول لتخزين البيانات في العديد من الأجهزة. ومع ذلك، فإن حذف البيانات بشكل آمن من هذه الأقراص يطرح تحديات خاصة نظراً لطبيعة تخزين البيانات فيها.
خبراء التكنولوجيا الألمان يوصون بشدة باستخدام أمر “إيه تي إيه- إنهينسيد سيكيورتي إريز” (ATA-Enhanced Security Erase) لمواجهة هذه التحديات. هذا الأمر لا يقتصر فقط على حذف البيانات، بل يشغل أيضاً روتيناً خاصاً مُعدّاً من قِبل الشركة المنتجة للقرص الصلب، يضمن حذف القرص بالكامل، بما في ذلك أي نطاقات ذاكرة تالفة قد تكون موجودة.
الخطوة الأولى، لتنفيذ هذه العملية تتطلب من المستخدم الوصول إلى الأداة المساعدة الخاصة بالشركة المنتجة للقرص، وهي غالباً ما تكون متاحة على مواقع الويب الخاصة بهم ضمن قسم الدعم الفني والمساعدة. من خلال هذه الأدوات، يمكن إصدار أمر المسح الخاص، مما يجعل عملية الحذف آمنة وفعالة بشكل استثنائي.
يبرز هذا النهج الشامل لحذف البيانات من الأقراص الصلبة كخطوة ضرورية في ضمان الأمان الرقمي. من خلال تبني مثل هذه التقنيات المتقدمة، يمكن للمستخدمين حماية خصوصيتهم بفعالية، والتأكد من أن بياناتهم الشخصية لا تقع في الأيدي الخطأ بعد التخلص من الأقراص الصلبة أو بيعها. هذه الإجراءات تعكس التزاماً عميقاً بأمان المعلومات وتُظهر مدى أهمية التعامل مع البيانات الرقمية بمسؤولية ووعي في العصر الحديث.
برنامج DBAN لحذف البيانات
في زمن تتجاوز فيه قيمة البيانات الرقمية الذهب، تظهر الحاجة الماسة لأدوات قوية وموثوقة تضمن حذف هذه الأخيرة بشكل آمن وكامل. برنامج “داركس بوت آند نيوك” (Darik›s Boot and Nuke)، المعروف بالاختصار “دبان” (DBAN)، يقدم حلاً فعّالاً لهذا التحدي، موجهاً إلى المستخدمين الراغبين في إزالة كل أثر للبيانات من الأقراص الصلبة، بغض النظر عن نظام التشغيل.
تطوير هذا البرنامج المجاني يعتبر نقطة تحول في مجال أمان المعلومات، حيث يتيح للمستخدمين خيار حذف البيانات بشكل كامل ونهائي. ما يميز “دبان” هو سهولة استخدامه وتوافقه العالي؛ يتم نسخ البرنامج على أسطوانات “سي دي” (CD) أو أي وسيط تخزين آخر قابل للإقلاع، مما يتيح للمستخدم إقلاع الحاسوب مباشرةً منه لبدء عملية الحذف.
البرنامج لا يقتصر على ميزة حذف البيانات من أي نوع من أنواع وسائط التخزين المتصلة بنظام التشغيل فحسب، بل يوفر أيضاً القدرة على إزالة أقسام القرص الصلب التي قد تكون غير قابلة للوصول عند الإقلاع من النظام نفسه. هذه الميزة تجعله أداة ثمينة للغاية للتعامل مع الأقراص الصلبة التقليدية المزودة بأقراص مغناطيسية دوارة (HDD)، حيث يُعد استخدام “دبان” كافياً لضمان حذف كافة البيانات.
تأتي أهمية استخدام أدوات مثل “دبان” في إطار الحرص على حماية البيانات الشخصية والحساسة من الوصول غير المصرح به، خاصةً في حالات بيع أو التبرع بالأجهزة القديمة. ففي عالم يزداد فيه التركيز على الأمان الرقمي، يصبح تأمين البيانات ليس فقط خياراً بل ضرورة. “دبان” يقدم للمستخدمين السلام الذهني، مع العلم أن بياناتهم الخاصة لن تقع في الأيدي الخطأ، مما يجعله خياراً مثالياً لمن يسعون للحفاظ على خصوصيتهم في عصر المعلوماتية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: البیانات بشکل حذف البیانات البیانات فی مما یجعل ما یجعل

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستعرض خبراتها في حوكمة البيانات المعنية بالمرأة

شارك الاتحاد النسائي العام، في جلسة «الابتكار في جمع البيانات، قصص نجاح في تعزيز مكانة المرأة ورؤى من تقرير بيجين»، ضمن جدول أعمال الدورة 69 للجنة وضع المرأة في نيويورك ـ الولايات المتحدة الأمريكية، التي انطلقت 10 مارس الجاري، وجاءت لمشاركة تجارب وخبرات دولة الإمارات في حوكمة البيانات المعنية بالمرأة.
وشهدت الجلسة مشاركة نخبة من الشخصيات البارزة، حيث تحدثت المهندسة غالية علي المناعي، رئيسة الشؤون الاستراتيجية والتنموية في الاتحاد، بحضور نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد، والسفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، وحنان منصور أهلي، مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الدوليين.
وأكدت غالية المناعي، أن دولة الإمارات استطاعت، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، بناء منظومة متكاملة لحوكمة البيانات عبر نظام التقدم المحرز للمرأة، الذي يُجسد عقوداً من العمل والإنجاز، ويشكل خارطة طريق لمرحلة جديدة من التمكين والريادة، تواصل فيها المرأة في دولة الإمارات دورها المحوري في مسيرة التنمية المستدامة.
وأشارت إلى أن هذا النظام جاء استجابة لتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي وجهت في عام 2021 بإعداد دراسة لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة الإماراتية 2015-2021، والتي تتمحور حول أربع أولويات رئيسية وهي الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه، والبناء على الإنجازات والحفاظ على استدامتها، وتنمية روح الريادة والمسؤولية.
وتم اعتماد هذا النظام رسمياً من قبل المجلس الوزاري للتنمية، برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، رئيس المجلس الوزاري للتنمية، حيث تم تشكيل فريق وطني يضم 155 خبيراً من مختلف الجهات والقطاعات لقيادة المشروع وتحليل البيانات وتحويلها إلى معلومات عملية.
وتمتد الجهود لإعداد كفاءات وطنية قادرة على قيادة مستقبل تمكين المرأة، وفي هذا السياق، يعمل الاتحاد النسائي العام على إطلاق برنامج وطني لتأهيل 70 خبيراً في مجال حقوق المرأة والفتيات، لضمان تعزيز دمج قضايا المرأة في السياسات العامة وفق أعلى المعايير الدولية، ومن ضمنها منهاج عمل بيجين، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت المناعي، أن دولة الإمارات تعمل لضمان استدامة تطوير منظومتها لحوكمة البيانات المتعلقة بالمرأة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتخطيط الاستراتيجي.
وأشارت إلى أن هذه الجهود ستنعكس إيجاباً على المجتمع الإماراتي ككل، حيث تسهم في صياغة مستقبل المرأة في مختلف القطاعات، ما يجعل الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى في تمكين المرأة واستدامة تقدمها.
(وام)

مقالات مشابهة

  • هل تقوم بتنظيف زجاجة المياه الخاصة بك بالقدر الكافي؟
  • حمدان بن محمد يصدر قراراً بتشكيل لجنة البيانات والإحصاء في دبي
  • زراعة حمص تقوم بإجراءات وقائية للحفاظ على جودة محصول التفاح
  • إدارة ترامب تقوم بعمل معادٍ لأمريكا.. توقف عمل 7 وكالات أمن قومية
  • مركز السجل المدني في مدينة شهبا بالسويداء يستأنف منح وثائق البيانات للمواطنين
  • وزير خارجية بلجيكا للجزيرة: ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس
  • طفلة تقوم بإعداد وجبات إفطار صائم.. فيديو
  • الإمارات تستعرض خبراتها في حوكمة البيانات المعنية بالمرأة
  • يخرب كل شيء.. نتنياهو يطلب من قادة أجهزة الأمن الولاء الشخصي له
  • رئيس "حماية المستهلك" يستعرض مع محافظ الداخلية خطط الهيئة للعام الجاري