لجريدة عمان:
2025-05-01@07:29:22 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

يحتفل العالم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة في لحظة تمر فيها المهنة بتحديات وجودية صعبة سواء على مستوى الحرية أو على المستوى الوجودي لها ليس فقط في بلدان العالم الثالث وإنما في الدول التي تعتبر نفسها قمة الديمقراطية والحرية وذروتها.

وإذا كان العالم، لأسباب تاريخية كثيرة ومتعددة، ينظر إلى الصحافة العربية وصحافة العالم الثالث باعتبارها لا تملك مساحة الحرية التي تملكها الصحافة الغربية وبشكل خاص صحافة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ فإن هذه النظرة تشظت كثيرا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ووصلت إلى مرحلة الكسر الواضح خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

. وهذا التشظي أو الكسر لم يكن أمام شعوب العالم الثالث فقط، بل صار واضحا ومحسوسا أمام الشعوب الغربية نفسها التي تشتكي اليوم من قيود كثيرة على الحرية والديمقراطية بشكل عام. إن صحافة العالم الغربي، رغم مهنيتها، إلا أن مصداقيتها سقطت وتشوهت كما لم تتشوه من قبل خلال حربي أوكرانيا وغزة.. وليس ذلك على مستوى قتل الصحفيين فقط، فهذا ديدن الحروب مع الفارق بين كل حرب وأخرى، ولكن أيضا، على مستوى سرد الحقيقة وتعدد الآراء والروايات.

إن أحد أهم الجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني خلال حربه على قطاع غزة كانت جريمة استهداف الصحفيين وقتلهم والتنكيل بهم بهدف إسكات صوت الراوي الذي يروي للعالم جرائم الاحتلال البشعة، والإبقاء على الرواية الإسرائيلية المكتوبة في الثكنات العسكرية أو تلك التي خضعت لتحرير الرقيب العسكري كما هو الحال في تغطيات كبريات وسائل الإعلام العالمي التي اعترفت بعضها بالحقيقة.

ومن يتابع وسائل الإعلام العالمية سيقف على أساليب تغطيتها للحرب الروسية الأوكرانية التي توجه فهم القارئ وتحاصره حتى لا تصله إلا الرواية الغربية للحرب ومجرياتها، وما زالت كل وسائل الإعلام الغربي تُعرّف هذه الحرب بأنها «الغزو الذي يشنه الرئيس بوتين على أوكرانيا»، وبعيدا عن أي موقف من طرفي الحرب فإن القارئ الغربي مستلب فهو لا يجد إلا رواية واحدة متطابقة في كل وسائل الإعلام حول حرب روسيا وأوكرانيا، وإلى حد كبير حول الحرب على غزة.. والأمر نفسه فيما يتعلق ببناء الصورة الذهنية التي ترسم عن إيران أو عن المسلمين والعرب في تلك الصحف والقنوات الفضائية.

لقد تجاوزت الكثير من صحف العالم الثالث الصحف الغربية في قدرتها على تقديم الكثير من الروايات حول هذه الحروب ودون تدخل من رقيب عسكري أو سياسي وفضحت المعايير المزدوجة التي يقوم عليها النظام العالمي ومؤسساته.

بل إن الصحف الغربية الكبرى سقطت في المهنية أيضا عندما لم تستطع أن تعتذر عن التضليل الذي مارسته عندما كُشفت الحقائق كما حصل بشأن روايات قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء يوم 7 أكتوبر.. ولن تعتذر عن التضليل اللغوي الذي تستخدمه كل يوم في توجيه المصطلحات المتعلقة بالحرب على غزة. ورغم أن الحروب والصراعات الدولية أحد أكبر مآسي الصحافة وأوسع مقابرها حيث لقي أكثر من 135 صحفيا حتفهم خلال 7 أشهر في غزة وحدها إلا أن التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة أَعْقد من ذلك بكثير. إن ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام تهدد وجود الصحافة كما لم تهددها الثورة التكنولوجية من قبل، فالكثير من الوظائف في الصحافة والإعلام مهددة بالاختفاء خلال خمسة أعوام فقط وفي مقدمة تلك الوظائف وظيفةٌ مثل وظيفة كاتب هذه الافتتاحية التي صار بإمكان الكثير من النماذج التوليدية أن تكتب مثلها، وكذلك وظيفة مذيع الأخبار، وصانع المحتوى المقروء والمكتوب، ومصمم الجرافيك، ومصمم الصور، والمترجم، وحتى صانع الأفلام، وعالم الدبلجية في الأفلام والحوارات.. إلخ.

إذا كان الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام في بداياته الأولى فإنه قد خطف الأنظار بشكل كبير جدا، وهذه البدايات الأولى تشير إلى معالم المستقبل القريب حيث سيكون لكل فرد في المجتمع صحيفته الخاصة المصممة بناء على اهتماماته القرائية والإخراجية، ولكل فرد نشرة أخباره الخاصة المصممة كذلك بناء على تفضيلاته للأخبار ونوعها ونطاقها الجغرافي، بل أيضا وتوجهاتها الفكرية والأيديولوجية ومستوى اللغة الذي يناسبه سواء لغة أدبية أو لغة علمية أو حتى لهجة عامية. وكل هذا لن يحتاج من صاحب الصحيفة أو مالكها إلا إلى نموذج إلكتروني واحد ومجموعة خوارزميات تحدد اهتمامات القارئ.

كل هذه التحديات: تحديات الحرية والمصداقية والمهنية وتحديات ثورة الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى جهود كبيرة من القائمين على الصحافة والإعلام ليس في العالم العربي وحده وإنما في العالم أجمع فدور الصحافة ومكانتها لن تتغير وإن تغيرت أدواتها ووسائلها ولذلك هي في أمسّ الحاجة إلى الحماية والعناية والتطوير والأمر نفسه يصدق على الصحفيين أنفسهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم الثالث وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟

#سواليف

أعلن #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، استخدام #قذيفة_صاروخية جديدة من طراز ” #بار ” لأول مرة خلال العدوان المستمر على قطاع #غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونشر جيش الاحتلال مقطع فيديو يوثق عملية الإطلاق، مشيرًا إلى أن صاروخ “بار” أطلق نحو أهداف داخل قطاع غزة، ويعمل وفق نظام توجيه ملائم لساحات القتال المعقدة، وقادر على إصابة الأهداف خلال وقت وجيز للغاية، بحسب ما أفادت به مصادر صحفية.

ويُعد “بار” من الصواريخ قصيرة المدى، وهو نسخة مطورة وأكثر دقة من صاروخ “روماخ”، ويزيد مداه الأقصى عن 35 كيلومترًا، وفق ما عرضته الصحفية سلام خضر في خريطة تفاعلية بثتها قناة الجزيرة.

مقالات ذات صلة “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد 2025/04/29

ويُطلق هذا الصاروخ الإسرائيلي من قاذفة إسرائيلية الصنع قادرة على حمل نحو 16 صاروخًا تُطلق بشكل متتالٍ.

ووفقًا لجيش الاحتلال، فإن إدخال صاروخ “بار” إلى الخدمة يهدف إلى تحقيق إصابة دقيقة للأهداف خلال فترة زمنية محدودة جدًا بين رصد الهدف واستهدافه. ولم يكشف جيش الاحتلال عن كامل المواصفات العسكرية والميدانية للصاروخ الجديد حتى الآن.

ومن المقرر أن تحل صواريخ “بار” محل صواريخ “روماخ” القديمة التي كانت تُطلق من راجمات الصواريخ المتعددة “إم 270″، وفق المصادر ذاتها.

ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع مواصلة الاحتلال لجرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث استأنفت قواته منذ 18 مارس/آذار الماضي تنفيذ غارات عنيفة استهدفت بشكل رئيسي مدنيين ومنازل وبنايات سكنية وخيام تؤوي نازحين.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال، بدعم أميركي مطلق على المستويين السياسي والعسكري، حربًا غير مسبوقة بحق الفلسطينيين في غزة، مترافقة مع حصار خانق أدخل القطاع في ظروف إنسانية كارثية وغير مسبوقة، وفق ما أفادت به تقارير حقوقية وصحفية.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد: تقوية التجارة بالشرق الأوسط أحد حلول انكماش الاقتصاد العالمي
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • اكتشف بمحض الصدفة..تعرف إلى أندر كهوف العالم بالصحراء الغربية بمصر
  • تواصل فعاليات منتدى الأمن العالمي بالدوحة وقطر تؤكد دعمها مبدأ الحوار
  • أمنستي: الهجمات على النظام العالمي لحقوق الإنسان تسارعت منذ عودة ترامب للسلطة
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الترجمة مدخل لفهم العالم العربي ونصرة فلسطين.. ميشيل هارتمان: الأدب المكان الذي يمكننا أن نجد فيه المزيد من التقارب
  • عبدالمحسن سلامة: صرف بدل الصحفيين بالمؤسسات القومية من النقابة
  • الأغذية العالمي يعفي ثلث موظفيه حول العالم بسبب تمويلات أمريكا المتوقفة