لجريدة عمان:
2025-01-05@18:55:28 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

الصحافة في يوم حريتها العالمي

يحتفل العالم الجمعة باليوم العالمي لحرية الصحافة في لحظة تمر فيها المهنة بتحديات وجودية صعبة سواء على مستوى الحرية أو على المستوى الوجودي لها ليس فقط في بلدان العالم الثالث وإنما في الدول التي تعتبر نفسها قمة الديمقراطية والحرية وذروتها.

وإذا كان العالم، لأسباب تاريخية كثيرة ومتعددة، ينظر إلى الصحافة العربية وصحافة العالم الثالث باعتبارها لا تملك مساحة الحرية التي تملكها الصحافة الغربية وبشكل خاص صحافة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ فإن هذه النظرة تشظت كثيرا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ووصلت إلى مرحلة الكسر الواضح خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.

. وهذا التشظي أو الكسر لم يكن أمام شعوب العالم الثالث فقط، بل صار واضحا ومحسوسا أمام الشعوب الغربية نفسها التي تشتكي اليوم من قيود كثيرة على الحرية والديمقراطية بشكل عام. إن صحافة العالم الغربي، رغم مهنيتها، إلا أن مصداقيتها سقطت وتشوهت كما لم تتشوه من قبل خلال حربي أوكرانيا وغزة.. وليس ذلك على مستوى قتل الصحفيين فقط، فهذا ديدن الحروب مع الفارق بين كل حرب وأخرى، ولكن أيضا، على مستوى سرد الحقيقة وتعدد الآراء والروايات.

إن أحد أهم الجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني خلال حربه على قطاع غزة كانت جريمة استهداف الصحفيين وقتلهم والتنكيل بهم بهدف إسكات صوت الراوي الذي يروي للعالم جرائم الاحتلال البشعة، والإبقاء على الرواية الإسرائيلية المكتوبة في الثكنات العسكرية أو تلك التي خضعت لتحرير الرقيب العسكري كما هو الحال في تغطيات كبريات وسائل الإعلام العالمي التي اعترفت بعضها بالحقيقة.

ومن يتابع وسائل الإعلام العالمية سيقف على أساليب تغطيتها للحرب الروسية الأوكرانية التي توجه فهم القارئ وتحاصره حتى لا تصله إلا الرواية الغربية للحرب ومجرياتها، وما زالت كل وسائل الإعلام الغربي تُعرّف هذه الحرب بأنها «الغزو الذي يشنه الرئيس بوتين على أوكرانيا»، وبعيدا عن أي موقف من طرفي الحرب فإن القارئ الغربي مستلب فهو لا يجد إلا رواية واحدة متطابقة في كل وسائل الإعلام حول حرب روسيا وأوكرانيا، وإلى حد كبير حول الحرب على غزة.. والأمر نفسه فيما يتعلق ببناء الصورة الذهنية التي ترسم عن إيران أو عن المسلمين والعرب في تلك الصحف والقنوات الفضائية.

لقد تجاوزت الكثير من صحف العالم الثالث الصحف الغربية في قدرتها على تقديم الكثير من الروايات حول هذه الحروب ودون تدخل من رقيب عسكري أو سياسي وفضحت المعايير المزدوجة التي يقوم عليها النظام العالمي ومؤسساته.

بل إن الصحف الغربية الكبرى سقطت في المهنية أيضا عندما لم تستطع أن تعتذر عن التضليل الذي مارسته عندما كُشفت الحقائق كما حصل بشأن روايات قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء يوم 7 أكتوبر.. ولن تعتذر عن التضليل اللغوي الذي تستخدمه كل يوم في توجيه المصطلحات المتعلقة بالحرب على غزة. ورغم أن الحروب والصراعات الدولية أحد أكبر مآسي الصحافة وأوسع مقابرها حيث لقي أكثر من 135 صحفيا حتفهم خلال 7 أشهر في غزة وحدها إلا أن التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة أَعْقد من ذلك بكثير. إن ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام تهدد وجود الصحافة كما لم تهددها الثورة التكنولوجية من قبل، فالكثير من الوظائف في الصحافة والإعلام مهددة بالاختفاء خلال خمسة أعوام فقط وفي مقدمة تلك الوظائف وظيفةٌ مثل وظيفة كاتب هذه الافتتاحية التي صار بإمكان الكثير من النماذج التوليدية أن تكتب مثلها، وكذلك وظيفة مذيع الأخبار، وصانع المحتوى المقروء والمكتوب، ومصمم الجرافيك، ومصمم الصور، والمترجم، وحتى صانع الأفلام، وعالم الدبلجية في الأفلام والحوارات.. إلخ.

إذا كان الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام في بداياته الأولى فإنه قد خطف الأنظار بشكل كبير جدا، وهذه البدايات الأولى تشير إلى معالم المستقبل القريب حيث سيكون لكل فرد في المجتمع صحيفته الخاصة المصممة بناء على اهتماماته القرائية والإخراجية، ولكل فرد نشرة أخباره الخاصة المصممة كذلك بناء على تفضيلاته للأخبار ونوعها ونطاقها الجغرافي، بل أيضا وتوجهاتها الفكرية والأيديولوجية ومستوى اللغة الذي يناسبه سواء لغة أدبية أو لغة علمية أو حتى لهجة عامية. وكل هذا لن يحتاج من صاحب الصحيفة أو مالكها إلا إلى نموذج إلكتروني واحد ومجموعة خوارزميات تحدد اهتمامات القارئ.

كل هذه التحديات: تحديات الحرية والمصداقية والمهنية وتحديات ثورة الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى جهود كبيرة من القائمين على الصحافة والإعلام ليس في العالم العربي وحده وإنما في العالم أجمع فدور الصحافة ومكانتها لن تتغير وإن تغيرت أدواتها ووسائلها ولذلك هي في أمسّ الحاجة إلى الحماية والعناية والتطوير والأمر نفسه يصدق على الصحفيين أنفسهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العالم الثالث وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

خمسة أسئلة كبيرة حول الاقتصاد العالمي خلال عام 2025

نشر موقع "أتلانتك كاونسل" تقريرًا تناول فيه التحديات الاقتصادية العالمية في سنة 2025، حيث طرح خمسة أسئلة رئيسية، متحدثًا عن احتمالية تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتأثير ذلك على الأسواق.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم، مع بداية سنة 2025، يطوي صفحة ربع قرن من التكنولوجيا المبهرة والاضطرابات الجيوسياسية والصدمات المالية والتنافس المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويشير الموقع إلى أن هناك نجاحات واضحة في السنوات الـ 25 الماضية، مثل انخفاض الفقر إلى النصف وتضاعف نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومع ذلك، هناك إخفاقات حقيقية أيضًا، حيث ساهم الإنترنت، رغم فوائده الهائلة، في تعزيز الانقسامات داخل البلدان رغم فوائده الكبيرة في التجارة والابتكار.

واستعرض الموقع الوضع الاقتصادي العالمي، مبينا أن الجنيه الاسترليني فقد مكانته كعملة احتياطية عالمية، من سنة 1900 إلى سنة 1925، وأدى التصنيع إلى أعظم فترة عولمة عرفها العالم، وبرزت الولايات المتحدة كقوة اقتصادية عظمى.



وبالانتقال سريعا إلى سنة 2025، نجد أن الولايات المتحدة تتمتع بأقوى نمو للناتج المحلي الإجمالي مقارنة بأي اقتصاد متقدم، وقد وضعت شركاتها الناشئة المعايير في جميع أنحاء العالم، وأظهر منافسوها الجيوسياسيون، بما في ذلك الصين، منذ جائحة كوفيد-19، أنهم ليسوا في الواقع بالقوة التي كانت تظن.

وطرح المقال خمسة أسئلة ملحة حول الاقتصاد العالمي في السنة المقبلة، مشيرا إلى أن الإجابات على كل من هذه الأسئلة ستساعد في تحديد ما إذا كانت السنوات الخمس والعشرون القادمة ستكون ربع قرن من القوة المتجددة أم تدفع الولايات المتحدة بعيدًا عن مسارها الاقتصادي.

هل سيحاول ترامب إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي؟
على الرغم من كل المخاوف بشأن مستقبل الدولار الأمريكي، فإن أحد التهديدات الحقيقية الوحيدة على المدى القريب قد تأتي من انعدام الثقة في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

واعتبر الموقع أن الخبر الجيد هو أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قال إنه لن يحاول إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل 2026، لكن الخبر السيئ أنه قد يغير رأيه ويقوم بذلك، وهو ما يشبه استفسار الرئيس ليندون جونسون في سنة 1965 عن إمكانية إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي آنذاك ويليام ماكنيزي مارتن.



وإذا اقترح الرئيس الأمريكي هذه الفكرة، فمن المتوقع أن يرسل السوق إشارة قوية بعدم تجاوز هذا الأمر. والاحتمال الأكثر ترجيحًا هو أن يقوم ترامب بتعيين رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر من ولايته، مما سيؤدي إلى بعض الارتباك ولكن دون حدوث أزمة مباشرة.

ما هي الآثار التي ستترتب على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين؟
أضاف الموقع أنه من الواضح أن هناك تعريفات جمركية أمريكية جديدة على الصين قادمة. ولفهم تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي، يجب النظر في الرسوم التي فرضها ترامب على البضائع الصينية خلال إدارته الأولى، حيث تبين أن المكسيك وكندا قد تجاوزتا الصين كمصادر رئيسية للبضائع المشمولة بتلك الرسوم.

وأشار الموقع إلى أن التعريفات الجمركية العالية تهدف إلى "التقارب مع الأصدقاء" وتنويع مصادر الاستيراد مع الشركاء الموثوقين، والبيانات تظهر أن هذه الاستراتيجية قد تكون فعّالة بمرور الوقت. ولم تقتصر الزيادة في الصادرات على المكسيك وكندا فقط، بل شملت العديد من الشركاء التجاريين مثل كوريا الجنوبية وألمانيا وفيتنام والبرازيل.

وبينما تأثرت الموجة الأولى من التعريفات الجمركية بجائحة كورونا، فإن الموجة التالية قد تضرب الصين بشكل أسرع وأقوى، والعالم مستعد للاستفادة من ذلك.

هل عادت مبادرة الحزام والطريق الصينية إلى العمل؟
ويبدو أن الوضع كذلك بالفعل؛ حيث تظهر بيانات جديدة من سنة 2023 أنه كان أول سنة منذ 2016 الذي ارتفعت فيه قروض الصين إلى إفريقيا مقارنة بالسنة السابقة.

وأفاد الموقع أن الزعيم الصيني شي جين بينغ يبدو أنه يعيد تنشيط مبادرة الحزام والطريق، مع التركيز على المشاريع الصغيرة والتمويل المنخفض لتجنب التخلف عن السداد، والمشاريع الآن ممولة باليوان بدلاً من الدولار الأمريكي.



السؤال الآن هو ما إذا كان ترامب سيحاول مواجهة مبادرة الحزام والطريق من خلال الإنفاق الثنائي من الولايات المتحدة أو بتنظيم بديل من مجموعة السبع لمنافسة بكين.

هل سيحصل الجنوب العالمي على المزيد من القوة التصويتية في صندوق النقد الدولي؟
عندما استضاف المجلس الأطلسي وزيرة المالية الهندية، نيرمالا سيثارامان، في مراكش في 2023، قالت إن الهند والجنوب العالمي لن يقبلوا باتفاق غير عادل آخر في مؤسسات بريتون وودز فيما يتعلق بحقوق التصويت، وسيتم اختبار إنذارها هذه السنة. ولكن ليس واضحًا كيف ستتغير توزيع القوى إذا تم إعادة تخصيص الأصوات أخيرًا في صندوق النقد الدولي.

وذكر الموقع أن الولايات المتحدة والصين سيحصلان على أصواتًا إذا تم توزيع الأصوات وفقًا لحصة كل دولة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وستكسب الهند القليل من الأصوات، بينما سيفقد معظم مجموعة السبع، بما في ذلك أوروبا التي خسارتها تعني خسارة للولايات المتحدة أيضًا.

وأضاف الموقع أنه لا يوجد مسار واضح للمستقبل، ومن غير المرجح أن يوافق ترامب على ما يفيد الصين. كما أنه من غير المتوقع أن يستسلم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أو شي، مما يعني أن معركة جديدة قد تلوح في الأفق بشأن نظام بريتون وودز.

ما التالي بالنسبة للعملات المستقرة المدعومة بالدولار الأمريكي؟
في سنة 1971، قال وزير الخزانة الأمريكي جون كونالي لمجموعة من وزراء المالية الأوروبيين إن الدولار "عملتنا، لكن مشكلتكم". وفي 2025، ستفكر أوروبا في هذا بشكل أكبر بسبب تزايد شعبية العملات المستقرة المرتبطة بالدولار عالميًا.

وذكر الموقع أن السنة الماضية شهدت ارتفاعًا كبيرًا في قيمة بيتكوين، فقد وصل إلى مائة ألف دولار في كانون الأول/ ديسمبر، بينما سيتحول التركيز في سنة 2025 إلى العملات المستقرة، حيث يبلغ إجمالي قيمتها 170 مليار دولار، 98 بالمائة منها مرتبطة بالدولار.

وقال الموقع إن حوالي 80 بالمائة من تدفق العملات المستقرة المرتبطة بالدولار يحدث خارج الولايات المتحدة. ويظهر هذا التبني بشكل رئيسي في أوروبا (مع روسيا في المقدمة)، وفي الهند، وفي دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وسنغافورة وإندونيسيا، حيث تُستخدم العملات المستقرة في مدفوعات التحويلات المالية وكوسيلة للوصول إلى الدولارات.

واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن النتيجة هي أنه بينما أنشأت الولايات المتحدة أخيرًا إطارًا تنظيميًا لهذه الأصول، سيسأل البنوك المركزية ووزراء المالية في الدول الأخرى إدارة الخزانة الأمريكية القادمة عن خطة التعامل مع هذه الدولارات الجديدة المنتشرة في اقتصاداتهم.

مقالات مشابهة

  • خمسة أسئلة كبيرة حول الاقتصاد العالمي خلال عام 2025
  • أسوأ سنة في تاريخ الصحافة الفلسطينية.. 203 شهداء خلال 2024
  • أسوأ سنة في تاريخ الصحافة الفلسطينية.. 203 شهيد خلال 2024
  • «جمعية الصحفيين» تكشف عن برنامج اليوبيل الفضي يناير الجاري
  • فتح باب التقديم لجوائز AIM للتصنيع العالمي 2025
  • صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024.
  • صحفيات بلا قيود: 75 انتهاكا ضد الصحفيين في اليمن خلال 2024
  • حميد الشاعري: السوشيال ميديا أعادت إحياء الموسيقى وزادت حريتها
  • جولد بيليون: الذهب العالمي عند أعلى مستوى خلال 3 أسابيع
  • فتح باب التقديم لجوائز “AIM” للتصنيع العالمي 2025