سرايا - في وضع يثير شكوكا بفرصة للظفر برئاسة ثانية بسبب دعمه المطلق للاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدوانا على قطاع غزة، يحبس قادة حملة الرئيس الأميركي جو بايدن الأنفاس لتجاوز أزمة اضرابات الجامعات التي بدأت بجامعة كولومبيا وأمتدت لأكثر من 40 جامعة بعدة ولايات.

الاحتجاجات الطلابية وضعت حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي، جو بايدن في "موقف صعب" بينما يحاول التوازن بين مساندة إسرائيل من ناحية، وإنهاء الحرب في قطاع غزة من ناحية أخرى.



وأصدر الطلاب الغاضبون دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدة العسكرية الأميركية للاحتلال، وسحب استثمارات الجامعات من موردي الأسلحة والشركات الأخرى، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم إصدار إجراءات تأديبية بحقهم أو اعتقالهم.

واجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات اجتماعية ودينية مختلفة، بما في ذلك الديانتين اليهودية والإسلامية، مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، في حين وجه سياسيون من بينهم أعضاء جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ اتهامات للمتظاهرين بمعاداة السامية.

وتسلط هذه الاحتجاجات الضوء على "التحديات السياسية التي ما يزال بايدن يواجهها جراء دعمه غير المشروط للاحتلال مع محاولة تحقيق توازن بين إدانة معاداة السامية في الجامعات ودعم حق الطلاب في الاحتجاج"، وفق صحيفة واشنطن بوست.

وتأتي الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 34 ألف شخص، في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتعيد الاحتجاجات الطلابية الواسعة النطاق تنديدا بالحرب الدائرة في غزة، إلى الأذهان موجة المظاهرات العارمة التي شهدتها الولايات المتحدة، خلال أواخر ستينيات القرن الماضي وما تلاها من سنوات للحرب في "فيتنام".

وفي حين يضغط الطلاب على جامعاتهم للتخلي عن أي علاقات مع إسرائيل وعلى إدارة بايدن من أجل وقف لإطلاق النار، قال حلفاء لبايدن وإستراتيجيون ديمقراطيون إن الاحتجاجات محصورة إلى حد كبير بكليات النخبة، وقالوا إنه ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت معارضة الدعم الأميركي لإسرائيل، خاصة بين الديمقراطيين الشباب، ستؤثر بشكل كبير التأثير على آفاق بايدن الانتخابية، وفق واشنطن بوست.

لكن في الوقت ذاته، فإن كبار مساعدي البيت الأبيض يراقبون عن كثب التقارير بشأن الاحتجاجات، ما يعكس مدى أهميتها لسباق الرئاسة، وفقا لمطلعين.

وقال البيت الأبيض ومنظمو حملة إعادة انتخاب بايدن إنهم يركزون على إدانة معاداة السامية وضمان شعور الطلاب اليهود بالأمان في الحرم الجامعي، مع تسليط الضوء أيضا على التمييز ضد العرب وإعادة التأكيد على حق الاحتجاج ومعالجة القضية الفلسطينية.

ويواجه الرئيس الديمقراطي منذ أشهر انشقاقا داخل القاعدة التقدمية لحزبه، التي تشعر بالغضب لأنه لم يفعل المزيد لوقف حرب إسرائيل على حماس في غزة.

وكان هناك اهتمام أكبر لحملة "التخلي عن بايدن" في ولاية ميشيغان مقارنة بويسكونسن، بسبب العدد الكبير من السكان العرب الأميركيين في ميشيغان، لكن منظمي الحملة عملوا على ضمان خسارة بايدن لولاية ويسكونسن أيضا ويرون أن الولاية حاسمة لحرمان بايدن من ولاية ثانية.

وميشيغان وويسكونسن ولايتان متأرجحتان يمكن أن تحددا ما إذا كان بايدن أو ترامب سيصل إلى البيت الأبيض، العام المقبل، وفق ما يعتقد روبرت باتيلو، المحلل الإستراتيجي للحزب الديمقراطي ومحامي الحقوق المدنية.

ويرى باتيلو أنه بات واضحا أن بايدن يدرك جيدا أنه "لا يستطيع الفوز بإعادة انتخابه طالما أن الحرب مستمرة أو بالأحرى الإبادة الجماعية مستمرة"، حسب تعبيره.

ويحاول بايدن الآن "القيام بشيء لم ينجح في فعله من قبل، وهو أولا الترويج لحل الدولتين ومحاولة دعم الفلسطينيين والإسرائيليين في نفس الوقت". وموقفه يتركز على دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحقها في الوجود، ولكن ليس حقها في قتل النساء والأطفال"، وفق باتيلو.

وفي الجامعات ناشدت إداراتها الطلاب المتظاهرين إخلاء المخيمات، مع انتهاء الفصول الدراسية واستعداد الجامعات لحفلات التخرج.

ووسط استمرار التظاهرات، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا، فشل المحادثات مع محتجين مؤيدين للفلسطينيين لإزالة خيام نصبوها في حرم الجامعة، وحثتهم على إنهاء احتجاجهم طوعا وإلا سيُفصلون من الجامعة.

وفي هذا الشأن، تحدث الخبير الإستراتيجي الديمقراطي، ديفيد كارلوتشي أن هناك خطا رفيعا في الولايات المتحدة بين حرية التعبير وانتهاك حقوق إنسان آخر وهذا ما نراه في تلك الجامعات.

من جانبها، أعربت الخبيرة الإستراتيجية الجمهورية، كورين كلارك، عن اعتقادها أن الرسالة من الاحتجاجات وصلت لإدارة الرئيس جو بايدن، مضيفة أن لدى المتظاهرين الحق في التعبير عن رأيهم، لكنهم لن يغيروا رأي صناع القرار في واشنطن.

وقالت إن فصل الطلاب قرار صعب للغاية، وعلينا أن نترك للطلاب حرية التعبير عن الكلام وهذه ليست جريمة تستحق الحرمان من التعليم.

وقالت المتحدثة باسم حركة الطلاب الوطنية من أجل العدالة في فلسطين سارة فرحان، إن المظاهرات هي البداية، والطلبة متحمسون جدا وهذا عمل جاء بعد جهود متواصلة لسنوات.

وأكدت أن المظاهرات فعل تصعيدي من شأنه جلب الكثير من الانتباه، مضيفة أن المحتجين ليسوا عربا فقط، بل هناك جنسيات مختلفة وحتى أعضاء من هيئة التدريس.

وأكدت أن معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية، وكل اتهام لنا من هذا القبيل كاذب والدليل أن معنا على الأرض طلاب يهود.

وأضافت أن الاعتقالات والمنع من الدراسة لن يغير من سير الاحتجاجات شيء، مدللة على اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأميركية.

وقالت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق إن المحادثات التي استمرت أياما بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في إقناع المتظاهرين بإزالة عشرات الخيام التي نصبوها للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على غزة.

وتأتي الحملة بجامعة كولومبيا، وهي محور الاحتجاجات على حرب غزة التي تعصف بحُرم جامعية في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي ألقت فيه الشرطة القبض على عشرات الطلاب بجامعة تكساس في أوستن خلال مسيرة مؤيدة للفلسطينيين.-(وكالات)


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعوى معاداة السامي

سرايا - قال مقال نشرته صحيفة هآرتس إنه لا يجوز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يلوم إلا نفسه على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه هو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ولكن مثلما كان متوقعا، أخذ "رجل المبادئ" يلوم معاداة السامية ويتذرع بها لتجنب مسؤولية أفعاله.

وأشار المقال إلى أن حكومة نتنياهو انتهجت إجراءات أضعفت من حصانة إسرائيل القانونية، فشنّت حملة لسنوات ضد النظام القضائي، وتصرفت من دون اعتبار للقانون الدولي في غزة، كما سمحت للمستوطنين بتوسيع عملياتهم.


اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير في إندبندنت: خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة جدي وحقيقيlist 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل ربما تكون عرضة لحظر غربي للأسلحةend of list

وأكد المقال -بقلم الصحفي الإسرائيلي يوسي فيرتر- أن تشكيل لجنة تحقيق حكومية في أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حسب نصيحة المدعية العامة غالي بهاراف ميارا، "كان من الممكن أن يهيئ إسرائيل للتعامل مع تهديد" المحكمة أو حتى إزالته، ولكن نتنياهو "بعناده وتكبره" المعهود رفض النصيحة.


وبدلا من اتخاذ إجراءات من شأنها تحسين صورة القضاء الإسرائيلي، سخّر قدرات الحكومة والكنيست ووسائل التواصل الاجتماعي وأجزاء من وسائل الإعلام التابعة للمؤسسة الحاكمة لانتقاد المدعية وتشويه سمعتها، ووصف الكاتب حملة التشهير ضدها بأنها "من أحقر وأخطر الظواهر في تاريخ البلاد".



كما وصف المقال سلوك الحكومة على الساحة الدولية بأنه "هاوٍ وصادم"، مستشهدا بأمثلة مثل تشجيع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للمليشيات على "إحراق الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية"، ويضيف المقال أن "المسؤول الأول هو رئيس الوزراء، فالسلطة بين يديه".


ووجه المقال انتقادات لاذعة لطريقة تعامل نتنياهو مع الأزمات الحالية في الشرق الأوسط، إذ تجاهل مطالبات بإدارة الوضع في غزة بشكل مختلف، كما لم يلقِ بالا لنداءات بتوسعة صلاحيات فرق مفاوضات الأسرى ودعمها، وأكد المقال أن الرأي العام في البلاد انقلب ضده.

ووفق المقال، كل هذه القضايا ضاعفت من توتر وضع نتنياهو في الداخل، لا سيما مع سعيه المستمر للتهرب من المساءلة عن أفعاله، خصوصا محاكمته في قضية الفساد.


واتهم المقال "الدكتاتور" الإسرائيلي بالتلاعب بعائلات الأسرى بتقديم "كلمات جوفاء" ووعود فارغة، وذكر تأكيده بأن "عشرات المختطفين" سيعودون قريبا، من دون وضع خطط ملموسة لذلك، مما سمح له لاحقا بإلقاء اللوم على "رفض حماس" التوصل لموافقة لإطلاق سراح الأسرى.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1037  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 23-11-2024 05:36 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
تعرف على فوائد صابونة الفحم من أين جاءت فكرة ابتكار شخصية ميكي ماوس؟ تخترق بأقل من ثانية .. هذه هي أخطر كلمات المرور حول العالم الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور... كتلة هوائية باردة جدًا من أصول سيبيرية تؤثر على الأردن هجوم واسع بالمسيرات من لبنان يستهدف الاحتلال حادث سير يصدم رونالدو الصفدي: وجود العرموطي تحت القبة مع النواب أفضل من... خبير عسكري: الاحتلال يقوم بمناورات متشعبة في جنوب..."إسرائيل" تستأنف غاراتها التدميرية على...120 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ48 الماضيةميركل: زيلينسكي جعلني "كبش فداء" - تفاصيل نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجتهميلانيا ترامب تعلن عن أول تعيين كبير لها في البيت...اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين...إعلام عبري: انتحار 6 عسكريين نتيجة سوء أوضاعهم...هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق... جارة القمر .. فيروز تحتفل بعيد ميلادها التسعين علاقة ميغان ماركل بفيكتوريا بيكهام تمر بأزمة جديدة شاروخان يكشف سبب تفكيره في الاعتزال: بكيت بشدة... فيروز الأم .. عاطفة استثنائية تظهر الجانب الإنساني... مفاجآت تتكشف بقضية ملاحقة كاتب جزائري شهير .. ما... التعمري يعود إلى التدريبات الجماعية مع نادي مونبلييه الفرنسي "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور لحسين عموتة؟ ميسي يعلنها: أفكر في اليوم الذي سأعود فيه إلى برشلونة مقتل مدرب بشكتاش التركي بـ "23 رصاصة" نجم البرازيل يقيم حفل زفافه على ابنة أخت زوجته اخترق مؤسسات وباع بياناتها .. مصر تقبض على "هاكر" خطير فضيحة مدوية في تركيا .. عصابة أطباء وممرضين قتلت 12 رضيعاً أثناء عمله في قبو .. سباك يعثر على كنز (ذهبي) بقيمة 2.4 مليون دولار شيف شهير يسلم نفسه للشرطة المصرية: ابن زوجتي دهس عامل دليفري الاعتداء على طفل بحبسه في مجففة ملابس عامة سجن طبيب أميركي 190 عامًا بعد تلاعبه بالعلاجات وتسببه في وفاة زميلة أول صورة مفصّلة لنجم في مجرّة أخرى غير درب التبانة أول لقاء بين أطول وأقصر امرأتين في العالم لا تستخدم في أطباق العشاء .. هذا ما يميّز "نحف سباغيتي" نجل طباخ شهير يدهس عامل توصيل

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • ردا على دعمه الكبير فى سباق الانتخابات الرئاسية.. مخاوف أمريكية من إهداء ترامب منصبًا كبيرًا لإيلون ماسك
  • ناشطة بريطانية تضرب عن الطعام لإجبار بلادها علي التخلي عن دعم إسرائيل
  • مستشار وزير التعليم العالي: انتخابات الاتحادات الطلابية تعود بقوة لتعزيز المشاركة والديمقراطية
  • هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعوى معاداة السامي
  • الرومانيون في الخارج يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية
  • سكرتير مساعد الأقصر تبحث استعدادات البطولة الإفريقية والعربية للبرمجة لشباب الجامعات
  • شبوة.. إضراب شامل للمعلمين للمطالبة بتحسين رواتبهم
  • تاج يعلن عن إنشاء نادي ريادة الأعمال بجامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية
  • طلبة أردنيون يتظاهرون رفضاً لمعاقبة متضامنين مع غزة (شاهد)
  • أسهم شركات التكنولوجيا تهبط بمؤشر "نيكي" الياباني