صباح محمد الحسن طيف أول: الوطن الآن وكل مواجعه تحت ركام الخوف حتى المرايا التي تدين ملامحه في كل مرة خرجت زواياها تهتف ضد السقوط لكن الطغاة فيه في ساعة عزف على الوتر الحزين، الذي لا يدعو لك المعجبين لكن قد يجلب لك المشفقين المتعاطفين!!. وبعد ما التقى بالفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الذي أكد له متانة العلاقات بين البلدين.
وصل المبعوث الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف على رأس وفد روسي إلى مدينة بورتسودان ليلتقي فيها مع نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق شمس الدين كباشي وبعض الوزراء السودانيين من بينهم وزيرا الخارجية والمعادن. فزيارة الوفد الروسي في هذا التوقيت لا تستحق التهليل والرقص بالحروف الذي تمارسه الفلول علي منصات السوشيال ميديا، لأنها زيارة إنقاذ للسلطة الانقلابية ليس من غرف ظلام العزلة إلى براحات الشرعية والاعتراف، ولكنها تأتي لدرء عقوبات مجلس الأمن المتوقعة التي ستلاحق بعض القيادات العسكرية حتى ولو التزم وفد الجيش ولم تراوده فكرة التنصل عن المفاوضات!! لذلك هي زيارة تضامنية لتخفيف ما ستتحمله القيادات العسكرية من عبء سيجعلها تواجه خطرا لا حول لها ولا قوة عليه ولأنها زيارة لكامل التضامن لا الدعم قال وكيل وزارة الخارجية السودانية حسين الأمين: (إن زيارة المبعوث الروسي تمثل رسالة تضامن مع
السودان حكومة وشعبا). والفلول واهمة إن ظنت أن روسيا ستتخلى عن كل مصالحها مع دول العالم وتضرب بعلاقتها الحائط مع أكثر من 21 دولة تدعم التفاوض والحل السلمي لوقف الحرب وتأتي لمنح البرهان الشريعة للحكم من جديد. فحتى في سباق البحر الأحمر الآن وعلى (مياه الواقع) تجد أمريكا تتقدم على روسيا فتعليق العمل بالاتفاق مع موسكو حول القاعدة البحرية لحين مصادقة الهيئة التشريعية وتفكيك المنشأة الروسية وسحب جميع معداتها من قاعدة فلامنغو لم يوازه بالمقابل طرد للمدمرة الأميركية (Uss) التي وصلت بورتسودان والتي لحقت بها أخرى وظل الوجود في ساحل البحر الأحمر يكبر كل يوم بعدد القوات لا المدمرات فأمريكا وطأت أقدامها البحر الأحمر وطاب بها المقام، فيما ظلت روسيا حتى الآن تتأبط عقدا من طرف واحد مع حكومة مخلوعة يحتاج إلى موافقة هيئة تشرعية وهي التي لا توجد حتى ولو منحت روسيا البرهان الشرعية المفقودة فهو لا يحق له تفعيل العقد المبرم لإقامة قاعدة عسكرية. وروسيا تعلم أن البرهان ليس بيده الأمر فلو كان يملك هذا القرار لما تركته لعام كامل يعيش في عزلته وحيدا لذلك أن الزيارة في هذا (الزمن الضائع) ليست من أجل أن يطمع البرهان بقيادة فترة جديدة في ظل الحرب وما بعدها لكن لإبعاد الجديد الذي يترتب علي الحرب ولما أرتكب فيها وما قبلها!! ويقولها نائب رئيس المجلس الانقلابي مالك عقار إير في تعليقه على زيارة المبعوث إن هناك ضرورة لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وروسيا في المنابر الدولية خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي!! ولم ترسل روسيا إلا مبعوثا خاصا بقضايا الشرق الأوسط وأفريقيا ولأن مهمته ليست بعيدة عن مهمة دول الوساطة لذلك إلتقي مع السفير السعودي ومجموعة من السفراء العرب بمدينة ببورتسودان والتي تم الكشف عنها إنها بحثت أهمية التعاون المشترك مع السودان ودعوة الفرقاء السودانيين إلى التوافق مؤكدا خلال اللقاء حرص بلاده على سلامة السودان ووحدته، وإن روسيا تحرص على إقامة علاقات بناءة وتنمية مع السودان وكافة الدول العربية أي ليست لها رغبة في بناء علاقات مع السودان وحده لتخسر علاقتها مع كافة الدول!!
طيف اخير: قال الناطق الرسمي لـ (تقدم) د. بكري الجاك في ندوة الأعلام البيضاء إن طرفي الصراع وحتى يوم أمس أكدا جاهزيتهما للذهاب للتفاوض في الموعد المحدد دون شروط.
نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومصباح محمد الحسن
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية:
صباح محمد الحسن
مع السودان
إقرأ أيضاً:
الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان
الجديد برس|
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الإمارات هي اللاعب الأكبر في تأجيج الحرب الأهلية في السودان والمستمرة منذ أبريل 2023، وتقترب من عامها الثاني.
وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن أن تستمر الحرب في دولة فقيرة مثل السودان بهذه الشدة بناءً على أسلحة وموارد مالية من اللاعبين المحليين فقط.
ونبهت الصحيفة “تستمر الحروب في مثل هذه البلدان لأن جهات خارجية تمولها، بينما يغض الآخرون الطرف عنها.
وقالت إنه لدى الإمارات “نمط في لعب دور صانع الملوك في حروب أفريقيا، حيث تراهن على أنه إذا انتصر شريكها المختار، فسوف يتم منح أبوظبي القدرة على الوصول إلى موارد هائلة وقوة جيوسياسية”.
وأضافت “لتحقيق هذه الغاية، تزود الإمارات قوات الدعم السريع بأسلحة قوية وطائرات بدون طيار، بل وحتى المساعدات الطبية لمقاتليها.
كما أصبحت دبي المتلقي الرئيسي لـ “الذهب الدموي”، الذي هربه كل من الجيش وقوات الدعم السريع في مقابل الأسلحة والمال”.
وبحسب الغارديان “تضمن الإمارات فعليًا الأموال اللازمة لاستمرار الصراع في حين تستفيد من معدلات التخفيض التي تدفعها مقابل سلعة بلغ سعرها مستويات قياسية”.
وفي الوقت نفسه، يتم استخراج الأصول الأكثر ربحية للشعب السوداني من تحت أقدامهم ونقلها جواً فوق رؤوسهم إلى الشرق الأوسط، ثم يتم مقايضتها بالأسلحة لإمطارهم وهم يتضورون جوعاً.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من دورها المترامي الأطراف في الحرب، فقد احتضنت الإدارة الأميركية الحالية الإمارات علناً، ولم تصدر بياناً يفيد بأنها لم تعد تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة إلا بعد اهتمام إعلامي متواصل وضغوط من الناشطين السودانيين واهتمام في مجلس الشيوخ.