السودان.. سوق الكراهية يزدهر كيف نغلقه؟
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
فجرت تصريحات بثتها الإذاعة القومية لضابط سابق بجهاز الأمن غضبا كاد أن يعيد حالة من الصراع الأهلي والتوتر شهدها إقليم شرق السودان في العقود الماضية.
مصعب محمدعلي
وشكك ضابط الأمن السابق، بدر الدين عبد الحكم، في الهوية السودانية لمكونات أهلية قال إنها لا تنتمي إلى السودان ويجب أن تنزع عنها الجنسية السودانية.
وسرعان ما سرت حالات من الغضب لدى المكون وتوعد منتمون له بالرد والانتقام.
مثل هذا التصريح العنصري يدلل على عناصر وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب المؤتمر الوطني المحلول الذين ارتبط خطابهم ومشروع حكمهم (١٩٨٩- ٢٠١٩) بتسميم الفضاء العام.
وبعد اسقاط نظام حكم حزب المؤتمر الوطني عبر ثورة سلمية ناهضت القوى السياسية خطاب الكراهية، وبدأت تزدهر وسط السودانيين الاهازيج والاغنيات التي تحتفل بالسودان الموحد
لكن عاد خطاب الكراهية إلى الواجهة من جديد بعد حرب ١٥ أبريل المندلعة بين الجيش وقوات مليشيا الدعم السريع، فأصبح المجتمع السوداني أمام حالة استقطاب حاد أثناء الحرب.
فما أسباب عودة خطاب الكراهية اثناء الحرب؟يرى القيادي بالحزب الناصري، منذر أبو المعالي، أن عودة هذا الخطاب وتفشيه لم يماثله خطاب في تاريخ السودان الحديث، وأن عودته إلى الواجهة هي من خلقت حالة انقسام وسط السودانيين، وقال إن جماعة الإخوان المسلمين ظلت تعمل على بتر الأيادي المرفوعة نحو السلام وايقاف الحرب، إما بالاعتقال أو التصفية أو بالتخوين؛ فأصبح هناك تياران، تيار يدفع المجموعات السكانية نحو القتال وآخر رافض. فبرزت في السطح عمليات التجيش أو ما يسمى بالمستنفرين، وكذلك التجنيد الإجباري وإشراك المدنيين قسريا في الحرب المشتعلة.
وأشار أبو المعالي إلى إعلان عدد من القبائل عن انضمامها لطرف ضد الآخر بسبب العرق والانتماء القبلي.
هل أيادي فلول النظام المباد هي من تؤجج نيران الحرب الأهلية؟
بالنسبة للقيادى بحزب البعث العربي الاشتراكي، وجدي صالح، الإجابة “نعم”.
ويقول إن فلول النظام الإسلامي الساقط يمارسون التخريب المنظم وسط الجيش والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن، وفي بعض الولايات بدعم الشيوخ والعمد ورجال الإدارة الأهلية (غير المؤهلة) لاختطاف اسماء الجماهير ومناطقهم ومدنهم والمتاجرة بها سياسيا لتأجيج نيران الحرب والتحضير للخطة(ب) وتحويل الحرب (لحرب أهلية) فى حال فشلهم فى الإجهاز على جذوة الثورة بالحرب العبثية بين الفلول (العسكريين والمدنبين) مع قوات الدعم السريع وتحقيق نصر عليها للانفراد بالسلطة وثروات السودان.
ويرى أن الشعب السوداني يقف بالمرصاد ويدرك هذه العملية الخبيثة ويرفض أي تجميع وتوجه نحو الخطاب العنصري الذي يفتح الباب نحو الحرب الأهلية تحت الغطاء القبلي أو الجهوي أو العشائري أو السياسي.
وبالنظر إلى الشهادات التي أدلى بها المعتقلون لدى الجيش وقوات مليشيا الدعم السريع، فهي تؤكد على أن عمليات القتل والاستجواب كلها ارتبطت بالنزاع العرقي الذي عرفه إقليم دارفور مطلع الألفية.
ماذا يريد جنرلات الحرب ؟هذا السؤال اطلقه عصمت شريف ساتي أحد الفارين من ويلات القتال في مدينة الخرطوم خاصة وأن ذاكرته كلها محتشدة بأهوال الحرب.
ولم يكن له حديث غير الحديث عن الحرب وما سببته له من أحلام وكوابيس مزعجة، يقول شريف: شاهدت رجالا ذُبحوا، وأطفالا قُتلوا بالرصاص ونساء تمزقن أشلاء بسبب الدانات الطائشة والقصف الجوي العشوائي، واثناء فراري من هذه الأهوال، انهالت علي اسئلة حول القبيلة التي انتمى اليها وكانت هناك اتهامات جاهزة ومعلبة يطرحها أفراد لقوات الدعم السريع.
وبالمقابل، تعرض مدنيون في مناطق سيطرة الجيش إلى الاعتقال والتعذيب الوحشي بسبب الهوية.
وكان والي ولاية نهر النيل، شمال السودان، أطلق قبل أشهر تهديدات طالت مكونات قبلية متواجدة في الولاية، يرى أنها مهدد أمني، محذرا من خطورتها واعتبرها خلايا نائمة تتبع للدعم السريع، وعلى الفور نشطت حركة اعتقال طالت هذه المكونات.
يقول منذر أبو المعالي إن بسبب مثل هذه الخطابات العنصرية ارتكب طرفا النزاع جرائم بشعة وصلت حد قطع الرؤوس وبتر الأيادي والتمثيل بالجثث
وأضاف: “هناك تجاهل تام للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وهو أمر خطير ومقلق تسبب فيه خطاب الكراهية الذي أصبح مسيطرا على الفضاء العام، خاصة الإسفيري.
وشدد أبو المعالي على ضرورة تحرك القوى المدنية لمناهضة هذا النوع من الخطابات
والتي يرى أنها ضمن مخططات فلول النظام المباد وأنها تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.
كما أنها دفعت بالسودان على شفا حرب أهلية ستكون واسعة النطاق.
الوسومالجيش الدعم السريع الكيزان خطاب الكراهيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع الكيزان خطاب الكراهية
إقرأ أيضاً:
الحزب الشيوعي السوداني: وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة ولا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
الحزب الشيوعي السوداني يكرر ويجدد موقفه الثابت والرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبدالفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول. كذلك يرفض الحزب محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعي لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها
بيان من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني
#وحدة السودان وسلامة أراضيه واجب الساعة
#لا شرعية لحكومات نتجت عن الانقلاب وحرب ابريل 2023
الحزب الشيوعي السوداني يكرر ويجدد موقفه الثابت والرافض لمحاولات حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بقيادة عبدالفتاح البرهان لتكوين حكومة فترة انتقالية مع الموالين له من فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول. كذلك يرفض الحزب محاولات مجموعة نيروبي بقيادة محمد حمدان دقلو التي تسعي لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
يؤكد الحزب الشيوعي ان الجهتين المذكورتين تفتقران للتفويض الجماهيري المطلوب من قبل الشعب كضرورة اساسية للحصول علي الشرعية الدستورية.
يعتبر الحزب ان طرفي النزاع هما وجهان لعملة واحدة. وانهما مسؤولان بالتضامن والانفراد عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في دارفور وهما مسؤولان عن تفجر الكارثة الإنسانية هناك في العام 2003 التي نتجت عنها جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب الي جانب ارتكاب الانتهاكات الواسعة والممنهجة في بقية أنحاء البلاد من بينها مجزرة القيادة العامة في الخرطوم.
طرفا الحرب أيضا شريكان في إجهاض وتقويض العدالة بتقاعسهما عن ملاحقة المتورطين في ارتكاب المجازر والانتهاكات واسعة النطاق ولجوئهما الي تكوين لجان تحقيق صورية عديمة الصلاحية والقدرة علي الوصول الي نتائج وتوصيات من شأنها تحقيق العدالة بهدف تضليل الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي وتضليل الضحايا وذويهم وكذلك بهدف قطع الطريق أمام اللجان الدولية المحايدة.
يحذر الحزب ان محاولات الطرفين واعوانهما في الداخل والخارج في تشكيل الحكومتين ستقود الي تعقيدات لا حصر لها وستفاقم من خطورة الوضع الراهن من بينها زيادة الاستقطابات علي أسس قبلية وجهوية في بلد تعاني فيها المؤسسات الإدارية وهياكل الحكم من الهشاشة بسبب الفساد. كما تحمل الكثير من مجتمعاتها ارثا ثقيلا بسبب الصراعات القبلية والجهوية.
سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع مضطرون للتعايش مع سلطات الدعم السريع ولكنهم ليسوا خاضعين لها بكل تأكيد حيث لا يزال الملايين من ضحايا الجنجويد والدعم السريع يعانون من مهانة اللجوء والنزوح وهم ينتظرون تحقيق العدالة والانصاف.
من الجانب الاخر فإن حكومة البرهان المرتقبة والتي ستتشكل من خصوم واعداء الشعب؛ فلول نظام المؤتمر الوطني المحلول والموالين لهم الذين قطعوا الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وظلوا يخططون لتقسيم السودان تارة ب( مثلث حمدي) و( دولة البحر والنهر) وتارة بضم ولايات سودانية الى مصر ! هؤلاء لن تقبل بهم جماهير الشعب السوداني وقواه الحية خاصة في ظل استمرار جذوة الثورة التي لا تزال متقدة رغم العثرات.
اصرار طرفي الحرب علي رفض الجلوس حول طاولة المفاوضات للوصول الي اتفاق بوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية والداخلية يعرض حياة اكثر من خمس وعشرين مليون شخص لخطر الموت جوعا بسبب حرمانهم من الحصول علي معينات الحياة الضرورية من الغذاء والدواء. كما يزيد من معاناة اكثر من عشرة مليون سوداني من العالقين في مخيمات النزوح واللجوء.
الحزب الشيوعي السوداني يحمل البرهان والمليشيات التي تحارب معه من انصار النظام المباد بمختلف مسمياتها
كما يحمل الحزب مجموعة
نيروبي الموالية للجنجويد المعروفة باسم مجموعة التاسيس مسؤولية الانتهاكات التي ستشهدها مناطق سيطرة الدعم السريع واي مناطق اخري في البلاد باعتبارهم شركاء لمليشيا الجنجويد.
الحزب الشيوعي يتابع مبادرات المؤسسات الإقليمية والدولية من بينها مجلس الأمن و الاتحاد الافريقي و الاتحاد الأوروبي ومجلس حقوق الإنسان التي صدرت مع بداية هذا العام بخصوص الوضع في السودان خاصة فيما يتعلق بعدم الاعتراف بحكومة بورتسودان ورفض قيام اي حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها الدعم السريع. ومع ذلك فالحزب يطالب بعدم الاكتفاء بإصدار البيانات وتكرار التصريحات المصحوبة بالقلق.بدلا عن ادانة والزام القوى الدولية والاقليمية الكف عن مد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد والمعلومات اللوجستية. والمطلوب هو المضي قدما في تطبيق وتنفيذ القرارات التي صدرت من المؤسسات المذكورة بشأن الوضع الكارثي في السودان خاصة حول وقف الحرب واتخاذ تدابير ملموسة بشأن حماية المدنيين ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور وتطبيق العدالة.
يتحمل مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية مسؤوليته في الشروع في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في مواجهة عناصر حكومة الأمر الواقع في بورتسودان كذلك في مواجهة عناصر الدعم السريع وحلفائهم الجدد في مجموعة التاسيس التي انضمت لمليشيا الجنجويد في نيروبي.
يدعو الحزب الشيوعي السوداني جماهير الشعب السوداني وقواه الحية للتصدي لمحاولات طرفي الحرب وحلفائهم في الداخل والخارج والتي تسعي لقطع الطريق أمام ثورة ديسمبر المجيدة وتفتيت وحدة البلاد.
عاش نضال الشعب السوداني من أجل الحرية والعدالة والاستقلال ومن اجل وحدة البلاد.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني
٣/مارس/٢٠٢٥